حبيبة عبد الرحمن لسلوى فاضل الجزء الثاني

موقع أيام نيوز

المجروح .
هكذا أنت ه اليوم بقلوب حزينه واخرى حائرة . مرت عدة أيام عاد عادل حاول قدر المستطاع تجنب حسناء وهي فعلت المثل وسلمي تراقب وينفطر قلبها وبالمدرسة لدي حسناء استمر عبد لرحمن لا يقاوم نفسه كلما رأها ثبت بصرة عليها ورأها حبيبة بكل تفاصيلها لا يحب التحدث معها لاختلاف نبرتها عن حبيبة ولكن يحب النظر اليها والتمعن بها اما حسناء فكان هذا يرضي غرورها كانثي كثيرا وأحيانا ما كانت تشعر بالضيق من ملاحقتها بعينيه ظنت انه اعجاب أو ربما حب من أول نظرة تسائلت هل أخيرا وجدت الحب ولكنها لا تشعر بأي شئ تجاهه بل أحيانا تشعر بالضجر . حسمت امرها وتجاهلت ما يحدث فهي لا تريد احداث المشاكل تريد الصفاء الذهني فقط .
اسبوع والاخر مر ابتعد عادل بالبداية وهي ايضا ولكنه لم يستطع الإبتعاد الكامل عنها اشتاق لسماع صوتها أو ملاقاتها صعودا أو هبوطا فعاد لتعامله العادي معها ېختلس النظر اليها من الحين الي الاخر وهي ايضا تفعل المثل لم تسأل نفسها لما ولكنها شعرت بالفترة التي تجنبها بالاشتياق اليه ومشاكلته اشتاقت الي نبرته الموزونة وسعدت بعودته الي طبيعته معها كانت سلمي تتابعهم وتراقب تصرفاتهم كانت تفهمهم اكثر من انفسهم تعلم الحب ذاقت عڈابه ولم يؤتها الحظ ان تتذوق حلاوته اكتفت بقربها من حبيبها وان لم يشعر بها كانت دوما تمدحه امام حسناء لم تنافق ولكنها فقط تصفه كما تراه هي بعين المحب وهي تحترم صراحته معها واحترامه لها فهو طوال سنوات زواجهم لم ېجرحها بكلمة أو نظرة عاملها بلطف وحنان واخلص لها في اهتمامه بها .
مر اسبوعان وبيوم كانت حسناء بالمدرسة وكالعادة لاحقتها نظرات عبد الرحمن و وجدت بعض الزملاء قد لاحظوا متابعته لها والابتسامة التي لا

تفارقه وهو يمعن النظر بها فلم تجد امامها مهرب سوي الاعتذار عن مواصلت عملها لذلك اليوم والعودة للبيت وبالفعل عادت حسناء ولم تجد والدتها فصعدت لاعلي وما ان اقتربت وجدت باب منزل سلمي مفتوح واستمعت الي حوار دار بين عادل ووالدتها .
الام كتر خيرك يا ابني مش عارفة والله اوفيك حقك ازاي من يوم ما ادخلت وخلصت لها ورقها المتاخر واتنقلت وهي رجعت تاني لطبيعتها بتضحك ومرتاحة وبطلت ټعيط وتحزن على نفسها .
عادل بتشكريني على أيه بس كفاية وقفتك جنبنا والله مهما عملت مش هوفيكم حقكم وجودكم فرق مع سلمي كتيير قوي وانس ارتبط بيكم وبقي يناديكي تيته عوضتيه عن ۏفاة والدتي الله يرحمها ربنا يديكي الصحة . أنا همشي دلوقتي يا طنط هتحتاجي حاجة قبل ما امشي .
الام تسلم يا ابني من كل شړ .
خرج عادل واغلق الباب الټفت لينزل الدرج فوجد حسناء امامه وتبدوا غاضبة .
وحضرتك تدخلت وخلصت الورق اللي واقف عشان وما اهتمتش بشكلي وانك اثبت لهم ان كلامهم صح واحد وقف الورق وواحد مشاه وطبعا تلاقيك بتعمل كل ده فاكر انك كده هتضغط عليها عشان اعمل لك اللي عايزة يبقي ما تعرفنيش أنا مفيش حاجة تضغط عليا مهما حصل .
تعملي اللي عايزة اللي هو أيه متهيألي اني ما طلبتش منك أي حاجة وساعات اصلا مش بتكلم معاكي من الاساس .
وما تقدرش تطلب وخليك مش بتتعامل معايا احسن لولا تعب سلمي أنا كنت اتصرفت بشكل تاني .
ضاق منها لا يعلم سبب عصبيتها الي تلك الدرجة هو فعل ما فعل من اجلها ومن اجل راحتها فقط نظر اليها بضيق وڠضب ورحل بينما هي غاضبة من نفسها وبقوة لم تكن تنوي ان تقذفه بتلك الكلمات هو بالفعل لم يضايقها و لم يطلب منها أي شئ من البداية بل اخفي عنها انه من عاونها لانهاء تلك الأوراق و كف عنها مضايقات ذلك السيد . عاد كل منهما يتجاهل الاخر ويتجنبه وبدأت حسناء تشعر ان هناك مشاعر تنموا بداخلها له نهرت نفسها وبشدة كيف تفعل هذا بسلمي كيف تتسبب لها في مثل هذا الچرح هي تعلم بشدة حبها لعادل لن تتحمل ان علمت وقد تكون حياتها هي الثمن ولأول مرة تشعر حسناء بالاشمئزاز من نفسها والنفور منها لأول مرة تري نفسها الجاني .
كانت سلمي تشعر بكل ما يجول بداخل عادل ايقنت انه وجد الحب ويحاول اخفاءه عنها رفقا بها واشفاقا عليها کرهت ضعفها ومرضها تمنت المۏت وازداد تعبها بشدة تتدهور صحتها كل ساعة عن التي قبلها تحاملت سلمي على نفسها حتى دخلت الشهر السابع وحينها بدأت تستلم للتعب ومع المتابعة من الطبية المتابعة لها اخبرتهم ان اشتد تعبها ولم تتحمل اضطروا لاجراء قيصرية لها عمل عادل جاهدا على راحتها رافقها واخذ اجازة من عمله وباحد الأيام مساءا تعبت وبشدة لم تستطع اخذ نفسها أو التحدث كانت بالكاد تحرك يدها كالغريق الذي يحاول التشبث بأي شئ لينجوا اخذها عادل واسرع الي المستشفي واتصل بالطبيبة المتابعة لها كانت حالتها تدهورت بشدة لم يستطعوا انقاذها بالكاد انقذوا الجنين انجبت طفلة تحمل منها الكثير تركتها ذكرى منها رحلت تركت الدنيا باحزانها والمها تركت طفلين ذاقوا مرارة اليتم قبل ان يتذوقوا طعم الحياة.
الفراق ومرارته بالرغم من ان عادل لم يشعر بسلمي كحبيبة ولكنه كان يحبها كزوجة حنونة مضحية تنكر ذاتها وفراقها كان صعب وبشدة يرها بكل مكان حوله وكذكرى منها ولها لقب ابنته بسلمي كي يظل يناديها طوال العمر ووفاءا لها اما حسناء فمرارة الفراق كانت لازالت في حلقها لم تشفي من مرارة فقد والدها والان سلمي لم تكف عن لوم نفسها لتلك المشاعر التي تحملها لعادل تسأل نفسها دوما هل شعرت بها سلمي هل جرحتها دون ان تشعر هي احبتها بصدق كاخت لها 
اما والدت حسناء فبكت فراق سلمي كما لو كانت ابنتها حقا فهي احبتها وشعرت بها كحسناء زادت من اهتمامها بالصغار ولم تتخلي

عنهم تتابع مع عادل حالة المولودة التي لازالت بالمستشفي الحضانة لم يكتمل نموها وتهتم بالصغير انس الذي كلما استطاع الحديث نادى على والدته فيبكي الجميع فراقها .
شهر مر بعد ۏفاة سلمي تمالك الجميع نفسه ولازال الحزن يسكن القلوب لم تكف حسناء لوم نفسها على مشاعرها تجاه عادل التى تحاول بكل قوتها وءدها وبهذه الفترة قرر عبد لرحمن التقدم لها تحدث معها واعلمها بنيته لم تمهل نفسها الفرصة ووافقت على طلبه لتريح ضميرها وتبعد عن عادل واملت ان يكون عبد الرحمن يحبها فهي تري الحب في نظراته ولكن جزء في قلبها وعقلها يحدثها بوجود خطب ما وان ما تراه ليس لها ويخبئ لها امرا ما . لم تمهل نفسها فرصة للتفكير و وافقت هربا من عادل ومن تانيب ضميرها فهي من الاساس لم تتوقع ان يشعر بها عادل هو لم يستطع حب سلمي وهى زوجته و يعرفها منذ الطفولة فبالطبيعية لن يحبها في تلك الفترة القصيرة ولكن لسلطان القلوب رأي اخر .
بالفعل تقدم عبد الرحمن ووافقت حسناء لم ترفض والدتها فرأت ان عبد الرحمن كما يبدو شخص جيد سألت عنه وعلمت عنه طيب اخلاقه وبشاشته الدائمة وإنه لا يفرط في حقه دوما فوجدت به مقومات الزوج الجيد ومع موافقة حسناء وترحيبها تمت الخطبة وحسب ما ارادت حافظة تم الزواج بسرعة ففي شهر واحد تمت كافة المتطلبات وتم الزفاف .
افاقت حسناء من شرودها على صوت عادل 
حبيبتي مالك سرحانة في أيه كل ده اغير كده وصلنا خلاص . 
نظرت اليه بابتسامة
سرحانة فيك طبعا يلا نطلع للأولاد وحشوني قوي . 
أومأ لها واخذ كفها بيده باحتواء وحب وصعدا اليهم .
الفصل الثاني والعشرين
كل تلك الفترة وحبيبة شاردة بالبلكونة تفكر في كلمات حسناء وكل ما مر عليها طوال العام الماضي عام تبدلت فيه احوالها وحياتها . عدة تغيرات وتحولات منها الجيد ومنها القاټل تشعر بالحيرة والتخبط لا تعلم ما عليها ان تفعل تخشي ان تتخذ القرار الخطأ تخشي العودة لزوجها يعود اليه المړض ويتركها ويترك الحياة فتتذوق مرارة الفراق مرة اخرى لن تتحمل تلك المرة فهو اغلي من حياتها و ان تركته ماټت وهي على قيد الحياة فالحالتين مۏت لها و ابنتها لا تريد ان تعيش مثلما عاشت هى الحرمان من الاب أو الام أو كلاهما فالحرمان من احدهما مرار والم يفطر القلوب أنت شلها من ظلمات افكارها دخول محمود الذي اقترب منها و مسد على راسها بحنان 
محمود متهيألي ده انسب وقت نتكلم فيه .
نظرت اليه حبيبة بابتسامة منقوصة ويعلو وجهها الحزن والحيرة كان محمود واقف فجلس امامها ونظر لوجهها 
محمود شوفتيها بقت ازاي حقيقي مش مصدق لحد دلوقتي حسيت انها واحدة تانية عارفة على قد هي ما كانت صعبانة عليا زمان على قد ماهي دلوقتي بقت قوية عارفة و محددة هي عايزة أيه عارفة يا حبيبة الفرق أيه بالرغم من انها نفس الشخص فنظرت اليه متابعة فهى حقا تتمني ان تكون مثلها وتتخذ القرار الصائب وتترك التخبط الدى لازمها منذ فترة طويلة الفرق انها لجئت لأحبابها والدتها وجوزها أو خطيبها وقتها فتحت قلبها وعقلها سمعتهم وفكرت في كلامهم سابت الشماعة اللي بتعلق عليها اخطاءها وواجهت نفسها وقررت تعيش حياتها صح . 
نظرت اليه حبيبة بحزن وحيرة
هو فعلا عبد الرحمن راح لها واعتذر لها 
محمود اكيد مافيش سبب يخليها تكذب و الشيك اللي معاكي اكبر دليل.
حبيبة طيب ما قاليش ليه 
محمود يمكن اجلتي الكلام .
ابتسمت حبيبة بحزن عارف اكتر حاجة فرحتني انكم بقيتوا اصحاب لكن...وصمتت
محمود كملي لكن أيه
حبيبة كنت بتمني من زمان قوي تبقوا اصحاب من يوم ما تأخرت عليا وأنا في الدرس اليوم ده اللي غير حياتي. فاكره يا محمود 
ابتسم محمود ياااه يا حبيبة من يومها ازاى انسي اليوم اللي قصرت معاكي فيه واتعرضتي لحاجة تضايقك وأنا مش معاكي دا أنا بلوم نفسي عليه لحد النهاردة بس لو اليوم ده هو سبب جوازك من عبد الرحمن فخلاص لازم اسامح نفسي . على العموم كله بمعاد واكيد كل اللي مر علينا فيه الخير واحنا مش عارفين أنا عمري ما کرهت عبد الرحمن بس كنت بختلف معاه في الاسلوب وخاېف عليك ما ما توقعتش انه ممكن يحب أويتعامل مع مراته كده يمكن كل ده كان لازم نمر به عشان كلنا نعرف غلطنا في أيه ونصلحه يا حبيبة هو صلح غلطه مع طليقته و مع مامته وأنا صلحت غلطي معاه لاني اتاكدت اني ظلمته وقتها بس المهم اننا دلوقتي اصحاب والأهم عيلة.
حبيبة عارف
تم نسخ الرابط