ليلى
المحتويات
لمدة خمس ساعات ..
تذكرت مظهر الرجل الذي ذكرها بأبيها رحمه الله أدمعت عينيها و قد عاد الماضي ليطارد أفكارها مرة أخري
منذ خمسة عشر عام
اليوم قد مر ثلاث أعوام علي وجودها بألمانيا و اليوم أيضا هو اليوم الأول لها بجامعتها .. ابتسمت بفرحة فقد حققت حلمها و بدأت طريق جديد تتبعه أحلام أكثر
هبطت من منزلها و سارت بشوارع ألمانيا.. فرغم أنها ابنة رجل الأعمال المشهور زين سويلم إلا أن نصائح والدها دائما لها هي ان تعتمد علي حالها و ليس علي ثروته و أن تشعر بمعاناة الآخرين فليس لأنها تدرس بألمانيا فهذا يعني أن تتعالي علي الخلق و احاديث كثيرة من هذا القبيل قد حفظتها
وقفت أمام المحطة الخاص بالحافلات .. لم تمر دقيقتين حتي استقلت الحافلة و جلست
بعدها بدقائق وجدت رجل يبدو أنه في الثلاثين من عمره طويل البنية عريض المنكبين .. عيناه عسليتان
جلس بجانبها ظلت هي تنظر له ليس إعجابا به بل لأنها تشعر أنه عربي مثلها
Bitte bist du ein Araber? لو سمحت هل أنت عربي !
ايوة
قالها و نظر إلي الاوراق التي كانت في يده مرة أخري بعجرفة رفعت حاجبها بدهشة و قالت
آسفة لو ضايقتك .. بس كان مجرد سؤال !!
تنهد بضيق و قال
مضيقتنيش و لا حاجة بس ممكن بلاش تتكلمي معايا دلوقتي لأني
مشغول !
عضت علي شفتها بخجل من إحراجه لها و أدمعت عيناها و نظرت امامها مرة أخري
فتجاهل وجودها بجانبه ..
وقفت الحافلة في المكان الذي من المفترض أن تهبط به
نهضت و تفاجأت أنه نهض معها لكن ليس من شأنها أن تسأله .. فلا تريد إحراج
حالها أكثر من ذلك
سارت حتي نزلت من الحافلةو بعد فترة من أستكشافها للجامعة دخلت نحو المدرج
الخاص بها
لاحظت كثير من الطلاب ذات جنسيات مختلفة
و لبرهة حل الصمت في القاعة لترفع نظرها و تراه مرة أخري
فغرت فاهها و هي تقول بحالها
يا نهار اسود .. دة الدكتور !!
بدأ بإلقاء المحاضرة و هي شاردة تماما بعواقب هذا الموقف الذي جمع بينهما بالحافلة إن علم أنها تلميذته
ادخل
ابتسمت حين رأت شقيقتها تدلف إليها و قالت و هي تمد يدها كإشارة للدخول
أهلا و الله نور هانم بنفسها عندنا حصلنا الشرف !!
علي فكرة مش جاية عشانك..
دة أنتي مصممة بقا !!
هتفت بها ليلي و هي ترفع حاجبها بدهشة لتردف نور
يا نور افهمي.. هي مش متقبلة الدنيا و لا راضية تكلم اي حد أصلا حتي أنا
بس أنتي قولتي انها بتسمع اللي بيتكلم معاها .. سيبيني أتكلم معاها يمكن تتفاعل معايا
براحتك يا نور عايزة تروحيلها تعالي اوديكي
خرجا معا و استقلا المصعد و صعدا نحو الطابق الثالث و اتجها نحو غرفة يجلس امامها حارس مخصوص بخلاف جميع الغرف
قالت ليلي
أزيك يا عم صلاح عامل اية
الحمد لله يا دكتور ليلي بخير
طيب أنا هدخل و مش هطول لأني عايزة أخرج اتكلم معاك
أتفضلي يا دكتور
مدت نور يدها لتفتح الباب الخاص بالغرفة نظرت إلي تلك الحجرة ذات اللون البنفسجي و الرسومات الكارتونية علي جدر هذه الغرفة
التي في زاوية منها تكمن طفلة يبدو أنها لم تتعد الخامسة من عمرها ذات شعر بني قصير و عينين عسليتان
أقتربت منها نور لتدلف ليلي إلي الغرفة و تغلق بابها و تقف لتشاهد ماذا سيحدث هل ستكون نور قادرة بالفعل علي جعل هذه الصغيرة تندمج معها بسهولة أم لا !
صباح النور يا هند !
قالتها نور و هي تجلس أمامعا بحذر لترفع الطفلة عينيها نحوها و تبتسم
رفعت ليلي حاجبها باندهاش فكم حاولت مع هذه الصغيرة لكي تجعلها حتي تنظر لها و لم تستجب !!
عاملة اية !
اردفت نور في محاولة منها لجذب أنتباهها هزت هند رأسها بمعني أنها بخير و لم تتحدث لتقول نور
طيب بترسمي أية بقا وريني كدة !
اعطت هند الدفتر الذي ترسم به ل نور و هي تنظر ل ليلي بسخط و كأنها الساحرة الشريرة لتهز ليلي رأسها باستغراب و هي تقول موجهة حديثها ل
نور
أنا خارجة برة يا نور .. لما تخلصي أبقي تعالي !!
خرجت ليلي و هي في حالة من الاندهاش فهي لا تتقبلها و تعيش حالة من العزلة لا أحد يستطيع إخراجها منها و لكن عندما تري نور ينقلب حالها تماما
التفتت نحو تلك الحارس الذي يجلس علي الكرسي مترقب حديثها و قالت
طمني يا عم صلاح هند عاملة اية !
بصراحة يا دكتور
متابعة القراءة