زهرة لكن دميمة لسلمى محمد

موقع أيام نيوز

عليك مش أكتر ...ثم مدت يديها وقامت برفع أول طبق...أمسك يديها وأرجع الطبق مكانها غمز له قائلا
وبعدين ياحبي ..أنا أستنيت كتير 
جفل أكنان وجلس فوق فراشه عندما ظهرت أمامه بدت في غاية الجمال والعذوبة...كانت ترتدي فستان أبيض...كان وجهها وجسمها يشعان بالنور
وشعرها البني الذهبي منسدل طليقا على ظهرها...وعينيها الرزقاوتين تلمعان ببريق خاص...وأسنانها تكشف عن أبتسامة عابثة...
قال بذهول زهرة أنتي كويسة
ردت عليه ضاحكة صحتي تمام وقامت بفرد يديها ثم ثنتهم بحركة رياضية... أبتسمت له ثم رقصت أمامه بخفة كالفراشة وبقدميها الحافيتين أخذت تدق على الأرض بنعومة
...حركت سبابتها بأغراء لكي يأتي لها
وجد نفسه أمامها في غمضة عين وبشوق ظل 
قبل أستيقاظه أرتسمت على شفتيه أبتسامة سعيدة...القى يديه بجواره فلم يجدها...جلس فوق الفراش الابتسامة أختفت عندما أكتشف أنه كان يحلم بيها ثم تنهد بعمق قائلا لنفسه...ياليتى هذا الحلم كان واقع...فهذا الحلم كان أجمل أحلامه
أغتسل بسرعة وذهب مباشرة الى غرفتها...فتح الباب بهدوء...ثم دلف ببطء ونظر اليها من مكانه رأها مازالت نائمة ومستغرقة في نوم عميق وصوت شخير ناعم يصدر منها..عندما أطمئن عليها أغلق الباب خلفه...شعر بوخز داخل قلبه...الى متى ياقلبي ستظل تتألم
أخرج هاتفه وأتصل بطبيب بيسان للأطمئنان على حالتها...ثم ذهب لرؤيتها وفي داخل غرفتها في المستشفى
كان الجميع متواجد معاها..فالطبيب أذن لها بالخروج
كريم ممازحا ماشاء الله وشك منور وبقيتي أحسن من الاول
قالت بابتسامة خاڤتة اهو أرك ده اللي جابني هنا 
تصنع الزعل كده بردو يابوسة...ده أنا سبت العروسة عشان خاطر عيونك الحلويين 
قولي بقا عامل أيه في الجواز
مفيش أحلى من كده يارتني سمعت كلامك من زمان أول لما كلمتك عنها
عشان المرة الجاية تبقا تسمع كلامي
قاطعهم أكنان قائلا أنا عارف لما بتفتحو في الكلام مش بتسكتو...يلا عشان تلبسي ولا قعدة المستشفى عاجبتك 
أبتسمت له وبنبرة فيها القليل من الألم لأ طبعا ده أنا مصدقت هخرج النهاردة...أنا زهقت بجد وعاوزة أخرج من هنا
جيلان بابتسامة مش أنتي لوحدك ياحبيبتي
نجم أمسك بيديها برقة الحمد لله أنك بقيتي كويسة 
رن هاتف كريم فقال هطلع برا دقايق أرد على نيروز 
غادر الغرفة ولحقه أكنان مباشرة
سأله أكنان
عندما رأى عبوس وجهه مالك 
ماما سافرت من غير ماتقولي
عادي مش مستاهلة التكشيرة دي
مش تكشيرة بس مستغرب أحنا كنا متفقين نسافر مع بعض بكرا وهي تسافر النهاردة...مش مرتاح 
رد أكنان بهدوء هي نيروز ديما كده عليها تصرفات غير متوقعة...المفروض انك أتعودت
أجابها بلهجة عابسة أه وهو المفروض
سأله أكنان هتروح تجيب الشيخ أمتى 
رد عليه قائلا هروح أجيبه دلوقتي...عقبال مابيسان تروح هكون جبته معايا زي ماقال أول ماتخرج من المستشفى يروح ليها
تفاجىء أكنان وكريم بظهور زاهر أمامهم
هتف كلاهما في وقت واحد زاهر 
زاهر بابتسامة طبعا زاهر بشحمه ولحمه
سأله أكنان بحيرة أخر مرة أتصلت الدكتور قال انك لسه في غيبوبة
أجابه بابتسامة شاحبة ماهو أنا أول مافوقت وعرفت باللي حصل وقدرت أتحرك ركبت أول طيارة عشان أطمن على بيسان 
تقلصت ملامح وجه أكنان بالڠضب لمجرد ذكر ماحدث قال له بحدة أنا مرضتش أتصرف وسكت عشان خاطرك أنت يازاهر ...لولاك كنت قلبت الدنيا
ابتلع ريقه پألم عارف أن الأعتذار ملهوش لزمة دلوقتي...بس اللي حصل مكنش ليا يد فيه...أنت عارف كويس أن بيسان روحي ومستحملش عليها أي حاجة واللي أذتها أمي أمي اللي كل في أيدي أدعي ليها ربنا يسامحها ويهديها...كل اللي عايزه منك تديني فرصة أحاول أصلح الوضع 
كريم بانفعال مفيش تصلح الوضع...أنت معرفتش تحافظ عليها
قاطعه أكنان قائلا براحة ياكريم
زاهر بلهجة برجاء أحنا الأتنين منقدرش نعيش من غير بعض ...اللي حصل ليها وأكتئبها عشان بعدها عني واللي حصل ليا لما حسيت أنها ممكن تسيبني 
سأل أكنان مستفسرا تقصد أيه
شرد زاهر في ذكرياته وأخذ يسرد ماحدث والسبب الذي أدى وقوعه والدخول في غيبوبة وكلام الاطباء أنه لا يوجد سبب لأستمراره في الغيبوبة وعندما أنتهى قال..كل اللي عايزه فرصة 
أكنان أشار بأبهامه وقال بلهجة محذرة هديك فرصة ودي هتكون أخر فرصة...مش عايز أخسرك 
هتف كريم أيه اللي بتقوله ده ياأكنان
أشار له بالتوقف كريم أهدى شوية وفكر ...بيسان بعد ماترجع لطبيعتها محتاجة زاهر معاها 
صمت للحظات وقال اللي تشوفه
سأل زاهر متلهفا أدخل أشوفها وبيسان هتكون في عينيا
أكنان قال بهدوء مش دلوقتي هي هتخرج النهاردة وهنجيب شيخ يريقها...مش دلوقتي لما الشيخ يقول أنها بقيت كويسة 
قال زاهر پألم أن شاء الله تخف
تعالا شوفها بكرا أحسن
هز رأسه في صمت كئيب هجي
بكرا
أنصرف كريم ودلف أكنان الى الداخل وأستعد الجميع للرحيل...وقف زاهر أمام المستشفى في الركن وأنتظر خروجها لرؤيتها لكي يملي عينيه منها...فقد كان مشتاقا لها...أشتاق لسماع صوتها لكل شيء فيها...تسارعت دقات قلبه عندما رأها من بعيد كنت تمشي بهدوء ورزانة ورغم
مرضها وجهها مازال محتفظ بجماله الخاص لكن لمعت عينيها أنطفئت وصارت خواء...أنتفض في مكانه مټألما لرؤيتها هكذا وبعيون لا ترمش ولا تحيد عنها ظل متتبع تحركه حتى ركبت السيارة وأختفت لتسقط دمعة وحيدة ووعد نفسه أنه سيصلح الأمور بينهم
تم نسخ الرابط