حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب الجزء الخامس والأخير..
المحتويات
و ماتنسيش تاخدي دواكي.
.. وانت مش هتاكل
سألته بخفوت فأجابها.. هاكل في اوضتي.
ثم إستدار وغادر الغرفة بعد أن أغلق الباب من خلفه هبطت دموع عبير دون شعور يبدو أنها سوف تتجرع الكأس المرة لوقت طويل وقد لا تكون هناك نهاية أبدا!
خلال الأيام القليلة التي تلت ثاني ليلة حقيقية لهما لاحظت داليا تغيرا غريبا جدا في تصرفات عز الدين ليس في كل تصرفاته إنما في البعض منها لقد أبدي تحولا بسيطا أدهشها مثلا حين أعطاها مبلغا من المال وأرسل معها سائقه الخاص إلي السوق كي تشتري بعض الملابس والأغراض لنفسها ولكنه علي أي حال لم يستطيع أن يبدل طباعه أبدا إذ أنه قال فور أن لمح الدهشة بعينيها ..انا بس لاحظت ان هدومك قدمت شوية ده غير انهم من النوع الردئ جدا ومتنسيش انتي متجوزة مين .. ميصحش تظهري قدامي او قدام اي حد بالشكل ده..
ومع أنها باتت أكثر أثارة وجاذبية في إطلالتها الجديدة إلا أنه بدا غير مكترث لذلك يبدو أنه لم يبالغ عندما أكد لها قدرته علي التحكم بغريزته والسيطرة علي نزواته الطارئة تمنت لو أنها تملك قوة إرادته وبرودة أعصابه مع الوقت راحت داليا تكتشف أن أعمال زوجها الواسعة تعد أهم شيء بحياته حيث أنها تبتلع معظم وقته علي الطرف الأخر لم تسمع داليا أي أخبار عن عبير سوي أنها بخير وفي مأمن مع خالد يبدو أنها لن تنال عفو أخيها بسهولة ! كانت داليا تقف بوسط المطبخ تشرف علي الخادمات وتساعدهن في إعداد وجبة الغداء وفيما كانت تباشر في تقطيع الخضروات جاءتها فاطمة قائلة.. ست داليا.
سألتها داليا وهي تركز إهتمامها علي عملها فأجابتها فاطمة.. في ضيفة طالبة تشوف حضرتك.
قطبت داليا حاجبيها بإستغراب قائلة.. ضيفة طالبة تشوفني انا مين دي يا فاطمة
.. جومانة هانم.
أحست داليا بإنقباض خفيف في صدرها لدي سماعها إسم غريمتها فحولت نظرها إلي فاطمة متسائلة.. انتي تقصدي جومانة خطاب
إحتقن وجه داليا پغضب فتساءلت مغتاظة لماذا جاءت ماذا تريد تلك المرأة تركت داليا ما كانت تفعله ثم توجهت نحو صنبور الماء وغسلت يديها ثم جففتهما وقبل أن تخرج من المطبخ نادت فاطمة وسألتها.. قوليلي يا فاطمة شكلي كده كويس
منحتها داليا إبتسامة لطيفة ثم أسرعت لتقابل الزائرة عندما إلتقتا كانت جومانة تجلس فوق مقعد وثير واضعة ساق فوق الأخر وقد إرتدت ثوب قصير بالكاد يغطي فخذيها لم تنهض علي الفور حين رأت داليا بل إتبعت البرود في تصرفاتها متعمدة ثم أخيرا نهضت ونظرت إليها بإعتلاء ساخر بينما إستقبلت داليا نظراتها بإبتسامة هادئة واثقة وتعمدت هي أيضا ألا تصافحها بل إكتفت بقولها.. اهلا بيكي يا انسة جومانة منورة.
إصطنعت داليا إبتسامة خفيفة ثم سألتها.. طب ولما حضرتك عارفة كده كويس ايه اللي جابك
هزت جومانة كتفيها بلا إكتراث قائلة.. انا كنت جاية لعز بس اتضح انه مش موجود فقلت اقابلك انتي عشان توصليله حاجة كان نسيها عندي.
لوهلة أرادت داليا أن ټنهار باكية لكنها أخفت مشاعرها المتأججة في صدرها كي لا تعطي غريمتها مجالا للشماتة بها أكثر وبينما كانت تهم جومانة علي الرحيل إقتربت من داليا ثم همست بأذنها ساخرة.. مسكينة انتي يا داليا يا حرام صعبانة عليا خالص كنتي فاكرة انك هتفضلي مراته على طول جايز انتي دلوقتي مراته فعلا وجايز هو مبسوط معاكي لانك حلوة بس مسيره يمل ويزهق منك انتي مش هتقدري تلبي احتياجاته عز الدين نصار ميكتفيش بست واحدة سلام يا حبيبتي.
ثم مضت في سبيلها إلي الخارج تاركة داليا خلفها تكاد ټموت قهرا لم تستطع داليا السيطرة علي دموعها التي هطلت بغزارة فبسرعة وضعت يدها علي فمها تكبت نشيج مر يكاد يفتك بها ثم ركضت مهرولة بإتجاه الغرفة إرتمت علي الفراش دافسة وجهها لدي الوسادة الناعمة ثم أخذت تجهش پبكاء مرير أرادت أن تصرخ بقوة حتي ينقطع نفسها فمازال صوت جومانة الهازئ يرن بأذنيها كما لا تزال كلماتها تعذبها وټحرق قلبها بلا رحمة لم ينقطع بكاء داليا منذ أكثر من ساعة سكتت فقط حين أتاها صوته العميق متسائلا.. ايه ده مالك
رفعت وجهها المغطي بدموعها عن الوسادة المبتلة ثم نظرت إليه واهنة فسألها مجددا بنبرة جامدة إنما أقل حدة.. ايه اللي حصل
فإبتسمت بمرارة ثم تحاملت علي نفسها ونهضت لتقف في مواجهته ثم أمسكت بيده ووضعت بها خاتمه قائلة.. انسة جومانة جت عشان ترجعلك ده بتقول خدامتها لقيته وهي بتوضبلها السرير.
حدق فيها عز الدين بثبات فلم تستطع قراءة تعابير وجهه إذ كانت ملامحه جامدة وكأنه يعترف بصحة شكوكها.. طلقني.
هتفت دون وعي فسألها هازئا.. نعم!
.. بقولك طلقني.
قالت بوعي هذه المرة ثم صړخت بوهن.. انا خدت قراري همشي من هنا خلاص مش عايزة اعيش معاك.
تقلصت عضلات وجهه پغضب فقبض علي معصمها پعنف ثم صاح بقسۏة.. مافيش حد هنا بياخد قرارات غيري و مش بمزاجك انتي هتفضلي هنا لحد ما اقرر انا انك تمشي.
غالبت بجهد شعور بالغثيان إحتلها فقالت لاهثة.. انا بكرهك بكرهك ومبقتش طايقاك خلاص انت انسان اناني خاېن و ...
قاطعها حين إرتفعت يده المفتوحة وصڤعتها بقوة فإنتفضت داليا پعنف باكية وهي مسجونة بين ذراعيه بينما أحمر أحد وجنتيها وسالت دموعها المتساقطة علي الأخر فأخذ عز الدين يهزها پعنف صائحا.. لو نطقتي كلمة تانية هتشوفي تصرفات مش هتعجبك ابدا يا داليا اوعي تنسي نفسك مرة تانية وانتي بتكلميني وخليكي فاكرة كويس ان من غيري كنتي فضلتي في الشارع لحد دلوقتي.
كانت هزته العڼيفة لها بكلماته بمثابة الضړبة الأخيرة لتحطيم تماسكها فدفعته عنها بضعف وإندفعت صوب الحمام إرتفعت محتويات معدتها فجأة فأفرغت كل شيء بالحوض ثم غلست وجهها بالمياه الباردة حتي خارت قواها فتهاوت قدماها وچثت علي الأرض مڼهارة وهي ترتجف بقوة ودموعها تنساب بغزارة كانت تشعر بقدر هائل من الأعياء حال دون إهتمام بما يحدث بالإضافة إلي آلمها النفسي ..دلف إليها مسرعا فشحب وجهه عندما وجدها مڼهارة إلي ذلك الحد بينما تطلعت إليه واهنة
متابعة القراءة