حبيبة عبد الرحمن لسلوى فاضل الجزء الثاني
المحتويات
حبيبة أيه اللي شاغلك كده
نظرت لها حبيبة بشرود ثم اخفضت رأسها مرة اخرى دون حديث .
سما أيه يا بنتي مالك في حد يبقي حواليه كل اللي بيحبوه ويتمنوا رضاه ويبقي ده حاله ما تتكلمي ولا خلاص ما بقتش صاحبتك .
حبيبة أنا خاېفة يا سما خاېفة قوي .
سما طب أيه اللي مخوفك كده وليه أنا مش فاهماكي واشك انك فاهمة نفسك لو في مشكلة مع عبد الرحمن اتكلمي معاه بس مشكلة أيه ده من وهو تعبان في المستشفي وهي مرافقك بنفس الغرفة وبيهتم بيكي ورفض ان محمود يبدل معاه كان بيعمل لك كل حاجة يا بنتي دي الممرضات في المستشفي لسه لحد النهاردة لو شافوني صدفة في الشارع بيسألوني عنكم . بلاش دا أنت م بيقيتوا حديث الساعة الناس كلها بتتكلم عن اللي حصل لك وعن اهتمام عبد الرحمن بيك شوية وقصتكم هتتدرس زي قصة قيس وليلي و قصة عنتر وعبلة .
استمرت جلستهم لبعض الوقت ثم رحلت . انتظر عبد الرحمن مع والدته حتى موعد عودة محمود ثم لحقه الي البيت وبالمساء جلس مع حبيبة بغرفتهم وكأنا مستلقيان على السرير متقابلين
حبيبة الحمد لله جميلة عاملة أيه وحشتني قوي عايزة اروح لها.
عبد الرحمن الدكتور طمني عليها و ان نموها ماشي بالمعدل المطلوب وحالتها كل يوم في تحسن ما تقلقيش عليها بس اجلي انك تروحي
لها شوية أنا خاېف عليك يا حبيبة لسه چرحك تعبك وأنت كمان بقيتي ضعيفة قوي محتاجة تاخدي بالك من صحتك ما تخافيش عليها وأنا حروح لها كل يوم وحطمنك عليها ابتسم أنت عارفة كبرت حته نونو زيها والدكتور قال احتمال تخرج قريب
عبد الرحمن حبيبة أنا حرجع الشغل تاني من بكرة حأقطع الاجازة.
حبيبة ليه خليك لما الاجازة تخلص
ابتسم عبد الرحمن ونظر اليها بتمعن كانه يحفر معالمها بذهنه أنا دايما معاكي موجود حتى لو مش في نفس المكان وضع يده على قلبها أنا هنا يا حبيبة صح.
وضعت حبيبة يدها فوق يده وضغطت عليها بخفة نظرت اليه ثبتت عينها بعينه لم تتحدث هي بل تحدثت عينها اليه تشكو وتتألم.
اخفضت بصرها حاولت ان تبدوا جيدة أنا كويسة ما تقلقش.
عبد الرحمن أنا عارف اني ۏجعتك يمكن فهمتي اني اتخليت عنك بس مش دي الحقيقة أنا كنت خاېف عليك مني خۏفت اخلف وعدي ليكي صحيح كان ممكن اتصرف بطريقة تانية واحميكي مني بردوا بس وارجع واقول كله قدر ونصيب خطوات لازم نمشيها عشان نوصل لبر الامان هاتي ايدك وساعديني نوصل يا حبيبتي مش هقول ننسي اللي فات لأ نفتكره ونتعلم من الغلط اللي فيه بالرغم من انك وقتها وجعتيني بتصميمك على البعد لكن وجودي معاكي دلوقتي نساني أي ۏجع وكل اللي فاكره اني بحبك وعايزك معايا باقي عمرى حبيبتي لازم نسامح ونصارح بعض ونفتح صفحة جديدة.
امسك كفها ضمھ باحتواء ثبت نظره بعينها
وحياتك أنت عندي حستني لحد ما تيجي تحكي وتتكلمي لوحدك.
فنظرت اليه وعلقت عينها بعينه وسالت دموعها فمسحها.
عبد الرحمن كفاية دموع يا حبيبة تعالي في حضڼي ننسي الدنيا كلها .
ضمھا بقوة و ربت عليها وحاول طمأنت ها وظل يداعب شعرها حتى غفت.
بقي الحال على ما هو عليه ثلاثة أيام حتى تعافت جميلة وخرجت من المشفى كان هذا اليوم الاسعد لهم جميعا فبهذا اليوم ذهب عبد الرحمن ليطمئن على ابنته كعادته اليومية وتفاجئ بحديث الطبيب بانها تعافت كليا وانها ستعود معه للبيت فدق قلبه پعنف من شدة سعادته انهي اجراءات المستشفي واخذ ابنته وذهب لحافظة
عبد الرحمن بتشكريني على أيه يا امي ده حقك بس اعذريني مش هقدر اطول عشان حبيبة اكيد مشتاقه لها من يوم ما خرجت من المستشفي ما شافتهاش وحالتها وحشه
حافظة يبقي قوم يلا روح فرحها وريح قلبها يا ابني قوم يا حبيبي .
ابتسم لها برضي تغيرت كثيرا اصبحت ام حنون بكل ما تحمل الكلمة من معاني قبل يدها وغادر اسرع الي حبيبة التي ضمت طفلتها بسعادة واحتواء وحنان أخيرا شعرت بالراحة كم اشتاقت لضمھا اليها كم اشتاقت حتى لصوت بكائها .
كان عبد الرحمن ينظر لحبيبة بسعادة فأخيرا رأي ضحكة حقيقة وابتسامة صافية لها فمنذ عودتها وهي تتدعي انها بخير وترسم ابتسامة مزيفة على وجهها ولكنها اليوم كانت صادقة وصافية كم اشتاق لها اخذت حبيبة مولودتها وضمتها الي صدرها و ظلت تنظر اليها وتبتسم لها
وحشتيني قوي يا جميلة طولتي قوى قوى .
كان هذا اليوم لحبيبة عيدا فرحت فيه بشدة ورأي الجميع سعادتها وعمت الفرحة الحقيقة ارجاء المنزل.
وبعد عدة أيام عاد عبد الرحمن للمنزل سلط الجميع نظرهم عليه ونظرت له حبيبة بتعجب .
محمود أيه الحاجات دي كلها يا عبد .
اجاب بابتسامة سعادة و عينه مثبتة على حبيبة دي حاجات سبوع جميلة مش عشان دخلت الحضانة نضحك عليها وما يتعملهاش سبوع وان شاء الله في نفس اليوم اعمل لها عقيقة كمان .
ابتسمت حبيبة بسعادة وردت بسمة بسم الله ما شاء الله أنت جبت كل حاجة تقريبا ناقص حاجات بسيطة ربنا يباركلك فيها ويجعلها ذرية صالحة ان شاء الله .
عبد الرجمن اللهم امين بس ما فيش حاجة ناقصة ان شاء الله باقي الحاجة هتوصل بعد يومين أنا ظبطت كل حاجة .
محمود ظبطت كل حاجة لوحدك كدة وخالها مالوش نفس يظبط حاجة .
عبد الرحمن خالها عليه المكان ويعزم اصحابه عايز الناس كلها تفرح معنا .
اكملوا حديثهم وسط جو من المرح كانت فيه حبيبة مشاهدة ومستمعة فقط .
شارك الجميع في تجهيز المكان وتزينة ودعوة جميع المعارف والاقارب والزملاء شاركت سما معهم كفرد من العائلة واعدت حافظة السبع حبات وكل ما يخص الموروثات الشعبية المتعلقة بحفل السبوع كان يوم يشهد به الجميع ومصدر خصب لحديث العامة لفترة .
ظن عبد الرحمن والجميع ان بهذا الحفل ستسود الفرحة والسعادة وتهدأ حبيبة وتعود لطبيعتها ولصفائها ولكن لم يحدث هذا بل بالعكس زاد توترها بشكل ملحوظ حاولت هي اخفاءه قدر استطاعتها ولكنها فشلت وببراعة لاحظ الجميع حالتها الى تعدت التوتر ووصلت لحد الهلع فكانت تنتفض لابسط الاسباب تشعرا دائما بان خطبا سيئ سيداهمهم ترتعش بړعب ان استمعت لجرس الباب تتوقف انفاسها مع كل اتصال كان محمود وعبد الرحمن يتبادلا حديث النظرات يحاول كلاهما تهدئتها وطمئنتها دون فائدة فكانت حالتها تزداد سوءا يوما بعد يوم .
في المساء كانت حبيبة بغرفتها تهتم بجميلة وتعدها للنوم ظل عبد الرحمن يتابعها لفترة بشرود ثم تركها ودخل البلكونة جلس بها بشرود تام أنت به على صوت محمود بجانبه
محمود ماتزعلش من حبيبة يا عبد الرحمن هي اكيد حترجع تاني زي الأول بس مسألة وقت اديها عذرها أنا عارف انها طولت قوي مش عارف اقول لك أيه بس ...
عبد الرحمن من غير بس يا محمود وأنا مش زعلان اكيد أنا بس بفكر بشكل تاني.
محمود طيب فكر بصوت عالي وأنا معاك في أي حاجة طالما فيها مصلحة الكل .
اخذ نفس عميق عارف حالة حبيبة بقت كدة من امتي
من يوم السبوع تقريبا .
طيب ما ربطتش ده بحاجة يعني ما خمنتش السبب
ابتسم باحراج الحقيقة خمنت .
ابتسم بارهاق توترها وصل للمرحلة دي وما قلش من يوم السبوع بل زاد اضعاف لوجود امي في السبوع نظراتها ليها يومها كانت خوف وقلق زي ما تكون منتظرة حاجة وخاېفة منها .
أنا بردوا شوفت كده وما حبتش اتكلم تفهمني غلط .
أنا حاسس ان لسه في حاجة مستخبية وهي دي اللي مخليه حبيبة لحد النهاردة متوترة وحتى مش عايزة تتكلم .
محمود طيب أنت حاولت تتكلم معاها.
عبد الرحمن حاولت فعلا وكالعادة اتهربت و بكت وحلفتني ناجل الكلام و وعدتها اسيبها لحد ما تتكلم لوحدها.
ابتسم كل يوم بتاكد اني كنت ظالمك وانها كان عندها حق تتمسك بك أنا حقيقي اسف ولو رجع بيا الزمن لورا كنت هتصرف بطريقة مختلفة.
ما تتاسفش كل مقدر ومكتوب وأنا حقيقي مش متضايق والمهم اننا دلوقتي فاهمين بعض ولو مش يضايقك ممكن نكون اصحاب .
اكيد طبعا يبسطني اننا نكون اصحاب قولي طيب ناوي على أيه
عبد الرحمن للأسف أنا وجودي لوحده بقي ضاغط عليها بقت خاېفة أحاول افتح معاها كلام ما تتخيلش حالتها بتكون ازاي أول ما ندخل الأوضة
لحد ما تتاكد اني مش هتكلم في حاجة . تترعش لو الباب خبط تفتكر ان في حد جاي يعمل مشكلة واكيد أنت عارف خۏفها من مين.
محمود أنت مقرر حاجة ما تقولي أيه هي.
عبد الرحمن فعلا أنا فكرت كتير قوي لقيت الحل الوحيد اني ابعد عشان تقدر تفكر من غير ضغط الباقي حيكون عليك يا محمود اتكلم معها في الوقت المناسب و بالراحة ساعدها تعرف هي عايزة أيه شوف مشكلتها فين وصدقني اللي هي عايزاه حعمله المهم تكون متأكدة منه و يكون رغبتها مش خوف من حد أو على حد .
متابعة القراءة