رواية رائعة بقلم مريم غريب الجزء الثالث

موقع أيام نيوز

أدهم 
رفع أدهم الكتاب الضخم و أجاب بصوته الهادئ 
ده كتاب في مبادئ التشريح
سلاف و قد إنتابتها القشعريرة 
تشريح !
حرام عليك بيجيلك قلب إزاي تقرا الحاجات دي قبل ما تنام !
أدهم و هو يضحك 
عادي يا حبيبتي
أنا تخطيت مرحلة الرهبة دي من زمان
دلوقتي بقيت جبلة مابحسش إنتي لو تشوفيني في العمليات أو في تطبيقات العملي مع الطلبة هيغم عليكي زيهم
كشرت سلاف و عاتبته بضيق شديد 
بس ماتتكلمش
أنا مش عايزة أعرف إنت بتعمل إيه
ماتخوفنيش من فضلك !
همس أدهم 
معقولة ممكن تخافي مني 
لازم تعرفي إني معاكي إنتي بس ببقي واحد تاني خالص
حاجة زي السحر كده . مثلا زي ما بتمسكي الريموت كنترول و بتقلبي من قناة لقناة تانية مختلفة خالص
أنا ببقي كده لما بكون مع الناس و معاكي
أنا مش ممكن أخاف منك
إنت مافيش زيك أصلا يا دومي
هو يقول بحنان 
و إنتي أجمل هدايا ربنا ليا
أنا بقيت حاسس إنك بقيتي جزء مني يا سلاف
أول ما ببعد عنك بحس إني ناقص و لما بشوفك برجع كامل تاني
لم تتفوه سلاف بحرف ... سرحت في كلماته فقط تحديدا في كلمة _ البعد _ لا تعرف لماذا تدخل تلك الكلمة في أحاديثهم مؤخرا بات الأمر يقلقها حقا !!!
سلاف ! .. صاح أدهم بقلق و هو يهزها عندما ناداها أكثر من مرة و لم ترد
سلاف بإنتباه 
نعم يا أدهم !
أدهم نعم إيه بس 
كنتي سرحانة في إيه يا هانم 
ضحكت سلاف برقة و قالت 
بفكر فيك يا قلبي
أدهم بشك لا بجد 
ما أنا جمبك أهو !
صمتت سلاف ثانية و قد داهمتها فكرة ما ... راحت تتصور بعقلها مدي نجاحها
لتفيق علي صوت أدهم من جديد 
سرحتي في إيه تاني .. كان الضيق يغلف صوته
إعتدلت سلاف قليلا لتنظر له ثم قالت بجدية 
أدهم أنا عايزة ألبس النقاب
عبس أدهم و هو يقول بإستغراب شديد 
عايزة تلبسي النقاب 
ليه يا سلاف يعني إيه إللي جاب الفكرة علي بالك !!
سلاف متظاهرة بالهدوء 
أبدا . أنا بس فكرت إن ده هيكون أحسن
أنا دلوقتي بقيت متجوزة و شايفة إن مافيش داعي ناس غريبة يشوفوني
أدهم بعدم إقتناع 
يعني هي البنت المحجبة بتظهر وشها قبل ما تتجوز و بعد ما تتجوز تغطيه 
جبتي منين النظرية العجيبة دي 
سلاف بضيق 
أدهم أنا بتكلم بجد
و أيا كان السبب أنا ياسيدي عايزة أتنقب
أدهم حائرا 
ما الحجاب الشرعي حلو بردو يا حبيبتي
أنا مش عارف إيه إللي قلب حالك فجأة كده !!
سلاف بتصميم 
عايزة أتنقب يا أدهم
أدهم بإستسلام 
خلاص براحتك
و لو إن دي حاجة لازم تفرحني إن محدش هيقدر يشوفك غيري .. ثم قال بجدية 
بس علي فكرة أنا مش من
أنصاره لو كنتي خاېفة إني أجبرك تلبسيه بعد الجواز
إطمني أنا شايف أنه مش ضروري أبدا
نظرت له سلاف و كررت بهدوء ممزوج بالثقة 
أنا عارفة
بس أنا بردو عايزة أتنقب يا أدهم
نظر لها أدهم عاجزا عن فهمها ثم تنهد و قال 
طيب خدي رأي ماما و تيتة حليمة الأول
سلاف بإبتسامة 
أوك
بس في جميع الأحوال بردو قراري مش هيتغير .. ثم نظرت لفنجان القهوة الذي برد الآن و أكملت 
قهوتك بردت
هاروح أعملك غيرها ..... !!!!!!!!الفصل الخامس والعشرون
إبتزاز ! 
تم لقاء طلب سلاف بصدد إرتداء النقاب بالرفض القاطع من قبل كلا من حليمة و أمينة و عائشة ...
لكنها ظلت عند موقفها و لم تتراجع عن قرارها أبدا رغم الإلحاح الكبير الذي تلقته لمدة إسبوع كامل ... و في النهاية إستسلم الجميع لرغبتها لكن كان لجدتها الرأي الحاسم
قالت الجدة أنها لن تأخذ هذه الخطوة إلا بعد الزفاف ..
وافقت سلاف علي هذا مع إبقاء سرها طي الكتمان فهي لا تريد المشاكل
رغم أنها لا تزال غير متأكدة من أن ما تقوم به هو الصواب بدا لها ذلك تصرفا جبانا .. لكنها أيضا لم تستطع التغاضي عما يفعله الحقېر سيف معها
و كان هذا القرار هو الحل الوحيد أمامها لتنهي المسألة بهدوء و بدون مشاكل ..
فلو علم أدهم لن يمر الأمر علي خير أبدا و ستحدث كوارث
و إذا قالت لعمتها لن تقف في صفها هي بالطبع ستدافع عن أسرة أبنتها و لن تهدم بيتها من أجل إبنة أخيها و أيضا ستكون كلمة سلاف قبال كلمة سيف
حتما سيصدقونه هو فهي الجديدة عليهم و هو الذي عاش منذ صغره في هذا البيت و كبر فيه و هم كلهم عائلته بينما لا تملك هي سوي جدتها ربما تساندها من بين الجميع
هذا كان تفكير سلاف و ما يجول بخاطرها طوال هذه المدة ...
صباح يوم جديد ...
تلاحظ سلاف حركة غير طبيعية تعم المنزل فتذهب إلي عائشة و تسألها 
شوشو هو في إيه 
أنا شايفة حركة غريبة في البيت من ساعة ما صحيت !!
عائشة بإبتسامة 
أصل عمو حسن جوز عمتو راجية وصل إنهاردة من السفر و إحنا بنحضر نفسنا عشان معزومين عندهم بالليل علي العشا
نظرت لها سلاف بإرتياب و سألتها بتردد 
م مين المعزومين يا عائشة 
إحنا بس و لا كل إللي في البيت !
عائشة كل إللي في
تم نسخ الرابط