جنتي على الأرض
المحتويات
لثوان صارفا عنه تلك الأفكار و ليوقف سيل التخيلات.. صحيح أن هناك شيء ما يجذبه إليها .. و لكن عليه أن يحكم عقله ليمنعه من الاسترسال و الانغماس في تلك الأفكار... فلقد اكتفي من هذا النوع من النساء العاطفيات.. و لقد حسم قراره منذ فتره و مستقبله يتضمن امرأه متزنه قويه تحكم عقلها في قراراتها و ليست ضعيفه كساره..أو كالماثله أمامه.
حاولت جنه استرجاع لسانها الذي أكلته القطه كما يقال و قصت عليه ما حدث معها و أضافت عن اذنك أنا لازم اطلع دلوقتي و إن شاء الله أول ما نسرين تفوق هاروح السكن.
لم تنتظر لتسمع ما قاله.. خرجت من المطبخ و صعدت الدرجات بسرعه.. ثم دلفت إلى غرفة نسرين لتفاجأ بازدياد الآم قدمها .. فيبدو أن حبة المسكن لم تأت بثمارها.. بل العكس أحست بدوار شديد و سقطت على الأرض محثه صوتا مدويا.. و لسبب ما لم تستطع النهوض و كأن ليلتها لم تكن حافلة بالمواقف المحرجه.
سألت نسرين بقلق جنه..مالك..انتي سمعاني
قالت جنه بصوت واهن مش عارفه مالي .. حاسه عنيا مزغلله و مش قادره أصلب طولي.
قالت نسرين طب هاتي ايدك و اتسندي عليا.
قالت جنه أبدا خدت حبه مسكن من تحت و مش عارفه شكلها سببتلي دوخه باين.
قالت نسرين مسكن من بتوع جدو
أومأت جنه برأسها لتشهق نسرين اوعي تكوني شربتي حباية السكر.. لا ده أكيد شربتيها.. عشان كده حصلك هبوط.. استني هجبلك عصير و حاجه حلوه تاكليها.
شربت جنه العصير لتحس بالتغير السريه في حالتها و قالت الحمد لله ..أنا دلوقتي أحسن.
قالت نسرين ما أنا مره خدتها بالغلط و حصلي زيك بالظبط...عموما دلوقتي ننزل نفطر سوا و لازم تاكلي كويس لان الحبايه دي اكيد خفضت السكر فجسمك.
و بعد حوالي الساعه نزلت جنه برفقة نسرين التي أصرت على تناولها طعام الافطار معهم قبل توصيلها للسكن و رغم تحسن حالة جنه إلا أنها لم تجد بدا سوي الموافقه فليس من اللائق أن تترك نسرين توصلها و هي لم تتناول بعد طعام الافطار.
لم تكن جنه الوحيده التي شعرت بالإحراج على مائدة الافطار فمع وجود كريم حاضرا هذا الصباح لتناول الافطار معهم كعادته .. تمنت نسرين لم لم تصغ لنصائح مايا و لكن لا فائدة الآن من الندم.
أجابت جنه لا..فجامعة القاهره.
قال كريم مش فاهم !
قال إياد بضيق هو إيه اللي مش فاهمه !
قال كريم موضحا أقصد يعني انتي من هنا و لا القاهره.
شعرت جنه بالضيق من أسئلة هذا الشاب الذي عرفته د. نوال بأنه صديق إياد و بمثابة ابن آخر لها .
أجابت القاهره .. بس استقريت هنا.
عاد كريم ليسأل من جديد مش فاهم استقريتي يعني عايشه هنا لوحدك و لا مع أهلك.
أجابت جنه بحرج أنا ساكنه في بيت الطالبات.
فقال كريم برافو عليكي أنا بحب البنت اللي تكون اندبندت .. ودلوقتي بتحضري ماجستير هنا
تدخل إياد قائلا جنه بتشتغل فالمكتبه..أمينه المكتبه الجديده.
ثم لكز صديقه بقدمه هامسا كفايه تحقيق.. مش شايف مكسوفه ازاي!!!
ولم يكن إياد الشخص الوحيد المنزعج من أسئلة كريم فلقد كانت الغيره تعصف بقلب نسرين من هذا الاهتماما الذي أبداه كريم بجنه ..و كأنه لم يكن كافيا الاذلال الذي شعرت به ليلة رأس السنه لتأتي الغيره و تمزق كيانها..حسنا هذا يكفي ..عليها أن تداوي نفسها من هذا الداء المسمى كريم..حان الوقت لاتخاذ خطوه إلى الأمام.. و لكن بدون أن تشمله في أي من مخططاتها.
بعد تناول الافطار جلس الجميع يستمعون للجد رفعت طه و معهم جنه بعد أن أصر الجميع على بقائها .. و لم ټندم على مكوثها فقد كان حديث الجد رفعت طه شيقا جدا.. ووجدت نفسها مرات عديده و الدموع تملأ عينيها خاصه عندما حدثهم عن يوم إصابته و المكان الذي ظن أنه الجنه.
و بدون أن تعي بنفسها قالت انا كمان كنت فاكره اني مت و رحت الجنه.
أثار تعليقها استغراب الجميع .. ليسأل إياد مازحا هو انتي كمان كنتي بتحاربي مع جدو.
ردت جنه بتلعثم بعد أن رأت جميع الأنظار مصوبه نحوها أصل حصلتلي حاډثه و افتكرت يوميها اني مت و إن المكان اللي شفته هو الجنه.
صاح
متابعة القراءة