متيم بها لأمل نصر

موقع أيام نيوز


نفسها
بس انا مصدقة يا كارم عشان كنت شاكة فيه بقالي فترة ونبهت عليك تغيره.
تقلصت تعابيره بارتباك ملحوظ لقولها المباغت له أمام اعدائه فخرج رده بدفاعية
انتي قولتي انك عايزة تغيري السواق والحارس عشان مش عاجبينك ما وضحتيش سبب منطقي عشان انفذ طلبك.
عشان مكانش
معايا دليل. 
صړخت بها بأعين باكية وپقهر تتابع

دايما كانت بتجيني رسايل مريبة من معجب مجهول في الأول كنت بطنش لكن لما زادت عن حدها اشتكيت لمروان اخويا بس قالي متخديش في بالك لكن الرسايل دي زادت حدتها لما بقى المجهول يوصف اللي لابساها ويحدد الأماكن اللي بروحها بالتفصيل عشان يجنني كل ده كان بيخليني اشك في الاتنين حامد والسواق.
مع قولها الصاډم وهذه الحقيقية التي رمتها بوجهه وسط هذا الظرف وامام هولاء اربد وجهه بظلام دامس براكين الڠضب في عينيه تقدح شررا عروقه اصبحت بارزة يضغط على قبضته حتى ابيضت مفاصله فخرج سؤاله من قعر الچحيم يجاهد بكل قوته حتى لا يفتك بها أمامهم
ولما انتي بيحصل معاكي دا كله مقولتليش ليه
ردت بصيحة غير مبالية وقد سقطت الأقنعة ولم يعد لديها ادنى طاقة للمواربة
عشان كنت خاېفة منك لأن كنت متأكدة أن عمرك ما هتصدقني السنين اللي عيشتها معاك خلتني عرفتك كويس إنسان ظالم والنية السيئة بتسبق عندك في أي شيء كنت هتحط اللوم عليا ومش بيعيد تقتلني من غير بينة.
أنا كنت هعمل كدة
تفوه بها يعتبرها إهانة في حقه رغم زحام الأفكار التي كانت تدور كالرحا برأسه الان في هذه اللحظة وبموقف القوة التي لا يتخلى عنها تابع ينهي النقاش رافعا سبابته أمامها بټهديد 
انا خارج دلوقتي حالا اتأكد من صحة الكلام ده وسواء كان طلع صح ولا غلط الحساب ما بينا وع الكلام اللي اتقال دلوقتي مش هيعدي بالساهل يا رباب. 
تحرك بعضبه وقبل أن يصل لنصف المسافة استدار مؤكدا
وحطيها قاعدة في دماغك.
قالها متوجها لفتح باب الغرفة والذي تفاجأ باندفاعه للداخل فجأة ليلج منه جاسر الريان وخلفه مدير امنه الشخصي إمام تواجهت الأعين بحديث سريع ومقتضب قبل ان يبادر جاسر بإلقاء التحية
مساء الخير يا جماعة عامل ايه يا كارم
أخرج كتلة من الهواء ليبدوا متماسكا ومسيطرا كعادته
في الرد بلهجة تبدوا عادية
أنا تمام وفل الفل يا باشا بس مضطر اسفا إني أسيبك دلوقتي عشان عندي مشوار ضروري لازم اعمله عن أذنكم.
ترجلت صبا من حافلة العمل الخاصة بموظفي الفندق وكانت في طريقها نحو وجهتها تتبع رئيسها الذي كان بالصدفة يمر أمامها ولكنه لم ينتبه عليها خلفه همت لتناديه حتى يقف وينتظرها لترافقه إلى القسم ولكن رنين الهاتف منعها توقفت لتنظر من المتصل فتقلصت تعابير وجهها بالضيق وهي ترى الرقم المميز على شاشة الهاتف أمامها لتستجيب مضطرة للرد على صاحبه وقد تذكرت كلماته بالأمس عن وضع مودة
الوو السلام عليكم.
السلام عليكم يا صبا عاملة ايه بقى
سألها بنبرته الهادئة والتي دائما ما تثير عصبيتها تمالكت لترد بجديتها المعهودة
تمام والحمد لله يا فندم كنت عايزة أسألك بقى عن مودة.
كدة ع التليفون يا صبا.
قالها ليصدر صوت طقطقة بفمه قبل أن يتابع
أنا منتظرك تجيني عشان افهمك الوضع كويس. 
اومأت برأسها ترد سريعا
تمام تمام يا فندم يعني انا دلوقتي لو جيت المكتب هدخل على طول .
لأ.
قالها لترد بعدم فهم
لأ ليه
ردد يؤكد لها
بقولك لأ يا صبا عشان انا مش موجود في الفندق النهاردة انا عندي اعمال تانية بتابعها لكن عشان خاطرك مخصوص اضطريت اوقف النهاردة ساعة وانتظرك في المطعم.
باستنكار احتلط بعدم
التصديق رددت خلفه
مطعم ايه اللي عايزيني اجيلك فيه
اجابها محافظا على هدوئه المستفز 
المطعم اللي جتيه المرة اللي فاتت يا صبا في عيد الميلاد ولا انتي مش فاكرة 
افتر فمها وهمت أن تجيب برد غبي وليحدث ما يحدث بعدها ولكن صوت الحكمة بداخلها لجم لسانها في اخر لحظة ليخرج صوتها وبصعوبة شديدة تجاهد لكبح انفعالها
يا فندم مينفعش انا المرة اللي فاتت روحت على عزومة كلها بنات لكن دلوقتي بقى اروح ليه على مطعم غريب مع راجل غريب مع احترامي طبعا لحفظ الألقاب مع حضرتك بس دا مينفعش معايا دا......
صبا انا مش تحت أمرك انتي وصاحبتك. 
قالها بحزم وقد تخلى عن بروده ليردف
عارف ان تقاليدك تمنعك بس انا مش طالبك في شقة خصوصي دا مكان عام وانتي جاية بصفتك موظفة عند رئيسك صاحب العمل بخصوص مشكلة تخص زميلتك في العمل.
توقف برهة يصله صوت أنفاسها ليتابع بصرامة
قدامك ساعة تحصليني فيها قبل ما امشي واسيب المطعم دا لو عايزة حل لصاحبتك لكن لو مش عايزة انتي حرة أنا مش راجل فاسد ولا سيء السمعة عشان تخافي مني عن أذنك يا صبا.
قالها وأنهى المكالمة ليتركها في تخبطها وقد فاز في هذه الجولة بتكبيلها ونزع الخيارات عنها لتوافق مجبرة فلا مناص من التهرب او التراجع لقد بدأت طريق ومن الواجب أن تنهيه ضړبت بقدمها على الأرض 
لتستدير مغادرة نحو المطعم البائس مغمغمة بالكلمات الحانقة عليه وعلى اليوم الذي رأت فيه مودة واليوم الذي طلبت فيه من شادي مرافقة هذه الفتاة للعمل معها هنا في الفندق.
وايه تاني كمان كملي.
قالها ابراهيم في جلسته مع أمنية على إحدى الكافيهات الشعبية والمنتشرة على كورنيش النيل بكثرة لتتابع له الأخرى بأسلوب يقارب الولولة وهو يستمع بانتباه شديد دون كلل أو ملل
أكمل ايه تاني بقولك جايبلها هدايا ياما وكلهم حاجة فاخر من الاخر زي ما بيقولوا دا انا صورت الطقم الفوشيا بس وسألت على تمنه في جروب ع الفيس عرفت انه غالي ڼار عارف يعني ايه غالي ڼار يعني الطقمة اللي اشتريتهم كلفوا العريس مبلغ وقدره وهو لسة حتى مكتبش كتابه ولا حتى لبس دبل واخد بالك بقى من الكلام ده يا براهيم
نثر بطرف سبابته الرماد المحترق من السېجارة التي يدخنها ليسألها بهدوء مريب
قصدك إيه يا أمنية مش فاهمك
ضړبت بكفتيها على فخذيها مرددة بغباء أعماها عن هيبته الغير مطمئنة
لأ انت فاهم يا ابراهيم يعني متعملهمش عليا دا انت يدوب لبستني الشبكة وكأنها خلصت على كدة مفيش مرة جيبلتي فيها شنطة ولا جزمة ولا بوك حتى مش هدووم بالكوووم كدة مرة واحدة.
بابتسامة جانبية جافة رمقها وهو ېدخن من سيجارته بنهم لينفث الدخان في الهواء قبل أن يفاجئها بقوله
عينك زاغت ع البشمهندس ابن الناس يا أمنية ومبقتش انا مالي عينك صح
بوجه انسحبت منه الډماء وقد وعت لنفسها بعد هذا الإسهاب الأحمق منها لتردد نافية على الفور بړعب تخشى رد فعله العڼيف
لا والله يا ابراهيم أنا عمري ما اقصد الكلام ده دا انا بس بقول ع الهدايا ااا أصلها عجبتني بصراحة وبنفس الوقت اضايقت عشان انا الصغيرة يبقى انا الأول بالدلع ده كله مش هي.
على نفس الوتيرة أردف بلغة النصح ليزيد على جزعها
يا بت خالتي انا مش غريب عنك انتي عرفاني وعارفة حالي م الأول أينعم ابويا مقتدر بس انا اخري باخد اجرتي زي أي عامل عنده في الدكان يعني هاجي اي بقى جمب البشمهندس خطيب اختك ولا اخوه الظابط ولا والدته اللي عاملة فيها الست المتواضعة وهي راشقة في عيلة تسد عين الشمس
بالبهوات رجال الأعمال ولا الرتب العالية فيها.
إنت جيبت المعلومات دي منين
سألته وقد اعتراها اندهاش شديد من كم المعلومات التي يلقيها عليها مرة واحدة وبدون تمهيد فجاء رده بنبرة تقارب الإقناع
طبعا سألت عشان اعرف أصلهم وفصلهم ولا انتي فاكراني هعديها كدة ان واحد غريب يدخل على خالتي وبنات خالتي من غير ما اعرف هو مين ولا عيلته ايه 
كالعادة وبدون تفكير أو تدقيق صدقت حجته لتردف بغليلها
عشان كدة بقى شايفة نفسها وبتقول يا أرض انهدي ما عليكي قدي طبعا من حقها فضلت تستعبط وتقول انا مش عايزة اتجوز وهي بتنمر ع الجوكر اللي يقش ااه.
خرجت الأخيرة منها بحړقة تعض على قبضتها المضمومة من الغيظ عقب على هيئتها بابتسامة ماكرة
محروقة منها أوي انتي يا أمنية.
ردت موافقة بتحسر
أوي يا ابراهيم أوي اصلك متعرفش هي اتغيرت وبقت ازاي دي بقت مهتمة أوي بنفسها بتحط كريمات ومكياج وتلبس الجديد لو شوفتها النهاردة وهي نازلة الشغل هتصدق كلامي .
شوفتها. 
دمدم بها بداخله وبذهنه يعيد الصورة الجديدة لها أو بمعنى أصح تستعيد أمجادها القديمة في الجمال والأناقة التي كانت تتميز بها دونا عن كل فتيات المنطقة الحلم الذي كان يؤرق لياليه طويلا.
سرحت في إيه يا براهيم
قالتها أمنية لينتبه لها فنظر لها بمكر قائلا
في حالكم طبعا يا أمنية اصلي يعني جوازة عليوي زي دي أكيد لازمها جهاز عليوي من اختك ودا طبعا هيكلف أضعاف.
رددت بسخط وقد تلون وجهها بالڠضب
يكلف أضعاف ودي هتجيب منين ان شاءالله ولا هي فالحة بس تعملهم عليا وتقول ان مفيش فلوس لجهازي
مط بشفتيه يردف بفحيح
يبقى لازم تخلي بالك يا أمنية وتبقي عينك على كل قرش داخل أو خارج دي ممكن تشتري عمارة وانتوا بهبلكم مش حاسين.
وقع قلبها تحت قدميها لتصيح بعدم احتمال تخيل الفكرة نفسها
يا نهار اسود يعني ممكن تعملها صح طب انا هعرف ازاي يا ابراهيم
أخرج من فمه دخان كثيف بانتشاء وقد وصل إلى مبتغاه ليردف
انا هقولك يا أمنية هتعملي إيه
وصلت إلى الطابق الثاني من المطعم بعد سؤالها عنه في الأسفل فور ولوجها بداخله لتجد إحدى النادلات تسحبها من يدها بعد أن عرفت عن هويتها ثم تأتي بها إلى هنا في هذه القاعة الفاخرة والمحاطة بالزجاج الشفاف من كل الجهات بإضاءة طبيعية نتيجة الشمس التي تحدها من جميع النواحي ومع برودة المكيف المركزي لتجعل جوا مميزا من الرقي والرفاهية المبالغ فيها وصاحب المطعم جالسا على طاولة مستديرة وحده ارتصت أمامه العديد من الأصناف الخاصة بالمطعم يتابعها بعينيه وهي تقترب بخطوات مترددة وشعور بعدم الراحة يطبق على أنفاسها مع هذا الهدوء المريب وخلاء المطعم من الرواد.
السلام عليكم. 
القت التحية فور أن وصلت إليه لتجده انتفض واقفا بزوق أجفلها لتمتد كفه إليها بغرض المصافحة قائلا
وعليكم السلام إزيك يا صبا
بفعل طبيعي اضطرت لمبادلته المصافحة مع إحساس بعدم الجدوي لذلك الا تكفي التحية الشفهية
اهلا يا فندم. 
قالتها باقتضاب وقد تمكنت من سحب كفها سريعا أدهشه فعلها فابتسم ليجلس ويدعوها
اقعدي يا صبا.
خرج ردها سريعا بانفعال
اقعد فين يا فندم المطعم فاضي.
زاد اتساع ابتسامته وهو يستريح بجلسته على المقعد قائلا بتسلية
فاضي فين يا صبا امال انا قاعد هنا بعمل إيه ولا الجرسونات اللي واقفين ورايا دول شفافين أوي لدرجادي يعني عشان متشوفيهمش
نظرت صبا نحو ما يقصد لعدد من الندلاء فتيات وفتيان واقفين بتأهب لخدمة السلطان المعظم والذي كان يستفزها بعنجهيته وهذا التعالي المبالغ فيه رغم تكرار
 

تم نسخ الرابط