متيم بها لأمل نصر
المحتويات
عن الجمود والتجهم وقد ذهب عنهما المرح المعتاد ليحل خلفه عبوس بتماسك واهي وأعصاب على وشك الانفجار كما بدا وقع الخبر على والدها جليا وبوضوح وبسكون ما يسبق العاصفة
مساء الخير حمدلله ع السلامة يا حجازي حمد ع السلامة يا فراج.
جاء رد الاخير بلهجة متهكمة
يا أهلا بست الحسن والجمال اللي مشرفانا ورافعة راسنا في الدنيا كلها.
مالك يا بوي جاعد ليه ساكت
تدخل حجازي متكفلا بالرد عليها
بتسألي وتتعبي نفسك ليه دا حتى الراجل فرحان بيكي مش انتي برضوا يا ست صبا اثبتي وجودك دلوك وبقيتي حاجة يفتخر بيها زي ما كنتي بتوعديه دايما
فردت ظهرها وامتدت ذقنها للإمام لترد بثقة وشجاعة في مواجهة الموقف
وه دي حسها عالي وعينها جوية كمان
تفوه بالكلمات مندهشا فراج شقيقها والذي لا يفرق سوى سنوات قلائل عنها أي أنه قريبا إلى حد ما من عمرها ليجعلها تواجه بندية على عكس حجازي الأخ الأكبر والذي تكن له احتراما كأبيها
وميبجاش عيني جوية ليه وانا صاحبة حج انا مغلطتش يا فراج ولا انت عندك شك في تربية ابو ليلة
وهو فيه إيه مالها صبا ولا عملت ايه
استنى يامة معلش دلوك بعدين هنفهمك.
تفوه بها حجازي أما فراج فقد صفق بكفيه ساخرا ليرد على شقيقته محتدا وقد نهض عن مقعده ليقابلها
الله عليكي وعلى تربيتك يا بت دا انتي النهاردة اسمك مسمع في مصر كلها بتتجابلي مع رجالة غريبة في المطاعم وتتصوري كمان يا صبا هي دي شغلتك يا بت ابو ليلة
خلي بالك من كلامك يا فراج وافتكر كلام ربنا ع المحصنات دا انا اختك ان ما كنتش انت تدافع عني جصاد الغريب مين هيدافع
يدافع عن مين يا بت
هدر بها غاضبا وقد كان على وشك
الفتك بها لولا صوت أبيه الذي منعه بسلطة قائلا
اجف عندك يا واض هتضربها جدامي ولا إيه
صوته الدافئ رغم ما يغلفه من ڠضب فقد كان كالنجدة لها تطلعت إليه باستجداء قائلة
ظل صامتا لبعض الوقت يرمقها بغموض اثار بها الإرتياب رغم وجود نبتة الأمل بداخلها في إقناعه
ليجهد كل ذلك ويفاجئها بقراره
روحي لمي خلجاتك عشان تروحي معاهم يا صبا.....
شهقت صاړخة بخيبة أمل
بتقول ايه يابوي عايزني اروح مذلولة مع اخواتي دا انا المۏت أهون لي اسمعني يابوي وبلاش تحكم عليا اخواتي في عز ما انا محتاجاك.
اسمعي كلام ابوكي يا صبا احنا مش واخدينك ندبحك احنا هنروح بيكي نسترك مع أي حد من عيال عمك فضيها بجى احنا مش ناجصين فضايح.
صدرت هذه المرة صيحتها باڼهيار وقد لاح امامها مستقبلها وما قد تواجه بناءا على هذا البهتان
على مۏتي ما يحصل حتى لو فيها جواز من واد عمي لا يمكن اجبل اعيش مکسورة العين جدامه انا غالية وتوبي ابيض مفيهوش بقعة توسخه.
هم فراج بالرد عليها ولكنه توقف على دخول هذا الرجل الغريب بغير استئذان فور أن فتحت له والدته
مساء الخير يا عم ابو ليلة انا اسف على الدخول في وقت حساس زي ده يا جماعة بس بصراحة مقدرتش اقعد واقف مستني انا عارف بالموضوع كله من أوله وأكيد دا سبب الخناق اللي واصلي من عندكم.
تطلع الشابين إليه بحاجبان مقلوبان وكأن من يحدثهم بمچنون ولا يعي بخطۏرة الأمر وتكلم ابو ليلة يفصح له عن اعتراضه رغم تقديره لشخصه
يا شادي يا ولدي انت ليك كل الإحترام بس اعذرنا بجى دا موضوع عائلي.
احتج باستماتة في الدفاع عنها غير ابها بصورته أمامهم ولا بما قد يحدث بتدخله
لا يا عم ابو ليلة الكلام دا يخصني معاكم صبا مش تبقى جارتي وبس ولا اكمنها شغالة في القسم عندي في الفندق لا يا جماعة اللي حصل وياها ظلم بين وانا لا يمكن افضل ساكت عن الحق حتى لو على مۏتي.
فراج الغاضب هم أن ېعنفه لتدخله ولكن شقيقه الأكبر اوقفه بنظرة محذرة ليتكفل هو بالرد امام صمت ابيه
يا استاذ شادي الله يرضى عنك احنا لا عايزين كلام ولا حديت بتنا وعارفينها زينة وتمام التمام كمان بس منعا للاحراج يا واد عمي وعشان نجفل باب اللت والعجن عليها هناخدها من جاصرها تيجي معانا ولا هي سترة البت في جوازها بجت عيبة!.
سمع الأخيرة ليردف بانفعاله متشنجا
ابدا وربنا ما يحصل صبا مش هتعتب باب الشقة دي ولا هتخرج معاكم الا ان كان بخطرها وبعد انتوا ما تسمعوا بالحقيقة كلها.
تاني برضوا هيجولي حجيجة ېخرب مطنك ايه النصيبة دا يا بوي
هتف بها فراج قبل ان يلتفت مع الآخرين نحو شهد التي دلفت بزوجها هي الأخرى مقتحمة الشقة لتلقي التحية على عجل قبل ان تتلقى اڼهيار صبا على صدرها
شوفتي اللي بيحصل معايا يا شهد ابويا عايز يسفرني ع الصعيد وعلى ذنب انا معملتوش يرضيكي يا شهد
أردف شادي مخاطبا لها هو الاخر
ارجوكي يا انسة يا شهد كلمي الحج خليه يسمع مننا دا احنا معانا الدليل والبنت اللي شاهدة على الحكاية كلها مودة تعالي يا مودة.
خرجت المذكورة على النداء من غرفة صبا التي ظلت حبيسة بها تنفيذا لتعليماته المسبقة لتعلق زبيدة بذهن مشتت وعقلها لا يستوعب حتى سبب ما يدور حولها
وايه دخل مودة هو ايه اللي حاصل أنا مش فاهمة حاجة.
عاد شادي في مخاطبته للجميع
مودة هتفهمك وهتفهم كلهم بالمکيدة اللي اتدبرت لصبا عشان تشويه سمعتها بس جوزك يسمح لها الأول.
تدخلت شهد في مؤازرة واضحة تناجيه
خليها تتكلم يا عم ابو ليلة واسمع منها وحياة غلاوتي عندك يا شيخ.
حسن ايضا لم يقبل على نفسه ان يظل سلبيا أو مكتوف الأيدي وأضاف على قولها
لو ملهاش غلاة عندك يبقى ع الاقل اعمل حساب ډخلتي أنا عندك لأول مرة هو انا مليش أي معزة عندك يا راجل
اغلقت مجيدة على فرن الموقد الغازي بعد أن تأكدت من قرب نضوج الطعام الذي تعده للمأدبة التي تجهز لها منذ أمس.
أنيسة والتي أتت لها مبكرا عن الجميع من أجل مساعدتها كانت تخرج صواني الحلوى التي صنعتها هي الأخرى وتنزع عنها الاغلفة التي كانت تحفظها بها فقالت مشفقة بعد أن
رأت حجم المجهود الذي قامت به الأخرى
بس انتي كان لازم تبعتيلي من امبارح المساعدة في الظرف دي لازم هو انتي حمل شقا ولا وقفة على رجلك يا ست انتي.
ضحكت مجيدة لترد وهي تخلع عن يدها القفاز القماشي والمخصص للأمساك بالأشياء الساخنة
يا حبيبتي وانا تعبت في إيه يعني ولادي ربنا يخليهم كانوا بيساعدوني من امبارح تقطيع الخضار والتنضيف والذي منه يعني الباقي مش متعب اوي يعني.
توسعت بوجه أنيسة ابتسامة رائعة لتعلق بعدم تصديق
يا لهوي يا مجيدة يعني افهم من كدة انك بتخلي المهندس وحضرة الظابط يقطعو بصل ولا يخرطوا الملوخية دا انت قادرة
اضافت تبادلها ابتسامة ماكرة
ويعصروا طماطم وينقوا الرز ويمسحوا ويكنسوا كمان هي دي اول مرة دول متعودين على كدة يا حبيبتي ولا انتي فاكراني دلعتهم ولا جيبت خدامة تخدمهم.
تركت أنيسة ما بيدها لټضرب كفا بالاخر مرددة بذهول
دا على كدة انتي جبارة بجد بقى يا مفترية بتشغلي الرجالة اللي ليهم وضعهم في شغل البيت امال لو خلفتي بنت كنت هتعملي معاها ايه
لا لو خلفت بنت كنت هدلعها واخليهم هما يخدموها.
يا شيخة.
والنعمة زي ما بقولك كدة طب يعني امرمط بنتي واخليها تخدم جوز الشحوطة دول بالزمة دا عدل
لا طبعا.
اردفت أنيسة بالاخير لتنطلق في موجة من الضحك المستمر بعدم قدرة على التوقف حتى تذكرت لتسألها
مقولتليش صح هما فين انا مش شايفة حد فيهم.
عبس وجه مجيدة تجيب عن سؤالها بقلق
ما هو أمين لسة مرجعش من ورديته وحسن مع شهد في زيارة لبيت ابو ليلة عشان المشكلة اياها بتاعة النت وصورة صبا والكلام عليها اتصل بيا من شوية وقالي انهم هيتأخروا ع الغدا ربنا يستر بقى.
رددت أنيسة خلفها بالدعاء لتردف بحزن هي الأخرى
وانا كمان لينا اتصلت بيا قبل ما اجي وقالتلي انها هتعدى على اخوات شهد ومرات ابوها تجيبهم معاها على هنا ياللا بقى ربنا يعديها على خير.
في جلسة ضمت الجميع على مقاعد الصالون العتيق وقد بدا على هيئاتهم الإنصات والإستماع الجيد مجبرين بأمر الرجل الكبير والذي رضخ بعد فترة من الإلحاح المزعج لشادي والضغط من شهد باستغلال لمعزتها المعروفة إليه.
كانت مودة توضع بالدلائل عما تردف به
وادي الصور اهي صور عيد الميلاد اللي حضرناه مع البت دي اللي كانت زميلتنا معلش التليفون قديم بس حمد لله شاشته كويسة
انا خدت اللقطات بالكاميرا بتاعته قبل ما يطب علينا عدي باشا صاحب الفندق اللي بنشتغل فيه ويفاجأنا انه صاحب المطعم كمان.
تناول شادي منها الهاتف ليضيف موضحا قبل أن يمرره على البقية ويردد اثناء تقليبه بالمقارنة مع الصورة الأخرى بهاتفه
واخدين بالكم يا جماعة دا نفس اللبس بتاع صبا ودي نفس الزوايا بتاعة المطعم والطرابيزة والتورتة إللي عليها وحتت الجاتوه في التلت أطباق اللي ظاهرة.
ولما هو كدة كيف اتاخدلها الصورة لوحديها مع البيه بتاعكم تركيب صور يعني ولا ايه انا مش فاهم.
بذهن صاحي تسائل بها حجازي فكان الرد من مودة
لأ مش تركيب صور بس هو اللي حصل ان البنت صاحبة عيد الميلاد وقعت كوباية العصير على الجيبة اللي كنت لبساها فڠصب عني قومت وسيبت الطرابيزة عشان انشفها في الحمام والبت الزفتة دي قامت معايا بغرض انها تساعدني فخليت الطراببزة على صبا والبيه الكبير ودا مكان عام زي ما انتوا عارفين هي احرجت ما تقوم وتسيبه مجاش في بالها ان بنت الحړام دي هتلقط لها صورة من بعيد عشان تشوه سمعتها ربنا يجازيها.
بحمائية تصدر من قلب أم موجوعة على ابنتها سألتها زبيدة پغضب
وبت الحړام دي ټأذي بتي ليه ايه ما بينهم عشان تعمل معاها كدة
قبل أن تجيبها جاء التساؤل الأخر من مسعود بعقله اليقظ
وجبل دا كله انا اللي عايز اعرفه دلوك انتي عرفتي الكلام دا كله منين
صبا التي مازلت تضمها شهد برعاية ودعم تبادلت النظر بقلق مع من تعلقت عينيها عليه منذ بداية الجلسة بل ومنذ دخوله المنزل مستميتا في الدفاع عنها بإصرار لم يفتر ولو لحظة ليبث إليها الإطمئنان مع كل
متابعة القراءة