متيم بها لأمل نصر

موقع أيام نيوز


عارفة بس حسيت كدة!
تبسم بزاوية فمه يتابع عبوس وجهها المختلط بحمرة الخجل الطبيعي منها فتجعلها شهية كقطعة الحلوى وتزداد سحرا على سحرها ويزداد هو بؤسا. 
تنهد بثقل وهو يبتعد ليجلس على مكتبه ليخاطبها بجدية
انا فهمت وجهة نظرك يا صبا بس للأسف أنا مش فاضي دلوقتي عشان اتأكد بنفسي عندي اجتماع بعد نص ساعة تقريبا وطبعا مش هينفع تستنى لبكرة....

ناظرته بعدم فهم وهو يطرق بأطراف اصابعه على سطح المكتب بتفكير قبل أن تنتبه إليه قائلة
طب ما اروح انا واجمع البيانات بنفسي....
احتدت عيناه فجأة يود الرفض بشدة رغم ان هذا من صميم عملها ولكنه لا يريد لها الخروج وتوسيع دائرة محيطها في الفندق الصخم والذي هو بمثابة دنيا أخرى يخشى عليها من كل شيء به فهو بالكاد يتقبل عملها به رغم أنها تحت عينيه.
لو مش موافق اكيد براحتك. 
قالتها بيأس حينما طال صمته ليجيبها اخيرا مضطر 
ماشي يا صبا انا هتصل بشيف المطبخ يستناكي ويقولك على كل حاجة محتاجها المطبخ من جديد عشان تدوينها ومدام ميري كمان ودي سهلة وممكن تعرفك بيها صاحبتك .
اشرق وجهها بابتسامة لم تستطع كبتها ليردف لها بحزم
بس خلي بالك تخلصي وتيجي بسرعة يا صبا عشان تنجزي باقي الشغل .
اومأت برأسها بتفهم ولكنه استطرد بقلق
يا ريت تسمعي كلامي ومتخلتطيش بأي حد صاحبتك لو فاضية تجي عندك هنا.
ناظرته بتساؤل واستغراب ولكنه لم يعطيها فرصة ليردف مجددا
سمعاني يا صبا وفاهمة كلامي. 
رددت على الفور خلفه
سمعاك والله وفاهمة كمان .
سمعها وظل متسمرا بالنظر إليها يريد التراجع ولكنه استسلم في الاخير ليعود لعمله متنهدا بثقل يتمتم بالاستغفار مجددا
في
الجناح الأسطوري والذي كلفت اليوم بترتيبه تغير الشراشف لأخرى جديدة تلملم الملابس التي تحتاج لتنظيف وتضع كل شيء في مكانه ثم تدور بالمكنسة الكهربائية الكبيرة على السجاد الضخم وبنفس الوقت ترد على محدثتها في الهاتف الذي تضعه في جيب اليونيفورم وتكتفي بالسماعات فوق الأذن لتؤدي الغرض
ايوة يا صبا زي ما بقولك كدة هو الجناح دا بس اللي فاضل معايا يعني كلها عشر دقايق واخلص..... طب بقولك ايه ما تيجي وانا هنزل معاكي عند مدام ميري..... تمام على ما توصلي اكون انا خلصت.
أنهت المكالمة واندمجت في عملها حتى توقفت فجأة تتناول هذا الساعة الرائعة التي وجدتها أسفل الكمود 
وضعتها على كفها تتأملها بانبهار وعدم تصديق مغمغمة
يا لهوي عليا وعلى سنيني ساعة وفيها فصوص الماظ دي لو بعتها هتحل كل مشاكلي ومش بعيد ااشتري بيها بيت تاني غير بيتنا .
بس بس إيه اللي بتعمله دا يا ولد هتموتها.
هتفت بها نور بارتياع وهي ترفع رامي وتبعده عن توأمه رنا والاخر يقاوم بغيظ
سيبني سيبني خليني اخلص عليها زي ما بوظت لعبتي.
نهضت رنا تقارعه بتحدي
احسن احسن عشان تبطل تبعدني ومتلاعبنيش معاك .
كلماتها زادت من اشتعال الاخر ليصيح ساخطا وهو يحاول أن ينزع نفسه من نور التي كانت تجاهد للسيطرة على أعصابها التي كانت ترتخي من فرط ضحكاتها
هموتها لازم اموتها سيبيني يا طنت. 
يا بني حرام عليك تعبت إيدي. 
قالتها نور مقهقهة بتعب حقيقي مع ۏجع ذراعيها قبل أن تلتف هادرة بالصغيرة التي كانت تقف متخصرة أمام شقيقها باستفزاز
يا بنتي ابعدي عنه اخوكي متعصب بجد .
ولجت زهرة لغرفة الصغار مجفلة على الأصوات لتردد نحوهما
إيه في إيه هببتوا إيه تاني
ردت نور تستنجد بها
اللحقيني يا زهرة ابنك عايز ېقتل اخته وېموتها.
لملمت زهرة ابتسامتها بصعوبة وقد أشفقت على نور من فعل توأمها المزعج ف هدرت نحو ابنها بحزم
اهدى يا ولد وفهمني اللي حصل بهدوء وانتي يا نور سيبيه
سمعت الأخيرة لتتركه على الفور بعد أن هدأت حركته ورد رامي بانفعال
بنتك يا ماما بوظتلي اللعبة وانا لازم اخد حقي منها.
نقلت زهرة بأنظارها نحو ابنتها التي كانت تناظرهما بشجاعة زائفة تدعيها في كل مرة تخطأ فيها سألتها زهرة رغم علمها المسبق بالإجابة
بوظتي لعبة أخوكي ليه يا رنا
زفرت الصغيرة تقلب مقلتيها قبل أن تجيبها ببساطة 
انا بس لعبت بيها هي بقى اللي باظت لوحدها هعملها إيه
كزت زهرة على أسنانها وصاح رامي بوجه أحمر من الڠضب
شايفة يا ماما اهي بتنكر اهي زي كل مرة عشان لما اقولك ان هي اللي بوظتها تبقي تصدقيني. 
خاطبته زهرة بمهادنة
يا حبيبي هدي اعصابك شوية دي باردة وهتشلك.
يعني وبعدين هاخد حقي ازي
صاح بها بصوت عالي اجفل نور التي تماسكت بصعوبة لتتابع زهرة ومحاولاتها في التوفيق بين الإثنين حتى صرفتهما وغادرا الغرفة ولم يتبقى سوى ظافر أصغرهم فقد كانت تحمله على ذراعها تناولته منها نور فور أن جلست بالقرب منها على تخت رنا وقالت تخاطبها بحرج
سامحيني يا نور لو تعبوكي الأولاد دول بس انتي شوفتي بنفسك انا تعبت وفاض بيا منهم.
تأثرت الاخيرة تقبل ظافر الصغير قبل أن ترفع رأسها إليها وتقول
يا ستي ربنا يخليهمولك اينعم هما اشقيا لدرجة غبية بس حلوين والله ودمهم خفيف.
رددت خلفها زهرة بتعب
دمهم خفيف إيه بس دول مصايب هما الجوز طب تصدقي بإيه إن جوز المتخلفين دول كانوا بيتخانقوا مع بعض وهما في بطني ومن قبل ما يتولدو!
مش معقول!
تفوهت بها نور شاهقة بذهول وردت زهرة بتأكيد
وربنا زي ما بقولك كدة انا كنت بحس بيهم وبرفسهم جوايا دا انا طلع عيني فيهم لدرجة اني حلفت بيني وبين نفسي إني توبة ومش هكررها تاني بس ربنا بقى أراد اني اخلف بعدهم الأستاذ ظافر رغم كل الإحتياطات اللي اخذتها تقدري كدة تقولي إنه جه غلطة.
تبسمت نور تردد وهي تقبل الطفل
والله أحلى غلطة طب يا ريت كل الغلطات حلوة وجميلة كدة يا ختي قمر يا ناس.
طالعتها زهرة بابتسامة ضعيفة لتقول بحرج
ربنا يكرمك يارب وتغلطي انتي كمان. 
توقفت نور تحتضن الطفل بقوة متسائلة
تفتكري دا ممكن يحصل فعلا انا قربت افقد الأمل يا زهرة.
هتفت الأخيرة ترد بانفعال
وميحصلش ليه بقى انا سمعت كذا مرة من جاسر ان لا انتي ولا مصطفى حد فيكم فيه عيب.
هو فعلا زي ما بتقولي كدة لكن مع ذلك ماشين في السنة التامنة من ساعة جوزنا أهو ومفيش أي حمل بيحصل.
قالتها نور ثم توقفت بنتهيدة كبيرة خرجت من عمق ما تحمله بداخله من ألم وشردت بعينيها بعيدا تضيف
صعبان عليا أوي مصطفى بېخاف حتى ما يلعب مع طفل من أولاد عدي لتتحفه والدته بتعليق مستفز ولا بنظرة غامضة من مرات اخوه الغريبة دي رغم اني بشوفه بنفسي وهو عينه اللي هتطلع عليهم صعبة قوي دي يا زهرة... 
قالتها وختمت بدموع سقطت منها مسحتها سريعا لتتمالك أمام زهرة التي ربتت بكفها على ذراعها تقول بتحفيز وهي تنهض
خلي أملك كبير بالله يا نور بطلي التفكير اللي يتعب ده وقومي يالا معايا خلينا ننزل نحصل الجلسة عند جاسر وكاميل.....
قطعت على سماعها لصوت صړاخ قادم من الغرفة المجاورة توقفت لبرهة وقد علمت مصدر الصوت لتكز على أسنانها تهدر ساخطة پغضب
يا ولاد ال..... تاني برضوا.
قالتها وخرجت من الغرفة راكضة نهضت نور هي الأخرى مخاطبة ظافر الذي مازالت تحمله بين ي ديها
تعالى يا حبيبي نلحق اخوك قبل ما يخلص على اختك!.... يا نهار أبيض دا انا کرهت الخلفة بجد عشانهم جوز المصاېب دول.
وصلت صبا بالقرب من الجناح المقصود لتتوقف مخاطبة صديقتها عبر الهاتف
انا وصلت يا ست مودة خلصتي ولا لسة خدي بالك انا مش هستني كتير........ طب يالا بسرعة بجى خليني اشوف الريسة بتاعتك دي واخلص مهمتي.... تمام.
انهت المكالمة تزفر بضيق متجنبة النظر حولها لتتجاهل النظرات المصوبة ناحيتها من المارة بجنساتهم المختلفة إن كانو عرب او أجانب او حتى مصرين أثرياء فهذا الطابق لا يحتوي بغرفه سوى الصفوة أما البشر العادين فلن يكونوا هنا سوى موظفين أو عمال من الفندق 
زفرت بارتياح فور ان رأت مودة وهي تخرج من الجناح بعدة العمل التي تحملها معها تبسمت لها المذكورة وهي تخطو لتقترب منها 
قبل أن تجفل كالبلهاء وتتعلق عينيها بهذا المهيب الذي خطا يتخطاها ليدلف خلفها داخل الجناح فرددت تبتسم بهيام نحو الأخرى فور أن توقفت أمامها
يا لهوي يا بت يا صبا شوفتي الباشا اللي عامل زي نجوم السيما دا
القت صبا بنظرها نحو باب الجناح الذي دلف منه الرجل تقول بضيق واستخفاف
باشا بجى وكلام فاضي ما تلمي نفسك يا مودة وسيبك من سهوكة البنتة دي.
كشرت لها الأخرى تقول بإحباط
يا باي عليكي يا صبا مفيش مرة كدة تمشي معايا ع الخط وتفكي شوية احنا بنات على فكرة ودي حاجات عادية بالنسبالنا ولا انتي
مش بنات
لا طبعا مش بنات.
قالتها صبا بمناكفة وافتر ثغرها بابتسامة رائعة تتابع لها
ما تحاوليش معايا يا ماما انا حالة ميؤس منها اساسا 
يعني تاخديها من جاصرها وخلينا نشوف شغلنا يا حبيبتي .
لوت ثغرها بامتعاض لترد وهي تتناول الهاتف من جيب ملابس العمل
طب استني دقيقة يا ختي على ما اتصلك بالست واشوفها قاعدة فين بالظبط لتكون.....
فطعت فجأة على صيحة أتت من خلفها تجفلها
انتي يا بت انتي فين الساعة
بتاعتي
الټفت مودة پذعر نحو محدثها لتجيبه بتلجلج
ننعم حضرتك ساعة إيه
اقترب بوجه غاضب يرد باستهجان
نعم يا ختي إنتي هتستعبطي...
هتفت به صبا غاضبة
لو سمحت خلي بالك من اللفاظك. فمفيش داعي للغلط عايز الساعة يبقى تسأل بذوق. 
رفع عدي أنظاره من مودة لتقع عينيه على صبا التي كانت خلفها ولم ينتبه لها سوى الان فخرج سؤاله نحوها بتحفز
إنتي مين
واجهته بعينيها الجميلة تجيبه بتحدي
وانت مالك
قالتها ببساطة أجفلته لتجول انظاره على الوجه الخمري ولون العيون المميز ثم هبطت عليها وعلى ما تريديه بجرأة أزعجتها حتى اشتعلت لتصبح القطة التي على وشك الإنقضاض بخصمها فخرج سؤاله الثاني بتأني
إنتي شغالة هنا
وانتي مالك إن كنت شغالة هنا ولا مش شغالة مالك بيا أساسا
قالتها صبا بحدة أرعبت مودة لتهتف بالاخر بصوتها المهزوز
يا سعادة الباشا لو ع الساعة أنا هدخل حضرتك اشوفهالك جوا أكيد يعني هكون سندتها في حتة وانا بنضف الجناح عن اذنك اروح اشوفها. 
روحي وانا مستنيكي هنا.
قالها وعينيه لم ترفع عن صبا التي كانت تزفر بحريق من سماجة ووقاحة هذا الرجل الغريب لتشيح بوجهها عنه في تجاهل صريح منها نحوه.
أما عن الأخرى فبداخل الغرفة وبحركة سريعة ادعت انها تبحث عن الساعة قبل على تجثو على ركبتيها لتخرجها سريعا بخفة من المكان الذي وجدتها فيه ثم صاحت بصوتها العالي
انا لقيتها لقيتها هنا تحت السرير يا فندم. 
قالت الأخيرة وهي تخرج من الغرفة بلهفة لتعطيها له تناولها منها يتفحصها جيدا ثم سألها بريبة
ولما هي تحت السرير ما لقيتهاش ليه من الأول وانتي بتنضفي
ابتلعت ريقها مودة لتجيبه وقلبها يرتجف من الخۏف
اصلها كانت مزنوقة في مكان مداري خدت بالي دلوقتي بس منه.
صمت يحدجها
 

تم نسخ الرابط