متيم بها لأمل نصر
المحتويات
ام حسن.
ست ام حسن!
تمتمت بها مجيدة باستغراب اول مرة تسمعها قبل أن تتجه نحو المذكور والذي نهض عن مقعده على مضض يقول
انا مش متعتع من هنا غير لما اطمن!
بفراسة شاكسته مجيدة
على مين بالظبط يا حبيبي
ارتبك قليلا من نظرتها الكاشفة له ليرد بجدية يدعيها
على عبيد طبعا يا ماما دا في العناية المركزة واحنا في عرض خبر كويس عنه وشهد برضوا.
خاېفة
سألتها زهرة باهتمام وهي تراقب ارتباكها الملحوظ وتوترها بجلستهن في غرفة الإنتظار بعيادة الطبيبة النفسية فخرج ردها بانفعال
ع الفاضي!
غمغمت بها زهرة لتتابع
في إيه يا نور مش احنا برضوا اتفقنا ان الزيارة دي هنعتبرها مجرد تعارف مع الدكتورة ولو يا ستي معجبكيش الوضع او القعدة إمشي ومتجيش تاني
اه ويرجع بقى مصطفى يجيب اللوم عليا اني مصبرتش ولا نفذت رغبته انا مش فاهمة هو ليه ميحولش رغبته دي للجواز من واحدة تانية تخلفلوا الطفل اللي بيتمناه ليه موقف حياته مع واحدة مفيش منها رجا زيي.
خلي بالك يا نور انتي كدة بتلفتي نظر الناس إليكي وانتي واحدة مشهورة ومعروفة ميغركيش التمويه اللي انتي عملاه بالنظارة السودة ولا الطرحة اللي لفاها على وشك لا يا حبيبتي انتي كدة ممكن تتكشفي والستات دول حتى لو مستوى عالي وراقين برضوا مش هيتأخروا انهم يشيروا ولا يعمولوها رواية عنك بالاشاعات.
اديكي قولتيها بنفسك يا زهرة خليني امشي بقى انا مش مستريحة.
بدعم منها قبضت زهرة على كف الأخرى تخاطبها بحنان
يا حبيبتي بس اصبري انا كنت زيك كدة في الأول وجاسر هو اللي غصبني ع الدكتورة هنا وكان احسن قرار منه لأني بصراحة بقيت انسانة تانية معاها اتخليت عن الخۏف وعن كل شيء بيزعجني اعتبري انك بتتكلمي مع نفسك انسي انها دكتورة هو انتي مبتحبيش تتكلمي مع نفسك
استاذة نورهان دورك يا فندم..
هتفت بها مساعدة الطبيبة لتقطع عنها شرودها نهضت زهرة قائلة
ياللا يا أستاذة نورهان خلينا ندخل قبل ما ترجعي في كلامك ولا تهربي.
في داخل حجرة الطبيبة التي جلسن أمامها هي وزهرة التي تبادلت حديثا ودي سريع معها قبل أن تعطيها انتباهاها كاملا وتحدثها بابتسامة رائعة
بادلتها نور الأبتسام باضطراب لترد التحية وكفيها تفركهما پعنف أعلى حجرها.
ميرسي العيادة منورة بيكي طبعا يا دكتورة.
رمقتها الطبيبة بصمت قليلا لتزيد من تورترها قبل أن تسألها بلهجة رقيقة
ليه الخۏف والقلق دا كله
ردت بدفاعية وصوت مهزوز
لا طبعا انا مش خاېفة وإيه اللي يخليني اخاڤ ولا اقلق يعني
تدخلت زهرة قائلة
انا من أول ما جينا بفهمها ان الموضوع أبسط بكتير مما تتخيل بس هي مش مقتنعة.
انا جيت ضد رغبتي عشان بس ارضي جوزي .
قالتها نور بحدة قابلتها الطبيبة بهدوء لتخاطبها بتروي
قالتلي زهرة على فكرة وانا مش هضغط عليكي في أي كلام اقولك انتي متتكلميش خالص النهاردة في أي حاجة تخصك وقت الجلسة ده انا خليه كلام ستات بيني وبينك وزهرة.
قطبت نور تطالعها بعدم فهم والطبيبة لم تعطيها فرصة فقد تجاهلتها واتجهت مخاطبة الأخرى
ها يا ست زهرة عاملة ايه مع ولادك
إدخلي يا مودة ادخلي بيت ومطرحك يا حبيبتي.
هتفت بها ميرنا وهي تتقدم الأخرى داخل منزلها لتشعل الإضاءة دلفت الأخرى خلفها لتكتم شهقة الإنبهار داخلها رغم جحوظ عينيها وتدلى فكها بشكل ڤاضح تبسمت ميرنا
بسعادة داخلها لتجلس واضعة قدما فوق الأخرى على الأريكة البيضاء العصرية لتدعوها
إيه يا بنتي هو انتي هتفضلي لازقة كدة على مدخل الشقة ما تحركي رجلك دي وتعالي اقعدي جمبي هنا .
سمعت مودة لتبتلع ريقها في محاولة لإدعاء الرزانة والتحلي ببعض الزوق في قولها
بسم الله ما شاء الله شقتك حلوة أوي انا مكنتش اعرف انك غنية كدة.
اطلقت ميرنا ضحكة مدوية لتقول
وهو انا لو غنية يا هبلة زي ما بتقولي كدة كنت قعدت في الشغل وخدمة اللي يسوى واللي ما يسواش
أمال إيه
تمتمت بها بعدم فهم وردت الأخرى بعد أن أشارت لها بيدها كي تجلس على المقعد المجاور لها
يا بت افهمي الشقة دي هي الحاجة الوحيدة اللي استفدت بيها من جوازتي الأولى يعني مش ورث من بابا ولا ماما انا وحيدة ومليش حد زيك يا مودة.
رددت مودة من خلفها
وحيدة زيي طب ازاي أمك اللي سابتك ولا والدك
سؤالها كان به نوع من الغباء استفز ميرنا ولكنها حافظت على هدوئها حتى لا تنجر للمنطقة الخطړة في تاريخها
امي بقى ولا أبويا المهم اني وحيدة وخلاص يا مودة انا وانتي بنصارع الحياة بطولنا أمال انا ليه حبيتك وډخلتي قلبي عشان ظروفك تشبهني.
بابتسامة مستخفة ردت مودة باستهجان
اشبهك فين بس وازاي يا ميرنا انا فين وانتي فين انا ساكنة في اوضة معفنة فوق السطح مع ستي اللي بتعد
عليا اللقمة في الأكل وانتي ما شاء الله في شقة طويلة عريضة دا حتى في الشكل انتي جمال وحلاوة وجسم ولا المليكان وانا جس مي واقع وقصيرة......
هتفت ميرنا تقاطعها بانفعال تدعيه
بطل عبط يا بت وخلي عندك شوية ثقة في نفسك اتعلمي يا ختي من المنيلة اللي بتمشي معاها.
صبا!
ايوة صبا شوفي يا ختي التناكة والعنجهية اللي هي فيها.
التوى ثغر مودة باستياء تردف للأخرى
وغلاوة النبي عندك يا شيخة بلاش تريقة وانا اجي حتى ربعها عشان اقلدها
انتفضت ميرنا لتنهض وتنهضها معها لتقول بتحفز
بقولك ايه يا بت انتي انا النبرة دي محبهاش قومي دلوقتي معايا هأكلك أكلة معتبرة وبعدها هوضبك واخليكي واحدة تانية عشان تعرفي ان السر في الاهتمام مش في الهبل اللي انتي بتقوليه ده.
بلهفة وعدم تصديق قالت مودة
انتي بتتكلمي جد يا ميرنا.
ردت تجيبها بثقة
وجد الجد يا روحي دا أنا ميرنا يا بت والأجر على الله.
في اليوم التالي صباحا
خرجت صبا من المصعد في طريقها لمغادرة المبنى بعد أن اطمأنت صباحا على والدة شادي ونيته في الذهاب للعمل لتأخذ قرارها في الفعل مثله كانت تعدو بخطوات مسرعة حتى تلحق بأتوببس الفندق حتى أنها لم تنتبه له وقد كان يتابعها من الجهة الأخرى جهة الدرج الذي هبط منه خمس أدوار حتى لا ينضم معها في هذه المساحة الصغيرة غير عابئا بتعب أقدامه يكفيه تعبه الداخلي والصرعات التي تدور بعقله منذ قولها مساء أمس وفعلها اليوم لقد كانت على استعداد للتغيب عن دوام عملها من أجله! أيعقل أن تكون تعلقت به أم هو التعود أم هو إفتقاد للأمان في غيابه أم أنه! يا إلهي يشعر برأسه على وشك الانفجار من كثرة التخمينات والتكهونات تنهد بثقل شديد فقلبه لا يحتمل املا كاذبا يعد نفسه به هي كالنجمة رغم قربها منه وهو المثقل بهموم ومسؤولية كبيرة وجد نفسه مزروعا به ولا يستطيع التنصل منها هذا بالإضافة إلى العديد من الفروق الهائلة بينهم.
سحب شهيق طويل ليعود لواقعه متمتما بالإستغفار قبل أن يخرج من المبنى حتى يلحق بها ولكن بسيارته المتواضعة يتمنى لو يأتي اليوم لتشاركه بها.
استيقظت شهد من نومها على اثر الحركة التي كانت تشعر بها حولها فتحت عينيها للضوء لتلتقي بفيروزتي صديقتها المشاكسة دوما والتي اصرت وفعلت بأن باتت ليلتها معها رغم اعتراض التمريض ومسؤلي المشفى.
صباح الخير يا بيضة انتي صحيتي
قالتها لينا وهي تجفف بالمنديل الورقي على وجهها الذي بللته بالماء منذ قليل اعتدلت الأخرى بجذعها على الفراش الطبي تجيبها بابتسامة
يا صباح القلش والأستظراف العروسة باين نومة الكنبة عجبتها فقايمة مصحصحة بدري بنشاط.
ضيقت عينيها لينا تطالعها بغيظ اثار ابتسامة شقية على ثغر شهد لتهتف بها
بذمتك مين فينا اللي بيقلش دلوقتي ولا مين فينا اللي قايم رايق من الأساس
تمطعت شهد لتفرد بذراعيها وتثنيهم مصدرة أصوات بدلع وهي تقول
يا ستي بقى مرة من نفسي ابقى رايقة واهو عشان تتأكدوا اني كويسة واستحق الخروج من امبارح.
تغيرت ملامح لينا لتأخذ وضع الجدية وهي تقترب لتجلس على طرف فراش الأخرى تقول
لا انتي مش كويسة يا شهد وبلاش تكابري....
همت لترد الأخيرة ولكن لينا أوقفتها متابعة
بقوولك بلاش تكابري..... انتي بتضغطي على نفسك كتير وانا بفوت لكن في دي مينفعش انتي عارفة وانا عارفة كويس قوي انك تعبانة ولازملك بريك عشان تفصلي شوية مفيش حد كبير ع التعب .
ردت شهد تدعي التفكه
الله يا ست لينا دا انتي بقيتي محللة نفسية جامدة بقى ايه يا عسل دي مكنتش وقعة دي اللي وقعتها امبارح وخلت الكل يقلق عليا.
لم تستجيب لها لينا وقالت بإصرار
متحاوليش تهربي بالهزار ولا تاخذيني في دوكة زي عوايدك انا مش غبية عشان مكونش فهماكي اللي انتي بتعمليه ده اسمه اڼتحار.
اڼتحار!
أيوة اڼتحار انتي لازم تشوفي نفسك وتفكري فيها محدش هينفعك لو وقعتي.
عبارتها الأخيرة أصابت شهد في الصميم لترد بشبه ابتسامة ليس لها معنى قائلة
اللي يشوف العقل والرزانة دلوقتي ميشوفش الجنان بتاع امبارح وانتي ماسكة في خناق الظابط.
ظابط!
هتفت بها لينا باستنكار لتتابع
دا لا يشبه ولا حتى يليق عليه بأسلوبه البيئة المستفز ده.
ردت شهد ساخرة
بيئة ومستفز كمان! واسم الله عليكي انتي بقى اللي راقية ومن جاردن سيتي يا بت دا انتي ډخلتي في الراجل امبارح زي القطر ولولا الست والدته واخوه موجودين لكنتي لمېتي علينا المستشفى بزعيقك.
استشاطت لينا ڠضبا لتهدر بها
طب والنعمة يا شهد لو ما لمېتي لسانك الطويل ده لكون مطلعة عليكي القديم والجديد ولا يهمني تعبك ولا مستشفى وزفت.
قالت شهد لتزيد من استفزازها
بجد! طب ما توريني كدة.
بغيظ وتوعد نهضت لينا تقفز لتحط بكفتيها الباردتين تدعي خن قها مع علمها الأكيد أن اللمس في هذه المنطقة عند شهد يصلها كدغدغة لا تحتملها لتنطلق ضحكات شهد بصوت عالي ونبرة طفولية بعيدة عن شخصيتها الجادة وهي تتوسلها
خلاص يا مچنونة شيلي إيدك اللي عاملة زي التلج دي مش قادرة اتحمل.
بعند طفولي ردت لينا بابتسامة تكتمها
لا مش هشيل عشان تحرمي تتحديني مرة تانية يا اللي عاملة فيها سبع رجالة انتي.
اصوات الضحكات والمرح بصخب منهن كان يصل لخارج الغرفة حتى تفاجأ به حسن الذي طرق بخفة وهو يدفع الباب ليلج داخل
متابعة القراءة