متيم بها لأمل نصر

موقع أيام نيوز


قشرة صلبة بهيئة الرجال حتى لا يرى أحد ضعفها تنهد حسن بثقل ما يشعر به تجاهها في هذه اللحظة وقال مهونا
خلاص يا شهد مش هسألك انا بس هقولك تهدي شوية عشان تقدري تستعيدي صحتك مرة تانية.
صحتي! ليه هو انا عندي إيه بالظبط
سألته بجزع وعينيها زاغت بتوتر فقال حسن
ميروحش فكرك لبعيد يا شهد انا اقصد الضغط على أعصابك الكلام دا هو اللي خلاكي تقعي من طولك النهاردة والدكتور اللي فحصك نبه ع الحكاية دي انتي اعصابك تعبانة يا شهد ولازم تستريحي. 

تجعد جبينها لتسأله بعدم فهم
استريح ازاي يعني هو انا مش هقوم دلوقتي بعد ما اخلص المحلول ده.
تحركت رأسه بنفي أمامها يردف
لا يا شهد الدكتور امر انك تباتي الليلة في المستشفى ولما تروحي بكرة تستريحي في بيتكم كمان 
اعترضت وهي تحاول أن تنزع ابرة المحلول من كفها
خلاص يا عم يبقى استريح في بيتنا أحسن هو الموضوع مستاهل.....
اوقفها بمسك ي دها الحرة قبل أن تتمكن من فعل ما برأسها العنيد ليهدر بها بحزم
اسمعي الكلام بقى بلاش استهتار الدكتور أمر يبقى تنفذي وانتي ساكتة.
برغم توترها من فعلته وقرب وجهها منه إلا أنها اصرت على عدم الطاعة بقولها
يأمر براحته وأنا بقى محدش يمشي عليا سيب إيدي يا حسن. 
لأول مرة تلفظ أسمه بدون اللقب المهني له لأول يعرف بطريقتها الناعمة في نطق الأسم حتى أنها مرت على أسماعه وكأنها لحن موسيقي لأول مرة يراها بهذا القرب الجمال المتخفي خلف هيئة رجولية كاذبة تدعيها ولا تليق بها.
بقولك سيب إيدي يا حسن .
قالتها مرة أخرى غير دارية بحالته وهو يجاهد للتماسك أمامها فقال بصوت متحشرج
هسيبك يا شهد بس تبطلي تنشيف الدماغ ده.
اومأت رأسها بمهادنة حتى يتركها ففعل ولكن بحذر حتى لا تعود لما تفعله مرة أخرى أما هي فقد ابتلعت ريقها بارتباك واضطراب في مشاعر تستشعرها الان بعد فترة طويلة من السنوات وقد ظنت أنها اندفنت
مع من دفنوا
إيه اللي حصل يا شهد
صدرت بدخول ابو ليلية فجأة للغرفة مندفعا بقلق نحوها نهض على الفور حسن يستقبله
تعالي يا عم مسعود وشوف المچنونة دي مش برضوا انت كبيرها وليك كلمة عليها
ليه يا بوي في ايه
سأل مسعود وهو يتقدم بخطواته حتى جلس على طرف التخت منتبها لحسن الذي اردف
المقاول قريبتك دي الدكتور منبه عليها الراحة التامة الليلادي في المستشفى وهي راسها والف سيف لتنزع ابرة المحلول وتقوم. 
سمع منه أبو ليلة ليلتف إليها بنظرة دافئة رغم مزاحه قائلا
ليه يا بت اخوي وراكي الأبعدية وخاېفة عليها تتسرق ولا فاكرة انهم ميجدروش يسوا امورهم من غيرك خواتك كبروا يا شهد ما عدوش صغيرين زي الأول .
تجعدت ملامحها لتقول بسأم
مش موضوع اخواتي يا ابو ليلة انا نفسي بكره المستشفيات دا غير اني رافضة القعدة على موضوع تافه.
تافه!
هتف بها حسن باندهاش فقال مسعود
طول ما وجعتي من طولك يا شهد يبقى مفيش حاجة تافهة انا اول ما سمعت باللي حصل جيت على ملا وشي جري مش خوف على عبيد وبس لا دا عليكي انتي كمان عشان عارفك. 
ضيق عينيه حسن بتفكير وبدا على الاضطراب على ملامح شهد وهي تخاطبه
عارفني ازاي يعني في إيه يا عم ما انا زي الفل قدامك اهو.
بس يا بت بلا جدامي بلا وراي اسمعي كلام الدكتور وبطلي رط ع الفاضي.
هتف بها ابو ليلة بحزم جعلها تبتسم بطاعة لأمره ثم تبادلا الحديث ثلاثتهم حول حالة عبيد وانتظارهم لاستفاقته حتى يطمئنوا عليه وحسن يحاول الاندماج معهم حتى أتت رؤى ووالدتها ليطمئنا عليها ويرافقنها فوجدها فرصة حسن لينفرد بمسعود حتى يعرف ما يود معرفته.
في غرفة عملها بالفندق وهي تتحدث مع والدتها عبر الهاتف خرج صوتها بجزع
شهد!.... انتي متأكدة من كلامك دا ياما.............
كلمتيها بنفسك واطمنتي........... اكيد طبعا افتكرت حاډثة والدها ودا اللي جابلها التعب........ يا امي انا هخلص شغلي واعدي عليها مش هستناكي........... خلاص يا ستي متزعليش هعدي عليكي انتي كمان ونروح......
قطعت جملتها مع رؤيتها لهذا الرجل المتغطرس وهو يقتحم الغرفة انهت سريعا وهي تفف لتحيته....
طب سلام دلوك وبعدين هبجى اكلمك...
مساء الخير. 
قالها مع اقترابه لمكتبها وردت تجيب التحية بعملية
مساء الخير يا فندم تؤمر بحاجة
سؤالها الملاصق لرد التحية اثار بداخله الضيق لعدم سماحها بإعطائه فرصة التعامل معها بود عادي حتى تجهم ليسألها متحججا
شادي فين يعني انا مش شايفه.
قطبت في البداية مستغربة السؤال ولكنها سريعا عادت لتجيب بمهنية
حضرتك مستر شادي اكيد مشغول دلوقتي في إعداد الحفل مع الناس المختصين.
وانتي مش معاه ليه
سألها بفضول يجعله ېحترق بداخله ليعرف وجاءت اجابتها
انا هنا بنفذ اؤامر رئيسي وهو بيأمرني لتنفيذ الاعمال ألإدارية.
اممم
زام بفمه يفرد جس ده واضعا كفيه في جيبي بنطاله أنظاره مرتكزة عليها ليقول بإصرار على المجادلة
وليه اعمال إدارية بس معندكيش كفاءة في باقي الأعمال
ارتفعت عينيها الجميلة لتحدجه بحدة رغم دبلوماسية الرد
والله يا فندم لو مستر شادي شايفني بالمنظور ده أكيد طبعا يبقالوا الحق في التصرف كما يشاء ينقلني عن العمل او يصرفني حتى هو حر.
صمت يختزل نظرتها داخل عقله وهذه القوة والتحدي بها رغم ادعائها الاحترام له فقال بخبث
مش يمكن مقدر الجيرة وبيجامل على حساب راحته انا شايف انه بيجي على نفسه زيادة ومن رأيي انه ميدخلش الأمور دي في الشغل يعني من الأفضل انك تتنقلي من عنده....
أتنقل! 
هتفت بها پصدمة وعدم تصديق أن يكون قاصدا هذا بالفعل تنقل من
العمل بهذا القسم وتذهب إلى أين ليس لديها معرفة بأحد ولا تريد الأختلاط بأحد غريب يناسبها العمل هنا ولا تشعر بأدنى رغبة في تركه 
سكتي ليه
سألها مراقبا كل همسة منها لمعرفة رد فعلها والذي بدا على تجهم ملامحها لتقول بتماسك
انا قولت من الأول مستر شادي حر في أي شيء يعمله حتى وانا شايفة اني مقصرتش.
مش مهم انتي تشوفي المهم انا اللي اشوف.
قالها عدي بمقصد ليذكرها انه هو صاحب القرار ومن له حق التصرف وليس هذا المدعو شادي. 
عدي باشا!
قالها الاخر وهو يلج الغرفة بخطوات مسرعة كعادته فالټفت صبا إليه بنظرة متلهفة وكأنها كانت تنتظر مجيئه ورد عدي
انا كنت بمر جمبك يا شادي وجيت اسألك عن اخر ترتيبات الحفل. 
أجلى شادي حلقه ليجيب باضطراب اقلق صبا مع بدء حفظها لطبيعته حينما يصيبه التوتر لشيء ما
حاجات بسيطة اوي هي اللي فاضلة يا فندم ودي خاصة بترتيب الحضور وحجز تذاكر الجمهور وانا عامل ملف عشان اطلعك على اخر المستجدات.... اا ثواني هجيبهولك.
وقالها وتحرك خلف مكتبه ولكن عدي اوقفه
ابعتهم ورايا يا شادي انا مستنيك في الريسيبشن ولا ابعتهم مع المساعدة بتاعتك احسن.
قالها وتحرك بتعالي ساهم في ازدياد احتقانها منه لتغمغم فور مغادرته
يا ساتر على تقل دمك... إيه ده
الټفت نحو رئيسها لتجده يلملم في وضع اشياءه في الحقيبة السوداء لتسأله بفضول
أنت بتلم حاجتك ليه
اجاب وهو يحكم إقفال الحقيبة
رحمة اتصلت بيا من شوية بتقولي ان امي تعبانة ونقولها المستشفى انا وكلت حمدي يتابع بدالي عشان اروح احصلهم حالا دلوقت.
نهضت صبا توقفه قبل ان يغادر
طب استنى انا كمان جاية معاك.
وشغلك يا صبا والملف اللي عدي عزام عايز يشوفه
ردت غير مبالية وهي تتناول حقيبتها وهاتفها
انت مش قولت انك وكلت حمدي يتابع بدالك خلاص بقى خليه يوصله بالمرة.
بعد قليل 
وعلى كرسيه المفضل في الركن الذي اتخذه ملكية خاصة له كان جالسا يرتشف قهوته يدعي العمل على حاسوبه وعقله يسبح في بحر العيون التي سيطرت على مركز الرؤية لديه فلا تمكنه من مشاهدة الارقام او الأشخاص او العالم الذي يدور كخلية نحل من حوله
ينتظر مجيئها بفارغ الصبر على الرغم من عدم مرور وقت منذ مغادرته الغرفة ناظرها بعينيه تطل من الجانب الذي تقطعه دائما في الذهاب والعودة نحو محل عملها هم أن ينتشي بالفرح ولكنه تفاجأ بمجيء شادي خلفها ثم مرافقته لها وتجاهلهم له بأن اتخذوا طريقهم نحو باب الخروج بالفندق ظل على وضعه المصډوم لعدة لحظات يتابعهم بعدم استيعاب حتى أجفله حمدي
عدي باشا.
التف إليه يجيب بحدة
نعم! عايز ايه يا حمدي
تحمحم الأخير بحرج وهو يدنو ليناوله الملف المطلوب قائلا
حضرتك دي البيانات اللي انت طلبتها شادي كلفني اجيبهالك عشان هو خرج مستعجل. 
شوفته.
هتف بها سريعا ليتابع پغضب
ولما هو خرج مستعجل واستئذن منك مبعتش المساعدة بتاعته ليه ولا هي كمان عندها مشوار مهم عشان تخرج معاه
هي فعلا خرجت معاه يا فندم اصل والدة شادي نقلوها المستشفى وهي بحكم انها جارتهم استأذنت تروح معاه.
قالها حمدي ليخرج رد عدي عليه بسخرية امتزجت بغضبه
وانت بقى الحنين مرديتش تزعل الاتنين. 
تفاجأ حمدي باللهجة الحادة من رئيسه وبدون مبرر فقال بحرج
حضرتك الموضوع هنا ميخصش الحنية بس دا شيء عارض والحكاية دي أي حد فينا معرض ليها.
صك على فكه ليصرفه ببعض اللطف
وداخله ېحترق بالغيظ وقد الجمه المنطق عن صب جام غضبه فيه أو الاڼتقام من الاثنان او هي على الأخص بأن ذهبت غير مبالية به أو بأمره وكأن ليس لديه سلطة عليها أو رئيسها في العمل.
زفرة طويلة أطلقها ليغمغم بتوعد
ماشي ماشي يا صبا.
بعد مرور عدة ساعات.
خرجت من المصعد بخطوات مسرعة لتستدرك وتستدير برأسها لتهتف به من خلفها
ما تيلا بقى يا ابراهيم مد رجلك دي شوية كدة احنا أساسا متأخرين. 
ناظرها بامتعاض يزيد من تمهله بتخايل في سيره ليقول باعتراض
متأخرين بقى ولا كنا مجيناش اصلا احمدي ربنا اني وافقت اجيبك وكمان اجي معاكي عشان انا راجل وابن اصول .
ابتسامة ساخرة خرجت منها بمرح لتردف بمغزى
لأ فيك الخير يا سي ابراهيم. 
توقفت لتكمل هامسة بمغزى
اللي يسمعك بتقول كدة يقول ان انت جاي من نفسك مش بعد محاولات من الزن على راسك لما نشفت ريقي وبرضوا موافقتش غير بعد ما أخدت حق التوصيلة.
قالت الاخرى بغمزة ضاحكة ليلتف الاخر يمينا ويسارا ليخاطبها بحذر
خلي بالك يا بت من كلامك احنا في مكان عام يعني مش ناقصين عبط. 
أنا عبيطة! ماشي يا ابرهيم .
قالتها لتسبقه بخطواتها المسرعة حتى كان جس دها المكتنز يهتز أمامه في طقم الخروج الذي ترتديه ليظل هو يمهل بالخطوات خلفها متعمدا مغمغما بمصمصة من شفتيه
الحاجة الوحيدة اللي عجباني فيكي!
وفي الجهة الأخرى
خرجت مجيدة من المصعد المقابل تستند على ذراع امين الذي أتى بصحبتها مذعنا لإلحاحها بعد أن اصرت على المجيء. 
هو دا الدور اللي فيه اؤضة شهد
أجاب على مضض وعينيه تجول يمينا ويسارا
هو دا الدور فعلا يا ست ماما بس انا بقى مش عارف اوضتها في اي جهة عشان ابنك المحروس مقليش ان المستشفى كبيرة كدة.
قالت مجيدة مدافعة
يا بني هو في إيه ولا ايه بس دا يا حبيبي بيتكلم بالعافية. 
توقف بها ليقول بتذمر
اه يا ست الكل هو
 

تم نسخ الرابط