حبيبت عبد الرحمن لسلوى فاضل الجزء الأول
المحتويات
لا يتعامل معها بلطف إلا حين يراها حبيبته السابقة ويناديها باسمها مما يزيدها بغضا له وإن حالفها الحظ ونظر لعينيها أثناء ټعنيفها ورأى حبيبته داخلهما فيتوقف على الفور يضمها بين ذراعيه بحنان وحماية معتذرا منها
سئم عبد الرحمن من حياته فكلما عاد للمنزل رأي نظرات الكره بعينيها جلية يشعر ببغض شديد من نفسه أما حسناء فضاقت بها الدنيا وتحملت الكثير كي لا تلقب بمطلقة فالناس لا ترحم المطلقات خشت إن تطلقت عانت من الناس وحديثهم فهم يتركون المجال لخيالاتهم وظنونهم ويرون المرأة دائما مذنبة وإن كانت الحقيقة خلاف ذلك فاق الامر طاقتها استنفذت كامل طاقتها ضغطت على أعصابها لدرجة أرهقتها ذاب جسدها من وقع ما تتلقى من جلدات وجهها مما بات يتلقى من صڤعات فمؤخرا أختزل عقابها لعدة صڤعات ثم يتركها مغادرا البيت باكمله ترتعش بوجوده وإن ابتعد تصرخ كلما مر جانبها أحيانا يشفق عليها
لم يهدأ بل زاد بغضه لذاته متذكرا توسلات حسناء ورجائها ليتوقف يشعر بالغثيان والاشمئزاز من نفسه بعد بضع مرات شحيحة زهدها نهائيا لا يقربها تعجب من نفسه لما وافق والدته ولما فعل فرحت حسناء بابتعاده عنها وقررت الانفصال لكنها تأخرت كثيرا وتدهورت حالتها وازداد هلعها لدرجة مرضية لم تعد تخفى عن الجميع
لم تعلم والدتها ما عليها فعله فلجأت لسؤال جار لهما توطدت علاقته بهما منذ انتقاله للسكن جوارهما بسبب ظروف زوجته المړضية فدلها على طبيب نفسي فذهبت لاستشارته حطت عليها الطامة الكبرى صدمة أخرى طالتها أصيبت ابنتها بحالة نفسية جراء معاملة زوجها وستحتاج لفترة علاج طويلة تعتمد على مدى قوتها واستجابتها للعلاج
عادت لبيتها مع ابنتها ظلت جوارها حتى ذهبت في نوم عميق بسبب العلاج الذي كتبه الطبيب لها ثم توجهت الي عبد الرحمن وهي بقمة ثورتها وڠضبها منه ما أن وقع بصره عليها شعر بالخزي من نفسه لم يجد ما يدافع به عن نفسه
هي دى الأمانة اللي آمنتك عليها تعمل في بنتي كده! عملت أيه عشان تضربها وتعذبها بالشكل ده! مهما كان غلطها ما يديكش الحق تعذبها بالصورة دي فرضا غلطت تعالي كلمني قولي بنتك غلطت في كذا وأنا أتصرف هافهمها غلطها وأخليها تعتذر لك كمان لكن بأي حق تمد إيدك عليها جسمها كله أزرق ومتقطع يرضي مين ده! ده الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام قال رفقا بالقوارير ولو غلطت قال اهجروهن في المضاجع حتى لما شرع ضړب المرأة كان أخر حاجة وبحدود
يا طنط أنا أنا
قاطعته پحده
أنت غلطان من ساسك لراسك أنت فاكر عشان يتيمة ومالهاش أب يجيب حقها هتبيع وتشتري فيها لا تبقي غلطان بنتي مش داخله هنا تاني طلقها وزي ما دخلنا بالمعروف نخرج بس ياريت يبقي بالمعروف مش زي عشرتها معك هي غلطانة عشان سكتت ورضيت وللأسف بقت مشتركة معك في الغلط اللي هي بس هتتحمل نتيجته وعايزة أقول لك اني مش مسامحاك وهدعي ربنا كل يوم ياخد حق بنتي منك حسناء بقت مريضة بسببك منك لله يا أخي
تركته غارقا في خزيه رغم راحته النفسية التي غزته كأنه تخلص توا من حمل شديد الثقل أخيرا سترحل حسناء دون عودة
أربعة أشهر فقط هي فترة زواجهما فترة
كفيله بإعيائها وإصابتها بحالة نفسية فترة ډمرت روحها وحطمت معنوياتها وكبريائها فترة قټلتها فالقتل ليس فقط ازهاق الروح القټل ازهاق الأمل والرغبة في الحياة
أربعة أشهر أرته جانبا سيئا به لم يعرفه قبلا ولم يتوقعه يوما جانب ۏحشي غير إنساني لم تكن تلك الصدمة الوحيدة فصډمته بوالدته كان هائلة لم يتوقع تعطشها للعڼف وميلها للقسۏة لتلك الدرجة
بدأ الناس بتناقل ما حدث أصبح حديث العامة يضعون تحليلهم ولمساتهم يؤولون الأحداث يضيفون ما رغبوا ولا رقيب أو حسيب على حديثهم والحقيقة الثابتة التي لم يختلفوا عليها هي الصدمة صدمتهم جميعا بشخصية عبد الرحمن قد تبين للجميع مدى سوءها ومدى عنفها
لم تلتفت والدت حسناء لما يقصه الناس عزلت ابنتها عنهم وابعدتها عن اي ضغط أو توتر لم تعاتبها حتى فقط تحتويها وضعت حسناء قدمها على أول درجات الشفاء ببعدخا عن معذبها عبد الرحمن
الناقمة الوحيدة لما حدث هي حافظة لم يعشبها ما حدث ما زالت متعطشة للمزيد رفضت بشدة توثيق الطلاق ورغم أن عبد الرحمن قد عزم على إتمامه ولن يحيد عنه إلا إنه لم يعارضها وترك الأمور معلقه لبعض الوقت مخططا إنهائها بالوقت المناسب
رفضت حبيبة تصديق ما سمعت وكأنهم يتحدثون عن شخص أخر قلبها يخبرها أن هناك خطأ ما حزنت من أجله رغم تألمها لزواجه وتأكدها أنها لم تخطر بباله يوما إلا أنها لم تتمنى فشل زواجه وتمنت له السعادة والنجاح بها تابعت أخباره التي زادتها اكتئابا
جلست مع سما بالمكتبة التي اعتادت الوقوف بها بعد ۏفاة والدها
احمدي ربنا أنك عرفت حقيقته وأنت بعيد بدل ما كنت أنت مكانها
اجابتها بحزن عميق
إستحالة يكون زي ما بنسمع إستحالة متأكدة إن في حاجة غلط أكيد الناس بتهول
ليه متأكده كده! محمود كان قال أن ده طبعه
قال مش بيسيب حقه يعني لو حد أذاه
بصي اسمعي مني سيبك من اللي بيحصل وركزي في المذاكرة الترم اللي فات مركزتيش بسبب جوازه والنتيجة انك شيلتي مادتين على غير العادة وأنت دايما متفوقه ومحمود فضل أسبوع كامل مش بيكلمك وفيه أنت ما بطلتيش عياط ربنا يكرمك بقي ركزي في المذاكرة عشان أنا شايفاكي مكتئبة أكتر من الترم اللي فات بتروحي الكلية بالعافية وتقريبا مش بتفتحي كتاب
أجابتها بوهن
مش قادرة تعبانة قوي حاسة إن مكان قلبي حجر تقيل مش قادرة أشيله مش قادرة أتحرك من تقله
حزنت سما من أجلها وأشفقت عليها مرددة
ربنا يستر
وعلي النقيض كان عبد الرحمن سعيدا بانتهاء زواجه بعد فترة مماطلة لإراحة والدته ثم أتم الطلاق تلبيه لرغبت حسناء ورغبته منذ علمه بأن حبيبة تكن مشاعر له ڠضبت حافظة كثيرا فغرضها من المماطلة هو عودت حسناء ولما أيست أصرت حرمانها حقوقها المادية وترك ما لها فكل شيء ملك لابنها كانت تلك ورقة الضغط الأخيرة مستغلة حاجتهم المادية ولكن كان لوالدت حسناء رأي أخر ولم تهتم سوى بحرية ابنتها وعلاجها
في مكتبة سما جلست حبيبة معاها تحدثها عن عبد الرحمن فهي الوحيدة التي تعلم بحبها له وتعجبت سما من حالها
أنت غريبة يا حبيبة لما اتجوز زعلتي ولما طلق بردو زعلتي المفروض تتبسطي عشان بقى في فرصة يتقدم لك صحيح مش عارفة أنت مش خاېفة منه ازاي! أو قلقانة حتى وواثقة فيه كأنكم عشرة! مش موقف واحد بس حصل بينكم!
إمتلأ صوتها بالحزن
أكيد عمري ما تمنيت فشل زواجه وما اعتقدش أنه حاسس بيا وهو صحيح موقف واحد لكن مش عارفة ليه مطمنة من ناحيته قوي قلبي بيقولي استحالة يكون جواه الشړ ده أكيد في حاجة مش مفهومة استحالة اللي يحمي واحدة غريبة عنه يعمل كده في زوجته
اخذت نفس عميق واسترسلت
ارتباطنا مستحيل أصلا ما شوفتيش محمود بيتكلم عنه إزاي استحالة يوافق خصوصا بعد مشاكله مع مراته والطلاق أول مرة أشوفه بيتكلم عن حد بالطريقة دي
أنا رأيي كفاية كده بطلي تفكير في اللي بيحصل أو حصل له أنت شيلتي مادتين الترم الأول وما كنتيش مركزة الترم التاني لا في المذاكرة ولا في الامتحانات ربنا يستر أصلا محمود الترم الأول أكتفى بخصامك أسبوع وخلال الأسبوع ده ما وقفتيش عياط والترم ده ربنا يستر وتعدى صافي هتبقي کاړثة لو شيلتي مواد تاني وعيدتي السنة الله أعلم وقتها اخوكي هيعمل ايه
فعلا أنا خاېفة من النتيجة المشكلة أنها حتظهر الأيام الجاية خاېفة من رد فعل محمود أكيد حيزعل مني وممكن مايتكلمش معايا فترة أطول ممكن يحصل لي حاجة فعلا محمود هو كل أهلي يا سما أخويا وأبويا وعيلتي كلها
أهدي يا حبيبة خير إن شاء الله تفائلي خير
عاد عبد الرحمن يبحث عن أخبار حبيبة وعلم بموعد نتيجتها ومداومتها الجلوس بمكتبة سما صديقتها الوحيدة أنتظر ليوم ظهور نتيجتها موقن من خروجها فأنتظرها كعادته السابقة بشرفته وما أن عادت ذهب خلفها إلى المكتبة فوجدها بحالة يرثي لها تبكي وتنتحب شهقاتها مسموعة خارج المكتبة لم يكن رسوبها الشيء
الذي تبكيه بل خۏفها من رد فعل محمود وعقابه الذي توقعت أن يكن الهجر والتجاهل وهذا قاټل لها لن تستطيع تحلمه أسيهجرها كل من تحب هي تتخشي الهجر وترتعب منه تهاب الفراق لن تستطيع الصمود ان فعل تفضل المۏت على أن يهجرها ويتجاهلها
طالعتها سما فعلمت بوقوع ما خشته ضمتها تواسيها فارتفعت شهقات حبيبة باتت مسموعة للمارة بعد فترة ابتعدت حبيبة قليلا عنها وجلست جانبها مخفضة الراس وام تتوقف دموعها الصامتة بتلك اللحظة دخل عبد الرحمن المكتبة يبحث عنها بعينيه وعلي وجهه ابتسامته البشوشة تغمره السعادة لأول مرة منذ فترة طويلة ما أن وقعت عينيه عليها ووجدها تبكي ثبت عينه عليها لثواني فلاحظته سما فتحدثت لتلفت أنتباه حبيبه لوجوده
استاذ عبد الرحمن اتفضل
ظل مسلط نظره على حبيبة موجه كامل جسده إليها مرددا نفس الجمله التي القاها على مسامعها من قبل
ما شاء الله تبارك الله
متابعة القراءة