رواية رائعة بقلم مريم غريب الجزء الثالث
المحتويات
و بنتها علي الضهر كده !
أدهم و هو ينفض يديه
خلاص خليكي
بس تقفلي باب الشقة عليكي بالمفتاح البيت كله فاضي
و إوعي تفتحي لأي حد إلا لما تتأكدي إنه واحد من أهل البيت و أنا هبقي أكلمك كل شوية أطمن عليكي
سلاف بإستغراب
ليه الإحتياطات دي كلها
قلقان من إيه ما في بواب و حارس تحت !
نظر لها أدهم و قال بصوت حاد
و فين في الأسانسير و كان بينا و بينك خطوتين محدش قدر يسمعك و كان في بواب بردو
سلاف و قد إجتاحتها القشعريرة
بس بليز ماتفكرنيش
بليز يا أدهم .. و شعرت بإشمئزاز عندما حلت الذكري المقيتة مرة أخرى علي عقلها
أدهم بلطف
طيب خلاص . أنا آسف ياستي .. المهم إسمعي الكلام أنا عارف مصلحتك و الإحتياط مش هيضر يعني . ماشي
ماشي !
شرب أدهم كأس الماء علي ثلاث مراحل ثم قام و قال و هو يطبع قبل حانية علي جبهتها
يلا أنا همشي بقي
خلي بالك من نفسك و زي ما وصيتك
إوعي تفتحي الباب لحد غريب و إقفلي بالمفتاح
سلاف حاضر
أدهم عابسا
حاضر !
مافيش كلمة حلوة كده قبل ما أخرج
بحبك حتي !!
سلاف و هي تقسر نفسها علي الإبتسام
أدهم أيوه بقي هو ده الكلام
أهو الواحد كده ينزل لشغله و نفسه مفتوحة .. ثم ضحك مكملا
لا إله إلا الله يا سوفي
سلاف بصوتها الرقيق
محمد رسول الله يا دومي !
مضي إسبوعا أخر ...
و تم تجهيز حفلة صغيرة بشقة إيمان عمران تكفلت أمينة بمصروفاتها كهدية لإبنتها و المولودة الجديدة التي إنضمت للعائلة حديثا
و الأطفال قد شكلوا حلقة حول الطفلة النائمة في مهدها الدائري علي المنضدة
كانت في رداء أبيض كالملاك ساكنة لا تعي شيئا مما يدور حولها
بينما تجلس حليمة بجوارها و تدق الهون و هي تردد عبارات البسملة و راجية ترش الملح و الأرز من خلفها و الأطفال و الكبار يحملون شموعا بيضاء مشټعلة و يطوفون حول الطفلة مرددين أناشيد السبوع المعروفة ..
تولت أمينة توزيع الحلوى علي الجميع بينما ذهبت سلاف عند أدهم الواقف بركن بعيد و قالت مزقزقة
أدهم إنت واقف لوحدك كده ليه
خد شمعة و تعالي لف معانا حوالين البيبي
أدهم و هو يضحك
لأ يا حبيبتي روحي لفي إنتي و سيبيني أنا واقف براقبكوا . مش كفاية ذنوب النظر لأمور الكفر إللي بتعملوها دي !
وطي صوتك في ناس حوالينا
أومأت سلاف و هي تضع يدها علي فمها ثم قالت عندما هدأت
طيب مش هاتروح تبارك لإيمان و تديها الهدية إللي إختارناها سوا !
إبتسم أدهم و أحاط كتفيها بذراعه قائلا
تعالي نروح نباركلها سوا
سلاف بحماسة
يلا .. و توجها معا صوب إيمان التي كانت تحمل إبنتها الآن
إيموو ! .. قالها أدهم بصوت مرح
إلتفتت له إيمان و قالت بإبتسامة
أدهم . عقبالك يا حبيبي إن شاالله أفرح بيك قريب إنت و سلاف و تجيبولنا عريس حلو لقمورتي الصغننة دي
أدهم محبورا
يارب إن شاء الله
بس قوليلي صحيح إنتي سمتيها إيه عشان بنسي !
إيمان ضاحكة
إسمها لمى يا حبيبي
أدهم مازحا
لا حول و لا قوة إلا بالله علي الأسماء العجيبة دي
من قلة الأسماء يعني يا إيمان كده هناخد وقت علي ما نتعود ننطقه . ما علينا .. ثم أخرج من جيب سترته علبتين مغلفتين بالمخمل الأزرق و تابع
دي حاجة بسيطة عشانك و عشان
لمى
هدية مني أنا و سلاف
قبلت إيمان الهدية و هي تقول بإبتسامة متسامحة
و تعبت نفسك ليه بس
أدهم بعتاب
مافيش تعب و لا حاجة . إنتي أختي و بنتك بقت بنتي
إيمان بحب
تسلملي يا حبيبي
مردودة في الفرح إن شاء الله .. ثم نظرت إلي سلاف و قالت بنبرة لطيفة
سوفا معلش ممكن أطلب منك طلب !
سلاف برحابة
طبعا
إيمان ممكن تجيبيلي الشال الصوف بتاع لمى من أوضتي
الجو برد عليها دلوقتي !
سلاف بإبتسامة
عنيا يا إيمي
أوضتك إللي خرجتي منها الصبح مش كده
إيمان أيوه هي أول أوضة علي الشمال
و ذهبت سلاف بسلامة نية إلي غرفة إيمان ..
لكن كان هناك من يترصدها طوال الوقت ... و لم يصدق أنها أصبحت متاحة له الآن إغتنم الفرصة و تسلل ورائها خلسة
خرجت سلاف من الغرفة و هي تحمل الشال و تتوجه به إلي إيمان .. لكنها لم تفطن لإندفاع سيف نحوها إلا عندما شعرت بيداه تقبضان علي
شهقت پذعر
إنت ! .. و إرتعدت فرائصها لمرأي تلك اللمعة الخبيثة بعينيه
سيف بفحيح كريه
وحشتيني يا غالية
إنتي عارفة أنا مستني اللحظة دي من أد إيه
من أخر مرة . مش مصدق إننا لوحدنا تاني يا سلاف !
سلاف پغضب شديد
إحنا مش لوحدنا . و نزل إيدك بدل ما أعملك مشكلة و أطلع منظرك زي الزفت قدام مراتك و أهلك .. و راحت تلكم يداه بقبضتيها ليتركها
لكنه لم يتراجع ... بل ضحك بهدوء و
متابعة القراءة