زهرة لكن دميمة لسلمى محمد

موقع أيام نيوز

سيارته الى الخارج بخطى وئيدة...ضغط بأصبعه على جرس بوابة الملجأ...
فتح له مبروك وأول مارأه تذكره فورا جي تتبرع للملجأ تاني...يارب كتر من أمثالك...الملجأ محتاج اللي زيك كتير...
حدث نفسه ...فهو لم يتبرع بأي أموال في المرة الماضية ومشى مسرعا عندما علم بوجود أطفال له...وعن ماذا يتكلم
سأل أكنان مستفسرا ليه الملجأ محتاج تبرعات الفترة دي بالذات 
تنهد مبروك بحدة الموضوع كبير يابيه...الخلاصة أن كل اللي شغالين في الملجأ مش هيبقا ليهم شغل وكمان الاطفال اليتامى هنضطر ننقلهم ملجأ من ملاجىء الحكومة ...ومادارك أيه هي ملاجىء الحكومة ...معاملة الاطفال هناك مش أدمية...أما الاطفال هنا بيتعامل كأنهم ولادنا ...أحسن لبس وأكل وأحسن معاملة ...ده غير ست ليلي
مديرة الدار مش مخليهم محتاجين حاجة...ودلوقتي كل ده على كف عفريت...أهو ست ليلي بتحاول تدور الى مكان تاني تأجره وننقل في الاطفال...الدار محتاج فلوس كتير اليومين الجايين...عشان منضطرش ننقل الاطفال لملاجىء الحكومة...
شعر پألم مپرح داخل قلبه...صغاره هو أكنان في أحتياج...معرضين للتشرد...وأن يكونو بلا مأوى....همس بۏجع أاااه 
سأل مبروك في حاجة يابيه 
أخفى ألمه ثم قال في شوية لعب معايا جايبهم للولاد ...تعالى شيلهم معايا ندخلهم جوا...وبالمرة أروح لمديرة الملجأ 
بلهجة سعيدة الولاد هيفرحو أوي باللعب الجديدة
ثم ذهب مع أكنان الى سيارته وقامو بحمل اللعب معاه وأدخلوها الى داخل الملجأ...هتف مبروك ثرياااااا
أتت ثريا بسرعة على صوت نادئه المستمر في أيه يامبروك
رد مبروك تعالي شيلي معايا ندخل اللعب دي في أوضة الالعاب...
ثريا بابتسامة دول هيفرحو أوي....بقالهم كتير مجاش ليهم لعب...من يوم البيه مامات 
سأل أكنان بفضول بيه مين اللي ماټ ...
البيه فاروق ...صاحب الفيلا دي اللي حولها بعد كده لملجأ وهو اللي كان متكفل بكل بالاطفال اللي فيه...مكنش مخلي الملجأ محتاج حاجة...كان كل ډخله بيطلعه على الملجأ ومصاريفه الشخصية وبس...تنهدة بحدة ...كان راجل طيب ملهوش ولاد ...ودلوقتي الوارثة عايزين يطردونا وياخدو الفيلا...وداخلنا في قضايا ومشاكل في المحاكم ...ولسه طالع الحكم بأخلاء الفيلا....
هتف پغضب مفيش حد هيمشي وأنا هتصرف...وديني لمكتب مديرة الملجأ دلوقتي....
في داخل مكتب ليلى ..بعد أن قامت بالترحيب بيه عندما علمت من ثريا أنه متبرع للمبرع 
ثريا بابستامة وحضرتك ناوي تتبرع للملجأ عن طريق شيك ولا فلوس سيلة 
قال أكنان بلهجة ثابته ناوي أجيب مكان جديد ويتجهز من كله...وهكون أنا المسئول الوحيد عنه 
فقدت النطق للحظات ...ثم دعت بصوت مسموع الحمد لله ...ده أنا كنت بدور على مكان جديد لهم ودعيت كتير...وربنا استجاب لدعائي...وأمتى حيحصل ده 
بنبرة مسيطرة أنا عندي المكان وفي خلال أربعة وعشرين ساعة هخلص الاجراءات
مع الحكومة وهجهز المكان للاستقبال الأطفال...
أتسعت
عينيها غير مصدقة وهتفت بذهول بكرا بكرا الي تقصده بكلامه 
هز رأسه في صمت وقال بلهجة واثقة أنا بعلاقتي الكتير وبفلوسي أخلص ده خلال يوم...
سألت بفضول وكل ده ليه
تحدث بهدوء من غير ليه ...وهو عمل اللي بيحب يعمل خير يتقاله ليه
قالت معتذرة أسفة على سؤالي...
سأل أكنان بثبات عايز أقعد مع الاطفال شوية ...أتعرف عليهم أشوفهم محتاجين أيه...ينفع دلوقتي 
ليلي بابستامة هادئة طبعا ينفع ....ثم نهضت من مكانها ...وأشارت له ...أتفضل معايا ...دلوقتي وقت الفطار بتاعهم ...وبعدين هيرحو أوضة الالعاب يلعبو فيها شوية ...وبعدين على فصل الدارسة
ذهب أكنان معاها الى غرفة الطعام ...
أكنان عندما رأى طفليه ...شعر برغبة للذهاب لهم وتخبئتهم داخل قلبه ...تحكم في دموعه بصعوبة....
قالت ليلي في هدوء زي ماحضرتك شايف ...الاطفال هنا مش مخلينهم محتاجين حاجة...
قاطعها أكنان قائلا أنا عايز أقعد شوية معاهم ...لو سمحتي يامدام ليلي الكلام اللي بينا يفضل سر ...مش عايز أي مخلوق يعرف أسمي وأني متبرع الملجأ الجديد 
ردت ليلي حاضر مفيش جنس مخلوق هيعرف أسمك... هسيبك دلوقتي...وأقعد معاهم الوقت اللي تحبه...ثم أنصرفت مغادرة ...
تأمل المكان حواله...كان المكان مرتب ونظيف...ماجعل عڈابه لنفسه يهدىء قليلا ...أقترب منه أحد أطفاله وأمسكه من قماش بنطلونه...أرتعش وكاد أن يقع...تمتم لنفسه ...أهدى وخد نفس
أياد بصوت طفولي أنت اللي جيت أمبارح
أخذ يتأمله كثيرا ...أبتلع غصة مؤلمة أفقدته النطق للحظات...نظر له بعينين زائغتين ...زين على وجهه أبتسامة ثم قال أيوه ...أسمك أيه
أياد وأشار الى أخيه واللي هناك ...أخويا وليد 
وعندك أد أيه 
تلات سينين وشهرين 
بلع ريقه بصعوبة ...قال بلهجة معذبة تحب تلعب معايا ...أنا جبت معايا لعب كتير 
نظر حوله متفحصا ..وقال مفيش لعب شايفه 
رد بابتسامة حزينة عشان مش هنا موجودين في أوضة الالعاب بتاعتكم 
هتف بمرح وليد ياووليد ...تعالى نعلب ...
سأل أكنان بابستامة أنا مش عارف الطريق ليه أزاي 
أياد بضحك أنا بقا عارف...تعالى أوديك
قبض بيديه الصغيرة على يديه الكبيرة ...تلاشت يد الصغير بداخل كفه...شعر بدفء يسري بداخل قلبه من هذه اللمسة البسيطة...أبتسم له وشعر بسعادة غامرة وسط ذلك الحزن العميق...وقال بحب وصلني بدل ماټوه...
وفي الداخل ارتكز على ركبتيه وأخذ يلاعب الصغيرين...بلعبة القطار الجديد...أبتسم على صوت ضحكاتهم ...أحس في هذه اللحظة أن حياته أصبحت لها معنى...بعد أن كانت حياة بائسة بلا معنى بلا رائحة بلا طعم...حياة بروح مېته...لا تشعر بشيء
تم نسخ الرابط