حبيبت عبد الرحمن لسلوى فاضل الجزء الأول
المحتويات
ذاته ذهب إليها وكانت جالسة على السفرة فجلس بجانبها وامسك يدها
ما تخافيش مش حسيبك أبدا.
وتحدث معها بصوت خاڤت وبالمقابل تحدثت بسمة مع محمود.
بالراحة شوية يا محمود عبد الرحمن شكله تعبان قوي هو مش مسئول عن كلام والدته ومش حيقدر يعملها حاجة هي أمه مش مراته وأنت بنفسك شوفت اهتمامه بحبيبة وبدراستها شوف حبيبة عاملة ازاي تايهة بينكم عينها ورمت من البكى بص عليهم بالرغم من إن شكله تعبان جدا ومتعصب بس ماسك ايدها وبيهديها حط نفسك مكانه.
أنت عملت اللي عايزه سيبهم يروحوا وتتكلموا بعدين عشان خاطري يا محمود.
فكر قليلا
ماشي يا بسمة أنا داخل جوه
حسيبهم يعملوا اللي عايزينه.
هكلم لمحمود ثوان قبل ما أنزل.
مش عايزة تيجي معايا يا حبيبة
لا والله! بس مش عايزة أنزل وهو زعلان مني عشان خاطري يا عبد الرحمن!
ربت على ظهر كفها يطمئنها
ماشي يا حبيبة واغسلي وشك ما تنزليش كده.
جلست أمام محمود خجلة منه تخشي غضبه ما أن نطقت اسمه انخرطت في نوبة بكاء حادة ثم استحلفته
ولأول مرة يده وايترسلت
والله هو ما لوش ذنب! والدته هي السبب في كل اللي بيحصل.
اشفق عليها واختلطت مشاعره بين حزن وأسى ڠضب منها فلم يفهم موقفها توقع ان توافقه الرأي نظر إليها بحنان ومسد على رأسها مغتصبا بسمة مجبرة صغيرة ليبثها الطمأنينة
اعملي اللي شايفاه يا حبيبة.
ذهبت حبيبة مع عبد الرحمن ولم تستطع ان توقف دموعها فعبد الرحمن منهك القوى يداهمه صداع شديد استنزف باقي طاقته وشوش رؤيته فترك سيارته وعادا سيرا وكانت هي عكازه طوال الطريق وهي توزع نظراته بينه وبين طريقهما يرتعد قلبها خوفا وحسرة عليه كل منها يحدث ذاته ليه يا أمي تعملي كده! تصغريني تخلي حد أصغر مني يكبر عليا! يغلط فيك وفيا وما أقدرش ارد ابص في وش مراتي ازاي اقف أكلمك وأنا عارف اني شايفاني صغير ازاي! زمان بابا كان يعاقبني لما اغلط وأنت بتعاقبيني عشان بطلت اغلط ليه عايزاني آذي إنسانة حبتني بصدق ما وقفتش قدام عيوبي وشافتني بقلبها استحملت اللي عملتيه فيها وسامحت أنت حتى ما سألتيش لحد النهاردة أنا روحت للدكتور ليه ولا قال أيه يا
ليه يا طنط كده! أنا من وقت ما تجوزت بحاول أقرب بين محمود وعبد الرحمن كده بعدت قوي مش كفاية تعب عبد الرحمن ده بيرجع من عندك كل مرة تعبان قوي وأنا بمۏت كل لحظة وأنا عاجزة عن علاجه وبخاف بخاف قوي عليه يا رب نجيه واشفيه يا رب! ما تخدوش مني أو خدني معه وريحيني من الدنيا اللي مش عايزاني أفرح أو ارتاح.
وبالبيت بدأ عبد الرحمن يفقد توازنه فجلس على أول كرسي قابله.
مالك يا عبد الرحمن تعالي نروح للدكتور لا أنا اكلمه دلوقتي يجي.
لا يا حبيبة أنا اخد الدوا وأنام.
يا عبد الرحمن أنت تعبان بقالك كتير سبني اتصل بالدكتور يجي.
خلاص يا حبيبة بكرة بكرة.
حاول عبد الرحمن النهوض ولم يستطع فساعدته حبيبة وقف وحاول طمأنتها تحرك خطوتين ولكنه لم يستطع التحمل أكثر فسقط أرضا.
صړخت باسمه وحاولت إفاقته دون جدوى فاتصلت بمحمود مڼهارة بالكاد تتحدث
الحقني يا محمود.
في أيه يا حبيبة ضړبك! قولت لك...
حرام يا محمود حرام كفاية عبد الرحمن وقع ومش
بيفوق أنا خاېفة قوي الحقني بالله عليك.
حكلم الإسعاف واجيلك ما تخافيش يا حبيبة.
فاغلق معها واتصل بالإسعاف كانت بسمة بجانبه فتساءلت بقلق شديد
في أيه يا محمود مين تعبان
تحدث وهو يتخرك ليبدل ملابسه
عبد الرحمن فقد وعيه ومش بيفوق وحبيبة مڼهارة.
قولت لك تعبان شكله كان باين وأنت ضغطت عليه جامد وللأسف أول مرة تغلط في حد.
رد بعصبية وتوتر
خلاص يا بسمة ربنا يعديها على خير.
طيب اجي معاك.
والأولاد نسيبهم فين مش ينفع لازم انزل بسرعة.
وصلت الإسعاف ولازال عبد الرحمن فاقدا لوعيه تحركت حبيبة مع محمود خلف سيارة الاسعاف وهي بأسوأ حالاتها مڼهارة وصل خۏفها لدرجة الړعب والذعر شعر محمود بالذنب تجاه عبد الرحمن وتألم كثيرا من اجلهما.
وبالمستشفى نقل عبد الرحمن غرفة العناية المركزة أخبرهم الاطباء بارتفاع ضغط الډم بصورة مقلقة وكذلك نسبة السكر واخبروهم باحتمال وجود جلطة وسيجرون بعض الفحوصات للتأكد وتحديد مكانها.
صدمت لم تعد تحملها قدمها فجلست أرضا بموضعها تكرر كلمة واحدة.
جلطة. جلطة يا رب يا رب سيبه يا رب خليه.
حبيبة مش كده قومي تعالي معايا لسه الدكتور بيقول لسه بيتأكدوا.
مش قادرة والله يا محمود! مش قادرة هو كان تعبان و بقالي كتير بتحايل عليه نروح للدكتور مرضيش مآجلها من قبل الامتحانات والله تحايلت عليه والله! والله!
جلسا لأكثر من ساعة لا يعلمان شيء عنه وحالة حبيبة سيئة جدا لم تجف دموعها سأل محمود عنه وحاول معرفة أي شئ فاخبره الأطباء ان لديه جلطة قريبة من القلب لكن ولحسن الحظ في بدايتها و اعطوه ادوية لإذابتها و سيظل بالعناية المركزة حتى يسترد وعيه.
حبيبة اهدي بقي وبطلي عياط.
خاېفة قوي يا محمود هما مش عايزين يقولوا تأكدوا ولا لأ ليه هو حالته متأخرة قوي عشان كدة مش عايزين يقولوا! هيسيبني صح! ما تعبش كده غير بعد جوازنا.
يا حبيبتي ما تخافيش ان شاء الله خير ده نصيب في الأول والاخر أنا سألت على عبد الرحمن وقالوا حالته.
التفتت اليه حبيبة وامسكت يده
قالوا لك أيه عرفت حاجة فاق يا محمود!
اهدي بس بالراحة كده هما حددوا حالته خلاص.
وأيه يا محمود قول بالله أنا مش قادرة قول هو تعبان قوي! صح
انتحبت مع كلمتها الأخيرة.
أنت كده ممكن يحصل لك حاجة على الاقل اهدي شوية عشانه هو محتاجك.
حاضر .
جففت دموعها وحاولت ألا تبكي
قول بقي.
هو عنده جلطة فعلا.
عاودت البكاء من جديد فاسترسل
ما تخفيش كده قالوا في بدايتها ويسطروا على الحالة أول ما يفوق حينقلوه غرفة عادية دلوقتي احنا وجودنا هنا مالوش لازمة.
قالوا حيفوق امتي
قالوا قريب مش عارفين امتي. بس قريب.
عايزة ادخل له يا محمود.
صعب مش عارف ينفع ولا لأ
بالله يا محمود قولهم أنا حعمل أي حاجة بس ادخل اشوفه.
طيب حسأل.
خدني معاك.
سندها محمود وذهبا قابلا الدكتور الذي اعترض على دخول حبيبة لشدة اڼهيارها لكنه وافق بالنهاية تعاطفا ورأفة بها ولشدة إلحاحها ورجائها.
دخلت حبيبة غرفة العناية المركزة وكان بها العديد من الأسرة على الجانبين يفصلهم ستائر خضراء اللون ورائحة الأدوية تملأ المكان كان منظرا مخيف لها يذكرها بذلك اليوم الذي دخلت فيه والدتها المشفى قبل ۏفاتها.
رفعت لها الممرضة الستار عن عبد الرحمن فراته وقد ركبوا بجسده العديد من الاسلاك فوضعت يدها على فمها وحاولت التماسك ومنع نفسها من البكاء واقتربت منه قبلت راسه ويده ثم همست بأذنه
حبيبي أنا هنا جنبك مش حسيبك أبدا ما تسبنيش أنت يا حبيبي أنا مش حمشي غير وأنت معايا ما تتاخرش عليا
وحشتني قوي حستناك بره مش حينفع أفضل هنا أكتر وهحاول ادخل لك تاني.
قبلت يده بل وقدميه ثم خرجت وانخرطت في بكاء حار حاول محمود التهوين عليها.
ما تقلقيش كده ان شاء الله يبقى كويس تعالي نمشي ونيجي الصبح.
نظرت له والدموع ټغرق وجهها
امشي ! أسيب عبد الرحمن لوحده وامشي! لا يا محمود ما اقدرش بالله يا محمود سيبني! مش هاقدر امشي بص أنا قاعدة هنا لحد ما يخرج فقبلت يده عشان خاطري سيبني ورحمة بابا وماما.
ضمھا بحنان وربت على ظهرها
خلاص يا حبيبة حسيبك تقعدي وحفضل معاكي ما تعمليش في نفسك كده.
جلسا أمام غرفة العناية وضع رأسها على كتفة غفت قليلا فرأت بمنامها عبد الرحمن يناديها فانتفضت مستيقظة وفي أذنها صوته استمعت لآذان الفجر فتوضأت وصلت مر الوقت بطيئا عليها تدعي الله بكل ثانية أن يشفيه ويعود لها معافى.
بعد فترة طويلة استيقظ محمود ووجدها تحوب ذهابا وايابا أمام العناية تترقب خروج أي فرد من التمريض لتساله عن عبد الرحمن فاقترب منها.
احنا المفروض نكلم والدته تعرف.
بلاش يا محمود أنا أصلا متوترة وخاېفة وأنت عارف طنط.
عارف بس ده حقها لازم تعرف.
أخذت شهيق عميق مرهق
أنا مش حأقدر كلمها أنت.
وبعد قليل خرج أحد التمريض فسألتها عن عبد الرحمن.
ضغطه نزل
كتير وعملنا له تحاليل لسه النتيجة ما ظهرتش ان شاء الله خير ما تقلقيش.
حضرت حافظة سريعا ما أن علمت ووجدتها فرصة ذهبية لتوبيخ حبيبة فأسمعتها أسوأ الكلمات
دي آخرة جوازكم أنت السبب ارتاحتي كدة لما جبتي صحة ابني الأرض أول مرة يدخل مستشفى بسببك أنت شؤم عليه نحس أعوذ بالله! جيتي وجبتي معاك المړض والمشاكل منك لله!
بكت حبيبة باڼهيار وتانيب ضمير ورد عنها محمود
لو سمحتي يا طنط اللي بتقوليه ده مش صح ومش وقته عبد الرحمن في العناية من امبارح المفرض تدعي له مش بتتخانقي وكفاية المستشفى اتفرجت علينا ولو حد السبب للي حصل فهو حضرتك.
لك حق تقول أكتر من كده ما هو راضي باللي تعملوه فيه وساكت لما يفوق بس.
اڼهارت حبيبة وازداد بكائها فهي تشعر انها سبب تعاسته ومرضه حقا. ضمھا محمود هامسا لها
كلامها غلط يا حبيبة هو هنا بسبب اللي هي عملته مش بسببك اهدي.
لم تكن تستمع لحديثه تتردد كلمات حافظة بأعماقها وعقلها فهي تشعر بذلك من البداية تؤنب نفسها ليلا ونهار تخشي الفراق أو أن يكرها حبيبها ويبتعد عنها لكنها لم تكن تتخيل أن يمرض وتتاثر صحته بتلك الطريقة أو أنها قد تفقده إلى الأبد كل ما سيطر على عقلها هو أن يبتعد عنها وهو بأحسن حال يحي حياة هادئة هو أبدى تفقده هي ولا يفقد هو حياته.
وبعد قليل مر الطبيب وأخبرهما بتخسن حالته
ما تقلقوش هو استجاب للعلاج وضغطه نزل شوية والسكر بدأ يقل برده. واضح انه كان تحت ضغط أو توتر شديد للأسف الاستهانة مع مرض الضغط ممكن يؤدي لكوارث المهم أنه استجاب للعلاج حيفضل في العناية لحد ما يفوق ونتأكد إن الحالة استقرت بعدها ننقله غرفة عادية.
حيفوق أمتي هو في غيبوبة من إمبارح.
ما اقدرش أحدد وقت معين ممكن يفوق في أي
متابعة القراءة