رواية رائعة بقلم مريم غريب الجزء الثالث

موقع أيام نيوز

البيت طبعا
سلاف مغالبة توترها 
حتي إيمان و سيف 
عائشة و هي تضحك 
دول هيكونوا أول المعزومين
عمو حسن نزل مخصوص عشان يشوف لمى دي أول حفيدة له
كتمت سلاف هلعها و تظاهرت بالإبتسام لتقول عائشة بمرح ساخر 
أنا بس متشوقة أووي أشوف شكل عمتو راجية علي العشا هيبقي عامل إزاي !
أصلها نزلت إمبارح هي و مايا الكوافير و أكيد عملت New look إنما إيه عجب .. و ضحكت
سلاف بشئ من الإرتباك 
طيب
عن إذنك يا عائشة
عائشة و هي تنظر لها بإستغراب 
إتفضلي يا سلاف !
توجهت سلاف إلي غرفتها و هي تجر قدماها و راحت تفكر و قلبها يخفق وجلا ... هل ستلتقي بذاك القذر مجددا .. لو ذهبت ماذا سيفعل لها هذه المرة 
لأ مش هاروح !! .. غمغمت سلاف من بين أسنانها و هي ټضرب السرير بقبضتها و أكملت بصرامة 
مش هخلي ده يشوفني أبدا
أبدا !
في شقة راجية عمران ... و مع دقات الثامنة مساء
يرن جرس الباب و يتوافد سكان البيت تباعا ..
سيف و عائلته أولا ... لبنة عمران و عائلتها ... و أخيرا أمينة و معها عائشة فقط ..
و بالطبع أول من لاحظ غياب سلاف كان سيف و لكن تولت راجية السؤال عنها
فقالت علي مضض 
أومال فين أدهم و سلاف يا أمينة 
ماطلعوش معاكي ليه 
أمينة بإبتسامة بسيطة 
معلش يا راجية أصل أدهم رجع من الشغل تعبان شوية و سلاف صممت تفضل معاه تحت عشان لو إحتاج حاجة و كمان جدتها قاعدة لوحدها
حسن بلطف 
ألف سلامة علي أدهم
خير في حاجة !
نظرت له أمينة و قالت ببشاشتها المعهودة 
لأ أبدا هو كويس الحمدلله
بس مرهق شوية من الشغل
حسن بإبتسامة 
الله يكون في عونه
و الله وحشني الولد ده و الست حليمة بردو دايما علي بالي
ماطلعتش معاكوا ليه 
أمينة ما إنت عارف بقي يا أستاذ حسن السن و أحكامه
ماما بتقوم من السرير بالعافية
حسن ربنا يديها الصحة
خلي بالكم منها دي هي بركة البيت و الله
أمينة بنبرة رقيقة 
أمين يا رب
إن شاء الله !
طيب مش هنتعشي بقي .. صاحت راجية بحدة و هي ترمق زوجها شزرا ثم قالت بإقتضاب 
إتفضلوا السفرة جاهزة
جلس الجميع علي مائدة العشاء ..
عدا سيف الذي إعتذر قائلا 
أنا آسف يا جماعة مضطر أعمل مكالمة مستعجلة دلوقتي
إبدأوا أنا مش هتأخر دقيقتين بس و راجع
و إنطلق صوب الشرفة ... !!!
.............
في الأسفل ..
كانت سلاف جالسة أمام التلفاز تشاهد أحد الأفلام الغربية
القديمة بعد أن تركها أدهم و خلد إلي فراشه لينام قليلا بعد يوم متعب في العمل
و فجأة يدق هاتفهها فتنظر نحوه بضيق لكنها مضطرة ... فمن عساه يتصل بها الآن لترد حتي تعرف
مدت يدها بتكاسل و نظرت إلي الشاشة المضيئة لتجد رقم بدون إسم ..
قطبت بإستغراب ثم ردت بحذر 
ألو !
المتصل مساء الفل يا عسليتي !!
إرتعدت سلاف فور سماع صوته و إرتجفت شفتاها المزمومتين و هي تقول 
س سيف !
سيف بضحكة خاڤتة 
الله أكبر و كمان حافظة صوتي 
تسلميلي يا غالية
سلاف پغضب 
إنت عايز مني إيه 
بتتصل بيا ليه 
سيف أبدا يا حبيبتي
أنا بس لاقيتك ماطلعتيش قلت أتصل أطمن عليكي بنفسي
فيكي حاجة كفا الله الشړ !
سلاف بحدة 
شئ مايخصكش فيا حاجة و لا لأ مالكش دعوة
و أحسنلك تبعد عني أنا بحذرك للمرة الأخير و إلا آ ..
و إلا إيه يا عسلية .. قاطعها سيف بلهجة ناعمة و تابع 
أحبك و إنتي خطېرة كده و بتهددي
سلاف بنفس الحدة 
أنا مش بهدد أنا بقولك إللي هيحصل لو مابعتش عني
سيف ببرود 
و إيه بقي إللي هيحصل 
سلاف و هي تعني ما تقول 
هقول لأدهم و لمراتك و للكل
هعرفهم حقيقتك و أد إيه إنت إنسان ساڤل و قذر
أطلق سيف ضحكة مكتومة و قال 
و تفتكري هيصدقوكي 
أهلي هيصدقوكي إنتي و يكدبوني أنا 
إنتي غلبانة أوووي يا روحي .. ثم أكمل بخشونة 
إسمعي يا حلوة
تاخدي بعضك بالذوق كده و تطلعي
أنا مستنيكي وحشاني أوي بصراحة و عايز أملي عيني منك
سلاف بإنفعال 
مش طالعة !
سيف بنبرة خبيثة 
كده 
طيب قدامك 10 دقايق
لو ماطلعتيش أنا إللي هقلب عليكي الترابيزة إنهاردة و هفضحك قدامهم كلهم
بالبلدي يعني هتبلى عليكي و هقول إن إنتي إللي بتتمحكي فيا و بتجري ورايا و إن أنا مش عارف أوقفك و إحترت و بقيت خاېف أحسن أخسر مراتي حبيبتي بسببك
هقولهم يشوفولي حل و إنتي طبعا عارفة الباقي
عارفة إيه إللي هيحصل لو الكلمتين دول إتقالوا !
إهتاجت أنفاس سلاف و هي تستمع إلي كلماته ثم صړخت بحنق شديد 
حيوآااان حقېر ! .. و رمت الهاتف بقوة و هي تهب من مكانها پعنف أصابها بالدوار
أخذت تنشج و تغص بحړقة و هي تمسك رأسها و تضغط عليها بيديها في حين بدأ وعيها يتسرب شيئا فشئ ... بدأ الخدر يسري بجسدها و بدأت عيناها تغمضان و شعرت فجأة و كأنها سقطت فوق سحابة
و بعد ثوان قليلة ... سمعت كما لو من تحت الماء صوته المألوف يناديها پذعر 
سلاف ... سلاف .. سلاف مالك 
و كان هو أخر شئ رأته قبل أن يغيب الظلام وجهه ... و ساد الصمت
تم نسخ الرابط