حبيبة عبد الرحمن لسلوى فاضل الجزء الثاني
المحتويات
م بتفكروا ازاي أنا مش فاهم سواء أنت أو حبيبة طاب هي صغيرة ومشوشة حضرتك أيه بقي بدل ما تحاول تقرب بتتسابق معاها تبعد اكتر طيب فكروا في بنتكوا ذنبها أيه تقع بينكوا عايزها تتيتم وأنت عايش تدور عليك وما تلاقيكش ما تحسش بحبك وحنانك ووجودك جنبها .
عبد الرحمن وهي بنتي كده في حضڼي أنت فاكر الربع ساعة اللي بشوفها فيهم كل يومين دول كفاية بالعكس دي بتوحشني من قبل ما تمشي بها وحتى لو فضلت هنا هتفضل بعيدة مع حبيبة تفتكر أنا ممكن احرمهم من بعض مهما حصل وبعدين أنا عندي سبب مش هقدر اقول لك عليه دلوقتي بس مش عايز حبيبة تعرف حاجة دلوقتي .
تنهد بإحباط يا محمود افهمني أنا مش عايزها تعرف دلوقتي وعندي اسبابي لما تيجي بالليل هفمك بس أوعدني انها ما تعرفش حاجة خالص منك .
أنا مش بوعد واخلف ولحد ما افهم أوعدك مش هقولها بس لو كلامك ما عجبنيش وحسيت انكوا ختظلموا بنتكوا لازم هعرفها لازم اللي بيحصل ده ينتهي .
خلاص بالليل نتفاهم بس تعالي البيت عندي مش عند ماما مش عايزها هي كمان تعرف حاجة الكلام ده بيني وبينك بس .
اكمل عبد الرحمن يوم عمله ثم ذهب لوالدته دخل للبيت دخل غرفته بصمت وهدوء جلس على الفراش باتجاه البلكونة نظر اليها وكانه يتذكر الماضي وكيف جذبته حبيبة لأول مرة وكيف تحدث معها والأيام تلتها قضاها ينتظر مجرد رؤيتها من بعيد ليدق قلبه ويرفرف من فرط السعادة مرورا لكل الاحداث التي مرت عليهم تذكر يوم ان كادت تتجمد من شدة البرد تذكر يوم خروجه من المشفي بأول مرة اغلق عينه بالم ارجع راسه للخلف وهو يسند بكلتا يديه بجانبيه على الفراش وتحدث بهمس بالكاد يسمعه هو
بتلك اللحظة دخلت حافظة نظرت إليه بحزن وندم اقتربت منه ولأول مرة تمسد على رأسه بحنان جلست بجواره رفع راسه ونظر إليها بحزن وألم وكأنه يحمل من الهموم جبال ابتسم لها بحزن ثم اخفض رأسه مرة اخرى فجذبته إليها وضمته بحنان أم بالغ تصرف لم تقم به منذ زمن بعيد كان يتمناه كثيرا لكنه لم يشعر بحلاوته الان ليس جحودا منه ولكن ربما لانه لم يعتاده أو لكثرة الخذلان ومرارة الانتظار فافسدا مذاق ما يفترض أن يشعر به بتلك اللحظة . لم تتوقع منه أي رد فعل تعلم انها اذاقته من القسۏة الكثير فتحدث وهي تجاهد لجعل صوتها جيد .
اعتدل في جلسته ربت على كتفها ابتسم بالم حاول ان يبدو جيدا
م مش عايز اضغط عليها خليها براحتها اخذ نفس عميق جميلة بس وحشتني .
طيب تعالي اتغدى وخد العلاج وارتاح شوية .
حاضر هغير واجي .
بدل ملابسه وجلس معها يتناول الطعام كان كلاهما يدعي تناوله كلاهما شارد حافظة بالماضي وهو بالمستقبل .
حافظة يا اما بقولك مش طايقه نفسي امه حاشرة نفسها في الصغيرة والكبيرة وهو طوع ايدها ده بيبوس ايدها في الراحة والجاية وكل ما تشتكي مني يضربني .
نظرت لها بحزم بتتلكك ولا بتبقي غلطانة .
حافظة بقولك بيضربني .
ردت بحسم وحزم بصي بقي أنا عارفة عندك ودماغك اللي عايزة كسرها جوزك حقاني طبعه شديد مش بيحب الحال المايل وشايل امه فوق راسه مش بيطيق عليها الهوا وأنا قولت لك كده من قبل الجواز وبعدين ما مش هيعمل معاكي كده لو اهتميتي بامه بس أنا عارفاكي اكيد حاطاها في دماغك بتضايقها وقرفاها وبتجيبي الضړب لنفسك.
امها براحتك ابوكي هيطلقك منه وهيحبسك في البيت لحد ما تتجوزي تاني مش هتشوفي الشارع ولا حتى في احلامك وأول واحد هيخبط هيقبل واكيد المرة دي هيكون كبير أو ارمل مطلق ويا سلام لو زوجة تانية ومش هتقدري تنطقي لو عايزة ابوكي بره اهو تحبي اندهه.
اسود وجه حافظة وصمتت فاكلمت والدتها كتمتي يعني اتعدلي مع جوزك وبطلي عند وعلي رأي اللي قالوا العند يورث الكفر
عادت حافظة من شړوها ابتسمت پألم وهمست لنفسها كان
عندك حق فضلت اعند واغل في نفسي لحد ما ضيعت نفسي وحياتي ودلوقتي حياة ابني بعد ما كان هيروح مني فوقت لنفسي بعد فوات الأوان .
مر اليوم برتابة وشرود عبد الرحمن وبالمساء ارتدي ملابسه وهم للخروج رأته حافظة
حافظة أنت خارج تاني يا ابني.
عبد الرحمن أيوة يا ماما عايزة حاجة
كنت بقول يعني اروح ...
لم يمهلها لتكمل حديثها وقاطعها لأ يا امي ما تروحيش لو سمحتي .
حافظة أنا عارفة انها خاېفة ترجع بسببي يمكن لو ...
عبد الرحمن يا امي الله يكرمك ما تصغرنيش تاني وسبيني اتصرف زي ما أنا شايف .
انصاعت اليه دون جدال حاضر يا ابني أنا عايزاك ترتاح والله.
عبد الرحمن ما تقلقيش هيرحكوا كلكوا قريب سلام .
الفصل الثالث والعشرين
تركها واغلق الباب خلفه ذهب الي شقته فتحها وقف مكان دخوله وتذكر لهفتها عليه عند عودته واستقبالها له بقبلتها وابتسامتها الرقيق ابتسم بحنين نظر لجميع اركان المكان مبتسما تجول داخلها وقف بكل مكان جلسا به تحدثا ضحكا تهامسا دخل غرفته نظر لمكان جلوسهما المعتاد باشتياق ثم الي البلكونة ونظر الي زهورها التي ذبل معظمها سقاها اتجه لدولاب ملابسه فتحه واخذ ملابس بيته وبدل ثيابه فهو لم ينقلها الي بيت والدته .
جلس عبد الرحمن وتحدث مع نفسه وكانه يحادث شخص اخر جالس معه
عبد الرحمن كنت فاكر لما سيبتك هناك يا حبيبه هتيجي بعد يومين تلاتة أو حتى تكلميني عشان كده استنيتك هنا ولما ياست ورحت قعدت مع ماما قولت لنفسي اكيد هترجعي بعد فترة سبت كل حاجة زي ما هي كان عندي امل . معقوله يا حبيبة ما بقتش مهم عندك بقت كل قيمتي اني أبو بنتك معقول نسيتي حبيبك وجوزك بالسهولة دي قدرتي تستغني عني .
بعد قليل حضر محمود فتح له عبد الرحمن واستقبله دخل محمود ولم يتحمل الصبر اكثر من ذلك.
اعطاه ابنته جميلة يضمها اليه بحنان ورعاية.
عبد الرحمن دي كبرت شوية يا محمود بتاخد شكل حبيبة قوي تحس نسخة تانية منها .
محمود سيبك من جميلة دلوقتي وفهمني اللي قولته الصبح أنا من وقتها وعمال افكر أنت ناوي على أيه من كتر العصبية والتوتر مش عارف ولا فاهم أنت وحبيبة هتودوني فين وهتعملوا فيا أيه
عبد الرحمن طيب نشرب شاى وأنا افهمك .
محمود مش عايز شاي فهمني الأول وبعدين نشرب .
عبد الرحمن أنا قدمت النهاردة على السفر هيردوا عليا خلال أيام .
محمود استعفر الله العظيم يا صبر أيوب . تحدث بجدية عبد الرحمن فهمني أنت بتفكر في أيه مش بقولك عملت ايه ولا قدمت ولا لأ
اخذ نفس عميق ووضع جميلة براحة على الكنبة جواره
عبد الرحمن بص يا محمود اللي بعمله ده هيخلي حبيبة تقف مع نفسها وتاخد قرار .
محمود ما لو أنت عايز توصلها انك هتسافر عشان تاخد القرار بسرعة وتحدد موقفها يعني مش هتسافر فعلا !
عبد الرحمن أنا فعلا قدمت وفي الغالب هيوافقوا هي مسألة وقت مش اكتر وعشان ما تسالش أنا هيرحك . حبيية يا اما فعلا زي ما أنت بتقول مكسوفة تكلمني أو انها فعلا مش عايزة ارتباطنا اكتر من كدة وشايفة ان دي النهاية سفري هيكون الدافع لها اللي هيوضح لها قبل لينا موقفها وعايزة أيه لو فعلا مكسوفة هتيجي ونتكلم وتطلع كل اللي جواها من غير ما تخبي حاجة ولو دي النهاية فعلا يبقي من حقها تتحرر مني ووقتها أنا مش هقدر افضل هنا ولازم ابعد فالسفر هيكون حل مناسب ليا ولها اما جميلة فأنا هكون مطمن عليها معاك مش هقدر ابعدها عن حبيبة مهما حصل سفري هيكون سنة أو اتنين اجمع فيها نفسي عشان اقدر ارجع تاني قوي واقدر اكمل حياتي واشوفها واتعامل معاها من تاني.
نظر اليه محمود باشفاق من اجله الهذا الحد متعلق بحبيبة يفكر بها ويقدمها على نفسه
طيب ووالدتك ما فكرتش فيها.
فكرت كتير بس حقيقي لو وصلنا للنهاية التانية بعدي عنها هيكون احسن لها وليا لاني فعلا وقتها ممكن ااذيها بالكلام واكيد مش هسمح اني اعمل معاها كده مهما حصل منها .
طيب هتعرف حبيبة امتي وازاي
امتي لما اخلص الورق ازاي لا أنا ولا أنت هتعرف من حد تاني.
محمود قصدك مين مامتك .
أومأ له موافقا لاني مش هعرفها غير لما ورقي يخلص هقولها اني مسافر لما يحددوا معاد السفر وهي اكيد هتروح لحبيبة تستنجد بها وقتها الخيار هيكون معاها رد فعلها هو اللي هيحدد اللي هيحصل.
كان محمود ينظر اليه بدهشه وصدمه معا مشفق عليه وعلي جميلة يشعر بالضيق والڠضب من حبيبة .
عبد الرحمن محمود هي حبيبة لسه بتنزل تقعد مع سما في المكتبة
محمود للاسف أيوة .
عبد الرحمن الشارع ما بقاش امان زي الأول دايما في شباب مش في وعيهم ومش متاخر زي زمان دول من العشا بيكونوا في
كل مكان وبيضايقوا أي واحدة ست حتى الستات الكبار ما سلموش منهم مش عارف ازاي بتسيبها كده.
محمود للاسف مش راضية كلمتها كتير وأنا مش عايز أجبرها بصراحه خاېف عليها لان الوقت اللي مش بتنزل فيه بتفضل قاعدة لوحدها ساكته حبيبة ما بقتش بتتكلم غير مع سما هي المتنفس الوحيد لها حبيبة دبلت يا عبد الرحمن أنا مش قادر اتكلم معاك ما ليش عين بس أنا فعلا خاېف عليها من الوحدة ومتضايق منها ومن تفكيرها.
عبد الرحمن أنا عندي الحل .
محمود ازاي يعني هتعمل أيه
عبد الرحمن أنا بفكر في الموضوع من فترة وبالصدفة قابلت حد اعرفه عايز يعمل مشروع واقنعته يشارك في مكتبة سما باقي نكلمها ويتفقوا .وبكده نبقي كمان ريحنا سما من ان حد يضايقها وشغلها يتطور .
محمود دماغك دي شغالة ما بتنامش فكرة ممتازة جدا وأنا هخلي بسمة تكلمها .
عبد الرحمن وأنا هكون معاهم في الاتفاق عشان اضمن لها حقها وكله يكون تمام وبعقود بس مش عايز حبيبة تعرف اني ورا أي حاجة
متابعة القراءة