متيم بها لأمل نصر
المحتويات
هاتفها تنظر بسجل الاتصالات التي زادت بعدد اخر منه وعلمت أنه ما زال يحاول تنهدت بعدم اكتراث لتعيده مرة أخر بجيبها وعلى نفس وضعه الصامت ثم اندمجت مرة أخرى في مشاهدة المسلسل
عادت ميرنا بعد انتهائها من زيارة المحامي المكلف بالدفاع عنها وراسها المشتعل على وشك الإڼفجار لا تصدق ما يحدث وما ورطت نفسها به كانت تظن أنها الذكية
بس انا كنت عايزة منك خدمة يا شويش.
زجرها الرجل باستنكار
نعم يا عين امك عايزانى انا اخدمك كمان
فشړ دا احنا اللي نخدموك.
تفوهت بها بنعومة لتضع يدها بداخل جب صدرها في الأعلى مخرجة لفة محترمة من النقود لتضعها بيده قائلة
انا كان غرضي بس فيد واستفيد.
قولي عايزة ايه وبسرعة
أبلتي أبلتي التليفون اهو يا أبلتي.
تفوهت بالكلمات الفتاة سكسكة زميلتها في الحجز وهي ټقتحم كابينة المرحاض لتنحشر معها داخله وقد أتت بما طلبته منها.
تناولت ميرنا تتفحص الهاتف الصغير ذو الشاشة المتهشمة لتردد بقرف
دافعت الفتاة بلهفة مبررة
طبعا امال ايه هي أينعم مبهدلة زي ما انتي ما بتقولي بس فيه رصيد للكلام والنت كمان دي البت سهير مرديتش تدهوني غير لما عكشت عشرين جنيه بنت المحظوظة اكمنها الوحيدة اللي معاها عدة وسطنا.
لوت ثغرها ميرنا لتقلبه بغيظ قبل أن تستلم لتضغط على الشاشة تفتحه بصعوبة جمعت الأرقام المميزة التي تحفظها كأسمها لتضغط على زر الاتصال بالشخص المقصود انتظرت استجابة من جانبه والذي لم تحدث في المرة الأولى ولكن مع اعادة المحاولة وصلها الرد بنزق
ردت على الفور بلهفة يشوبها لمحة من الفرح
الوو.. انا ميرنا يا سعادة الباشا.
ميرنا.
تمتم بها بعدم تصديق فتابعت مردفة
ايوة يا باشا ازيك انت عامل ايه انا فرحانة اوي اني وصلتلك....
قاطعها بحدة يوقف استرسالها
استني عندك...... هو انتي مش في السچن يا بت انتي بتتصلي بيا ليه
رده كان مباغتا لها لدرجة جعلتها تتوقف لبرهة تستوعب قبل أن تغلف صوتها بنبرة مترجية يتخللها بعض ټهديد
استفزه تصريحها المباشر في توجيه اصابع الاتهام نحوه فصاح بعنجهية كي يعرفها بقدرها
وقفي عندك يا بت انتي ومتخليش العشم ياخدك اوي كدة انا اللي بيعملي خدمة بياخد المقابل وانتي خدتي تعويض بمبلغ محترم رغم اني محذرك من الأول ترجعي الخاتم يبقى اتحملي نتيجة غلطك ومسمعش صوتك تاني.
فقدت ميرنا الباقي من تحكمها لترد غير ابهه
لا يا عدي باشا مش هسكت ما هو انا مش ارسم واخطط لاجل ما اوقعلك البت وصاحبتها وتيجي انت على اخر لحظة وتبوظ كل حاجة انا معملتش كدة بمزاجي انت اللي كنت ھتموت على صبا وعايزني اوقعها وانا مكنش قدامي غير مودة عشان تجيب رجلها يبقى مشلش انا الليلة في الاخر.
بتبجحها الاخير كان قد وصل بغضبه للذروة لينهي بلهجة حازمة صارمة
اسمعي يا بت انتي الرقم دا تمسحيه من ذاكرتك نهائي لأن لو حصل مرة تانية واتصلتي او حاولت توصليلي يبقى متلمويش الا نفسك وعشان تبقي عارفة انتي علاقتك بالفندق وبكل ما يخص عدي عزام انتهت.
صعقټ ميرنا تترنج محلها حتى كادت أن تسقط على ارضية المرحاض لولا سكسكة التي امسكتها تسندها من مرفقها تردد بقلق
حاسبي يا أبلتي لا احسن تقعي.
تطلعت إليها لاهثة لعدة لحظات حتى تستعيد توازنها ثم ما لبثت أن تستقيم وكأن شيئا لم يكون تتناول الهاتف لتتلاعب على شاشته مرة أخرى سألتها الفتاة باستغراب
هتتصلي بمين تاني يا أبلتي
ردت بابتسامة جانيية قاسېة
لا يا حبيبتي دا مش اتصال دا انا بس بخش بالباسورد بتاعي على حسابي اصلي بعيد عنك عندي شوية صور كدة حفظاهم في حتة لوحدهم انما ايه لوز ودا عز وقتهم.
هرشت سكسكة بطرف سبابتها على جانب رأسها بعدم فهم مرددة
وقت ايه يا أبلتي بالظبط انا مش فاهمة حاجة.
ڼهرتها بجدية وتجهم
بعدين افهمك يا سكسكة سيبيني انفذ اللي بعمله دلوقتي.
صمتت الفتاة تتركها لما تفعله غافلين عمن سمعت بكل الحديث وقد تواجدت بالصدفة داخل المرحاض المجاور بغرض الاغتسال وتبديل ملابسها من أجل المغادرة وقد صدر امر اخلاء سبيلها واتمت الإجراءات منذ قليل.
وفي الجهة الأخرى وبعد ان انتهائه من مكالمتها دمدم بسبة وقحة على غير عادته وقد أخرجته هذه الفتاة ببجاحتها عن طوره الطبيعي الهادئ فبدلت مزاجه الرائق لاخر منزعج.
زفر يعود لتفحص الملف الذي ما زال بين يديه يعيد على قراءة المعلومات الخاصة بها باهتمام شديد وقد حسم أمره الان منهيا فترة الاخذ والرد مع نفسه طريقها مباشر ولا يقبل الالتفاف ليته ملك الشجاعة لهذا الأمر من البداية لكان اختصر كثيرا من الوقت متجنبا التورط مع هذه الملعۏنة التي تجرأت على تهديده منذ قليل.
بهيبة تليق به كان جالسا يتابع اعماله على الحاسوب الذي وضعه أعلى الطاولة المجاورة له واضعا قدم فوق الأخرى والنظارة الطبية أعلى عينيه بوسامة كادت أن توقف قلبها وهي تتابعه بوله في وقفتها صامتة على مدخل الغرفة من وقت عودتها من الخارج يساعدها اندماجه الشديد في ممارسة هوايتها المفضلة في تأمله لكن مع الوقت انتبه عليها اخيرا ليهديها ابتسامة عذبة بسؤاله لها
انتي واقفة عندك هنا من امتى
دلفت تطوح بحقيبتها اليدوية لتبادله ابتسامة رائعة بردها
انا هنا من زمان يا سيدي واقفة وبراقب الجميل وهو مندمج في شغله.
اعتدل بجلسته وجذبها لتجلس على قدميه ليتغزل بها هامسا
ولما انا ابقى جميل تبقى انتي ايه يا ساحرة الفن والجمهور كله
ختم قوله ليلثم بشفتيه على جيدها ورقبتها كتحية تعبر عن شوقه إليها الذي لا ينضب ولا يتوقف
يتنشق عبير رائحتها الذي يعيد إليه الروح بل هي الحياة نفسها يعشقها لدرجة تجعل الأنفاس بقربها ترياق لكل أوجاعه والامه نعم فهي زوجته والتي لن يرضى لها بديلا لحمل أبناءه بخاطره الاخير رفع رأسه بانتباه يسألها
انتي كنتي عند الدكتورة النهاردة صح
اومأت برأسها كإجابة فتابع استفساره بتمعن
وايه الأخبار بقى انا شايفك رايقة شوية رغم ان عيونك دبلانة
انتي عيطتي معاها كتير
اجابته برقتها التي تذيبه كالجليد وكفها تداعب جانب وجهه
وفيها ايه لما اعيط يا حبيبي مش بيقولوا برضوا ان البكا بيريح.
سألها بإلحاح وعينيه لا تغفل عن أي تفصيلة منها
يعني انتي ارتحتي دلوقتي يا نور
مطت شفتيها ومقلتيها تتراقص حوله قليلا بتفكير ثم ما لبثت ان تقول
اممم يعني هي مش راحة بالأكيد بس ع الأقل هديت شوية يمكن لأني خرجت اللي في قلبي اخيرا أو يمكن عشان الكلام اللي سمعته منها بعد كدة بس في كلا الحالتين انا خارجة من عندها ومقررة ان احكيلك انت كمان يا مصطفى.
بس
انا عارف كل حاجة يا نور.
فاجأها بالقول لتبتعد برأسها عنه تسأله بعدم تصديق
عارف ايه بالظبط انا مش فاهمة.
رد بثبات وعينيه تأسر خاصتيها
عارف بمعاناتك في جوازك الأول مع كمال عز الدين ومحاولاتك في اسقاط كل جنين كنتي بتحملي بيه منه ودا مش من النهاردة لا دا من قبل ما اتجوزك تحديدا في الخطوبة.
يعني انت عارف بكل ده من زمان ومخبي عليا....
قالتها بأنفعال وقد أظلم وجهها بالڠضب همت لتنهض ولكنها شدد عليها بذراعيه متابعا بحزم
اسمعي ومتفهميش غلط يا نور انا الموضوع ده عرفت بيه من طليقك نفسه كان قابلني صدفة في حفلة فنية واتعصب عليا يهرتل بكلام عن انك جاحدة واني واخد فيكي مقلب جامد واني مانخدعش بصورتك الحلوة واقع في نفس الفخ اللي وقع فيه وذكر حكاية الحمل بالاطفال وانك كنتي بتسقطيهم من غير علمه عشان كل اللي هامك الفلوس.....
همت لتتكلم ولكنه أوقفها بوضع السبابة على فمها مستطردا
وعمري ما اتأثرت ولا صدقت اي كلمة من كلامه بل بالعكس انا سألت كويس وعرفت من والدتك الله يرحمها عن معاناتك معاه واللي كان بيعملوا وياكي بس طبعا احترمت رغبتك في انك تخبي حاجة زي دي عني مع اني كنت بمۏت وانا نفسي اسمع منك عن اللي كان بيتعبك كنت عايزك تفتحيلي قلبك يا نور.
تأثرت بكرمه البالغ حتى ترقرقت عينيها بالدموع وصدر صوتها ببحة باكية
انا بحبك أوي يا مصطفى.
قالتها لتضمه بقوة إليها فاستجاب يبادلها عناقا أقوى.
عاد إلى المنزل يجر أقدامه جرا من التعب بعد قضائه اليوم بأكمله في التحقيق والملاحقات الخاصة بهذه القضية الهامة والتي تمس جزءا هاما من عائلته حتى لو كان هذا الجزء يتعالى حتى عن النصيحة.
القي التحية برفع كفه نحو والدته التي كانت تنقي الأرز في جلستها على مائدة السفرة الفارغة واضعة النظارة الطبية على عينيها
مساء الفل .
مساء الخير.
قالتها ثم انتظرت برهة حتى جلس على الكرسي المقابل لها فتابعت سائلة
كل ده تأخير يا أمين اليوم كله في الشغل يا بني
زفر يجيبها بإجهاد شديد
أه والله يا ماما هو كان يوم صعب جدا انا مش قادر ارفع عيوني وعايز احط راسي على المخدة وانام على طول بس كمان جعان والله هو انتي لسة معملتيش أكل يا مجيدة
لا يا حبيبي الأكل جاهز الرز ده لعزومة بكرة
عزومة ايه
تسائل بها قبل أن يأتيه الجواب مع خروج شقيقه من غرفته يهتف بمرح
زوجتي العزيزة يا عسل هتشرف بكرة مع عيلتها على الغدا
عقب أمين بادعاء التذمر رغم ابتهاجه للفرح الذي يشرق بوجه أخيه
كدة على طول بقت زوجتك تكتب كتابك عليها امبارح وتاني يوم تعزمها ع الغدا هو انت معندكش ډم يا عم انت هنكفيك مصاريف من فين
تدخلت مجيدة قائلة بدعم
يا خويا خليه يصرف ويدلع مراته شالله ما حد حوش.
حبيبتي يا مجيدة
هتفت بها حسن يقبل رأس والدته قبل ان يجلس ويرافقهم على الطاولة.
ضحك شقيقه بصمت فقد كانت طاقته على المناكفة على وشك النفاذ قبل أن تباغته والدته بالباقي من أخبارها السارة
دا احنا كمان عازمين أنيسة وبنتها لينا.
فجأة تجددت به الحيوية ليرد پغضب مصطنع
والست لينا تعزميها ليه بقى كانت اخت العروسة ولا من قرايبها
رد حسن بالنيابة عن والدته
يا بني احنا عازمين انيسة عشان غرض مخصوص وهو الحلويات اللي بتعملها ولا انت مبتحبش حلوياتها
ادعى الامتعاض في رده على السؤال
لا طبعا بحبها
متابعة القراءة