متيم بها لأمل نصر

موقع أيام نيوز


سؤالها بتركيز شديد غير منتبها للإصفرار الذي غزا ملامحها مع انسحاب الډماء من وجهها وذلك بنبش هذا الغريب وتذكيره لها بهذا الأمر المخجل
انا النقيب عصام بس مش انتي برضوا البنت اللي فتحت دماغ خطيبها اللي حاول ېتهجم على اختها.
ارتفعت وتيرة أنفاسها وقد بلغ الحنق بداخلها آخره فقالت بلهجة معتزة رغم الألم الذي كان ينخر بعظامها في عودتها لماضي تكرهه وتتمنى طمسه من تاريخها لتنسى معه هذه الحقبة من الحمق والغباء وغياب العقل

ايوة انا اللي فتحت دماغ خطيبي وعندي استعداد اعملها مية مرة تانية لو حد حاول يتحرش بيا بكلمة واحدة حتى انا او أي حد يخصني عن إذنك بقى.
قالتها وتحركت تتخطاه ذاهبة بعدم انتظار غافلة عنه وقد توقف محله يطالع انصرافها بإعجاب شديد فهي لا تعلم انه كان متابعا للقضية بحكم صداقته لأمين وذلك لأن الأمر يخص زوجة شقيقه رأها مرة أو مرتين أثناء التحقيقات وكانت في حالة مزرية ليست هي من يراها الان على الإطلاق معتزة بنفسها ورأسها مرفوعة رغم خجلها من عمل يشرف أعظم العائلات وفوق كل هذا جميلة بحق.
اخيرا جيتي يا كاميليا
هتفت بها زهرة فور اقتربت منها الاخيرة لتجلس بجوارها وتأخذ مكانها حول طاولة العائلة اشارت لها بالأنتظار قليلا حتى تلتقط أنفاسها فقد كانت تلهث بتعب اصار القلق بقلب لمياء لتسألها
حبيبتي ليه كدة هو انتي كنتي بتجري ولا ايه
نفت برأسها وتولت زهرة مهمة الرد عنها
لا طنت مش جري بس هي الحمل بتاعها صعب المرة دي وأي مجهود بيأثر عليها. 
يا قلبي ربنا يعينك ويكمل حملك على خير دا انا فرحت قوي لما قالي طارق.
قالتها لمياء بتأثر فتدخل زوجها يقول بمرح
أيوة يا بت يا كاميليا شدي حيلك بقى وهاتلنا قمورة لظافر كمان عشان مجد واخوه يبقوا عدايل.
قالها عامر وانطلقت ضحكات الجميع حتى أتى على أثرها جاسر وطارق الذي التصق بزوجته ليعلق سائلا
إيه يا جماعة ما تضحكونا معاكم.
اجابته زهرة تنقل انظارها منه وإلى جاسر
أصل انكل عامر بيحجز من دلوقتي عايز مراتك تجيب بنت تانية لظافر بعد ما خلاص ضمن مجد لفريدة. 
سمع زوجها ليضرب كفا بالاخر معلقا بدهشة
انتي كمان يا زهرة بتقولي ضمن في إيه يا جدعان دا العيال لسة مكبروش ولا يفهموا أي يا حاجة من الكلام ده. 
رد عامر بتصميم مخلافا له
وانت مالك انت كبروا
ولا مكبروش انا قررت وخلاص ولا انت عندك اعتراض يا سي طارق انت كمان
نفى الاخير بهز رأسه
لا يا عم وانا اقدر خد البت واللي جاي في السكة كمان ان كان ولد ولا بنت حتى انت تؤمر يا باشا.
أيوة كدة.
قالها عامر لتضج الطاولة بضحكاتهم حتى زوج الأطفال مجد الذي كان واقفا برزانة كعادته وفريدة التي كانت تضحك بخجل وكأنها تعي المقصود من الكلمات
بطاولة بعيدة شيئا ما على الحفل الصاخب والأصوات القوية للسماعات حيث كانت تتابع الأجواء الرائعة بابتسامة تزين محياها بجوار زوجها الذي كان جالسا على مضض يحصي الدقائق والثواني حتى تكمل ساعة ثم يذهب بها مغادرا كما اشترط عليها مقدما
عقبت بحالمية تلفت انتباهه
الله يا كارم شكلهم يجنن وهما بيروقصوا مع بعض وولاد عمك دول طلع زوقهم يجنن البنات قمامير
ناظرها من طرف عينيه بامتعاض وظل على حاله من الصمت فاستطردت هي
ولا كاميليا اللي يشوفها يقول اخت العروسة واقفة مع لينا هي وطارق ولا اكنهم أهلها بجد ولا العروسة التانية مرات المهندس اخوه بصراحة الفرح كله يجنن يا كارم.
التف إليها وقد فاض به ليهمس بضيق لا يقوى على إخفاءه
في إيه يا ستي عمالة توصفي وتشعري ولا اكنك حضرتي افراح يجي إيه ده في فرحنا اللي مصر كلها تشهد بيه.
ذهب عنها العبث وطغى ملامحها شيء من حزن دفين داخلها حتى ظهر في ردها له
انا مش بتكلم على قيمة في الفرح والا اللي اتصرف فيه انا بتكلم على العفوية الفرحة اللي طالعة من القلب وبتظهر على الوشوش إحنا فرحنا كان اسطوري يا كارم وانت مقصرتش معايا في أي حاجة ربنا يخليك بس انا كان ناقصني أوي الحتة دي
وصله مقصدها الصريح وعلى الرغم من تأثره بوجهة نظرها إلا أنه رد بفظاظة باختلاف تام عما يدور بداخله من شفقة نحوها
مفيش حد بياخد كل حاجة يارب وعمر السعادة ما كانت كاملة مع أي بني أدم ولا انتي كمان مش شايفة نفسك سعيدة
شعرت بغيرة مستترة خلف غلظة كلماته فلطفت قائلة بابتسامة عذبة تعلم جيدا بتأثيرها عليه
وهو دا سؤال برضوا يا روح قلبي دا انت فرحت عمري كله مش سبب سعادتي وبس.
ارتخت عضلات وجهه المتقلصة وتحرك جفنيه بحركة بسيطة جعلتها تدرك حجم اضطرابه على عكس فعله حينما اظهر تجاهلا ليلتف نحو متابعة الحفل دون الرد بكلمة وزادت هي من سحرها بأن أطبقت بكفيها على ذراعه المستند أعلى الطاولة لتريح برأسها عليه وكي تذكره باحتياجها الدائم إليه.
رق قلبه لفعلتها ودنى بوجهه طابعا قبلة خفيفة على أعلى رأسها قابلتها بابتسامة قبل أن تنتبه لزوج السيدات الاتي يقتربن مع والدة زوجها
مين دول يا كارم
سألته فانتصبت راسه يجيبها بهمس حذر
دي الست مجيدة والدة العرسان والتانية باينها والدة لينا عروسة أمين.
اعتدلت بجذعها وشعور بالحرج ظل يكتنفها لا تعلم سببه ولكن سرعان ما تبدد كل ذلك مع اقتراب مجيدة ترحب بود وابتسامة عذبة بها وبكارم
حمد الله على سلامتك يا حبيبتي اقسم بالله لو اعرف كنت جيتلك لحد عندك.
الله يسلمك يا طنت كأني جيتي والله.
خرجت منها باضطراب واضح لسماحة المرأة الغير عاديه فتكلف زوجها بالرد أيضا
كأنك جيتي يا طنت مجيدة دا انتي أم الأصول.
اضافت والدته هي الأخرى
انا قولت كدة من الأول بس هي بقى اللي محبكاها
يا ست خليكي في فرحك.
خرجت الأخيرة في مخاطبة لمجيدة التي تبادلت معها الرد بمزاح كعادتها قبل أن تنصرف مع رفيقتها أنيسة والتي لم تقوي على كبت السؤال الملح برأسها
هي مرات كارم دي ممثلة مشهورة ولا حاجة اصلي حاسة اني شوفتها قبل كدة بس مش عارفة فين
بابتسامة صافية مشبعة برضا يغمر قلبها وقد اكرمها ربها بالعوض الحقيقي لأبناءها ردت مجيدة
اه يا أنيسة هي فعلا مشهورة واتجوزت كارم عشان هو نصيبها اللي مكتوب لها بالظبط زي ولادنا كدة.
توجهت بالأخير نحو المنصة الجالس عليها ابناءها وزوجاتهم لتخرج بتنهيدة ارتياح خرجت من العمق وهي تتأملهم
الحمد لله.
عادت أمنية لتجلس على طاولتها بجوار شقيقتها الكبرى فريال والتي كانت تلاعب طفلها مع متابعة أجواء الحفل ووالدتها التي علقت بتهكم
اخيرا يا اختي جيتي تريحي رجلك ما تكملي لحد الصبح أحسن ما انتي اتعديتي من الهبلة الصغيرة. 
مالت أمنية برأسها تتأملها بدهشة افقدتها النطق فتكفلت شقيقتها بالرد
وماله يا ماما لما ترقص للصبح مش فرح اختها الكبيرة.
التوى ثغر نرجس بعدم تقبل والټفت تشيح بوجهها للناحية الأخرى فخرج صوت أمنية
سبيها يا فريال أصلها زعلانة على اختها اللي بتقطمها كل ما تشوفها صعبان عليها يدخل قلوبنا الفرح ولا اكن الراجل اللي ماټ ده مكانش جوزها لما قټله المحروس ويتم بناتها.
بوجه مكفهر الټفت لها نرجس تردف الكلمات من تحت أسنانها
عيب عليكي يا أمنية الكلام انا بتكلم على منظرك قدام الناس ثم كمان ابن اختي بيأكد انه معملش حاجة دي اختك هي اللي بتفتري عليه....
تدلى فك أمنية بذهول شديد تتبادل النظرات المصعوقة لبلاهة والدتها أم هو الحقد الذي يعمي القلوب فيحجب عنها روية الحقيقة ولكن في كل الحالات تجنبها هو الأفيد. 
انتفضت فجأة تترك مقعدها مخاطبة شقيقتها
بقولك ايه يا فريال انا رايحة اكمل رقص لو قعدت اكتر من كدة هيجرالي حاجة عن اذنك يا أختي.
تبسمت لها الاخيرة بتشجيع غير عابئة باحتجاج والدتها والذي كان بمصمصة شفتيها مغمغمة
ارقصي يا اختي على خيبتك اهي ضيعت ابن خالتك منك وسابتك في الهم والشغل عشان هي تتهنى يا عالم بقى مين هيرضى بيكي
أما أمنية فقد اندمجت مع الفتيات في الرقص الرزين بهز الذراعين مع شهد ورؤى وحتى لينا غافلة عمن حدد هدفه بمتابعتها من وقت ان اصطدم بها في بداية اليلة حتى انه لمح لصديقه العريس من أجل أن يمهد له الطريق في الارتباط بها فور عودته من رحلة العسل.
انتهى الحفل وعاد كل فرد إلى مؤاه صبا التي أكملت ليلتها بالحديث على الهاتف مع حبيب قلبها ليسمعها من كلمات الغزل الجميل وذكر ما تم في حفل اليوم لمناقشة الترتيبات لحفلهم الذي اقترب ميعاده وهذه التفاصيل الجميلة التي تعشقها الفتيات. 
شوفت لما حسن وأمين شالوا العرايس وجعدوا يلفوا بيهم.
جاءها صوت بضحكة ماكرة ليسألها
وانتي بقى عايزاني اشيلك يا صبا مش خاېفة ابوكي يطخك بالبندجة. 
بادلته الضحكة ولم ترد ما بين اعتراض وأمنية ترادوها صمتت تاركة أمرها له فجاء رده يفاجئها
طب والله ليحصل يا صبا.
هو اللي يحصل
سألته بعدم فهم فضحك يردد بسعادة مراهق في بداية شبابه
هيحصل اللي في بالك يا صبا ومكسوفة تطلبيه لكن والله انا ما هتكسف بس يجي يومنا وانتي تشوفي بس ادعي ربنا مقعش بيكي.
ايه
صدرت منها عالية وقد اثارها الحماس بقوله ف استعادت رشدها سريعا لتتابع بصوت خفيض
انت بتجول إيه يا عم انت
ضحك ليكمل حديثه الممتع معها برسم الأحلام والمشاكسة والمشاجرة احيانا في تدريب يومي حتى بجمعهم بيت واحد
في اليوم التالي صباحا 
دلف لداخل جناحه معها بعد استقلاله أول طائرة عائدة للوطن وعلى عكس ما توقع وجدها مستيقظة في هذا الوقت المبكر وكأنها لم تنم ليلتها من الأساس 
نور .
سمعت بإسمها منه ف الټفت بلهفة
تترك الشرفة راكضة نحوه فتلقفتها ذراعيه يرفعها عن الأرض بضمة قوية وكأن الغياب مر عليه سنوات وليس يوم واحد بليلته.
غاصت في عناقه ببكاءه حارق أجفله ترتجف بين ذراعيه حتى أثارت بقلبه الجزع ف استل نفسه عنها بصعوبه ليكوب وجهها بين يديه مرددا وهو يتأملها بمزيد من الخۏف
مالك ليه العياط دا كله حصل حاجة في غيابي
نفت تهز رأسها دون صوت فتابع بأسئلته يستكشف الأمر المريب 
مفيش طيب ماما تعبت معاكي ولا جرالها حاجة
فعلت نفس الأمر ونهنات بكاءها ازداد علوها حتى صړخ بعدم احتمال
أنا قلبي وقع في رجلي يا نور جيبي من الاخر الله يخليكي. 
سمعت وحاولت التماسك لتتحرك من أمامه حتى تناولت ملف طبي من أعلى الكمود لتضعه أمامه تناوله بحركة سريعة يلقي نظرة استكشاف لمحتواه حتى ارتفعت رأسه إليها يردد بعدم فهم أو بالأصح يخشى التصديق
يعني ايه فهميني. 
من بين بكاءها الحارق كانت تخرج الكلمات بابتسامة غريبة
اللي فهمته صح يا مصطفى.... دا تحليل الډم اللي بيقول..... إني حامل.
تجمد يطالعها ساكنا بأعين توسعت بشدة فعادت هي للبكاء تومئ برأسها مؤكدة
والله زي ما بقولك يا حبيبي انا حاسة من فترة بس كنت
 

تم نسخ الرابط