متيم بها لأمل نصر

موقع أيام نيوز


يتاثر ويزعل وانا بقى اللي اشيل واعطل نفسي في اللف والدوران يعني هما كان من أهلنا. 
ڼهرته مجيدة تلكزه بقبضتها وتقول بتوبيخ
بس يا واد متقولش كدة ربنا ما يجيبها لحد يارب قريب ولا غريب وان كان على اخوك اتصل بيه وخليه يجي ياخدنا هي مش صعبة اوي كدة يعني.
زفر أمين يتناول الهاتف بضيق ليتصل على شقيقه 

وفي غرفة شهد
وبعد أن خرج حسن ليستقبل شقيقه ووالدته كانت هي تتلقى العناق والقبلات من شقيقتها بجمود وعدم راحة
الف سلامة عليكي يا اختي والله ما تعرفي انا كنت زعلانة قد إيه ولولا ابراهيم كان وراه شغل مهم لكان جابني قبل امي واختي كمان.
القت شهد بنظرها نحو الاخير والذي كان واقفا بالقرب منها لتردد بعدم تصديق
كان وراه شغل!.... ومهم كمان
رد إبراهيم رافعا رأسه أمامها بزهو يدعيه بكذب
اه امال ايه انا كان ورايا مصلحة مهمة بعملها مش صايع يعني ولا فاضي. 
رمقته شهد بنظرة كاشفة أثارت حنقه من الداخل فتدخلت نرجس بمداهنة
سميرة اختي على طول بتقولي انك مشغول روح يا بني ربنا يفتحها عليك انت وكل الشباب اللي زيك. 
خطفت شهد نحوها نظرة سريعة يائسة قبل أن تتجه نحو شقيقتها الصغرى والتي كانت بركن وحدها تقف متكتفة توزع انظارها نحو الثلاثة بسخط صامتة فهمت عليها شهد لتخاطبها
انتي يا حلوة واقفة بعيد عني ليه مش تيجي كدة جمبي ولا انتي خاېفة اني اعديكي
قالت الاخيرة بتفكه جعل الأخرى تضحك مستجيبة بمرح لتردد وهي تقترب منها
ايوة بقى واتعدي كمان من طبعك ومدام هتبقى عدوة يبقى نخليها شامل كمان بالشكل عشان اخد حلاوتك وجمالك. 
جذبتها من كفها لتتلقفها بعناق مرددة
دا انتي اللي قمر واحلانا كلنا يا اخر العنقود يا سكر معقود انتي.
عوجت أمنية ثغرها بزاوية وهي تشيح بوجهها عنهن لا تطيق هذه اللحظات المستفزة من هن التقت عينيها بابراهيم الذي فهم ليناظرها بتشفي وكأنه يخبرها بحجم المحبة الفارق بين الشقيقتين وهي المكروهة منهن وبينهن كانت تقف نرجس لا تفقه ولا تعي بحديث الأعين الدائر بحدة ولكن شهد بفطنتها لم يفتها ذلك فسألت تجفلهما
مقولتيش يعني التقيتوا ازاي عشان يوصلك استناكي برا في الحارة ولا روحت انتي بيت خالتك ومشيتي معاه ولا....... مش معقول يعني يكون طلعلك البيت.... ولا طلع
على الفور نفت أمنية بهز راسها وهي تخفي ارتباكها بالھجوم المضاد
لا طبعا مطلعش جرا ايه يا شهد دا مبيدخلش البيت وانتو قاعدين هسمحلوا ان يدخل وانتو غايبين ما تخلي بالك من كلامك الله.
اضاف هو ايضا وقد اعجبه قولها
يمكن فاكراني ناقص ولا قليل أصل
صمتت شهد ولم تريحهم بأي رد فعل بل اتجهت نحو شقيقتها الصغرى سائلة
وانتي بقى يا ست رؤى قوليلي عرفتي ازاي تروحي لعبد الرحيم عشان يوصلك
همت تجيبها رؤى ولكنها توقفت على طرق باب الغرفة وحسن يطل برأسه يقول باستئذان
والدتي جاية مع اخويا تشوفك يا شهد ممكن
اعتدلت بجذعها لتردد بترحيب
اه ممكن وممكن اوي كمان خليها تدخل تعالي يا ست مجيدة. 
ابتعد حسن عن المدخل ليفسح الطريق لوالدته التي ولجت بابتسامة مشرقة من القلب تردف التحية
مساء الفل يا قمري.
مساء الفل يا ست مجيدة اتفضلي. 
تقدمت إليها ټحتضنها بحنان قبل أن تجلس على طرف التخت مرددة
الف سلامة عليكي يا قلبي. 
هذا القلق مع دفء المشاعر التي كانت تصدر منها بصدق وصل لشهد حتى خرج صوتها ببحة مچروحة من العمق فكيف للمحروم مهما بالغ في اعتزازه بنفسه او التغاضي الا يتأثر بلمسة حانية من القلب
الله يسلمك يارب يا ست مجيدة متحرمش منك.
يا حبيبتي ولا منك دا انا من وقت ما سمعت من حسن باللي حصل وانا لا على حامي ولا على بارد وكنت هتجنن وانا منتظرة حد من الولاد يجيبني عندك وما صدقت أمين وصل من نبطشيته قومت ساحباه من قبل حتى ما يغير هدومه.
اضاف الاخير على قولها
ولا حتى ادتني فرصة اكل لقمة.... المهم بقى الف سلامة عليكي. 
تمتمت شهد بإحراج
الله يسلمك يا حضرة الظابط مكنش فيه لزوم للتعب.
مين دا اللي ظابط 
سأل ابراهيم قبل أن يلتفت إليه حسن يجيبه
اخويا هو اللي ظابط وانا الباشمهندس حسن اللي شغال مع المقاول شهد ودي الست والدتي وعلى فكرة بقى احنا حضرنا خطوبتك.
تدخلت نرجس بتذكر
ايوة صح انا فاكرة الست مجيدة لما جت سلمت عليا وباركتلي ازيك يا هانم عاملة إيه
قالت وهي تدنو من مجيدة بترحيب مبالغ فيه وتعرفها على ابنتيها رؤى والعروس أمنية والتي كانت مزبهلة بغباء لفت انتباه ابراهيم الذي لكزها يهمس بتحذير
مالك يا بت متنحة كدة ليه ما تظبطي كدة واتعدلي.
أجابت بهمس هي الأخرى مستغله انشغال والدتها في الحديث مع الأغراب واستئذان الظابط امين ليتناول شيئا ما في الخارج قبل ان يعود ليغادر بوالدته لتقول وانظارها نحو المتبقي
معلش يا ابراهيم بس بصراحة انا متفاجئة من السهونة اللي ساكنة معانا وهي متصاحبة على ناس نضيفة كدة وعاملة علاقات معاهم يخربيت
كدة ايه الحلاوة دي
لفظت الاخيرة بحماقة جعلت الاخر يحدجها بنظرة ڼارية يتمتم من تحت أسنانه
بتعاكسي في الرجالة قدام عيني يا بت الجزمة وحياة امك لاربيكي عليها دي.
قالها وتحرك مغادرا دون استئذان ليصفق الباب خلفه پعنف جعل جميع من في الغرفة ينتبهون قبل ان تجفلهم الأخرى بقولها
يا نهار اسود دا باينه خد على خاطره مني عن اذنكم بقى يا جماعة براهيم يا ابراهيم.
غادرت هي الأخرى لتترك الجميع يتطلعون في الباب المنغلق باندهاش قبل ان
تتكلم نرجس بتلعثم
اا معلش متأخذوناش اصلهم زي ما انتو عارفين مخطوبين جداد وكل يوم في حال البت صغيرة بتعيش سنها والواد مچنون بيها اهو دا عيب العيال لما يتخطبوا صغيرين..
ختمت بضحكة سخيفة لم يتجاوب معها أحد مجيدة التي لم يعجبها قولها فقد انتبهت على وجه شهد الذي تغير رغم ادعائها عدم الاكتراث ورؤى الصغيرة التي اشاحت بوجهها بتنهيدة مثقلة لا تخرج سوى من كبار اما حسن فتدخل يغير دفة الحديث من أجلها
شوفتي يا ماما الانسيال بتاع شهد دا معمول مخصوص باسمها قلب ابوها اهو دا بقى الدلع اللي على حق
في شقة شادي وبعد أن اطمأن الأطباء على حالة والدته وصرح كبيرهم بخروجها عاد بها ليضعها على تختها تحت انظار رحمة شقيقته والتي كانت تساعد معه في تغطيتها وصبا التي رافقتهم للنهاية انضما والديها معها. 
الف سلامة عليكي يا ست الحجة.
قالتها زبيدة مخاطبا المرأة التي أومأت لها بتعب تغمض عينيها فدثرتها ابنتها جيدا لتخرج مع شقيقها وشهد ووالدتها وتلقفهم مسعود بالسؤال فقد كان منتظر في الصالون.
ها يا جماعة عاملة ايه الست كوثر دلوك
اجابته رحمة وهي تسقط بجس دها على أقرب مقعد وجدته أمامها
الحمد لله يا عمي ربنا نجاها والدكاترة لحقوها المرة دي النوبة كانت صعبة اوي بس الحمد لله اهي عدت.
الحمد لله يا بتي.
تمتم بها مسعود قبل ان يخاطبه شادي ليجلس هو وأسرته وقال له بامتنان
انا متشكر اوي يا عم ابو ليلة على وقفتكم معانا والله ما عارف هقدر ارد جميلك انت واسرتك دا ازاي 
هتف به مسعود مستنكرا
جميل إيه يا واد احنا جيران يعني اجرب من الأهل الجميل ده يبجى مع الناس الغريبة ثم احنا عملنا ايه يعني
تدخلت رحمة تجيبه
لا يا عم ابو ليلة عملتوا الست زبيدة اللي جات على صړختي وسندتها معايا وقت اما وصلت الإسعاف صبا اللي متأخرتش وسابت شغلها وجات جري ع المستشفى مع شادي ولا انت اللي سيبت حالك وقريبتك المحجوزة في المستشفى عشان تقف معانا برضوا ربنا يبارك فيكم وما يجيبلكم حاجة وحشة أبدا.
رد ابو ليلة وهو ينهض واقفا عن مقعده.
امين يا بتي احنا وانتو يارب.
على فين يا عمي.
سأله شادي ورد ابو ليلة وهو يشير بيده نحو زو جته وابنته
يعني هيكون فين ادوبك نروح ونسيبكم تريحوا يالا يا بت انتي وهي.
قالت رحمة
طب استنى حتى نشرب مع بعض كوباية عصير.
في الفرح يا بنتي ان شاء الله.
قالتها زبيدة وهي تتحرك خلف مسعود لتلحق بهما صبا التي توقفت فجأة قبل ان تخرج من الشقة لتسأله
هتجدر تروح بكرة الشغل
سمع منها ليجيبها بتشتت
مش عارف يا صبا بس انا لو لقيت والدتي على حالها هضطر اقعد طبعا.
وقفت هي متفكرة قليلا لتقول
خلاص يبجى تبلغني عشان لو كدة يبجى انا كمان هجعد.
بعدم استيعاب ردد شادي
تقعدي! طب افرضي روحت
يبقى هروح عشان كدة بجولك بلغني.
قالتها ببساطة الجمته عن المجادلة حتى خرجت ليظل متسمرا محله ينظر في اثرها بذهول يكتنفه وكأنه قد فقد حاسة الفهم أو التميز من عقله.
عاد أمين بعد ان سد جوعه بأحد المطاعم القريبة توجه إلى المصعد حتى يأتي بوالدته ويغادر وقد يأس من الإلحاح على رأس أخيه الذي يرفض المغادرة حتى يطمئن من الطبيب المناوب على حالة عبيد والمرتدة بدورها على حالة شهد.
توقف فجأة على الصوت الذي كان يدوي من خلفه وقد علم بصاحبته من العصبية وانفعالها في الرد
ازاي يعني اقعد اليوم كله ومسمعش غير دلوقتي وبالصدفة كمان طب انتي تعبانة طب وخواتك ولا واحدة فيهم تفتكر ترد عليا......... ما تحاوليش تبرري انا جاية دلوقتي وهعرف حسابي معاهم..... اقفلي بقى عشان داخلة الانساسير اقفلي يا شهد الله يخليكي. 
سمع الأسم واشتعلت رأسه بالأفكار والتخمينات ليربط الخطوط ببعضها ويظل على حاله معطيا ظهره لها حتى هبط المصعد وانفتح أمامه ليدلف بداخله وخلفه رجلين ثم كانت هي الاخيرة ليغلق اليكترونيا ويتحرك بهما خلف الرجلين وقف يتابعها فقد كانت شاردة تزفر وتتأفف بملامح عابسة ولذيذة لتذكره بشجاره معها وتسليته في استفزاز امرأة جميلة مثلها خرج الرجلين على أحد الطوابق ليخلو المصعد عليهما فانتبهت اخيرا لتهتف به
ايه ده إنت تاني 
ناظرها ببرود ليقول مندهشا
أيه ده وانتي كمان دا ايه الصدفة الغريبة دي
صدفة!
هتفت بها لتلتف عنه مغمغة بتذمر
هو يوم باين من اوله اساسا ناقصني بس خناقة عشان تكمل!
كتم ابتسامته ليظل على هيئته الجامدة حتى خرجت وخرج خلفها لتسير نحو الغرفة الموصوفة وهو خلفها حتى وصلت إلى غرفة شهد وما أن تمكنت من فتح الباب حتى وجدته خلفها ايضا إلى هنا وانفرط عقد حكمتها لتصيح به
انتي جاي ورايا لحد باب الأوضة كمان إيه يا اخينا هو انت مبلبع حاجة ولا توهت في السكة ومش عارف طريقك
انا اللي توهت في السكة في إيه يا انسة
هتف بها بحزم فخرج على صوته حسن ونرجس وابنتيها ومجيدة التي سألت مجفلة
ايه في إيه مالك يا لينا ايه اللي حصل
سمعت الاخيرة لتجيبها باحتقان
تعالي يا ست مجيدة واحكمي بنفسك البني أدم الغريب دا كل ما يشوفني نتخانق مع بعض والنهاردة جاي ماشي ورايا لحد الاوضة هنا زي ما انتي شايفة كدة اهو دا باينه مچنون ولا
 

تم نسخ الرابط