متيم بها لأمل نصر
المحتويات
بعدم ارتياح ومقلتيها تدور بتوتر وحيرة قبل أن تحسم
بقول ايه يا حسن انا مش هطمن غير لما اشوف بنفسي كمل جميلك ووصلني لبيت ابو ليلة .
اعترض يذكرها
طب والعزومة يا شهد هو انتي ناسية اننا رايحين دلوقتي على بيت اهلك نوصل الجماعة.
ردت بحزم وعدم قدر على الصبر
تتأجل ساعة ولا ساعتين يا حسن سوق بينا الله يخليك محدش ضامن الظروف.
امرك يا ستي تستنى العزومة وانا هتصل بماما ابلغها.
تسائل حمدي يردد بالسؤال مندهشا لطلب رئيسه يناظره بشك لم يقوى على إخفاءه
نعم! بتقول مين يا باشا
زفر عدي يعيد القول رغم انزعاجه لمجادلة الاخر له
انت سمعت كويس فبلاش تستعبط يا حمدي انا عايزك توصلني لبيت صبا اكيد انت تعرف الاماكن دي بحكم صداقتك لشادي.
اطال بصمته حتى جعل الاخر يهدر پغضب
في ايه يا حمدي واقف مبلم كدة ليه هي القطة أكلت لسانك ما ترد.
زفر بداخله ليرد بنوع من المنطق عله يسمع او يفهم
ابتلع لينفي عنه الحرج يدعي المروءة بقوله
كلامك معقول طبعا بس انا عايز اروح لأهل البنت وابين حسن نيتي انت أكيد وصلك الضجة اللي ع الصفحات عني وعنها من امبارح البنت ما عملتش حاجة وانا عايز ارفع عنها اي اساءة.
غمغم حمدي بالكلمات الغريبة بداخله ليخرج سؤاله بتوجس
طب انا اسف حضرتك في السؤال بس انت هتبين حسن نيتك ازاي يعني
سأله بنوع من الحدة لم يغفل عنها عدي ولكنه تغاضي ليرد بتعالي
وانت مالك انت اخرك توصلني البيت هناك وانا بقى اتصرف معاهم ان شالله حتى اطلب إيديها للجواز.
زاد الحنق بقلب الاخر وقد وضحت امامه الصورة كاملة ليرد بتهكم مقصود ورفض قاطع في ان يشارك هذا العبث وأذية أعز الناس إليه بهذا الفعل صديقه شادي
الانتظار هو اصعب ما يمر به الانسان بتوقع السوء او المصېبة التي على وشك الحدوث وهي انتظرت وانتظرت كثيرا رغم علمها بطول المسافة التي يستغرقها القطار من الصعيد إلى القاهرة ولكن اليأس والشعور بالظلم جعلها مستسلمة لكل ما هو اتي هي حرة ولا تقبل ان يمس جلبابها طرف غبار ترفع اسم والدها معها اينما ذهبت كتاج يزين رأسها ولابد أن تحافظ عليه تحمل نفسها الخطأ بثقتها في البشر وهذه الأحلام الغبية بحياة افضل كانت تظن بسذاجة أنها قد تحدث ونست ان الحظ لم يكن أبدا حليفها.
مساء الخيييير.
شهقت متمتمة بمفاجأة وعدم تصديق
مودة! معقول
خطت لتلج إليها مرددة
وليه مش معقول لدرجادي كان مستحيل يعني
قالت الأخيرة لترمي بثقلها على السرير بجورها ثم تضمها بعناق قوي تعدى الصداقة حتى صار كالآخوة بعد فعلتها الاخيرة ووقوفها معها في أصعب محڼة مرت بها على طول سنوات عمرها القصيرة.
تلقفت صبا الدعوة وكأنها وجدت المأوى لإفراغ الدموع مع من سيتفهم وضعها.
اجهشت بالبكاء المرير حتى رفعت مودة رأسها إليها بدعم قائلة
ليه العياط والدموع دي يا صبا انتي قوية ومحدش يقدر يمسك بكلمة متخليش كلام الهبل ده يأثر فيكي.
رد بضعف وصوت مهزوم من بين دموعها
لأ في يا مودة ومدام ډخلتي في الموضوع على طول يبجى انتي كمان عارفة امتى طلعتي من السچن وامتى عرفتي بخيبة صاحبتك
اقتربت تقبلها اعلى رأسها قبل أن تعتدل لتضمها بذراعها على كتفيها تخاطبها بمؤازرة
ما اسمهاش خيبة دي اسمها غيرة وحقد من ناس لا يعرفوا ربنا ولا الدين صفحتك بيضة يا صبا ومحدش ابدا هيقدر يلوثها واللي عملت كدة ربنا بيجازيها ولسة ياما هتشوف.
انتي قصدك على مين
سألتها صبا وقد انتبهت جيدا لما تفوهت به الأخرى والتي تابعت تضيف
مش محتاجة زكاء يا صبا انا دلوقتي بس فهمت كل حاجة والملعوب اللي اترسم عليا وعليكي وانتي بنقاءك ده ربنا نجاكي وحفظك من كل شړ.
احتدت صبا بالنظر إليها وكل ما تردف به يزيد من دهشتها وارتيابها فخرج سؤالها بشي من الانفعال
مودة لو عارفة حاجة جوليها ما تسبنيش كدة انا على اخري.
وعلى عكس المتوقع ردت الاخيرة بابتسامة تزين ثغرها
هقولك وافهمك على كل حاجة بس المهم دلوقتي هو الرسالة اللي لازم أوصلهالك......
طالعتها باستفسار فتابعت لها بمزيد من المرح
مستر شادي بيبلغك انه معاكي وفي ضهرك دا غير انه وصاني ابلغك بالكلام اللي هترودي بيه قدام ابوكي واخواتك لما يجوا يسألوكي.
اصابها الذهول حتى رددت بكلمات غير مترابطة
انتي بتجولي ايه شادي جارنا! اخو رحمة! جالك كدة وعارف كمان بموضوع خواتي
توسعت ابتسامة مودة لتقسم لها مؤكدة
والله زي ما بقولك كدة دا بيتصل بيكي من الصبح عشان يكلمك بنفسه وما صدق شافني دلوقتي وانا جيالك عشان يخليلني اوصلك كلامه وافهمك.
..
على الاريكة التي تحتل جزءا كبيرا في جانب الشرفة الخاصة بغرفة نومه بنصف جلسة كان متكئا على الوسادة القطنية بما يقارب النوم ينفخ الدخان الرمادي من السېجارة لتشكل سحبا من حوله وقد كان شاردا في أفكاره السوداء بعد أن تجرأت هذه الهبلاء في تحديه وكأنه فقد السلطة عليها وأصبح أمره لا يعنيها وهذا نتاج تهوره ورد فعله المبالغ فيه لقد اخطأ حينما ضربها ولكنها لم تترك له خيارا حينما ضغطت بكل غباء تذكره
بزواج الأخرى وحق الاخر في لمسها لقد غلى الډم في عروقه واشتعلت رأسه بلهيب الغيرة لا يتصور ولن يتقبل بحدوث ذلك مرار حلقه من شيء بوغت به كالصاعقة التي نزلت عليه لتفقده اتزانه لقد كان على وشك ارتكاب چريمة ولولا احتفاظه بالقليل من عقله لكان فعلها وخسر معها حياته قرار الإنسحاب ومغادرة الحفل جاء في الوقت المناسب قبل أن يتهور ويحدث ما لا يحمد عقباه.
كل دا دخان يا ابراهيم إيه يا بني حريقة سجاير
تمتمت بالكلمات سميرة وهي تدلف للشرفة من خلفه ويدها تلوح في الهواء بسعال خفيف ليعقب لها مستهجنا
بتكحي ليه دا احنا حتى في الهوا مش في مكان مقفول.
ايوة
يا خويا بس انا صدري ما بيستحملش.
اردفت بالاخيرة تسحب السېجارة من بين أصابعه ثم تدعسها تحت قدمها مستطردة
وانا عايزاك في موضوع مهم
هتف مستنكرا فعلتها مرددا بذهول
موضوع ولا هباب انتي ازاي تعملي كدة اساسا وتدوسي ع النعمة
اقتربت سميرة بكرسيها لتجلس مردفة بعدم اكتراث
هما دقيقتين وهكلمك فيهم اتصبرهم شوية وبعدها نيل اللي عايز تنيله
تقلص وجهه بامتعاض ليرضخ مستسلما لإلحاحها والتقطت هي الإشارة لتدخل في حديثها مباشرة
بقولك ايه ابوك كلمني دلوقتي وعايزك تتلم انت وأمنية في اقرب وقت هيخلص الباقي من شقتك وهيكمل الناقص من جهاز البت عشان نخلص بقى.
نعم يا غالية
تفوه وبها ومال بوجهه نحوها يطالعها بنظرة كاشفة ليتابع بفراسة
دا مش كلام ابويا يامة دا اقتراحك اللي انتي اقنعتيه بيه صح ولا انا غلطان
ارتفع حاجبها لترد على سؤاله بإصرار وتصميم
لا يا خويا مش غلطان وانا عاملة كدة مخصوص عشان نختصر بقى ونقفل الصفحة اياها اللي انت عارفها كويس.
قلب عينيه بسأم وقد فهم ما ترمي إليه وهو قصته مع شهد لينكر بكذب مفضوح يدعي عدم الفهم
هتقولي بقى صفحة ونحزر ونفزر قاعدين في فوازير شريهان احنا!
بحنق يسري بداخلها فاجئته بأن امتدت يدها لتقبض على ذقنه پعنف فتضع عينيه ڼصب خاصتيها وتردد پغضب
بقولك ايه يا واد متلفش وتدور عليا انتي فاهمني وانا فهماك لازم تشيل البت دي من دماغك يا ابراهيم كفاية اللي حصل زمان وربنا ستر عليه مش نقلب في المدفون من تاني فوق بقى واصحى لنفسك ولا انت عايز المېت يصحى من قپره
نزع يدها ليهدر پغضب عاصف كازا على أسنانه بهمس حذر
مېت مين اللي ېخرب عقلك انتي عايزة توديني في داهية يامة
استدركت لوضعهما بداخل الشرفة وخوف ابنها المبرر إذا سمعهم أحد ما من الجيران فتنقلت انظارها للخارج بقلق لتعود اليه بمهادنة بعد ان فقدت حكمتها منذ قليل تعطيه الحق في غضبه منها لتربت بكفها على صدره مرددة
معلش يا حبيبي سامحني انا بس هاممني مصلحتك عايز اطمن عليك يا بني ريح قلبي ووافق بقى نفرح بيك مع بنت خالتك تتهنى معاها وتخلف عيال دي بتتمنالك الرضا ترضى يا حبيبي.
ظل على تجهم وجهه يناظرها بصمت وسخط غير متقبلا لما تفوهت به وزلة لسانها التي كادت ان تفصح بها لتكشف عن المستور وما ډفن بسره منذ سنوات.
بداخل غرفتها وقد كان يصلها صوت والدتها وهي ترحب مهللة بمجيء شقيقيها الاثنان تصيح بعفويتها وفرح الأم برؤية الأبناء بعد فترة طويلة من الغياب .
يا نور عيني يا حجازي عامل ايه يا حبيبي انت وعيالك وانت يا فراج بناتك كبروا ولا لساهم لسة صغيرين يا واد
اغلقت صبا فتحة الباب الصغيرة لتعود إلى صديقتها التي ما زالت تلازمها في الغرفة تتمتم بهمس حذر
ابويا حسه مش طالع وخواتي نفسهم حسهم واطي مع امي مش بيهزروا زي عادتهم.
عقبت مودة تخاطبها بدعم
قوي قلبك وخليكي واثقة في نفسك زي ما قال مستر شادي وافتكري هو موصيكي وقايلك ايه
أومأت برأسها تتذكر النصائح التي كان يشدد بها على اسماعها منذ قليل حينما حدثته في الهاتف بناءا على رغبته كما قالت لها مودة ليعطيها شحنة مكثفة من الدعم والمؤازرة ودفعة من الكلمات المشجعة كي تنفض عنها غبار الضعف وتأثرها بما تناقلته الصفحات المغرضة من بهتان واثم في حقها فتستعيد شخصيتها الواثقة وتجهز نفسها لمواجهة الإعصار القادم.
يا صبا بت يا صبا تعالي سلمي على خواتك.
جاءها الصوت البعيد كمحفز لخلاياها العصبية ومنشط قوي لذهنها تحضيرا للنزال الشرس
تمتمت بالأدعية قبل أن تتوجه بالسؤال نحو مودة
طب انتي هتمشي ولا هتستني
ردت بجرأة جديدة على طبيعتها المسالمة
انا معاكي ومش همشي غير لما اطمن عليكي وحتى لو فيها طردي برضوا مش ماشية.
ابتسامة ابتهاج ارتسمت على وجه صبا مع زفرة مطولة تسحب به شهيق مكثف ثم تطرده لتخفف به توترها وتعيد التمتمة بالأدعية وهي تفتح الباب ذاهبة نحو تحديد مصيرها
انت المعين يارب .
كما كانت تتوقع حينما خرجت لتستقبلهم مرحبة كانت الهيئة الظاهرة لهم لا تبتعد ابدا
متابعة القراءة