حبيبة عبد الرحمن لسلوى فاضل الجزء الثاني
المحتويات
ان تفهم الاخري ابتعادها بتلك الطريقة
لا والله واسفة اني وصلت لك الفكرة دي .
. طيب مش بتيجي تقعدي معايا ليه وما تقوليش مش فاضية عشان ساعات طنط بتقولي انك تحت ومش عايزة تطلعي تقعدي معايا .
مش هعرف اتحجج يعني أومأت لها مؤكدة وهي تبتسم طيب ما تعديها المرة دي وأنا أوعدك اني اطلع لما جوزك ما يكونش هنا ما هبقي فاضية ومش ورايا مشاوير و ورقي خلاص فاضله تكه ويخلص ادعي لي سي سيد يمضي بسلام .
خلاص اتفقنا .
أنت عارف. ان عمري ما كان عندي اصحاب خالص .
تصدقي أنا كمان كانوا بيقولوا عليا معقدة اقولك من النهاردة نبقي اصحاب بس أوعي تقولي عليا معقدة .
مش هقول المهم ټوفي بكلامك .
مر اليوم بسعادة أخيرا على حسناء ومن فرط سعادتها سهت عن امر ذلك الشخص الذي استطاعت من خلاله انهاء أوراقها لم يكن باليوم السعيد للجميع فكان بداخل سلمي حزن والم هي وحدها تعلم سببه ولم يشعر بها سواها هي وهي فقط من تتألم في صمت . و باليوم التالي ذهبت لعملها وقدمت أوراقها لمديرها وعلي غير ما توقعت حصلت على امضاءه بسهولة وقبل خروجها قابلت سوزان و وجهها محتقن بالډماء ثارت عليها احتدت في الكلام وكان حديثها معها قريب من الصړاخ .
نظرت لها حسناء من اعلاها لأسفلها لم تجب أو تعلق عليها حاولت ان تبدوا ثابته ولم تهتز ولكن في داخلها كانت هلامية فتلك الكلمات ضړبتها في مقټل هي تعلم ان الأيام مرت بها وكبر عمرها ودخلت مرحلة العنوسة ويا لها من كلمة مرة ثقيلة على قلبها رحلت حسناء وكلمات سوزان تدور بخلدها كانت تمشي بطريقها واجمة لبعض الوقت حتى قررت ابعاد تلك السمۏم عن عقلها وان تسعد بما وصلت اليه ومع بعض الخطوات للأمام نمت ابتسامتها على شفاهها بالتدريج حتى ارتسمت ضحكة واسعة على وجهها
اتجهت الي مكان عملها الجديد وقدمت أوراقها هناك.
دخلت حسناء الي مكتب الموظف المختص لتسليم أوراقها وبالداخل كان هناك عبد الرحمن طرقت حسناء الباب نظر اليها عبد الرحمن ولفته بشدة شدة شبهها لحبيبة تكاد تكون هي بدأ عقله في متابعة تفاصيلها ومواطن اختلافها عنها .
صباح الخير أنا المدرسة الجديدة ومعايا الأوراق كلها موقعة.
م أيوة اتفضلي هما بلغوني انك جاية قريب بس ما توقعتش السرعة دى .
هو الامور في الاخر تمت بسرعة الحمد لله .
طيب تمام هتسيبي الورق النهاردة وتعدى بكرة وتيجي بعد بكرة تستلمي ويتحدد لك جدول الحصص بتاعك .
تمام يعني أنا النهاردة امشي خلاص كدة واجى بعد بكرة و مش مطلوب مني أي أوراق أو حاجة تانية .
بالظبط كدة .
طوال حديث حسناء مع الموظف وعبد الرحمن شارد في تفاصيلها يفرز مواصفاتها يحدد أوجة تشابهها واختلافها مع حبيبة وبالنهاية ترجم انها سوف تعمل معه بالمدرسة.
عادت حسناء للبيت سعيدة مرحة وبالبيت وجدت والدتها بالداخل .
لا ده النهاردة يوم سعدي بقي ست الكل هنا في البيت وادخل الاقي قمرى واقفة في المطبخ اعادتي الي ذاكرتي يا أماه ذكريات الماضي القريب .
ن أخيرا يا ماما الغمة انزاحت وورقي خلص كله وقدمته في المدرسة الجديدة وكمان بكرة راحة مش هروح في مكان يعني على قلبك يا ست الحبايب وبعد بكرة ان شاء الله أول يوم عمل ليا في المدرسة الجديدة بعيدا عن سي سيد .
ربنا يسعدك كمان وكمان يا بنتي ويحقق لك كل اللي تتمنيه ويبعد عنك السوء ويفرحك ويريح قلبك
تسلمي لي يا ماما قولي لي خير يعني ما طلعتيش ليه لسلمي على غير العادة .
عادل فوق ما خرجش النهاردة راحوا للدكتورة عشان التعب زاد عليها جامد يا بنتي ربنا يعفوا عنها .
شايفة انك اخدتي على اسمه أيه ده وبتتعاملي معاه كأنه ابنك بجد بالرغم من اني مش طايقاه وهو مسئول عن حالة سلمي وحملها التاني وهي تعبانة كدة .
بطلي تحكمي بالظاهر و جربي تسمعي قبل ما تصدرى احكام و توزعي اټهامات للي حواليكي . ادخلي غيري عشان لما يرجعوا هطلع اديهم الغدا واشوفهم محتاجين أيه .
هتطلعي وافضل لوحدي مش بتقولي هو معاها خليكي معايا أنت .
تعالي معايا مش قولت لها هتكونوا اصحاب يبقي لازم تكوني مع صاحبتك في شدتها ولا أيه
ن لوكانت لوحدها كنت طلعت هطلع أنا الصبح .
ماشي على العموم مش هأتاخر هطمن عليها بس.
جلست حسناء مع والدتها قصت لما كل ما حدث خلال اليوم تحدثا وضحكا وعندما وصلت سلمي وعادل صعدت والدت حسناء لتطمئن عليهما وعادت الي حسناء وهي حزينة من اجل سلمي مر اليوم و بالصباح بعد ان غادر عادل صعدت حسناء الي سلمي جلست معها بغرفتها سلمي مستلقية على الفراش نصف جالسة و حسناء تجلس مقابلة لها على الفراش اما والدتها فكانت تهتم بامور منزل سلمي و لم يكن صغيرهم انس استيقظ بعد .
بعد أن خرج عادل بقليل تذكر انه نسي بعض الأوراق بالمنزل فعاد مرة اخرى الي هناك وقبل ان يطرق باب الغرفة لتيقنه من وجود حسناء بالداخل سمعها تحدث سلمي
حسناء
الصراحة ومن غير ما تزعلي أنا مغلطاك مهما ضغط عليك واجبرك انك تحملي وصحتك تعبانة ازاى تهون عليك نفسك وتطاوعيه وتحملي ومش مرة واحدة لا اتنين أنت مش قادرة تتحركي من مكانك ازاى تطاوعيه كدة .
الحزن الحزن والالم هما الشعوران اللذان تملكا منه هي تراه بتلك الصورة البشعة المتجبر الغير مبالي بمن حوله لم يستطع ان يظل لفترة اطول ترك ما اتي من اجله وعاد حيثما كان لن يستطيع المواجهة اما بالداخل بعد ان انهت حسناء جملتها
ليه بتقولي انه اجبرني ده ما حصلش أبدا بالعكس هو كان بيثور عليا كل مرة يعرف اني حامل والمرة دي وعشان تعبي ما كانش بيقدر يتعصب أو يتكلم .
نظرت لها بعدم تصديق وكانها تقول لا تدافعي فلن اصدقك فاكملت سلمي
م أنا ها
احكي لك من الأول وأنت بقي ابقي احكمي لوحدك ماشي
أومأت لها حسناء موافقة
ن اهلي و اهله كانوا جيران من قبل ما أنا اتولد اصلا وكانوا اصحاب امي وامه دايما مع بعض بيتنا بيتهم و بيتهم بيتنا سنتين واتولدت أنا يعني الفرق بيني وبينه ست سنين فتحت عنيا لقيته قدامي عارفة قصت البنت اللي حبت ابن الجيران
حسناء وهو
ن ولا الهوا مجرد بنت صاحبت مامته وممكن تكون اخته كل يوم اعجب به اكتر من اللي قبله ما شوفتش غيره كنت دايما ضعيفة ومش بقدر على مجهود وكل ما اكبر تعبي يظهر وأنا في اعدادي الموضوع كبر لدرجة ان ي دخلت المستشفي والكل عرف حالتي ماما وبابا تعبوا والحزن اكلهم خصوصا اني وحيدتهم من حزن امي عليا تعبت واتملكها المړض و بعد ما خلصت ثانوي وقدمت ورقي في الجامعة بابا ټوفي في حاډثة ومن صدمة امي وحزها على فراقه حصلته بعدها بشهر واحد وفضلت أنا وحيدة في الدنيا من غير اهل ولا معارف ماليش غير والدت عادل وعشت لوحدي.
يعني عشان اهلك ماتوا يستغلك ويستقوى عليك .
ابتسمت سلمي بيأس
م يا بنتي اسمعي وبعدين احكمي بالعكس عادل عمره ما فرض عليا حاجة بالعكس أنا اللي اتفرضت عليه . بصي أنا طبعا بعدها تعبت ودخلت المستشفي وفضلت هناك فترة طويلة طنط مامت عادل وهو ما سبونيش أبدا ولما خرجت طنط علية مامته كانت بتبات معايا كمان وكتير وعدت الأيام كده وطبعا أنا كنت بتعلق به اكتر لوقوفه جنبي وكنت حاسة انه كل عيلتي واسرتي المهم كلام الناس كتر وبقوا يتغمزا عليا فيي الرايحة والجاية والغمز بقي كلام وتلميح وبعدين تلقيح ووقتها مامته كلمته والمفروض انهم اتكلموا من ورايا ما يعرفوش لحد النهاردة اني سمعت كلامهم .
اللي هو أيه اللي سمعتيه
طنط علية عرضت عليه انه يتجوزني وقالت له انها شايفة ان اهتمامه بيا حب كان رده انه حب بس اخوي بعيد عن الجواز
وبعدين
سألته ان كان في واحدة عايز يتجوزها ولما كان رده لأ قالت له يتجوزني وانه مش هيلاقي واحدة تحبه زيي تنهدت واغمضت عينها بالم فهمت وقتها اني كنت مكشوفة قوي بس هو ما كانش شايف لا حبي ولا أنا كلي على بعضي فضل فترة يكابر لحد ما في مرة سمع حد بيتكلم عليا وحش اټخانق معاه خناقة كبير والشارع كله اتلم والحقيقة هما الاتنين طحنوا بعض .
وطبعا كلام الناس زاد .
زاد دي كلمة قليلة لدرجة اني كنت عايزة اعزل .
ومامته وافقت .
سلمي ما اداش فرصة لمامته انها ترفض أو تقبل ولا حتى سابني اكمل الجملة
حسناء
امال عمل أيه
سلمي
احتد عليا في الكلام في الظروف العادية كان قلب الدنيا بس عشان خاف اتعب كان بيحاول يكون هادى فاتكلم بصوت مش عالي بس بحدة قالي بالحرف
أنت فاكرة لو نقلتي وقعدتي لوحدك هيكون حل لأ أنت وقتها هتشوفي الأسوأ هتلاقي اللي بيخبطوا عليك في انصاص الليالي ويتجاوزوا حدودهم و اللي هيرزلوا عليك في الراحة والجاية مش سيرتك بس اللي هتكون لبانة لا سمعتك كمان
حسناء
هو ده اللي ربنا قدره عليه!
تنهدت بيأس
ما فيش فايدة لا يا سيدتي مش ده اللي ربنا قدره عليه بس أنا حقيقي مش قادرة اكمل وعايزة أنام جدا ممكن بس تديني العلاج.
اشفقت عليها حسناء واحرجت لأنها اهتمت بالحكاية ونسيت ان سلمي تحتاج الي الراحة لا الي الارهاق ناولتها ادويتها وظلت بجانبها حتى غفت ثم تركتها ترتاح وذهبت لوالدتها تعاونها.
مر يوم والتالي ازدادت حالة سلمي سوءا اشفقت حسناء عليها وبشدة. وجدت نفسها تهتم بالطفل الصغير أنس تداعبه من الحين للأخر تأتي من عملها لوالدتها تساعدها بالأعلى عند سلمي وعندما يعود عادل تتجنب النظر اليه تشعر من داخلها ان هناك سبب أخر يجعلها تعامله بتلك الطريقة غير السبب المعلن والذي تتعمد اظهاره للجميع اما هو فكان يشعر بالضيق للصورة التي سمعها تتحدث بها عنه و ايقن انها ان علمت بما فعله من أجلها ظنت به السوء.
بدأت حسناء تلاحظ نظرات عبد الرحمن لها فان
جلست معه بنفس المكان
متابعة القراءة