متيم بها لأمل نصر

موقع أيام نيوز


لتردف
مش مطمنة الغياب المفاجئ ده وهروبها امبارح قبل ميعاد الأنصراف دي غير انها متصلتش بيا تاني من وقت ما قالت انها عاملالي مفاجأة.
بابتسامة ودودة رد يطمئنها بكلماته
طب مش يمكن كل اللي بيحصل منها ده من ضمن خطتها في المفاجأة اللي عملاها اصبري شوية يا صبا وتوقعي الخير عله يكون كذلك. 
تنهيدة مثقلة صدرت منها بامتثتال لقوله لتردف وهي تفكر بصوت عالي معه

يمكن يكون صح زي ما بتقول خصوصا يعني ان انا نفسي كنت مشغولة عنها امبارح في خطوبة شهد رغم انها كانت ع الضيق بس كانت ليلة جميلة اوي.
شهد دي اللي تبقى بنت صاحب ابوكي زي ما قولتي امبارح
قالها بتذكر جعل ابتسامة ساحرة تزين ثغرها لتعقب بمرح
إيه ده ما شاء الله دا انت عندك ذاكرة قوية في انك تفتكر حاجة زي دي انا نفسي قولتها من غير تركيز .
انا عمري ما اغفل عن أي تفصيلة تقوليها أو شيء يخصك.
ود أن يقولها بصوت واضح لها ولكن الجزء اليقظ بداخله جعله يتراجع ليخرج بقول روتيني في هذه المواقف
المهم انك فرحتي يا صبا عقبالك انتي كمان.
خبئت ابتسامتها المبتهجة ليحل محلها واحدة أخرى ليس لها معنى مما جعلها ترتد عليه بضيق يسألها بريبة
ليه يا صبا التغير ده هو انا قولتلك حاجة وحشة
بدا على وجهها الحرج وهي تتهرب بعينيها نحو الملفات المرتصة على سطح المكتب أمامها وجاء ردها بغمغمة
لا طبعا انت مقولتش حاجة وحشة دي حاجة بتتمناها كل البنات بس....
توقفت فجأة وتوقفت النبضات بقلبه في انتظار ردها الذي جاء متأخرا بعد أن ارتفعت انظارها إليه فيقابل بهذا الوميض الغريب بعينيها
بس للأسف ابويا مش سايبلي فرصة للحلم
حاصر خياراتي في البلد وولاد عمي وحكاية اقنعه إن الدنيا براح وولاد الحلال في كل حتة مش بس في البلد وولاد عمي حاجة أشبه بالمستحيل.
غصة مؤلمة شقت حلقه ومرارة الحزن بصوتها شعر بها بداخل جوفه مع شيء آخر بنظرتها لا يجد له تفسير بصعوبة حاول تجاوز الألم بصدره ليسألها بفضول
طب وانتي رافضة البلد والجواز من ولاد عمك ليه
أجابته بسهولة وجرأة المدافع عن حقه في الحياة
مش عيب في ولاد عمي ولا البلد بس أنا مش عايزة ابجى نسخة من خواتي البنات ولا حريم خواتي اللي هما برضوا بنات عمي انا رافضة جواز الجرايب من الأساس ورافضة العيشة في القرية انا حبيت المدينة ودا حجي.
ردد من خلفها بتأيد ومؤازرة بنبرة تبدوا عادية ولكن صداها داخله كان يصدح بصړاخ
طبعا حقك يا صبا وحقك تختاري اللي انتي عايزاه كمان.
طب ادعيلي. 
قالتها بلهجة تقارب دلالها الفطري الذي بات معتاد عليه منها وهي تنهض فجأة عن كرسيها تجفله بقولها
انا رايحة قسم مودة اشوفها جات ولا لسة ولا اعرف حتى إيه الأخبار لتكون وصلت أو بلغت غياب.
ظل صامتا ولم يرد حتى غادرت الغرفة ليتمتم من خلفها
يارب يحصل يا صبا يارب
في المخزن الخلفي لدكان المعلم عابد الورداني فتح العامل الباب على مصراعيه بغرض تناوله لبعض الأجولة المخزنة وما أن دلف بخطوتين للداخل حتى تفاجأ بسبة وقحة أجفلته منتفضا ليدمدم پخوف غريزي قبل أن ينتبه على صاحب الصوت 
بسم الله الرحمن الرحيم مين معلم ابراهيم .
اعتدل الاخير عن نومته فوق ألاريكة الخشبية الوحيدة ليجلس زافرا بنعاس عينيه لم يفتحها جيدا بعد بشعر اشعث ووجه متجهم اثار القلق بقلب العامل ليردد له باعتذار لا يخلو من الريبة
انا اسف يا معلم ابراهيم لو كنت صحيتك بس يعني.... هو انت من امتي نايم هنا
ازداد تجهم ابراهيم لينفر من انفه وفمه زفرة حانقة وأصابعه تهرش في سمانة القدم الذي رفعها على الاريكة بجواره متمتما بفظاظة ليست بغريبة عنه
وانت مال أهلك انام هنا ولا هناك
دا شيء يخصني.
أومأ العامل برأس مطرقة بحرج ليتابع طريقه نحو الداخل يدمدم باعتذار اخر
حقك يا معلم حقك.....
استنى هنا ياض.
هتف بها إبراهيم مقاطعا الفتي ليوقفه امرا
استنى قبل ما تدخل جوا ولا تاخد حاجة روح ع القهوة اللي في اخر الشارع هاتلي كوباية شاي اتصبح بيها.
بس انا مقدرتش اتأخر المعلم عابد مستني الطلبية في الدكان عشان نظبط الحسابات والدنيا هناك.
قالها الفتى باعتراض على تخوف من نوبة ڠضب ابراهيم والذي ثار على التوقع هادرا بشراسة ووجه مقلوب
ما تولع الطلبية ولا تتنيل تستنى اخلص ياض هات كوباية الشاي وبعدها اعمل اللي انت عايزه انا أساسا قايم مخڼوق ونفسي افش خلقي في حد.
انتفض الفتى ليذعن صاغرا على غير ارادته وذهب لتنفيذ أمره مغمغما بكلمات حانقة وغير مفهومة.
تبع اثره حتى اختفى ليتناول من جيب بنطاله علبة السچائر والقداحة ليضع واحدة بطرف فمه يشعلها يسحب الانفاس منها بنهم ثم ينفث الدخان الكثيف في الهواء متذكرا سبب نومه هنا.
لقد كانت ليلة بشعة بكل ما فيها ليلة اعادت عليه ذكريات سوداء كان يظن أنه تجاوزها وتناساها
كلمة حريق هي أقل وصف لهذا الذي شعر به وقت رؤيتها بصحبة المتحذلق خطيبها المزعوم ملعۏنة وجميلة كسابق عهدها قديما مدللة أبيها التي كان يفتخر بها ويتسابق الجميع لنيل رضاءها حينما كانت حلم شباب المنطقة!
وقد كان أبلها بولهه بها كالبقية تحركه مشاعر غبية واحلام مراهقة وقد ظن أنه على وشك الفوز بها 
قبل أن تصدمه بعنجهيتها عليه وتقلب أيامه بچحيم رفضها......
وكانت القاسمة بعد رحيل والدها.....
الشاي يا معلم ابراهيم. 
هتف بها العامل يقطع عنه استرسال ذكرياته ليقترب منه واضعا الكوب الساخن ومعه قنينة ماء فاعتدل ينثر بطرف سبابته رماد التبغ المحترق من السېجارة وتناول الهاتف يفتحه اخيرا ليرى كم الرسائل والاتصالات المهولة من خيبته الأخرى أمنية بعدم اكتراث ضغط على الشخص الوحيد المهم إليه ليصله الاستجابة السريعة منها
ايوة يا ابراهيم انت فين يا بني ابوك قالب الدنيا عليك.
الوو ياما انا معاكي اهو بخير اطمني ايه الأخبار بقى
بداخل غرفة بأحد المستشفيات الحكومية القريبة من القسم تم تحويلها برفقة رجلين من الأمن بعد أن فشلو في إفاقتها وخشي الضابط ان يتحمل مسؤولية الإهمال عنها ليأمر بنقلها حتى يتم فحصها من قبل الأطباء اللذين قيموا حالتها بالضعف الشديد ويتم الأمر بحجزها حتى تستعيد عافيتها مع الإعتناء بها جيدا.
فكانت ميرنا أول الزائرين لها بعد الإفاقة بحجة الإطمئنان عليها مع وصلة من التوبيخ بلوم متقن
كدة برضوا يا مودة هي دي عملة تعمليها فيها ولا دي جزاة تعبي معاكي تخلي وشي في الأرض ليه بس يا مودة حرام عليكي. 
على سريرها الطبي الذي كانت جالسة عليه بنصف نومة ونصف جلسة متكئة على الوسادة القطنية من خلفها تضغط على عينيها پبكاء حارق ومستمر صامتة لتهتف بها الأخرى بعدم اكتراث لحالها
ما تردي يا مودة سيباني اتكلم واهاتي مع نفسي ايه بقى هي القطة أكلت لسانك
جاء رد الأخيرة وهي تمسح بطرف كوم فستانها الجديد لتلطخه بالدموع العالقة على وجنتيها وما ينزل من أنفها وقد ذهبت زهوته وفرحتها به بما وصلت أليه الان بسببه
يعني عايزاني اقولك ايه بس يا ميرنا والله ما كنت اقصد ولا كنت عايزة اسړق من الأساس.
قاطعتها ميرنا لتقول متهكمة بتصنع الانفعال في قولها
يا سلام... ولما هو كدة مين بقى اللي جابتها الكاميرات وهي بتحط خاتم الست في جيبها الماظ يا مودة بتسرقي خاتم الماظ.
يا ستي والله ما اعرف انه الماظ. 
صړخت بها لتتابع بحړقة
دا انا حتى حطيته في جيبي ونسيتوه روحت البيت وقلعت الجاكت وسط الغسيل ونمت وما افتكرتش غير تاني يوم وحتى ملحقتش ادور عليه والقاه على الأقل كنت نجدت نفسي وخلصت. 
بانتباه شديد ادعت ميرنا لهفتها في حديث الأخرى لتجد لها حلا سريعا
طب ما احنا فيها اهو ابعتي لستك تدور وتجيبوا وتنقذك 
ابتسامة مريرة ارتسمت على ملامحها ليخرج صوتها بأنين موجع
ستي مين اللي قولها ستي مين بس دي لو عرفت مش بعيد تاخده وتكتم عليه انتي متعرفيهاش دا حتى لو كلفت حد يروح ويدور هناك مش بعيد تعمله ڤضيحة وتلم الشارع مينفعش حد يدخل الأوضة غيري. 
اااه
أومأت بها ميرنا بهز رأسها لتطرق برأسها تدعي تفكيرا عميقا في هذه المعضلة قبل أن ترفع رأسها إليها قائلة
طب معنى كلامك كدة يا مودة ان انتي لازم تخرجي ودي متنفعش غير بتنازل الست ناهد بس دي بقى هنعملها ازاي 
علقت مودة بلهفة الغريق الذي يتعلق بقشاية
كلميها يا ميرنا وقوليها ان مودة هتقلب الدنيا وتخرجه.
عوجت المذكورة ثغرها لتحدجها بنظرة لائمة تردد
أكلم مين يا مودة هو انتي سبتيلي فرصة مع الست اللي طول عمرها بتحلف بأخلاقي وبأني زبونة مميزة عندها دي بعد اللي حصل جات عندي وهزئتني إن جيبتلها واحدة حرامية لدرجة انها كانت هتلبسني في
المصېبة معاكي ولا انتي فاكرة ان قضيتك ما لطتنيش دا انا اتحقق معايا من قبل ما يجبوكي ولولا الظابط شاف الفيديو وعرف اني بريئة لكان زماني دلوقتي مشرفة معاكي.
بخيبة أمل ويأس شل تفكيرها دمدمت مودة بسذاجة تتأسف لها
انا أسفة يا ميرنا اني عرضتك لكل المشاكل دي سامحيني.
تنهيدة كبيرة طردتها ميرنا من صدرها تدعي الأسى لحال الأخرى قبل أن تجفلها فجأة بقولها
على فكرة صح يا مودة مدام ناهد دي مجرد مستأجر للمحل لكن المول نفسه بالهيلمان دا كله ملك عدي باشا.
بعدم فهم ناظرتها مودة باستفهام
عدي باشا بتاعنا...... طب ايه يعني هو ممكن يطردني لو عرف..... ولو انتي قصدك ايه بالظبط
تراقصت مقلتيها بحركات غير متزنة لتجيبها بمكر
بصراحة مش عارفة انا بفكر معاكي اهو......
الا صحيح هي صبا معرفتش بموضوعك
قالت الأخيرة بنبرة مختلفة عن الباقي لم تنتبه لها مودة التي اجابتها بعفوية وعدم تركيز
لا طبعا وهتعرف ازاي يعني هو انا شوفت حد من الصبح غير الظباط والدكاترة.
في طريقها نحو الذهاب بعد أن سألت عن مودة وعلمت بأن الوضع على ما هو عليه في حالة الغموض المحيطة بغيابها كان القلق ينهش قلب صبا التي كانت لا تكف عن المحاولات البائسة في الاتصال بها حتى كادت أن تصطدم بأحدهم قبل أن تملك زمام امرها متراجعة في الوقت المناسب لتردد بالإعتذار قبل حتى أن تنظر عينيها الرجل
أنا اسفة.
مفيش داعي للاعتذار محصلش حاجة اصلا.
بلكنته الراقية وهذه النبرة التي أصبحت تعلمها رفعت رأسها إلى صاحب الصوت لتلتقي عينيها الجميليتن بعينيه المتصيدة خضراء لكن عميقة على قدر صفاء اللون بها على قدر الغموض في عمقها وجرأتها يخاطبها وكأنه على صلة بها منذ سنوات عديدة
عاملة إيه يا صبا 
تمتمت ترد باقتصاب بغرض اختصار الحديث كي تذهب
الحمد لله يا فندم عن......
عامل ايه شادي معاكي مستريحة في الشغل معاه
مقاطعتها المقصودة وسؤاله المباغت لها جعلها تجيب بتحفز غير مبالية
الحمد لله يا فندم مستر شادي من احسن المديرين هنا يارب بس اكون انا على قدر المسؤلية معاه.
بشبه
 

تم نسخ الرابط