متيم بها لأمل نصر

موقع أيام نيوز


تحليها.
صفقت باب الغرفة التي غادرتها لتسرع بخطواتها حتى وصلت إلى جزء مختصر عن الأعين لتتوقف ضاربة بكف يدها على الحائط بزمجرة مكتومة بحلقها تود التعبير عما يجيش بصدرها پصرخة عالية تهز اركان الفندق وما يحاوطه من مباني لقد فاق الأمر توقعها وخرج كل شيء عن سيطرتها بعد ان كانت كالملكة بين اقرنائها بمكانة تحسدها عليها الفتيات من زميلاتها سلطة تدعمها حتى أمام مديرها مكاسب خيالية بالعملة الصعبة كانت تنهمر عليها بأقل جهد حتى لقبت نفسها بجارية الملوك التي تأخذ من المنافع المادية وعلاقات السلطة مما يسهل عليها كل أمر صعب يواجهها لقد صدق احساس الخطړ بداخلها منذ أن رأت هذه الفتاة عدي عزام اصبح يحيد عن طريقه المعتاد لنيل امرأة تعجبه بل انه يتجه لناحية أخرى لو سلكها سوف تكون الخسائر وقتها اكبر من ذلك كثيرا....

زاد بعينيها التحدي ووعيد يصدح داخلها بقوة
أنها لن تنتظر أو تسمح لهذا اليوم أن يأتي وان حدث لن تكون الخاسرة الوحيدة.
عليا وعلى أعدائي.
خرج مدبولي بوجه متجهم والعرق يغطي جبهته وأعلى قميصه في الأمام والخلف وقد بدا عليه الإجهاد بشدة لوح كفيه بيأس جعل أمين يدمدم بتساؤل
معقول يعني ملقتهوش خالص.
خرج صوت الرجل بجدية
يا فندم احنا قلبنا الأوضة ومخليناش حتة لدرجة اني كنست الأرضية بالمقشة وبرضوا مفيش أي أثر.
تدخلت العجوز بينهما سائلة
لهو انتوا بتدوروا على إيه.
تجاهلها أمين لينهض ذاهبا نحو الغرفة التي كانت مقلوبة رأسا على عقب نتيجة البحث المضني ومودة على الأرض تغطي بسترتها على عينيها وجسدها يهتز من فرط بكاءها المكتوم.
بعادة اكتسبها على مدار سنوات عمله اخفى أمين تعاطفه ليهتف بها بصرامة
مودة كفاية بقى خلينا نمشي. 
كشفت عن عينيها التي احتقنت بأثر الدموع لتقول بصوت مبحوح باستجداء
والله العظيم كنت حطاه هنا والله ما خرجته من الجيب ده ولا شوفته بعدها ھموت واعرف هو راح فين دا ملهوش أثر في أي حتة روحتي في داهية يا مودة روحتي في داهية. 
كتلة كثيفة من الهواء طردها أمين بزفرة مشبعة بإحباطه يزداد يقينه بأن هذا الأمر به شيء ما وقد ساهم غباء هذه الفتاة في إيقاعها. 
خرج من شروده على صوت المرأة جدتها والتي صاحت تولول وهي تتأمل محتويات الغرفة
يجيكي ويحط عليكي يا بعيدة قلبتي الأوضة من فوقيها لتحتها ليه يا بت يكونش بتدورا على كنز انا قلبي حاسس من الأول دخلة الرجالة الغريبة دي أكيد وراها مصېبة. 
يخربيتك بجد يا شيخة
غمغم بها للمرة الثانية فهذه المرأة بأفعالها قادرة على جعله يرتكب چريمة في حقها وهو الذي كان يحترم قبل ذلك كبار السن هذا قبل أن يراها تخلى عن افكاره السيئة ليسألها بعملية ربما يأتي من خلفها بفائدة ما
بقولك ايه يا حجة طب أنا كنت عايز أسألك لتكوني لقيتي خاتم مرمي هنا ولا في أي حتة من الشقة
شهقت بصوت جعله يعتقد أنها على حافة خروج روحها قبل أن تلتف نحو مودة صاړخة
يا بت الكلب لهو انتي اشتريتي خاتم دهب كمان وضيعتيه طب كنتي ادهولي عشان اشيلهولك
بغيظ شديد التف نحو مدبولي يأمره بحزم وقد فاض به من مهاترات المرأة
يا للا يا مدبولي اسحب مودة خلينا نمشي اسحبها يا بني قبل ما تطلع ارواحنا احنا.
هو دا كل اللي حصل.
ختمت بهذه العبارة بعد أن قصت عليه كل ما حدث من البداية حتى دخولها منذ قليل لغرفة عدي عزام وظل صامتا على وضعه لمدة من الوقت قبل أن يخرج صوته ويسألها بهدوء مريب
روحتي قابلتي عدي عزام في المطعم لوحدك يا صبا.
ما انا قولتلك ع السبب.
سبب إيه
هتف بها ليستطرد وكأنه تحول لشخص آخر 
كان لازم تشوريني الاول مينفهش تتصرفي من دماغك حتى لو كان غرضك شريف على الأقل كنت روحت معاكي انتي غلطتي غلطتي يا صبا.
عشان عايزة اساعد صاحبتي.
محدش طلب منك تتخلي عنها رغم اني مينفعش نعفيها من مسؤلية المصېبة اللي حطت نفسها فيها احيانا بتكون أخطاء صغير واحنا بنعتبرها تافهه ومع ذلك ممكن توصل بينا لحبل المشنقة لما نستهون بيها.
كطفلة مذنبة لم تقوى على مجادلته وقد علمت ألان فقط بصحة قوله لتطرق برأسها غير قادرة على المواجهة فتابع بتأنيب
وكمان بتدخلي قسم الشرطة يا صبا ابوكي لو عرف..
قاطعته سريعا بارتياع
هيقطع علاقتي بيها نهائي ومش بعيد يرجعني البلد
ضړب بكفه على سطح المكتب ورأسه دارت للأعلى يستجدي صبرا وتماسكا حتى لا ينفجر بها فتابعت هي بتبرير
وعلى فكرة بقى انا جيبت المحامية النسوية دي مخصوص عشان تتكفل بالدفاع عن مودة وبالمرة تعرف رأيها في عرض الست دي صاحبة الخاتم من غيرما ادخلها انا.
لكن ساعتها بقى قابلنا حضرة الظابط أمين الله يخليه سهل علينا الدنيا وخلانا......
أمين مين
صړخ مقاطعا للمرة الثانية لتنتبه هي على انقلابه المفاجئ مرة أخرى وكان ردها بعفوية
حضرة الظابط أمين أخو حسن خطيب شهد ما هو شافني يوم الخطوبة وعرفني. 
ظل متسمرا أمامها بهيئته الغير طبيعية لمدة من الوقت أثارت قلقها قبل أن يشعر بنفسه وينهض عن مقعده يفاجائها باستئذانه
انا ريقي نشف ورايح اشرب ميه.
طالعت اثره حتى اختفى لتغمغم بتساؤل مع نفسها
هو ماله اتعصب جوي كدة لما جيبت سيرة الظابط أمين
في منزل أنيسة وقد اجتمعت بنصفها الثاني مجيدة التي زارتها اليوم خصيصا بحجة الاطمئنان على صحتها
ها يا حبيبتي وعاملة ايه النهاردة بقى
بابتسامة عذبة لا تفارقها ردت 
الحمد لله يا حبيبتي ربنا ما يحرمني منك ولا من دخلتك عليا اقسم بالله انا بفرح من قلبي لما بتجيني بحس ان اعرفك من زمان يا مجيدة 
ردت الأخيرة بصدق ما تشعر
نفس اللي بشعر بيه والله انتي طيبة اوي يا أنيسة وشكلي انا كمان طيبة عشان اتلميت عليكي.
بضحكة من القلب رددت من خلفها
اووي اووي يا مجيدة بس بصراحة بقى انتي عفريتة بتعرفي توصلي للي انتي عايزاه .
أنااا.
قالتها مشيرة بكفها نحوها لتردف ببراءة
طب دا انا حتى غلبانة وربنا .
للمرة الثانية رددت من خلفها وكأن عدوى الفكاهة اصابتها
اوي غلبانة اوي يا مجيدة.
اطلقت الاخيرة ضحكة رنانة لتعلق عليها
الله يا أنيسة هو انتي اتعلمتي الشقاوة ولا ايه .
أكيد منك.
قالتها لتشارك الأخرى بالضحك من قلبها حتى خرجت إليهم لينا من الغرفة بملابس العمل لتعلق بابتسامة لهما
يا ما شاء الله ضحككم جايب لاخر الشارع ما تبسطونا معاكم يا بشړ.
ردت مجيدة بابتسامة لرؤيتها التي تبهج القلب
يا ختي ربنا يبسطك وتنولي اللي بتتمنيه يا لينا يا قمر انتي مقولتيش بقى عاملة ايه
ردت وهي تعلق الحقيبة على كتفها
بخير والحمد لله يا طنت ربنا يخليكي مضطرة اسيبكم عشان الشغل.
روحي يا بنتي ربنا يباركلك.
قالتها وانظارها اتجهت نحو السلسال الذي ترتديه في الأعلى وظلت صامتة حتى غادرت لتسأل أنيسة بمكر
حلوة أوي السلسلة اللي لا بساها لينا دي كف وخرزة زرقا أكيد
عشان تحميها من الحسد. 
أنيسة والتي لم تكن منتبه هذه المرة ردت بعفوية وهي تتناول فنجان قهوتها
اه طبعا ما هي كانت بتجمعهم من مرتب شغلها ايام الجامعة ابتدت بالسلسة وبعدها الكف والعين الزرقا و..... اي ده تصدقي ان اول مرة اخد بالي ان القلب مش موجود انا لازم اسألها لما تيجي. 
يا ختي وتسأليها ليه ما براحتها.
قالتها مجيدة لتقارعها الأخرى ضاحكة 
هو ايه اللي اسيبها براحتها انا هسألها عن حاجة غايبة منها يا ست.
ردت تزيد من ذهولها
وانا بقولك اهو هي أدرى باللي غايب منها وأكيد طبعا هتلاقيه دا سهل أوي على فكرة 
قالتها لتعود لترتشف من فنجانها هي الأخرى وابتسامة عابثة تتلاعب على ثغرها بانتعاش يسري بداخلها تغمغم
هانت يا مسهل يا رب .
عادت شهد بعد انتهاء الجلسة مع مسؤلي المشروع الذي تسعى للحصول عليه في خطوة قد تساهم كبداية جيدة في دفعها للأمام بمساعدة حسن الذي
لا يدخر جهدا في ذلك بل ويفعل المستحيل في هذا من أجلها تبسمت براحة تغمرها تملي عينيها منه وقد كان يقود السيارة بجوارها تشعر بأن الله قد من عليها اخيرا بنعمة السند التي كانت تفتقدها بل وكانت تقنع نفسها انها استغنت ولا تحتاج أن تستغني عن النعمة التي تفتقدها هو الحل الوحيد للشخص اليائس البائس.
هذا قبل أن تراه ويجدد بها الأمل بالحياة والعيش بها.
الحقي يا شهد أمنية على اخرها.
قالها حسن لتنتبه على شقيقتها التي كانت واقفة في المكان المحدد الذي وصفته لها وجهها المكفهر خير دليل على قرب انفجارها.
عقبت بتوجس
تصدق يا حسن لو حد اداها ۏلعة مش هتتردد ولو ثانية تولع فينا. 
سألها حسن بفضول قبل أن يقترب من الأخرى بسيارته 
ولما هي كدة ايه اللي جبرها
تبسمت تجيبه بسخرية
المسؤلية حب المسؤلية هو اللي جبرها يا حسن. 
يا شيخة.
قالها بابتسامة ساخرة هو الأخر قبل أن يتوقف أمام شقيقتها التي حطت سريعا لتتنضم معهم في المقعد الخلفي تلقي التحية بفظاظة
السلام عليكم. 
ردد حسن يجيب تحيتها رغم تحفظه على قلة زوقها. 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته عاملة ايه يا أمنية
كويسة.
بصقت الكلمة من فمها والټفت رأسها نحو النافذة لا تطيق النظر إليهم مما جعل شهد على تقوى على كبت ما بجوفها
براحة شوية يا ست أمنية اول يوم ليكي وتعبانة فيه نديكي عذرك بس مش لدرجادي يعني دا انتي مكملتيش نص يوم.
سمعت الأخيرة وقد كانت لها كالشرارة لتنطلق بمظلومية محتجة
نص يوم وليكي عين كمان تألسي وتدي حكم بعد ما خلتيني اتحمس في الشمس قال ايه عشان اسد عنك افهم ايه انا عشان اقابل مسؤل الهباب بتاعكم ولا لجنة المهندسين اللي طبت فجأة مكنتيش عاملة حسابهم عشان ما تصدقي بقى وتسبيني انا في الوحلة دي لوحدي طبعا ما انتي مع خطيبك اتسرمحي بقى على كيفك مدام في الحمارة اللي تسد.
تفاجأ حسن لا بل صعق لا يستوعب هذا الأسلوب المتدني في الحديث بل وتبجحها المبالغ فيه بلع ردا قاسې كان يود تقريعها به اكراما فقط لشهد والتي من جانبها تمالكت رغم الحرج الذي انتابها أمام خطيبها لتقول بقوة
مش هرد ع الأخيرة عشان انا لسة محتفظة بألأدب معاكي حتى لو انتي متعرفهوش بس لو هتيجي ع الشغل ف انا بقولهالك اهو يا ختي محدش غاصبك.
افحمها ردها القاطع لتلتف نحو النافذة مغلقة فمها عن التكملة فتبدل المرح بمحيط السيارة إلى جوا من الكابة بفضلها بعد ان صمتت شهد هي الأخرى وحسن من داخله يلعن هذه الفتاة التي تحتاج للأدب والتقويم من جديد ليته يملك السلطة لذلك أو ربما هو الزمان قد يكون كفيلا بها وبأمثالها.
حبيب مامي.
قالتها رباب وهي تتلقف ابنها الذي ركض نحوها فور ولوجه المنزل ورؤيتها لترفعه عن الأرض وتضمه بقوة تقبله باشتياق شديد مرددة
يا قلب مامي وحشتني وحشتني قد الدنيا وقد الكون كله. 
وانتي كمان يا مامي. 
قالها الصغير لتزيد باحتضانه مشددة
 

تم نسخ الرابط