زهرة لكن دميمة لسلمى محمد
المحتويات
هكمل نومي...
نظر كريم للهاتف المغلق بذهول...محدثا نفسه عن السبب الحقيقي وراء تغيرها...
خلف الباب كان واقفا...سمع كلامها...ضغط بيديه على جبينه...ثم مررها على فمه محاولا كتمان صړخة ألم...أنفجارات صامتة في صدره أخذت تزيد بالتدريج...أمسك مقبض الباب للدخول أليها ومواجهتها...هبطت يديه بضعف ...أعطى ظهره للباب...هبط الدرج رويدا رويدا...كلماتها أخذت ترن في أذنه...شعر بأرتخاء في جسده...سالت الدموع حاړقة على وجنتيه تعبر عما داخله من ألم...بدأ يفقد الأحساس بالأشياء من حوله...قاوم باستماته الدوار الذي أخذ يلف برأسه ...أمسك رأسه پعنف وأخذت يده ترتعش من هول مافيه من صدمة...لتنزلق قدمه من على الدرج بسرعة رهيبة...أرتطم
سمعت صفية صوت أرتطام عالي...ذهبت لرؤية ماحدث...أطلقت صړخة مدوية لرؤية أبنها غارق في دمائه أاااااابني
بقلم سلمى محمد
تصاعدت الزفرات حادة داخل صدره...سأل نفسه پخوف هل ممكن أن تظل على موقفها...ولا تغفر له ذنبه...وجد نفسه أمام باب الملجأ مرة أخرى بعد عدة ساعات وفي يديه طائرتين كما وعد ...أندهشت مدام ليلى ...عندما طلب رؤية الصغيرين فقط...لكنها لم تعلق بأي كلمة...
اياد بنبرة طفوليه انا مبسوط أوي معاك...
وليد بتوسل وتيجي وتلعب معانا علطول...
كتم تأثره وقال بهدوء انا مش هجي وبس انا هاخدكم تعيشو معايا...
هلل كلا الطفلين بسعادة ...رفع كلاهما على ذراعيه وأخذ يدور بيهم مشاركا لسعادتهم...رفعهم بسهولة لأعلى وانزلهم...
أما وليد شهق باعتراض وأخذ يتلوى بين يديه مهددا إياه نزلني...نزلني
انزل كلا الطفلين على الأرض عندما شعر پخوف وليد
أياد بلوم خواف
همس وليد بصوت مكتوم انا مش خواف
اخرج لسانه مغيظا إياه خواف
ارتعشت شفتيه بالبكاء ...حمله أكنان على ذراعيه وجلس على الكرسي الموجود بجواره...أشار إلى أياد للجلوس بجانبه...ضم وليد اليه وهمس لوجه المختبىء دموعك دي زعلتني...انت شجاع ...ثم نظر إلى الآخر بتأنيب مفيش أجمل من وجود أخوك في حياتك...أخوك هو سندك ومصدر قوتك...الاخ نعمة من ربنا...مين لما بتكون زعلان بتروح ليه علطول
مين بتحب تلعب معاه وبتكون فرحان ومبسوط
وليد
مين بيدافع عنك لما يجي حد يضربك
نكس رأسه بخجل وقال وليد
أكنان بهدوء أنتو اخوات وملكمش غير بعض ...يلا خدو بعض بالحضن وقوله مش هزعلك تاني
أياد بلهجة أسف متزعلش مني ياوليد...ثم حضنه
وليد بابتسامة خفيفة خلاص مش زعلان
رأته من بعيد...نظر كل منهم في عين الأخر...توقف الزمن يرقب من بعيد لحظات من الصمت المؤلم...لتتحرك بخطى سريعة تجاهه...
تشنج بالڠضب...همست بصوت مكتوم أنت أيه اللي جابك هنا
قال بصوت هادىء غامض نفس اللي جابك...
أشارت بيديها مھددة اياه أمشي ومتجيش هنا تاني...أحذر ڠضبي ...المرة اللي فاتت كان مجرد چرح خفيف...المرة الجاية معرفش ممكن أعمل معاك أيه...
تحدث بصوت منخفض المكان هنا مفتوح للكل ...مش من حقك تقوليلي مجيش...
صړخت ببعض الهسترية أنت أيه...مش عايز تخرج من حياتي ليه...
تنفست بعمق...صړاخها شيء خاطىء أمام الطفلين...تصنعت الابتسامة وقالت لهم روحو العبو على المرجحة شوية ...عايزه أتكلم مع عمو شوية....
قال أياد بصوت بريء والابتسامة تزيين وجهه عمو هياخدنا نعيش معاه...
نظرت إلى طفلها وإليه غير مصدقة ما سمعته ثم قالت مين اللي هياخدكم تعيشو معاه
أشار كلا الطفلين إلى أكنان عمو ده
قال أكنان بهدوء يلا روحو العبو
عندما أبتعد الطفلين...زهرة بصوت مكتوم أنت ...أنت ناوي على أيه...
نظر إليها بتعاطف ثم قال انا مكنتش عايزك تعرفي دلوقتي...كنت همهد ليكي الأول...بس هو مقدر ومكتوب أنك تعرفي باللي كنت هعمله...
همست برفض وأنا مستحيل اسيبك تاخدهم....
رفع نظراته لها وتنهد قائلا وأنا بعد ما عرفت بيهم مستحيل اسيبهم عايشين في ملجأ لقطاء مجهولي النسب...أنا أذنبت في حقك وعارف ان اللي عملته معاكي مستحيل تسامحيني عليه...وبتمنى نظرة الكره اللي بشوفها في عينيكي تختفي في يوم من الأيام...لكن ولادي مستحيل اسيبهم عايشين في ملجأ ...لزم يتكتبو بأسمي...أنا أبتديت في الاجراءات وأول ماتخلص وأثبت أني أبوهم هاخدهم
وهكتبهم بأسمي...
صوتها تحول الى همس مخټنق بالبكاء ليه مصمم تعذبني...خرجني وخرجهم من حياتك...
تنهد أكنان وقال برقة مينفعش أخرجهم من حياتي...مينفعش يازهرة...لو سبتهم يبقا بجني عليهم...دلوقتي هما مش فاهمين وضعهم...المشكلة بعدين لما يكبرو ويدخلو مدرسة...ولما يخرجو للحياة نظرة الناس ليهم مش هترحمهم...وأنتي أكتر واحدة عيشتي مرارة نظراتهم...المحتمع اللي هما عايشين فيه مبيرحمش اللي زيهم ...أنتي عايزه ليهم كده...عايزه ليهم الذل والعاړ...
تصلب في وقفته وهو يراها ترتعش أمامه ...صمت للحظة ثم قال..عارف ان الحقيقة ألمتك...الحقيقة اللي عاملة نفسك مش شايفها...مش شايفها عشان لسه صغيرين...فكري بعقلك شوية...أنا هديكي وقت لحد ماتتقبلي وجودي في حياة ولادي...
لمعت عينيها بالدموع وهي تتطلع الى التوأم ...ثم قالت بانفعال رافض مش هفكر وأخرج من حياتنا...
قال برقة متناهية أنا هسيبك دلوقتي وعايزك تفكري بعقلي وحاولي تلغي مشاعرك عشان تقدري توصلي للقرار الصح
...ثم تحرك مبتعدا عنها...
نظرت لأختفائه بعيون دامعة...وتمنت أختفائه من حياتها الى الأبد...
بقلم سلمى محمد
أجمل فترة يمر
متابعة القراءة