متيم بها لأمل نصر

موقع أيام نيوز


العجوز اللي اتظلمت ودفنت شبابها معاه مهما مثلت قدام الناس انها مبسوطة والفلوس بتسعدها.
خرج صوتها بدفاع واهي
هي مظلومة وانا كرامتي راحت فين لما واحدة زي دي ترخص نفسها وتديلوا كل اللي هو عايزه منها قيمتي أنا ايه ما بينهم
على صوت كاميليا في الرد بانفعال نحوها
اديكي قولتيها بنفسك ما بينهم...... كان يجب تواجهيه وهو ساعتها يختار ما بين الانغماس في خطيئته وما بينك مش تصوري وتسجلي وكمان تبتزيها.... قدرتي ازاي تعمليها دي ازاي يا رباب

بصوت ازداد ارتعاشه وإحساس اختلط ما بين الندم والقهر الذي كانت مكتوما داخلها ردت تجيبها
انتي عارفة كارم أكتر مني المواجهة معاه معناها الخسارة لا كنت هقدر اخد حقي منه ولا كنت هقدر أبعد واسيبه بعد ما اختارته وبعت الكل 
تابعت بصوت مس شغاف قلب شقيقتها
انا كنت وحيدة يا كاميليا وهو جبار مبيرحمش ڼار الخېانة كانت بتحرقني وانا واقفة مشلۏلة قدام سكوتي ومش عارفة اتصرف ازاي معاه فكرت كتير اظبطه متلبس بالخېانة لكن خۏفت خۏفت ليكسرني ويستغل ضعفي لو اتحديتوا وساعتها كان هيجبرني اعيش معاه بالقانون بتاعه انا عارفة كويس وشه التاني عشان كدة كنت بتجنبه قدر الإمكان. 
ومع ذلك شكلنا هنشوفه قريب.
قالتها كاميليا وزفرت تطرد دفعة كثيفة من الهواء المحبوس بصدرها تغمض عينيها بتعب ثم التفتت نحو شقيقتها التي كانت ټموت من الړعب أمامها. منكمشة على نفسها تخشى القادم المجهول رق قلبها لتسحبها إليها وتضمها بقوة مرددة
احنا معاكي وفي ضهرك مش هنسيبك أبدا انتي خلاص معدتيش لوحدك.
خرج صوتها برجاء تخاطبها
انا نفسي جاسر يوصلهم الأول يمكن ساعتها نعرف نلم الموضوع.
دمدمت كاميليا بجدية
في كل الحالات احنا لازم ناخد حرصنا مينفعش ابدا نسيب حاجة للظروف. 
استلت نفسها منها لتسألها بتوجس
يعني ايه
تطعلت لها بقوة تجيبها
في كل الحالات جوزك هيعرف ف انا من رأي انها تيجي منك أحسن.
جحظت عينيها وانسحبت الډماء من وجهها لتردد بړعب وعدم تصديق
عايزانى اعترفلوا يا كاميليا
ردت بابتسامة جانبية تخلو من أي مرح
للأسف أنتي معندكيش اختيار تاني.
حمد الله ع السلامة يا أبو ليلة.
قالتها زبيدة بلهفة اصابت صدرها بنهاج خفيف وهي تستقبله من مدخل المنزل كطفلة صغيرة لا تعرف المكر في إخفاء مشاعرها ليتلقفها هو بقبلة على أعلى رأسها بعد أن ضمتها ذراعه القوية بابتسامة مشرقة لرؤيا مهجة قلبه مرددا
يسلمك ويحفظك ليا يا غالية.
تدخلت صبا بسماجة تقصدها وقد حضرت المشهد من أوله
طب افتكروا طيب ان انتوا جاعدين في الصالة ومعاكم انسة كعذراء الربيع واجفة تتفرج ومستنية دورها.
ضحكت لها زبيدة بخجل تنحي بوجهها للناحية الأخرى لتجعل زوجها يتقدم بغيظ نحو ابنته
كسفتيها يا بت الفرطوس وانتي يعني محتاجة عزومة عشان تستجبليني.
لا ما انا لازم اخد فرصتي كاملة ومحدش يشاركني فيك.
قالتها صبا وهي تلقي بنفسها عليه وتلف ذراعيها حول عنقه تتلعق به كالعلقة متابعة
وحشتني يا ابو ليلة يا حبيبي.
حاول فك ذراعيها عنه مرددا بحنق يدعيه
يا بوي ع التناحة خفي يدك عني يا بت هتخنجيني.
ضحكت بدلال لتقبله فوق وجنته باستمرار في غيظه
انا أكتر واحدة بحبك يا بوي مش أي حد تاني.
وه .
تفوه بها أبو ليلة وعينيه انتقلت نحو زوجته التي كانت تخفي بيدها ابتسامتها وقد وصلها ما ترمي إليه ابنتها ليشاركها الضحك غامزا
البت دي مش معدلة ونيتها مش صافية يا زبيدة. 
خرج صوتها بصعوبة لتندمج في مزاحهم
إهي بتك وانت حر فيها عاد.
اه والله عندك حج أنا بجول اخلص منها واجوزها كدة كدة ربنا مسهلها وشكلنا كدة هنفرح بيها جريب.
قالها ابو ليلة وقد نزل بعينيه نحو ابنته التي انتبهت على هذا التغير في نبرته لتستل عنه باضطراب تشعر أن به شيئا ما وتأكدت من نيته مع قوله التالي
المرة دي ملكيش حجة العريس كامل ومكمل لا هو ساكن في البلد ولا هو واد عم من نفس البطن.
على كرسيه الذي كان يلتف به يمينا ويسارا كالأرجوحة بعقل شارد في هذه القضية الغريبة وهذه الفتاة التي تثير بداخله الشفقة نحوها رغم غضبه منها وتحميلها مسؤلية كل ما حدث وما تسببت به لنفسها ولكن لا يتمنى لها العقاپ پضياع مستقبلها خصوصا وقد رأى بنفسه المستوى المتدني الذي تعيش به ومعاشرتها لإمرأة كجدتها نفس الإحساس الذي يجعل فتاة كصبا تتمسك بمساعدتها رغم علمها الأكيد بعيوبها ولكن لما يونبئه حدسه ان هذا الموضوع يدور حول الاخيرة بصفة أو بأخرى
زفر يخرج كتلة من الهواء ليجلي عقله قليلا من أفكاره وتناول هاتفه من فوق سطح المكتب حتى يجري اتصالا قد يغير من مزاجه ولو قليلا
وصله الصوت الناعم الحاد.
الوو يا حضرة الظابط.
الوو يا لينا عاملة ايه
قالها بابتسامة اتسعت حينما سمع تذمرها
الحمد لله يا سيدي انا كويسة وبمارس حياتي عادي بس دا مينمعش اني مدايقة طبعا عشان الحاجة اللي غايبة مني.
رد بتسلية لا تخلو من المكر
قصدك يعني ع القلب اللي ضاع في عربيتي يا لينا مكنتش اعرف انه غالي اوي عندك كدة دا شكله له ذكرى جميلة معاكي.
ردت بعفوية وقد غاب عقلها عن مقصده
ذكرى ايه هو انت فاكرني واخداه هدية دا انا جايباه من كدي وشقايا ايام ما كنت بشتغل وبدرس في نفس الوقت ايام الجامعة. 
طب براحة شوية يا ستي هو احنا هنتخانق دا بس مجرد سؤال يعني.
قالها مشاكسا ولم يرى الإبتسامة الجميلة التي لاحت على محياها وهي ترد ببعض اللطف
لا يا سيدي مش خناقة ولا حاجة وانا كمان كنت برد عادي يعني لكن انت بقى بتاخد كل حاجة على انها خناق.
أيوة بقى.
تمتمتم بها داخله وقد اعجبه ردها يشعر ببدء استجابة او تغير من ناحيتها نحوه ورد ضاحكا
ما هو برضوا لازم تعذريني يا لينا هو انتي ناسية تاريخنا من أول مقابلة كان ازاي
وصله ردها بنعومة كادت ان تذهب بعقله
لا طبعا مش ناسية وانسى ازاي يعني... 
توقفت برهة وكأنها لا تريد الإنزالاق أكثر من ذلك في هذا الحديث الخاص بينها وبينه لتردف بتذكر
المهم بس حاول تشوف ولا تدور من تاني ع القلب ممكن يا حضرة الظابط 
لم يجيبها على الفور بل انتظر لحظات من الترقب بابتسامة شملت كل ملامحه ليرد اخيرا بخبث
من عيوني الاتنين يا لينا هحاول بقى الاقي وقت
ادورلك فيه براحتي اصل بصراحة اليومين دول مشغول جدا في الشغل دا غير كمان خطوبة حسن على صاحبتك ناوية بقى تيجي الخطوبة يا لينا
طبعا لازم اجي هي دي محتاجة سؤال شهد دي اختي مش صاحبتي. 
قالتها بتأكيد قابله برده الواثق
كويس اوي ده واهو بالمرة لو لقيت القلب اديهولك في المناسبة الحلوة دي.
تمام .
انهى المكالمة وقد اكتنفه ابتهاجا لا ينكره يعجبه حالة الشد والجذب ثم المهادنة والتوقف قليلا قبل العودة لطبيعتها المناكفة والتي كانت أكثر ما جذبه نحوا.
سعادة الباشا.
اجفله عصام بقولها قبل أن يتذكر
ويطرق بخفة على باب الغرفة الذي كان مفتوحا من الأساس ليستأذن معتذرا
أنا أسف سعادتك ممكن دقيقة
رد بتريث لا يخلو من الإندهاش
ادخل يا بني بس خد نفسك الأول ليه اللهفة دي
سمع عصام ليتقدم نحوه على الفور واضعا إحدى المستندات الهامة ليرد مفسرا
ما انا جايلك بمعلومات مهمة اوي البنت اللي كنت كلمتك عنها قبل كدة في قضية مودة طلع لها تاربخ مذهل وملف قديم في الأداب
قلب أمين سريعا في الأوراق ليغمغم بصحة ما يؤكده زميله
دي كانت متربية في ملجأ كمان رغم ان خالها كان عايش اي ده اي ده تلت قضايا تدخلهم وتطلع منهم زي الشعرة من العجين
رفع انظاره إليه متابعا
دي مش سهلة ولا هينة بقى
ما انا قولتلك يا فندم شكلها معجبنيش.
قالها عصام متفاخرا بعض الشيء بصدق حدسه فجاءه قول ألاخر الحازم
طب اسمعني كويس بقى تجيب مودة وتعرف منها خط سيرها مع البنت دي من ساعة ما خرجوا في اليوم ده واتفسحوا ولفوا ع المحلات لحد اما روحت بيتها وانت بشاطرتك تجيب تسجيلات الكاميرات من المول وأي حتة تانية راحوها.
أيوة حاضر أنا جاية.
صدر الصوت المستفز من داخل المنزل قبل أن يفتح الباب فتطل بهيئتها التي تشعل الډماء بالرأس لتزيد عليها بوقفتها المائلة ترمقها من تحت أجفانها ثم ليخرج الصوت من بين تلويكها للعلكة بداخل الفم
إيه ده.... هو انتي
اهدتها صبا ابتسامة صفراء وهي تجيبها
اه انا يا أنسة سامية عندك مانع ادخل اطمن على جارتنا وبنتها التعبانة. 
ردت بميوعة وبصوت يطرقع ليثير القشعريرة على أسماعها
لا طبعا معنديش وبنفس الوقت مقدرش اقولك ادخلي كدة من نفسي دقيقة بقى اروح استئذن أهل البيت عن اذنك .
قالتها وتحركت للداخل بحركات بطيئة بتمايل لتريها جمال قدها في هذه العبائة القطنية التي تقسم جسدها لمناطق منعزله كل جزء يمثل خريطة مع نفسها اندمجت صبا معها حتى اختفت بداخل إحدى الغرف لتمتم بحنق مع نفسها
يخربيتك دي سابينها ازاي كدة ما حد يلمها ويتجوزها
واقفة عندك بتعملي ايه يا صبا
هتف بها شادي وقد كان خارجا من غرفة والدته سمعت هي لترسم على وجهها العبوس قائلة
أنا موجفتش كدة من نفسي البت دي بنت خالك هي اللي جاتلتلي استنى على ما تستأذن حد منكم يدخلني عشان بقولها عايز اطمن على جارتنا.
قالتها بنبرة لائمة جعلته يقترب على حرج مرحبا بلطف
طب وانتي برضوا محتاجة استئذان من حد ادخلي يا صبا ادخلي.
فور ولوجها لداخل المنزل اغلق الباب ليتبعها فقد بدا من هيئتها تغيرا لم يخفى عليه حتى وهي ترفع رأسها إليه بسؤالها العادي
رحمة النهاردة عاملة ايه هي والست الوالدة
أجاب بلهجة عادية رغم تحرقه للسؤال عما بها
رحمة كويسة والحمد لله.
اومأت بشبه ابتسامة جانبية ليس لها معنى أدخلت في قلبه القلق فهذا الغموض وهذا التردد أبعد ما يكون عن شخصية صبا لذلك لم يقوى على منع نفسه من سؤالها
أنتي كويسة يا صبا 
ردت بصوت كان أشبه بالهمس وبكلمات متقطعة
الحمد لله.... كويسة......... انا بس كنت عايز اسأل عن رحمة.
ما قالك كويسة ولا هو تكرار وخلاص.
قالتها سامية التي خرجت من غرفة الأطفال على صوت حديثهم الټفت إليها صبا بنظرة مغتاظة واكتفت بالصمت حينما تولى شادي الرد عنها
في إيه يا سامية وانتي مالك
احتقن وجهها بعد إفحامه لها حتى كادت أن تجادله برد قوي ولكن صبا لم تنتظر وتحركت باستئذان نحو غرفة رحمة لتتبقى هي مع شادي الذي أجفلها بسؤاله
هو انتي لما قولتي لصبا استني استأذن اصحاب البيت كنت داخله عند الأطفال تأخد منهم الأذن. 
سهمت بوجهها أمامه لتردد بعدم تركيز وقد طارت من رأسها كل الحجج.
هااا
يعني ايه من بطن تانية
سألتها رحمة باستفسار ملح وقد كانت جالسة على طرف التخت بجوارها مطرقة الرأس كالذي يحمل فوق ظهره هما ثقيلا حتى إجابتها صدرت بخواء
يعني من نفس البدنة بس مش نفس الجد أو بمعنى أصح واد عمي من بعيد.
لكن من
 

تم نسخ الرابط