رواية رائعة بقلم الكاتبة شاهندة

موقع أيام نيوز

يمررها 
وإيه اللى واجعك ياقلب يحيي
فضفضى باللى فى قلبك..صارحينى باللى جواكى ومتخبيش حاجة علية.
إفتكرت ماما يا يحيي..وإزاي سابتنى وهربت ..ومبصتش للحظة وراها..ولا سألت علية..مفكرتش للحظة فى بنتها وأحوالها ..مسألتش نفسها..ياترى عايشة أو مېتة..وجعنى قلبى على نعمة بتمناها ومش طايلاها ..ربنا رزقها بيها وهي رفضتها وإتخلت عنها بكل سهولة.
مهدئا إياها وهو يشعر بالمرارة فى حلقه..يود لو يخبرها حقيقة أمها الأكثر بشاعة لتنساها كلية..ولكن يخشى تأثير تلك الصدمة عليها..يود لو يأخذ ألمها بعيدا ولكنه يظل عاجزا أمام حجم مصابها..فۏجعها أكبر من أن يمحيه فى لحظات او أيام..تلزمه سنوات ليستطيع رأب صدوع قلبها ليعود تماما كما كان..ليهمس
لها قائلا 
أنا عايزك تنسى الماضى بكل ألمه يارحمة وتركزى بس فى حياتك اللى إنتى بتعيشيها دلوقتى..عايزك تحاولى تنسى كل حاجة ممكن تسببلك ۏجع وتفكرى بس فى الحاجات اللى ممكن تسعدك..أنا عايزك ترجعى رحمة بتاعة زمان.
إبتعدت تنظر إليه بأمل يمتزج بالحزن قائلة
تفتكر ممكن أرجع رحمة بتاعة زمان يايحيي بعد كل اللى شفته ومريت بيه
تأمل ملامحها الطفولية التى تتعلق سعادتها بكلماته التى ستخرج من شفتيه الآن ليبتسم قائلا بحنان
أوعدك إنى أرجعلك ضحكتك اللى راحت وعيونك اللى كانت بتلمع ..وأشفيلك قلبك من كل چروحه.. طول ما أنا عايش وفية نفس يارحمة.
أغروقت عيناها بدموع السعادة التى إرتسمت على شفتيها بإبتسامة خلابة
أنا بحبك أوى ..بحبك أوى يايحيي.
إتسعت عينا بهيرة فى صدمة لتنهض قائلة بإستنكار
وإيه اللى يخليكى واثقة أوى إنى ممكن أشترك معاكى فى حاجة زي دى..إنتى ناسية إن اللى هتنضر دى بنتى
نهضت بشرى بدورها وهي تقول بسخرية
اللى خلانى متأكدة سنين عمر بنتك اللى محاولتيش فيهم مرة واحدة تشوفيها..اللى خلانى متأكدة المعلومات اللى قريتها عنك فى الفايل اللى يحيي جمعه عنك لما حاول يفاجئ رحمة فى عيد ميلادها العشرين ويجمعها بمامتها..المعلومات اللى ساعدتنى كتير فى إنى أفرق بينهم بعد ما قريتها..وأبين ليحيي إن رحمة زي مامتها تمام..بتمشى ورا غرايزها وبس..وزي ماكنتى السبب فى فراقهم زمان هتكونى السبب فى فراقهم دلوقتى ..وكل ده فى سبيل مبلغ هيعيشك العمر كله مرتاحة..على الأقل مش هتضطرى تشتغلى تانى..خصوصا إن الشغل دلوقتى قليل ومش زي زمان ...ولا إيه
أطرقت بهيرة برأسها للحظات قبل أن ترفع وجهها إلى بشرى قائلة بهدوء
وتفتكرى الحيلة دى ممكن تمر على يحيي مرتين
تحولت ملامح بشرى الجميلة فى ثوان إلى ملامح شريرة وهي تقول فى حقد
حبه ليها وغيرته عليها هيعموه..وساعتها هيطلقها وتغور فى ستين داهية.
قالت بهيرة بقلق 
وتضمنى منين إنه مش هيإذيها
قالت بشرى ومازالت نبراتها مغلفة بالحقد
رغم إن قلقك ده متأخر شوية بس هقولك ليه أنا ضامنة إنه مش هيإذيها..لنفس السبب اللى قلتلك عليه.. بيحبها ومش هيطاوعه قلبه يإذيها.
قالت بهيرة بحيرة
ولما هو بيحبها كدة وهي بتحبه زي ما قلتيلى.. ليه مش 
سايباهم فى حالهم..يهمك فى إيه تفرقيهماللى يسمعك كدة يقول إنك....
لتصمت بهيرة وعيونها تتسع فى دهشة
إنتى بتحبى يحيي
قالت بشرى پغضب
خليكى فى حالك يابهيرة ومتدخليش فى اللى ملكيش فيه..حياتى خط أحمر بالنسبة لك..ولو حشرتى مناخيرك فيها هتواجهينى..وإنتى متعرفنيش كويس..اللى يقف فى
طريقى بفرمه..مفهوم
رغما عنها أحست بهيرة بالخۏف من تلك المرأة لتقول بصوت خرج رغما عنها مرتعش
مفهوم..طيب هيكون تبريرى إيه لرحمة لو سألتنى عن سبب بعدى عنها السنين دى كلها..وعدم سؤالى
هدأت ضربات قلب بشرى الغاضبة وهي تقول فى هدوء
هقولك..
لتفتح حقيبتها تخرج منها رزمة مالية وتقدمها لبهيرة التى إلتمعت عيونها لمرأى المال وبشرى تستطرد قائلة
خدى دول الاول ظبطى بيهم نفسك..إشترى هدوم وحاولى تظهرى بمظهر كويس..إنتى مش بس مامة رحمة..إنتى حماة يحيي الشناوي.
قالت بهيرة 
عندى هدوم لزوم الشغل.
إبتسمت بشرى بسخرية قائلة
يعنى مش عايزة الفلوس
لمعت عينا بهيرة جشعا قائلة
لأ طبعا ..هاتيهم.
رن هاتف بشرى لتنظر إليه وتلتمع عيناها ثم تنظر إلى بهيرة بسخرية وهي تأخذ المال لتقول بهدوء
أنا مضطرة أمشى دلوقتى..لكن هستنى منك تليفون النهاردة تقوليلى إنك خلاص هناك..فى فيلا الشناوي .. عشان نظبط أمورنا ..الكارت ده فيه كل أرقامى..أنا عايزة الموضوع ده يخلص بأسرع وقت..مفهوم
أومأت بهيرة برأسها وهي تتناول منها هذا الكارت..لتنظر إليها بشرى نظرة أخيرة حازمة قبل أن تبتعد مغادرة المنزل بسرعة..تتابعها عيون بهيرة التى نظرت إلى محتوى الكارت تقرأ إسمها بهدوء قائلة
بشرى الدرملى.
لتبتسم فى سخرية وهي تستطرد قائلة
آل وأنا كنت فاكرة نفسى وحشة..ده الدنيا دى مليانة بلاااوى.
رن جرس الباب عند شروق لتبتسم وهي تدرك أن الطارق لابد أن يكون تلك الصديقة التى نسيت هاتفها لديها ولابد أنها عادت لإسترجاعه عندما إفتقدته..لتفتح الباب قائلة
عارفة....
لتصمت وقد بهتت إبتسامتها وهي ترى أمامها هاتان السيدتان

المتشحتان بالسواد واللتان ترمقاها بنظرات لا تريحها على الإطلاق..لتبتلع ريقها بصعوبة وهي تقول
أفندم..أي خدمة
قالت إحداهما بصوت متحشرج قليلا
إنتى شروق عبد الفتاح.
قالت بقلق
أيوة.....
لم تكمل كلماتها والمرأة الأخرى تدفعها للداخل..كادت أن تصرح ولكن تلك المرأة كممت فاهها بقوة بينما إندفعت الأخرى لتكيل لها الضربات..لتتسع عينا شروق من الألم والخۏف على جنينها..تدرك أنها وجنينها هالكين لا محالة..إن إستمرت
تلك السيدة بضربها على هذا النحو..حاولت المقاومة بكل قوتها
تم نسخ الرابط