رواية رائعة بقلم الكاتبة شاهندة

موقع أيام نيوز

أن تطرق بابه مجددا ..لينفتح الباب فى تلك اللحظة ويظهر على عتبته سيدة فى الخمسينات من عمرها ..تأملتها بشرى لتدرك أنه رغم ملابسها البالية إلا أن تلك الملابس لم تقلل أبدا من جمالها..جمالا لم تأخذ منه السنون كثيرا..لتنظر تلك السيدة إلى بشرى وهي تعقد حاجبيها..قائلة
أفندم ..حضرتك مينوعايزة إيه
إبتسمت بشرى قائلة وعيونها تلمع خبثا
أنا بشرى..بشرى الدرملى.
لتتسع عينا تلك السيدة فى دهشة وتزداد إبتسامة بشرى....خبثا.
الفصل الرابع والعشرون
تأملت بشرى ملامح تلك السيدة جيدا تلاحظ هذا التشابه بينها وبين غريمتها..لتدرك سر كره الجد هاشم لرحمة فهي تذكره بمن خانت إبنه وقضت عليه كلية..بينما تأملتها تلك السيدة بدورها ..لتقطع حاجز الصمت وهي ترفع حاجبها الأيسر قائلة
شبه رباب يابشرى.. فى الشكل بس ..إنما الطبع ..فحاجة تانية خالص..غالبا طالعة لأبوكى محسن الدرملى.
إبتسمت بشرى قائلة بثقة
يشرفنى إنى أبقى شبه ماما فى الشكل لكن مختلفة فى الطبع يابهيرة..لإنى لو كنت طلعت زيها..كنت مخدتش حقى وضاع زي ماهي ضاع حقها..لكن بابا عرف ياخد حقه كله.
جلست بهيرة وهي تضع قدما على قدم تخالف حركتها تلك مظهر ملبسها البالي..وهيئة منزلها المتواضعة جدا..وهي تقول
بسخرية
وفى الآخر ضيعه على القماړ وماټ فى حاډثة عربية.
نظرت إليها بشرى شذرا ثم تجاهلتها تماما وهي تنظر إلى أركان المنزل وأثاثه البالي..لتدرك وضع بهيرة المالى بكل سهولة..لاحظت بهيرة نظراتها لتقول بسخرية
عفش البيت مش عاجبك
صحأعمل إيه بقى..ماهو لو كان خالك كتبلى حاجة بإسمى قبل مايموت..كنت عرفت أشترى بيت حلو فى حتة راقية.
نظرت إليها بشرى قائلة بسخرية
كنت عايزة تخونى خالى وتهربى مع السواق ويكتبلك كمان أملاك بإسمك..تؤ تؤ تؤ..كنتى فاكراكى أعقل من كدة.
إبتسمت بهيرة ببرود وهي تنظر إلى عيون بشرى مباشرة قائلة
الحال من بعضه يابشرى..قوليلى بقى إتجوزتى مين فى ولاد خالكومستنية منه إيه
نظرت إليها بشرى بإضطراب لم يدم سوى ثانية ولكنه كان كافيا لتلاحظه بهيرة..لتتمالك بشرى نفسها قائلة
أنا عمرى ماهبقى زيك يابهيرة..إنتى لعبتيها غلط..وخسرتى كل حاجة فى النهاية..أنا بقى بلعبها صح..وبكرة تشوفى إن أنا اللى هكسب فى الآخر.
زفرت بهيرة قائلة فى ملل
إختصرى يابنت رباب .وقولى جايالى ليه وعايزة منى إيه
قال بشرى فى هدوء
رحمة.
إعتدلت بهيرة قائلة بلهفة
سألت عنىعايزانىطلبت أرجعلها..طيب مجتش معاكى ليه
إبتسمت بشرى بسخرية قائلة
رحمة مين اللى تيجى معايا..رحمة أصلا مش طايقة تسمع إسمك..عملتك السودة أثرت على حياتها عمر بحاله.. وخليتها منبوذة من الكل..معتقدش حتى إنها حابة تشوفك.
ظهرت خيبة الأمل على وجه بهيرة لتتخلى عنها فى ثوانى وهي تعود لتضع قدما فوق الأخرى وهي تقول ببرود
أمال إيه اللى جابك يابشرى..وياريت تتكلمى علطول من غير لف ولا دوران.
جلست بشرى قائلة فى هدوء
الموضوع مصلحة هتطلعى منها بمبلغ محترم..هيعيشك عمر بحاله مرتاحة ومش محتاجة لحد.
نظرت إليها بهيرة وقد بدا على ملامحها الإهتمام قائلة
مصلحة إيه دى
إلتمعت عيون بشرى بخبث وهي تقول
مصلحة هنضرب بيها عصفورين بحجر واحد وأنا واثقة إنك مش هتطلعى منها خسرانة...أبدا.
كانت رحمة تهدهد هاشم ..تشعر به كما لو كان طفلها هي كما قال يحيي..نعم تمنت لو أنجبت طفلا من يحيي يحمل قطعة منها ومنه..ولكنها إرادة الله ..إرادته أن لا تنجب أطفالا..لكنه عوضها عن حرمانها من الإنجاب بهاشم..ذلك الطفل الذى تعشقه وتشعر به كما لو كان لها تماما..قبلته فى رأسه بحنان فضحك ضحكة خاڤتة إبتسمت على إثرها..لتدندن له بكلمات أغنيتها المفضلة قائلة
ماما زمانها جاية ..جاية بعد شوية جايبة لعب وحاجات.
تذكرت أختها فى تلك اللحظة لتترحم عليها فى سرها وتعدها ان تكون أما حقيقية لطفلها بينما تتذكر كلمات تلك الأغنية التى ترجعها لطفولتها..تلك الأغنية التى كانت تتمنى لو سمعت مثلها يوما من أمها..أمها التى هجرتها دون أن تنظر مرة إلى الوراء..لم تتساءل كيف أصبحت طفلتها..أو كيف تعيششعرت بالحزن فى أعماقها لتنفضه بسرعة وهي تضم هاشم إليها بحنان تغمض عينيها و تكمل تلك الأغنية التى يبدو وكأنه أحبها مثلها قائلة
جايبة معاها شنطة فيها وزة وبطة بتقول واك واك واك.
لتمد يدها تمسح دمعتها التى سقطت منها وهي تستطرد بصوتها العذب قائلة
عارف الواد اللى إسمه عادل جا الدكتور وعمله إيه
لتنزل دموعها فى صمت وهي تقول بصوت مخټنق
لقى رجليه كانوا زي البتلة بص شوية جوة عنيه.
إستمعت إلى صوته الهامس وهو ينادى إسمها بصوت مخټنق بدوره قائلا
رحمة.
فتحت عيونها تنظر إليه ليتوقف الزمن للحظات..يإن قلبه لمرأى دموعها ويإن قلبها لإنه يراها دائما فى لحظات ضعفها..ليقترب منها حتى وقف أمامها تماما ..تتابعه بعينيها..مد يده ليأخذ هاشم منها ليقول هو بصوت حان
أنا مش قلتلك إن هاشم هو إبننا..وإن الموضوع ده مش لازم يقلقك

أو يخلى دموعك تنزل بسببه..مش قلتلك إن دموعك دى بتوجعنى..ليه مصرة توجعينى يارحمة.. ليه مصرة تخلينى أحس بعجزى لإنى مش قادر
أسعد قلبك...
وضعت يدها على فمه تقول بصوت قاطع النبرات
انا محستش بالسعادة غير لما بقيت ملكك يايحيي..محستش بطعم الفرحة غير وأنا معاك..إنت وبس.
أنا بس وجعى كبير..وڠصب عنى بوجعك بيه..صدقنى ڠصب عنى أنا مستحيل أوجعك عن قصد يايحيي.
رفع يده الحرة والتى لا تحمل طفله
تم نسخ الرابط