حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب الجزء الخامس والأخير..
المحتويات
مثلا ان حد ضايقك مين اللي هيتصدرله غيري يا سو يا حبيبتي
.. ماشي يا سيدي شكرا رغم اني بعرف ادافع عن تفسي كويس بس المهم انت كنت عايز مني ايه علي الصبح كده
.. عايزك تنزلي تفطري معايا يلا تعالي... اشمعنا انهاردة يعني ايه السبب
.. من غير سبب يا ستي هتنزلي ولا لأ
لفظ أخر كلماته مزمجرا فضحكت قائلة.. ماشي نازلة.
مر أسبوع أخر عليها بمنزله وهي لا تزال زوجته كلما بحثت عن فرصة مناسبة كي تتركه وترحل عنه بلا رجعة تجد الأبواب مغلقة بوجهها فهو بات يغير مواعيد ذهابه وعودته إلي المنزل مما جعلها خائڤة من إقتناص أي فرصة قد تضعها أمامه في مواجهة حادة ولكنها مازالت عند قرارها ستتركه رغم أنه أبدي تحولا بسيطا حيث أنه ما عاد يتعرض لها بالكلام القاس الچارح بالإضافة إلي أنه أصبح يتجنبها قليلا كي لا يحدث بينهما أي شجار قد يؤدي إلي عواقب لا تبقي ولا تذر .. فكرت بشقيقتها يجب أن تبقي هي عندما تذهب أولا ثم تتصل بها من الخارج و تبلغها بمغادرة القصر هي أيضا كان هذا هو قرارها الحكيم فهي لا تريد إحداث بلبلة كي لا تلفت إنتباه أحد إلي مخططها الذي عزمت منذ أسبوع علي تنفذيه ..
أومأت الفتاة رأسها ثم إنسحبت في هدوء بينما أتاها دوار قضي علي تماسكها فترنحت بضعف ثم سقطت فاقدة للوعي ..إستعادت داليا فيما بعد وعيها غير كامل حيث أنها كانت نصف واعية بما بدور حولها ميزت أصواتا لأشخاص تعرفهم وأصواتا أخري لأشخاص لا تعرفهم وكان من بينهم عز الدين بدا صوته في البداية قلقا متوترا ثم تحول بالتدريج إلي الإنفعال والتساؤل لم تستطع تمييز الحوار الذي دار من حولها جاهدت كي تستعيد كامل وعيها دون جدوي فأستسلمت للإغماءة تحتلها ..بعد قليل فتحت داليا عينيها دفعة واحدة عندما سمعت صوت هاتفهها يصدر نغمته الصاخبة معلنا عن وصول رسالة جديدة إنتصبت نصف جالسة وهي تشعر بإعياء شديد وبطنين مزعج يدوي بأذنيها ثم مدت يدها وتناولت هاتفهها لتقرأ الرسالة التي وصلت لتوها إتسعت عينيها وهي تكتم فمها بيدها كي لا تطلق صړخة آلم مدوية بأركان المنزل وبدون أن تفكر قفزت من الفراش متجاهلة آلمها الجسدي متذكرة آلمها النفسي يكفي هذا يكفي حقا لقد تحملت منه حتي طفحت كأسها ما الذي تنتظره بعد أن يأتي لها بنسائه إلي المنزل فتحت الخزانة بدلت ملابسها بيدين مرتجفتين ثم خرجت من الغرفة هبطت الدرج بحذر دون أن تصدر أي صوت ثم إندفعت مهرولة بخفة إلي الخارج واصلت ركضها حتي وصلت إلي البوابة الكبيرة فأمرت الحارس قائلة.. انت افتح الباب.
.. وانت مالك افتح الباب بقولك.
صاحت غاضبة فتوتر الحارس قائلا.. حاضر حاضر بس يعني الجو ليل و ..
صمت بقلة حيلة ثم قال.. هو فين مصطفي طيب ياخد حضرتك بالعربية في المكان اللي انتي عايزاه هو لسا داخل لعز الدين بيه ا ...
.. افتح الباااب.
بينما خرجت داليا تاركة خلفها منزل يعج بذكرياتها الأليمة ركضت داليا مهرولة خارج محيط القصر وهي تفر كالعمياء لتختفي عن متناوله تماما كان الليل قد أرخي سدوله لكن القمر أضاء لها مواطئ قدميها علي الطريق أمامها وهكذا مضت تعدو مهرولة ولم تتوقف إلا مرة واحدة لكي تنزع حذائها الضيق الذي كان يعرقل خطواتها لدي ركضها علي الحصي المنتشر والمتداخل بين الرمال لم تدرك مدي حماقة هروبها إلا حين هطل عليها المطر الغزير وهي وحيدة تماما بالطريق شعرت بشيء من الخۏف يحثها علي العودة لكن جاء رد عقلها عڼيفا آمرا إياها بمواصلة ما عزمت علي تنفذيه ثم فجأة أصدر هاتفهها نغمته الصاخبة معلنا عن وصول رسالة جديدة أخرجته من جيب كنزتها الصوفية بيد مرتعشة ثم فتحت الرسالة كان هو المرسل رسالته وجيزة ومقضتبة ومنها علمت داليا كم هو غاضب وخطېر الأن كانت الرسالة مقتصرة علي كلمتين.. انتي فين
فشلت داليا في إخراج كلمة واحدة من حنجرتها فأرخت رأسها تعبة فيما أمسكت بها المرأة دون تفكير وساعدتها بجهد كبير إلي أن وقفت علي قدميها فسارت بها حتي وصلا إلي السيارة فأجلستها بالمقعد الخلفي ثم إستدارت وأخذت مكانها علي المقعد الأمامي خلف المقود ثم شغلت المحرك قائلة.. متقلقيش هوديكي المستشفي.
أغمضت داليا عينيها بضعف ثم ألقت برأسها إلي الخلف توالت رعشاتها وشعرت بأن الحمي أصابتها أخذت تنتحب
متابعة القراءة