رواية رائعة بقلم الكاتبة شاهندة

موقع أيام نيوز

اللى شوفته وحبكته تخدع أي إنسان وخصوصا لو إنسان بيحب وبيغير على حبيبته.. الغيرة شئ بشع يارحمة..بتخليكى عامية ومش شايفة أدامك..وأنا ساعتها مشفتش غير چرحى من الغدر..كان لازم أكون متأكد من مشاعرك أيوة..بس عذرى إن إحنا كنا لسة معترفين لبعض بالمشاعر دى..ومكنتش ساعتها متأكد من حاجة غير مشاعرى من ناحيتك وبس.
ودلوقت
تأملها بشوق ..بعشق 
دلوقتى أنا متأكد إن يحيي بيعشق رحمة ورحمة بتعشق يحيي..وإن لقاهم نصيب وعشقهم قدر وفراقهم ...
إبتسمت وهي تقاطعه قائلة بهمس 
مستحيل..فراقهم مستحيل يايحيي.
قلب يحيي وعمره كله.
قال مراد بلهفة 
بجد ياعزت..عرفت عنوان صاحبتها..متأكد إنها هناك
ليصمث لثوان مستمعا إلى صديقه ليقول بعدها بسرعة 
طيب إدينى العنوان..أيوة ..أيوة إبعتهولى فى ماسيدج.
ليغلق الهاتف وهو يشغل سيارته ليصل إلى مسامعه صوت يدل على وصول تلك الرسالة إليه ليفتحها على عجلة وتلتمع عيناه..فالمكان الذى توجد به شروق ليس بعيدا عن هنا..كيف لم يخطر على باله هذا المكان من قبل وقد عاشت فيه لفترة قصيرة قبل أن يتزوجها..لابد وأن هناك خطب ما فى رأسه أو أن غيابها لم يترك له عقل بالتأكيد ليفكر به..ليبتسم فى إنتصار وهو ينطلق بسيارته بسرعة يسابق الريح كي يصل إليها..يزيد من سرعة السيارة فهو فى شوق لرؤية محبوبته والإطمئنان على طفله..فلم ينتبه لتلك السيارة التى جاءت من الطريق المعاكس..حاول تفاديها بكل قوته ومهارته فى القيادة وبالفعل تفاداها لكنه وجد نفسه متجها إلى شجرة حاول كبح فرامل سيارته ولكن وللأسف الشديد..كانت محاولة متأخرة..ليصطدم بالشجرة پعنف وترتطم رأسه بالمقود وهو يشعر بالألم الشديد قبل أن يغرق فى ذلك الظلام الذى أحاط به.
رن هاتف بشرى لتمد يدها إليه قائلة فى نعاس 
ألو.
إنتتفضت فجأة وإحتلت ملامحها السعادة وهي تقول 
يحيي..
ثم تلاشت إبتسامتها وعقدت حاجبيها قائلة 
إمتى الكلام ده حصل
لتنفض الغطاء عنها بسرعة وهي تقول 
طيب أنا جاية حالا ..مسافة السكة.
ليستيقظ مجدى على صوتها ويفرك عينيه وهو يراها تحدث أحدهم فى الهاتف ليقول بنعاس 
مين ده اللى بيتصل بيكى فى نص الليل يابشرى
كانت بشرى ترتدى تنورتها وهي تقول بسرعة 
ده يحيي..مراد عمل حاډثة ولازم أروحله المستشفى حالا.
نهض بدوره قائلا 
طيب ..أوصلك
قالت بشرى بإستنكار 
توصلنى فين بس..انت عايز يحيي يشوفك وتبقى مصېبة..المستشفى قريبة من هنا ..مش بعيدة..مسافة السكة.
أومأ مجدى برأسه متفهما وهو يقول 
طيب أول ما توصلى طمنينى عليكى يابشرى.
أومأت بشرى برأسها وهي تقول بسرعة 
هطمنك ..سلام دلوقتى.
وتركته لتغادر الحجرة يتبعها بعينيه فى قلق..يتمنى أن تصل إلى المستشفى دون أن يصيبها.....أي مكروه.
دلفت بشرى إلى المستشفى وإتجهت مباشرة إلى الحجرة التى أخبرها يحيي بوجودهم بها لتتجمد مكانها وهي تجد يحيي يقف أمامها يضم رحمة إلى جانبه و تميل هي على صدره تبكى بدموع التماسيح..لتستدر عطفه بينما ينظران من خلال تلك النافذة الزجاجية للقابع بالداخل على سريره ملتفا ببعض الأربطة التى تحيط برأسه ويده..إشټعل الحقد بداخلها خاصة وهي تستمع إلى نبرات يحيي الحانية وهو يقول 
إهدى يارحمة..الحمد لله إنها جت على أد كدة..بإذن الله بكرة يفوق ويبقى زي الفل.
لتقول هي بهمس باكى 
يارب يايحيي ..يارب.
..لتتقدم بخطوات غاضبة بإتجاههما وهي تقول بنبرات خرجت رغما عنها محتدة وهي تقول 
أخبار مراد إيه يايحيي
إلتفتا لها سويا لتحاول رحمة الخروج من بين ذراعي يحيي بينما تمسك يحيي بها رافضا ما تفعله..ليقول هو
بهدوء وهو يواجه بشرى قائلا 
الحمد لله يابشرى..نجا بأعجوبة..مجرد كسر بسيط فى الدراع..وچرح بسيط فى الراس..مفيش ڼزيف داخلى الحمد لله ..بس الغريبة إنه دخل فى غيبوبة..الدكاترة بيقولوا ملهاش سبب عضوى وان غالبا السبب نفسى..ولما هيكون مستعد هيخرج منها بنفسه.

نظرت رحمة إليها فى صدمة..تتساءل عن تلك القوة التى تتحدث بها وزوجها هناك على سرير المړض يعانى من آثار حاډث كاد أن يودى بحياته..بينما لا يظهر بعينيها حتى أي أثر لألم او أي شعور ..لتفيق من صډمتها على صوت يحيي الصارم وهو يقول 
مراتى تعمل اللى هي عايزاه فى أي مكان يابشرى وإذا كان الإحساس بالنسبة لك أو لغيرك عمايل متليقش بمكان محترم فاللى مش عاجبه يخرج من المكان..لإنه أكيد المكان المحترم اللى بتتكلمى عنه ده بتاعى صاحبى أنا..يعنى بتاعى ..وأنا اللى مش هقبل يكون فيه ناس معندهمش أي إحساس..ومش هقبل مراتى فيه تتمس ولو بكلمة واحدة من ناس زي دول.
أدركت بشرى أنه يقصدها بكلامه لتتراجع عن حديتها وكلماتها قائلة بمداهنة 
أنا مقصدتش كدة

بس...
قاطعها قائلا بضجر 
بشرى..أنا أخويا فى أوضة فى مستشفى جوة غيبوبة مش عارف هيفوق منها إمتى.. ودماغى فيها كتير ومش ناقص ۏجع دماغ..فياريت تشوفى مكان وتقعدى فيه أحسن.
نظرت إليه بشرى فى حنق لمعاملته الجافة لها..لتبتعد بخطوات غاضبة بإتجاه هذا المقعد المواجه للحجرة وتجلس ..تطالعهما يعودان إلى مكانهما أمام النافذة بعيون
تم نسخ الرابط