رواية رائعة بقلم مريم غريب الجزء الثالث
المحتويات
بعدها ...... !!!!!الفصل السادس والعشرون
عبوة ناسفة !
أفاقت سلاف بعد عدة ساعات لم تعرف عددها ...
كان تنفسها المنتظم ثقيل و كانت تشعر بشئ من الإنهاك ... أحست أيضا بشئ بارد رطب يلامس جبينها
ساورها القلق حيال هذه الأجواء الغريبة و جاهدت لتزيح جفناها الثقيلان ..
كان ضوء غائم يملأ غرفتها .. غريب !
لا تعرف لو كانت هذه فترة الصباح الأولي أم ما بعد الظهيرة
أدهم ! .. صاحت سلاف بصوت متحشرج و هي تنتصب جالسة پذعر
فآتاها صوت أمينة خاڤتا قلقا
سلاف يا حبيبتي حمدلله علي سلامتك .. و طوقتها بذراعيها بأمومة
رفعت سلاف يدها المرتجفة إلي رأسها و أزالت قطعة القماش المزعجة ثم قالت بمعاناة
إيه إللي حصل يا عمتو
أمينة بحنان
كمان شوية نتكلم أنا مش عايزة أدهم يرجع و يلاقيكي صاحية
سلاف و قد إجتاحها الخۏف
ليه مش عايزة أدهم يشوفني و أنا صاحية
في إيه يا عمتو
تنهدت أمينة و قالت بحيرة
أنا ماعرفش يابنتي المفروض إنتي إللي تعرفي
بس أنا مش عايزة حد يضغط عليكي دلوقتي خلينا نصبر لما تفوقي علي مهلك و بعدين نتكلم
إيه إللي حصل بالظبط يا عمتو و أنا بقالي أد إيه نايمة
نظرت لها أمينة و قالت بإستسلام
إنتي نايمة بقالك حوالي 16 ساعة
كنت أنا و عائشة فوق عند راجية لما أدهم إتصل بينا
نزلنا كلنا و لاقيناكي أغم عليكي و هو كان دخلك أوضتك
حاولنا نفوقك بس كنتي سخنة أووي و بتخترفي
إزدردت سلاف ريقها بتوتر و سألتها
أدهم مالو يا عمتو
نظرت لها أمينة مترددة محاولة تكوين الكلمات المناسبة ... ثم قالت بعدم ثقة
موبايلك كان واقع جمبك إمبارح
شاف عليه رقم غريب . ده كان أخر رقم كلمك
حاول يتصل بيه بعد كده عشان يفهم
إللي حصل بس كان مقفول
و هو من إمبارح هيجنن عمري ما شوفته عصبي أبدا بالشكل ده !!
حبست سلاف أنفاسها و هي تنظر لعمتها بړعب شديد ... تري طبول الڤضيحة قد قرعت
لترمقها أمينة بشك و تسألها بجدية
صارحيني يابنتي . لو في حاجة قوليلي عشان أقدر أساعدك
سلاف و هي تتنفس بلهاث
مافيش حاجة يا عمتو
مافيش حاجة
أمينة بإلحاح
يابنتي إيدك إتكلمي
قوليلي أنا الأول عرفيني سرك و خليني أساعدك قبل ما أدهم يعرف
إتكلمي يا سلاف !
هزت سلاف رأسها ... كان الصراع يمزقها في تلك اللحظات لكنها قالت بتصميم
مافيش حاجة يا عمتو .. و هربت من عينيها الثاقبتان
ماذا ستفعلين الآن يا سلاف ... العبوة الناسفة التي بقت في مكمنها طوال هذا الوقت باتت علي وشك الإڼفجار !!!!!
..................
تظاهرت سلاف بالنوم لبقية اليوم ... آملة ألا يجري الحديث الحاسم مع أدهم
هي تعلم أنها تهربت منه ما فيه الكفاية و تعلم أيضا أنه ليس غبيا و تعلم أنه لن يترك ما حدث أن يمر مرور الكرام ..
كانت ساكنة تحت الغطاء عندما سمعت باب الغرفة يدق ... قررت عدم الرد و تكورت علي جنبها الأيمن كما تنام عادة راحت تتنفس بإنتظام بشكل مبالغ فيه
مرت دقيقة طويلة .. ثم سمعت الطارق يفتح الباب و يدخل
كانت تصغي غير واثقة ... إلي أن سمعت صوته الهادئ في الغالب يتسم بالقوة هذه المرة
أنا عارف إنك صاحية يا سلاف
من فضلك قومي عشان عايز أتكلم معاكي ضروري
مش هطلع من هنا قبل ما أتكلم معاكي
كان قلبها يتحطم في صدرها ..
لكن لا مناص من المواجهة ... قامت سلاف و جلست متربعة علي سريرها
نظرت له بخواء صامتة ليبادلها بنظرات تحفز و إصرار ..
رأته يقترب منها و هو يمسك بهاتفهه ... جلس بجانبها برشاقة لكن بحركة تعمد البطء فيها
صار وجهيهما علي مستوي واحد ثم رفع الهاتف أمام عيناها و قال
رقم مين ده يا سلاف .. عاد الهدوء يغلف صوته الآن
سلاف بتوتر
م ماعرفش يا أدهم !
أدهم ماتعرفيش
كانت تعلم تلك النبرة جيدا و تدرك تماما أنها تخفي النيران خلف قناع الهدوء خاصته
أومأ أدهم برأسه و تابع مغالبا مشاعره
سلاف لو سمحتي أنا ماسك أعصابي بالعافية
أول مرة أحس إني مش هقدر أسيطر علي نفسي
إطمني أنا أكيد مش هأذيكي و لا هاجي جمبك بس مش عارف الشحنة إللي جوايا ممكن أخرجها في إيه لو ماجاوبتنيش علي أسئلتي كلها إنهاردة !
سلاف بشحوب تام
أسئلة إيه بس يا أدهم !
أدهم بكياسته المعهودة
الرقم ده أنا خته من علي موبايلك إمبارح
أسئلتي بقي تتلخص في سؤال وحيد
كنتي بتكلمي مين إمبارح
إيه طبيعة المكالمة دي إللي تخليكي تقعي من طولك و تخليكي طول الليل نايمة في سريرك محمومة و بتهذي
قبل ما تجاوبي عليا لازم أقولك إني مابحبش الكدب
و لازم أفكرك بردو إنك وعدتيني إن هتيجي تقوليلي
متابعة القراءة