متيم بها لأمل نصر
المحتويات
لما تقش الجمل بما حمل ما يبقالكمش حق تطالبوا بيه.
حمق تفكيرها يساعده كثيرا في التفريغ عن غضبه بل ويجعله يكتشف مواهبه الخارقة في برمجتها لصالحه لذلك لم يفاجئه ردها
دا انا كنت اطبق في زمارة رقبتها لو حصل أنا صاحيالها قوي.
قابل انفعالها بضحكة مستهزئة زادت من غيظها لتباغته القول
بس عشان كمان نبقى عادلين ابوك هو اللي مشجعها مع الراجل الصعيدي طيب ابو ليلة واهو غريب ومش مننا انما ابوك بقى يعمل كدة ليه
ابويا راجل كبير وهي بتدخلوا من ناحية الصحبية اللي كانت بينه وبين ابوها عقله ميجبش لؤمها معاه ومع ذلك انا لا يمكن افوتها المرة دي لازم اخد موقف يعرفه اني مش موافق على عمايله دي ع الأقل عشان يقدر خاطركم بعد كدة.
سألته بفضول
يعني هتعمل ايه
اجابها بنزق
مش محتاجة سؤال انا النهاردة مش بايت فيها وبكرة لما اقابله مش هسكت له ان شالله حتى اټخانق معاه.
اه عشان كدة بقى انت واقف قصاد المخزن الخلفي للدكان.
ايوة يا اختي فهمتيها لوحدك
قالها ثم انتبه عليها ليمشط بعينيه على وجهها بزينته المتقنة ثم هذا الفستان المحكم على منحانيتها المكتنزة رغم شعورها بوقاحة النظرات لكن ذلك لم يمنع أن تكتنفها دغدة لذيذة تعطيها الثقة بأنوثتها التي تؤثر به حاولت نهره فخرج صوتها مهتزا
ابتسامة خبيثة ارتسمت على ملامحه وقد كانت أمامه كصفحفة كتاب مفتوح فقال مستغلا ضعفها أمامه
بقولك ايه لسة محدش رجع من الخطوبة الزفت دي تعالي اقعدي معايا الشوية دول ونسيني على ما يجوا.
باعتراض واهي هزت رأسها تقول
لا يا ابراهيم مينفعش الدنيا ليل دلوقتي اخاڤ لتزودها معايا ما انا فاهمة اوي انت عايزني معاك ليه.
مدام عارفة ايه لزوم الرغي اخلصي ياللا هما دقيقتين مش هيزيدوا.
توقفت سيارة الأجرة على جانب الطريق ليترجل منها العم كريم بعد انتهاء نوبة عمله تاركا السيارة الفخمة لأصحابها كان حاملا على يديه متطلبات المنزل من فواكه وخضروات وبقالة يخترق الطرقات الملتوية الصغيرة من زقاق لاخر مسافة ليست ببعيدة ولكن ما يصعب الأمر هو الصعود والهبوط على الأرض الغير سوية بالإضافة إلى الظلام الذي يقابله كثيرا في عودته ليلا مما قد يجعله عرضة لقطاعي الطريق ومعتادي الإجرام.
بسم الله الرحمن الرحيم انت مين
تمتم بها بصوت مرتعش يشعر ببوادر ازمة قلبية من الړعب الذي شل اطرافه وعقله يخبره أنه من أحدهم تكلم الاخر وهو يكشف عن وجهه الملثم.
شهق العم الكريم يسحب أنفاس كثيفة بخشونة ليستعيد ثباته قبل أن يتمالك ليدفعه بكفيه محتجا
روح يا شيخ الله يلعنك كنت هتجيبلي سكتة قلبية بعبطك ده إنت اټجننت
ضحك بسماجة وهو يرخي قبضته عنه يقول باستظراف
معلش يا اسطا جات شديدة عليك دي بس اعملك ايه بقى ما انا ملقتش طريقة تانية عشان اقابلك ولا انت كنت هتوافق يعني لو دخلت استنيتك في بيتك.
بيت مين
هتف بها ليتابع موبخا رغم الزعر الذي كاد يشل اطرافه
طب كنت اعملها يا حامد عشان كنت بلغت عنك وخلصت من خلقتك انت ايه اللي جايبك اساسا
الهوا هو اللي جابني.
اردف بها حامد ساخرا ليضيف
دي برضوا مقابلة يا عم كريم تقابلني بيها وانا اللي اديتك الأمان عشان اجي اقابلك وابلغك باللي طالبه منك.
ازداد انفعال الرجل ليهتف بسخط
اسم الله عليك وعلى جمالك يعني انتي جاي تقطعني الخلف وليك عين كمان تطلب مني
تغيرت نبرة الاخير ليرد بلهجة راجية
ايوة جاي اطلب منك يا عم كريم عشان بصراحة بقى انا معنديش حد اثق فيه يوصل الأمانة دي لأهلي
ارتد الرجل للخلف بړعب فور أن وقعت عينيه على الظرف الممتلئ بالنقود ليزداد ارتجافه حتى خرج صوته بلعثمة وارتعاش
الله ېخرب بيتك انت انت اا عايزني أروح برجلي لبيت أهلك اللي متراقب والبس مصېبة انت طلعتلي منين يا واد انت
ضحك بخشونة مرددا
طلعتلك من الضلمة ولا انت مش واخد بالك
اكمل بضحكه الساخر ليزيد من حنق الرجل والذي يأس منه فتحركت أقدامه للخلف ينوي المغادرة قائلا
طب يا خويا خليك في الضلمة اللي جيت منيها أنا معايا عيال عايز اربيهم.
هم حامد أن يقطع عليه طريقه ولكنه تفاجأ بمجموعة من الرجال الضخام تشبه فرقة المۏت ټقتحم فجأة وتحاوطه هو والعم كريم والذي صړخ برجاء
انا مليش دعوة بالواد ده انا راجع لولادي.....
اوقفه كبيرهم بأشارة من كفه قائلا
احنا عارفين ومراقبين من بدري زوق عجلك انت يا عم كريم وبرضوا لا شوفت ولا سمعت بأي حاجة.
ابدا والله ما هتكلم عمري ما هتكلم .
ردد بالكلمات الرجل وهو ينسحب من البيت المظلم ليهرول هاربا إلى منزله والذي توقف بمدخله فور أن دلف إليه ليشرئب برأسه نحو الخارج بفضول دفعه للمعرفة ليصعق برؤية حامد محمولا على كتف أحد الرجال كخرقة بالية يذهبون به نحو سيارتهم التي كانت مركونة في مكان قريب مشهد اقشعر له بدنه وهو يعلم بما ينتظره.
تعالى اقعدي يا مودة.
تفوه بها الضابط عصام امرا بلطف فاستجابت له باحترام لتجلس على الكرسي المقابل لمكتبه والذي اشار عليه بيده منكسة الرأس پخوف أو ربما خجل تأملها قليلا قبل أن يقول
ارفعي راسك وردي عليا لما اكلمك انتي خلاص كلها يوم ولا يومين وتخرجي مدام صفاء المحامية بتعمل المستحيل عشان تخرجك.
ردت بصوت خرج كالهمس
عارفة يا
فندم.
خاطبها بلهجة تميل للنصح
مش مهم تعرفي وبس المهم تاخدي بالك بعد كدة الأخطاء الصغيرة في الحاجات بتجر وراها مصايب مش عيب ان البني ادم ينشأ في ظروف وحشة العيب انه ياخدها حجة عشان يمشي في طريق الغلط.
رفعت رأسها تقول بدفاعية
بس انا والله ما كنت اعرف بقيمة الخاتم.......
خلاص يا مودة.
قالها مقاطعا وبحزم يتابع
انا مش بتكلم ع اللي راح انا بتكلم ع اللي جاي حاولي تصبري شوية عشان ما يتكررش معاكي اللي حصل حتى لو هيتعبك الحرمان أكيد في يوم هتشبعي وتلاقي كل اللي اتحرمتي منه فاهماني يا مودة
اومأت برأسها وكلماته رست في قلبها قبل عقلها
أكيد يا باشا فهمت.
انتهى من حمام دافئ أرخى به عضلات جسده المتشجنة نتيجة الإجهاد في عمله المتواصل طوال اليوم دون توقف دلف إلى الغرفة بالمنشفة الصغيرة يجفف شعر رأسه ولكنه انتبه على الإضاءة التي كانت تصدر من هاتفه على الكمود المجاور لفراشه
تناوله سريعا ليفتر ثغره بابتسامة فور علمه بهوية المتصل رد على الفور دون انتظار
قلبي بقى عاملة ايه يا بيبي
جاءه الرد بصوتها الرقيق
كويسة يا حبيبي والحمد لله وانت عامل ايه
طرد دفعة من الهواء الساخن ليرد وهو يقف أمام المراة ليمسح على النقط المتبقية من الماء على أطراف وجهه
يعني عايزاني ابقى ازاي بس في بعدك مش ناوية تحني وترجعي بقى
تلجلجت قليلا وخرج قولها بارتباك
ااا يا كارم ما انا كنت عايزاك تيجي الأول عشان نقعد مع بعض بس انت مبتجيش.
استدار بجسده ليعود لفراشه قائلا
ما انا قولتلك يا بيبي ان شغل الشركة كله كان متكوم فوق راسي اليومين اللي فاتوا على العموم عدي راجع الليلة يعني اعدي بالمرة بقى اخدك انتي والولد ولا انتي موحشكيش كوكي حبيبك
قال الاخيرة بتمهل وإغواء وصوت أنفاسه الساخنة وصلت إليها ليذكرها بسحر لمساته الخبيرة وتأثيرها عليها إعترضت تصيح به
يووه يا كارم ما بلاش الاعيبك دي بقى وكلمني جد.
اطلق ضحكة انتشاء وتسلية ليقول بثقة
ماشي يا رباب هتكلم جد بس انتي مش شايفة ان زيارتي لبيت ناس بيكرهوني منظرها مش حلو يا بيبي تعالي البيت وافتحي براحتك معايا مية موضوع كفاية بقى انا صبري بدأ ينفذ.
شاب قوله لمحة من السيطرة والټهديد رغم محاولاته الدائمة في معاملتها بلطف ابتلعت ريقها الجاف لتردف بإلحاح ورجاء
يا حبيبي افهمني بقى البيت اساسا هيبقى فاضي ما انت عارف كاميليا وجوزها بيبقوا في الشغل لحظة الصبحية يعني انا وانت هنبقى براحتنا.
صمت قليلا قبل أن يجيبها على مضض برغبة قوية منه لعدم الضغط عليها تقديرا لما مرت به
ماشي يا رباب هعدي عليكي عشرة الصبح نتكلم شوية قبل ما اروح شغلي كدة كويس
كويس طبعا كويس يا كارم .
قالتها بنبرة قلقة رغم إذعانه لرغبتها فما ينتظرها من مواجهة معه ليست بالهينة.
ولحسن الحظ او سوءه بالأصح لم ينتبه هو جيدا لنبرتها وقد وصله اتصال اخر على نفس الهاتف ونظرا لأهمية الأمر طلب منها انهاء المكالمة من جانبها ليرد على المتصل الاخر
ايوة يا بني وصلتوا لحاجة
اجابه الاخر بمغزى
كان عندك حق يا باشا لما خلتنا نراقب كريم السواق الأمانة دلوقتي معانا.
بتقول ايه
هتفت بها بعدم تصديق في البداية قبل ان يتدارك سريعا ليأمر رجله بحزم
الواد دا يجي الفيلا عندي في الحال وخلو بالكم مش عايز أي حد يحس بيكم.
بداخل المخزن وقد استجابت لرغبته ليقتطف القبلات واللمسات الجريئة منها يساعده ضعفها لتبدوا في يده كالعجينة يشكلها كيفما يشاء تطيعه كالمغيبة ولكن حينما يصل إلى نقطة ما تقربها من خطړ الوقوع في المحظور توقفه على الفور وهذا ما كان يحدث الان
كفاية كفاية خليني امشي بقى.
وكأنه لم يسمع بل زاد بضمھا يلثمها بحرارة قاربت العڼف ازعجها بشدة لتتشجع في إبعاده عنها بقوتها المعهودة قبل ذلك.
يا ابراهيم بقولك كفاية كفاية يا أخي.
مع قولها الأخيرة استطاعت تدفعه بغشم جعله يقع ارضا فصاح بها ناهجا بأنفاس لاهثة
انتي بتكرريها تاني معايا يا بت مش مالي عينك انا
زمت شفتيها تقول بدلال وهي تلملم ما بعثرته يداه على ملابسها
ليه يا حبيبي عايزني اسيبلك نفسي لحد ما تضيعني
رمقها ببغض شديد ليشيح بوجهه عنها زافرا بحنق وقد افسدت مزاجه بعد أن نسي بها قليلا همه ولكنها عاودت
انا بحبك اه وبعملك اللي انت عايزه عشان واثقة فيك يا ابراهيم لكن مش هبلة عشان اسلملك كدة واحنا لسة ع البر.
التف إليها رافعا طرف شفته العليا باستنكار ليتحرك بخطواته حتى وصل إلى أحد أجولة الحبوب جلس عليه ليخرج من جيب قميصه علبة السچائر سحب واحدة يضعها بفمه قبل أن يشعلها بعود الثقاب الذي كتم نيرانه أسفل حذائه واستمر على صمته لتستطرد راغبة في مشاكسته
انت زعلت مني يا ابراهيم
رد بصوت خشن
وانتي مالك ازعل ولا اتفلق حتى مش خاېفة على نفسك يا ختي
تبسمت بابتهاج داخلها وظن خادع بتأثيرها عليه فقالت بمغزى
والله ان كنت هماك اوي كدة اهو المأذون موجود وانا موجودة
متابعة القراءة