متيم بها لأمل نصر

موقع أيام نيوز


أغلى منه دي تاخديها قاعدة من دلوقتى.
أنا هعمل كل جهدي عشان تبقي أسعد واحدة يا شهد ربنا ما يحرمني منك.
وفي جانب وحدها وبعد أن وصلت لغرضها فكانت تتابع بابتسامة رضا صامتة لتنضم أنيسة بجوراها تهمس قائلة
والله وبرافوا عليكي يا مجيدة عرفتي تلفي البت إزاي يا ولية 
ابتسمت بثقة تجيبها
مكانش ينفع معاها غير كدة بعدين هحكيليك بالتفاصيل المهم دلوقتي انا عايزة السرعة ياما نفسي اتلم على مأذون الليلة عشان اخلص بقى.

.... 
بفعل لم تفعله الا نادرا أتت اليوم بصحبة سائقها والحارس الخاص بها لتنتظر بداخل السيارة خروج طفلها من حضانته كي تستأثر به كالأمس في خطة أعدتها لعدم السماح لأحد بإنقاص حقها فيه حتى لو اضطرت لتحدي والدة زوجها التي تكرهها ولا تطيق رؤيتها وتعمل دائما على الإبتعاد عنها لقد قررت تعويض ما أهدر منها طول السنوات الماضية لفعل زوجها المسيطر والمتحكم بكل أمورها ولكنها كبرت الان ولم تعد تلك الصغيرة التي يطوعها كيف يشاء وعت لتمسك بزمام الأمر فترواده بحنكة النساء ومكرهن حتى تحصل منه على كل ما تريده الا يكفي ابتلاع الخېانة!
دوى صوت الهاتف لتفاجأ بهوية المتصلة التي ترفعت وتواضعت لتحادثها قطبت باستغراب تناظر الرقم وكأنها تتأكد من الأسم جيدا ولتفكر سريعا قبل أن تجيب برقة مدروسة
الووو....... أهلا يا طنت.
الووو يا ست رباب ممكن افهم بقى انتي مانعة حفيدي عني ليه
أنااا يا طنت مين قال كدة بس دا كلها يوم واحد اللي غابوا عن الزيارة والنهاردة عنده مشوار مهم للمدرب في النادي.
اقدر انا ع المشوار دا يا ست رباب ابعني الولد وانا اوديه.....
ويقعد بقية
اليوم عندك زي كل مرة اسفة يا طنت أنا فضيت نفسي مخصوص عشانه النهاردة يوم تاني بقى.
يعني ايه حفيدي مش هيجي النهاردة كمان...
الوو يا طنت معلش مش سمعاكي كويس الطريق زحمة ازي...... الوو يا طنت الووو.
انهت المكالمة لتخرج زفيرا بضيق فهي تعلم ان المرأة لن تسكت على فعلها وحتما ستخبر زوجها وعليها تجهز نفسها لذلك.
انتبهت على خروج ابنها من باب المدرسة لتنتفض مترجلة من السيارة ثم تتلقاه بالاحضان بعد أن رفعته عن الأرض أمام زملائه وتلفت أنظار الجميع إليها كالعادة. 
بداخل السيارة وبعد أن تحركت بهم على الفور تلقت رسالة من الرقم المجهول.
حلو اوي الفستان
تفوهت بها بغيظ تعدى الڠضب وفاق الحد لتهتف نحو سائقها
وقف العرببة دي بسرعة يا عم كريم بسرعة ارجوك .
على الأمر توقف الرجل ليناظرها بتساؤل تجاهلته لتلتف نحو حارسها 
انزل من العرببة يا حامد انا عايزة اعرف مين اللي بيراقبني حاسة فيه حد بيراقبني
انتفض الحارس على الأمر مرددا
يراقبك يراقبك ازاي يا هانم وانا موجود
قالها وترجل يبحث في الإنحاء ويتجه بخطواته نحو الطريق باحثا يمينا ويسارا حتى ابتعد وهي تنتظر بزعر وصل للطفل ليسألها ببرائة
في حاجة يا مامي
لا يا قلب مامي.
قالتها لتقبله على جبهته وتضم رأسه إليها بعد ذلك فتلتمس الدفء بغمرته واجهت بعين المراة وجه السائق الذي كان يتابعها فتكلم برفق رغم حيرته من فعلها
متقلقيش يا هانم من حاجة الدنيا أمان وانتي قاعدة في عربيتك ومعاكي رجلين يحموكي لو في خطړ دا لو فيه يعني. 
وصلها امتعاضها الغير معلن وكأنه يراها تفتعل ذلك عن قصد.
دلف فجأة السائق پعنف جعل السيارة تهتز ليخاطبها بلهاث
انا دورت في كل حتة يا هانم وملقتش أي مخلوق ېهدد امن حضرتك والبيه الصغير المنطقة هادية اساسا تحبي انزل ادور تاني
لوت شفتيها بحنق تأمرهما بإماءة صغيرة بذقنها وقد بلغ اليأس منها مبلغه
لا خلاص بقى امشي على طول يا عم كريم.
في المخزن الخلفي لدكان العطارة الذي يملكه عابد الورداني وقد أتت إليه خلسة كالسابق ولكن هذه المرة كانت للعتاب بعد ليلة كئيبة وصعبة مرت عليها في البكاء وشعور القهر المتعاظم داخلها حتى أنهكت وفاض بها للدرجة التي جعلتها تتلقف كالغريقة اتصاله في الرد عليها اخيرا اليوم تطالبه متلهفة بشدة للقاءه ليستغل
ما كان يظنه فرصة للاستفراد بها في المخزن هنا وقد وافقت دون تردد قبل أن يفاجأ برؤية وجهها المقلوب ثم انفجارها بمجرد أن انغلق الباب عليهما لتعبر عما يجيش بصدرها بالدموع الحاړقة
مكنتش اعرف اني قيمتي قليلة أوي عندك كدة يا ابراهيم اكتر من مية رسالة وغيرهم في الاتصال عليك من امبارح ولا مرة تكلف نفسك وترد غير بعد ما جالك مزاجك طب يمكن في ضيقة ومحتاجالك أو تعبانة وعايزاك تجيني وتخفف عليا اعمل ايه عشان تحس بيا وتعملي قيمة زي بقية المخطوبين
رافعا طرف شفته باستنكار خطا يقترب منها ليطالع هذا الانفعال المفاجأ منها الشهقات المتتالية بسيل الدمعات التي لا تتوقف حتى خرج صوته بذهول
انتي هبلة ولا عبيطة يا بت بقى كل المناحة دي عشان مرديتش ارد عليكي وهي دي اول مرة تحصل يا ختي ما انا بتقل عليكي بكيفي وبرد برضوا بكيفي مبيمشيش معايا كهن النسوان بلا مخطوبين بلا نيلة.
جفاءه المعتاد وأن يحتد بتعالي لم يكن جديدا عليها لتتقبل غضبه مضطرة أو تنكمش پخوف منه فتتغاضي كالعادة إلا اليوم فهي لم ولن تحتمل على الإطلاق سمعت منه لتسقط على عدد من الاجولة المرتصة فوق بعضها لتردد باڼهيار
انا كنت عارفة من الاول وقولتلك انت عمرك ما حسيت بيا ولا نصفتني حتى زي ما حصل امبارح لما ابوك زعقلي قدام الكل وكسفني انت مكلفتش نفسك حتى تجبر بخاطري.
اهتزت رأسه بعدم تحمل لا يستوعب ما تلتقطه أذنيه منها ليضرب كفه بالاخر وقد نفذ صبره لهذا العته نادما على اختلائه بها ومقابلتها من الأساس
الله ېخرب بيتك على بيت معرفتك السودة يعني انتي كل عمايلك دي على قصة ابويا وكلمتينه امبارح طب والله عنده حق وياريته كان اداكي كفين بالمرة يا أمنية.
كمااان.
صړخت بها لتقف على أقدامها وتواجه عنفه بنهنهة عالية لبكائها المستمر تردد باستعطاف عل قلبه يرق ويؤازرها في محنتها
دا بدل ما تقولي ايه اللي تاعبك يا حبيبتي ايه اللي موصلك للحالة دي دا انا مليش غيرك يا ابراهيم لا عيلة ولا خوات بيحبوني ولا انت ناسي كلامك ليا
اكتست ملامحه بالسأم والضيق ولكنه كان متريثا هذه المرة في رده ليعرف السر الحقيقي خلف هذه المحزنة.
لا يا ختي طبعا مش ناسي بس ايه لزوم الكلام ده دلوقتي هو انتي اتخانقتي مع حد فيهم ولا يكونش واحدة منهم ضايقتك يا بت
جاء السؤال الذي كانت في انتظاره منذ الأمس لتجد من يسمع شكوتها بحرية فهو الوحيد القادر على فهم ما تقصده لأنه يخصه أيضا!
قول مين مضايقنيش دا انا بتحسر من امبارح وقلبي بيتقطع من جوا لأن بالأكيد جوازتنا مش هتم السنادي يا ابراهيم ومش بعيد نقعد اكتر كمان على ما اخلص جهازي مدام الكبيرة دورها جه يبقى تتنيل على عينها أمنية وتستني بقى ما اهو انا حظي كدة......
كبيرة مين يا بت الهبلة
هدر بها قوية عڼيفة ليصمت فمها الذي يثرثر بغباء يكاد يصيبه بالصمم والكلمة التي أسقطتها في الوسط يشك في صحة سماعها لتؤكد له بغليل نفسها السيئة
بقولك الكبيرة المحروسة راحت امبارح عزومة العشا عند الست مجيدة رجعت لنا مخطوبة من ابنها البشمهندس والبيت مقلوب من امبارح البت رؤى بت الجزمة كل ما تشوفني بتقعد تزغرط وتغني عشان تغيظني...... اه 
صدر منها تأوها بۏجع وقد باغتها بأن اطبق بكفيه الكبيران على ساعديها الغليظان ليتمتم متسائلا بهدير خطړ وقد أظلم وجهه واشتد بخطوط طولية لتبرق عينيه بالشړ بشكل فاجئها وأخافها بنفس الوقت
انتي بتقولي مين يا بت المحروسة اختك ربة الصون والعفاف مع الواد المهندس اللي رايح جاي معاه.
استطرد يهدر بصوت خرج من أعماق الچحيم وهو يهزهز جسدها پعنف
يعني كانت بتقرطسنا وعاملة فيها البت المحترمة وهي ماشية مع الرجالة وبتجيبهم البيت يبقى انا بقى كان عندي حق لما اتخانقت معاها ع المسخرة وقلة الأدب كان عندي حق لما خۏفت عليكم وعلى سمعتكم.
خلااااص يا ابراهيم حرام عليك دراعاتي الاتنين هينكسرو في إيديك 
صړختها كانت بقوة لتعيده لصوابه فيشعر بنفسه ويرفع كفيه عن ذراعيها لتردد مرة أخرى بشهقات البكاء وألم جسدي حقيقي فقد كان على شفا اقتلاعهم بهزهزته العڼيفة دون وعي او كسرهم بالضفط الرهيب منه هذا ما كانت تشعر به لتدلك بكفيها عليهما وهي تبتعد بارتياع فهيئته كانت غير طبيعية على الإطلاق حتى خرج صوتها باهتزاز
هو انا بشتكيلك عشان تواسيني ولا عشان
تيجي عليا انت كمان وتخسرني صحتي وتبقى كملت عليا بالمرة.
امشي.
تفوه بها سريعة لدرجة لم تصدقها في البداية قبل أن يفاجئها بصيحة قوية
بقولك امشي امشي يا أمنية غوري من وشي .
انتفضت في الاخيرة لتتسارع خطواتها المرتدة نحو الباب حتى فتحته وخرجت راكضة بدون حتى أن تأخذ حذرها ككل مرة فكان المهم هو أن تهرب من أمامه تاركته يزفر بصوت عالي وانفاس ساخنة تخرج م حريق شب بداخله بنيران كالبركان تطلق حمما قادرة على إحراق الأخضر واليابس
في غرفتها وعلى فراشها المكوم بإهمال أسفل قدميها فقد كانت جالسة ضامة ركبتيها إلى صدرها بشرود لا تدري بما ورطت نفسها أو بالأصح ما وجدت نفسها تقع فيه ببرائة أو بلاهة بغفلة منها ولكنها كانت كالمغيبة وكل شيء حدث سريعا بشكل لا يصدق مفاتحة مجيدة لها ثم تهليل بموافقة لا تتذكر كيف نطقت بها ثم المباركات والتهنئة القلبية من اقرب القلوب إليها بأنها خطبت خطبت لحسن معقول 
فتظل هي لفترة طويلة من الوقت مزبهلة تناظرهم بذهول حتى استفاقت لنفسها بعض الشيء لتهم بمغادرة المنزل عاقدة النية على الهروب فكانت الكبيرة حينما فاجئها باتصال عمها صديق أباها الراحل وعرابها في رحلة الشقاء للحفاظ على ارث والدها ابو ليلة الذي هلل بالفرح معربا عن سعادته بالأمر ومشددا في نفس الوقت على ان يتم الأمر بصورة رسمية بجلسة تتم بمنزل العروس في حضوره بصفته الوكيل لها في كل صغيرة وكبيرة في الاتفاق. 
يا إلهي. 
رفعت رأسها فجأة لتطن الفكرة مرة أخرى
هل هي بالفعل أصبحت عروس 
طرقة خفيفية على باب غرفتها جاءت كوقت مستقطع ترحم به عقلها المتعب ولو قليلا
ادخلي يا رؤى واقفة عندك ليه
طرقة أخيرة ختمت بها شقيقتها لتخطو إليها 
بوجهها الصبوح وقد ارتسمت على قسماته الفرحة بقوة فتكلمت بغنج المراهقات المفتعل في مثل هذه المواقف
عاملة ايه يا عروستنا لسة برضو متوترة بصراحة الله يكون في عونك دا العريس قمر قمر يا ناس.
افتر فاه شهد تهم لترد بغشم كالعادة ثم ما لبثت أن تتراجع بزفرة محبطة وقد تذكرت وضعها.
رؤى عشان خاطري وحياة غلاوتي عندك بلاش وخفي عليا شوية..
اخف عليكي في ايه يا قلبي انتي لازم تفرحي يا شهد انتي تستاهلي الفرحة.
قالتها بعفوية وهي
 

تم نسخ الرابط