متيم بها لأمل نصر
المحتويات
التي كانت جالسة بها تستذكر من كتابها الدروس المقررة عليها هذا العام وبنفس الوقت تتابع الحركة الدائرة في الشارع من مارة وسيارات تخترق المنطقة وتخرج منها على أحر من الجمر تنتظر بلهفة وترقب حتى إذا ما وقعت عينيها على طيف السيارة التي تقلهم من أول دخولها الحارة انتفضت عن مقعدها تركض للداخل مرددة
وصلوا وصلوا العرايس وصلوا.
وافرضي وصلوا بتجري كدة ليه زي الهبلة هتتكنفلي على بوزك.
ضحكت رؤى وهي تتناول اسدالها لتسقطه عليها وترتديه ثم لفت طرحته سريعا قائلة
عشان اللحق اسلم على عريس اختي قبل ما يمشي.
قالتها وتحركت من أمامها مغادرة من باب المنزل على الفور مصمصت أمنية بشفتيها لتردد بحنق خلفها
وفي الخارج واصلت رؤى ركضها حتى وصللت إلى مدخل البناية لتتلقف والدتها والتي كانت حاملة بعض الأكياس الكبيرة تقول بلهاث شيليهم مني يا ختي وخففي عني شوية.
ردت رؤى بابتهاج متعاظم وهي تتفقد بنظرها سريعا محتويات الأكياس
التوى ثغر نرجس وهي تتخطاها معلقة بسخط
ايوة يا ختي زي انت شايفة كدة ابعدي بقى خليني اروح اريح قطيعة اتهد حيلي في اللف والدوران .
واصلت غمغمتها وهي تصعد الدرج
يا عيني عليكي يا أمنية يا بنتي إللي ما شوفتي حتى نصهم.
خبئت الإبتسامة على وجه رؤى وفتر الحماس الذي كان متقدا منذ قليل فهذه النبرة من والدتها وشقيقتها لا تعجبها بل وتعتبره جحود سافر في حق من هي تستحق أكثر من ذلك بعد طول صبرها وشقائها معهن.
وفي داخل السيارة كان الجدال على أشده بعد أن فاجئها بقراره
كان لازم تبلغني من الأول يا حسن ازاي يعني عايز الخطوبة في قاعة انا عملت حسابي على حاجة ع الضيق في شقتنا.
زفرت تشيح بوجهها للناحية الأخرى ولكنه لاحقها بقوله
الأمر مش مستاهل العصبية ولا الضيقة دي كلها يا شهد.
طالعته ببعض الضيق ولسانها يعجز عن قول السبب الحقيقي لرفضها فمن أين ستأتي بالمال الذي يغطي هذه الليلة بهذا الفعل المفاجئ خرج صوتها تجادله بعتب عل هذه الطريقة تثنيه عن هذا الأمر
بابتسامة عذبة رد ببساطة أذهلتها
ولا تحملي أي هم القاعة اتحجزت من امبارح اخويا أمين اتصرف مع واحد معرفة والراجل قام بالواجب وجامله أما بقى عن الفستان والبيوتي سنتر فدول أمرهم سهل يا شهد نقي اللي انتي عايزاه اون لاين وانا سداد يا ستي .
هتفت معترضة بانفعال
تاني مصاريف يا حسن هو احنا لحقنا من الشبكة ولا الهدايا عشان تفتح في الحاجات الفارغة دي
ضحك يزيد بغيظها ليرد بتسلية أدهشتها
الله يا شهد انتي بقيتي زوجة مصرية أصلية واحنا لسة ع البر أمال لما ندخل في الجد هتعملي إيه
قاومت بصعوبة ضحكة ملحة حتى لا تضعف أمامه فبدت مرتسمة على ملامحها كابتسامة مستترة رأى هو ذلك فامتد طرف سبابته يداعب أنفها لتحدجه بنظرة محذرة بهمس
خلي بالك يا عم الناس واخدة بالها مش كفاية قعدتنا في العربية كدة مكشوفين قدامهم.
رد مشاكسا
واعملك إيه طيب ما انتي اللي عاملة تحذيراتك عشان مدخلش في عدم وجود راجل في البيت.
أيوة طبعا اللي محرماه على اختي وخطيبها لا يمكن اعمل عاكسه.
قالتها بإصرار زاده إعجابا بها قبل أن تغير لتعود للنقاش مرة أخرى
نرجع لمرجعونا ياريت يا حسن ترجع عن قرارك وتخلي الكلام ده لليلة الكبيرة اهي ليلتك وانت حر فيها أما ليلة الخطوبة دي على أهل العروسة يعني.....
ليلة مين اللي ع العروسة
قالها بمقاطعة مستفسرا وكان ردها بعفوية
ما انا قولتلك يا حسن دي عادتنا من زمان .
ارتفعت رأسه يهزهزها بتفهم قائلا
ااه يعني هي الحكاية كدة لا ستي احنا معندناش الكلام ده يعني سيبك من الرغي بقى واقتنعي ياريتني سيبت مجيدة معايا وموصلتهاش قبل ما نيجي عشان كانت سبتتك في ثواني.
فتحت فاهاها وهمت ان تواصل بعندها ولكنه اوقفها
قفلي بقى يا شهد لاتصلك بيها وهي تشوف شغلها معاكي
كان حسن في طريقه لمغادرة المنطقة بأكملها حينما تفاجأ بهذا المعتوه حينما تصدر بجسده أمام السيارة التي كانت تسير ببطء نظرا للكثافة السكانية بها.
ابو نسب.
هتف بها ليجبر الاخر على التوقف مدمدا بضيق
ودا ماله ده
تحرك ابراهيم ليلتف إليه ناحية النافذة واقترب يخاطبه بود غريب عنه
ماشي على طول طب سلم يا سيدي دا احنا حتى هنبقى عدايل .
عدايل!
أيوة عدايل امال
ايه ازيك يا بشمهندس نورت الحارة .
هتف بها ابراهيم وامتدت كفه إليه يريد مصافحته ف اضطر أن يخرج له ذراعه من النافذة التي انفتح زجاجها مرددا ببعض المجاملة رغم انزعاجه من هذا الأسلوب الغريب
اهلا يا ابراهيم عامل ايه
هتف بصوت عالي باعتراض
لا يا سيدي انا مينفعش معايا السؤال كدة من باب العربية انت تنزل معايا ع القهوة ناخد فنجانين ولا كوبايتين شاي ساعتها بقى هقولك عامل ايه وكل اللي انت عايزه
طالعه حسن صامتا بازبهلال فهذا اللطف المبالغ فيه لم يألفه منه على الإطلاق واصل ابراهيم استعراضه
ايه يا عم البشمهندس سكت ليه ولا يكونش هتتكبر على اهل المنطقة دا احنا حتى كلنا ولاد تسعة وعروستك ست الحارة مننا.
زفرة سريعة اطلقها حسن قبل ان يرد على كلماته
تكبر ايه يا عم انت كمان انا بس مستعجل من الصبح برا وعايز اريح شوية.
بإصرار أكبر اردف بمزيد من الطف
والله عارف انك من الصبح مع العروسة بتنقي الشبكة وانا بقى بالمناسبة دي عايز افتح صفحة جديدة مع بعض دا احنا خلاص هنبقى عيلة عايز أصاحبك يا سيدي.
أمام هذا الإلحاح اضطر حسن ان يوافق ليصطف سيارته في احدى الأماكن القريبة وجلس معه على طاولة صغيرة في خارج المقهى الشعبي.
وكان الطلب كوبين من الشاي بناء على رغبة حسن الذي كان يرتشف به ساخنا على مضص حتى ينتهي من هذا اللقاء الثقيل والاخر لا يتوقف عن أدهاشه
بهذه الترحاب الغير عادي
عارفك مقلق مني بس حقك عشان المشاكل والخناقات اللي تمت ما بينا في أول تعارف بس انت لازم تعذرني يا عم الحج دي خالتي وبناتها وبنت جوزها يعني كلهم حريم لو انت مكاني لازم هتخاف وتقلق من أي دكر يقرب منهم.
دكر !
قالها حسن بازدراء ليواصل استنكاره
ما تنقي الفاظك يا أستاذ ابراهيم.
ضحك المذكور بصوت عالي وكأنه قد سمع منه مزحة ليردد بتفكه
معلش بقى اصلك مش متعود على لغتنا يبقى نديك عذرك.
رد حسن بابتسامة خالية من المرح
ماشي يا سيدي الله يحفظك ع العموم انا مش شايل منك ولا حاجة انت بنفسك قولت اننا هنبقى عيلة يعني عفا الله عما سلف.
وضع كفه على صدره مرددا بتفاخر
تشكر يا عم البشمهندس واحنا كمان رجالة ونعجبك.
اومأ له بحركة من رأسه مع هذه الابتسامة المصطنعة ليرتشف الشاي من كوبه وارتشف ابراهيم ايضا قبل أن يتابع بالحديث
وحاجة تانية عشان نبقى على نور خالتي وبناتها وشهد معاهم دول أمانة في رقبتي مش بس عشان خطيبتي منهم لااا دا عشان مسؤليتهم عليا انا وابويا من قبلي كمان يعني من ساعة ما عم ناصر ماټ مقتول.......
مقتول!
تفوه بها حسن كتساؤل فردد الاخر مصححا
يعني مش مقتول بالظبط.... بصراحة مش عارف بس دا اللي اتقال وقتها يعني عشان الطار اللي عليه.
للمرة الثانية يقاطعه حسن
طار كمان انت بتقول ايه
متصنعا الندم ردد إبراهيم يدعي الأسف
يا نهار أبيض أنا بايني لبخت ولا ايه بس اقولك بصراحة بقى إنت لازم تعرف ما هي لو شهد مقالتلكش يبقى عندها حق اصلها حاجة تكسف يعني.
زجره حسن بانفعال
حاجة ايه اللي تكسف يا جدع انت هو في ايه بالظبط
اطرق برأسه ليطلق تنهيدة مطولة قبل أن يجيبه
شوف يا عمنا انا هقولك ع الناهية انت طبعا ملاحظ ان شهد وأخواتها مقطوعين مسألتش نفسك في مرة هما ازاي كدة ملهمش عم ولا ايها صنف راجل في عيلة ابوهم
ظل حسن بصمته وقد عبس وجهه وتجهمت ملامحه بشدة لينطلق الاخر في حديثه
انا بقى هقولك ع السبب .
كالعادة حينما يغلب في البحث عنها عندما تغيب تسحبه قدميه نحو الغرفة التي تبعد تقريبا عن كل الصخب في المنزل حيث تحتل جهة وحدها لتكون كالمأوى الامن لها بذكرياتها مع الكتب القيمة والأشياء الأخرى التي ضمتها مكتبة والدها قديما.
طرق بخفة قبل أن يدفع الباب ويلج إليها فوجدها أمام النافذة الزجاجة الضخمة والتي تحتل جزءا كبيرا من الحائط حيث تطل على الحديقة وما تحتويه من اشجار خضراء وزهور تبعث بالروائح المختلفة في الأجواء بمشهد يريح العين ويسر القلب هذا في الحالة العادية وليس في هذا الظرف حيث يعصف بها القلق والحيرة كما يراها الان.
انتبهت إليه ف التفتت تطالع خطواته وهو يقترب حتى إذا وصل إليها وبدون التفوه بأدنى حرف القت نفسها عليه لتضم خصره بذراعيها وتريح رأسها المتعب على موضع قلبه
شدد عليها هو الاخر ليحتويها ويغمرها بدفئه عله يخفف عنها ولو قليلا ظلا على هذا الوضع لمدة من الوقت لا يصدر سوى صوت أنفاسهم حتى قالت اخيرا بعد فترة طويلة من الصمت
يا ترى هيعمل فيها لما يعرف منها ولا المصېبة كمان لو كشف الموضوع لوحده.
زفر يطرد دفعة كثيفة من الهواء ليرد شاردا في اللون الأخضر أمامه وكأنه يحدث نفسه
مش هيعمل حاجة.
استلت نفسها منه لتنظر إليه بتمعن سائلة
هو مين اللي مش هيعمل حاجة هو انت ناسي ان احنا بنتكلم عن مين
نفى برأسه ليردف بتصميم
لأ مش ناسي وعارفه كويس كمان وبرغم كدة بقولك انه مش هيقدر يأذيها.
بنظرة ساهمة كانت تتطلع إليه لتقول بعدم اقتناع
لا دا انت باينك نسيت بجد يا طارق ولا يمكن مش مقدر حجم المصېبة اللي عملتها رباب دا كارم اللي ممكن ېقتل قتيل لو حد فكر بس يمس صورته.
واصل يجيبها بالنبرة الواثقة
برضوا أنا لسة على رأيي دا إحساسي يا كاميليا كارم بكل
متابعة القراءة