متيم بها لأمل نصر

موقع أيام نيوز


القيادة بنفسها قائلة بټهديد
أنا هقول لكارم يتصرف معاكم إنتوا الاتنين وديني لخليه يربيكم.
قالتها وانطلقت بالسيارة ليضرب السائق كفا بالاخر مدمدما
لا حول ولا قوة الا بالله
هي الست دي جرا في عقلها ايه بس ولا هي ناقصة يعني دلع نسوان كمان ع الصبح.
ضحك حامد يردد له
أديك قولت بنفسك دلع نسوان تلاقيها عايزة تعمل نمرة على جوزها تجر من وراها فايدة. 

عقب السائق وهو يخرج هاتفه
انا هتصل بكارم بيه يشوف صرفة معاها.
تحرك حامد يلوح لسيارة أجرة أن تقف له قائلا
وانا هروح له الشركة بنفسي مش ناقص انا تحميل مسؤلية الست هي اللي طردتنا ايه ذنبنا إحنا
وبداخل السيارة ضغطت رباب تقود بالسرعة الفائقة فڠضبها كان قد وصل لاخره وطاقتها قد نفذت فلم تعد لديها قدرة على التحمل حتى حينما اتصل بيها كارم وقد خمنت بذكائها ان أحد الملعونين قد أبلغه بأمرها تجاهلت عن عمد لتغلق الهاتف بوجهه وبوجه الحقېر الذي يرسل لها الرسائل وقد احتل عقلها التمرد غيرت طريقها عن النادي الذي كانت تقصده متجهة لناحية أخرى علها تجد السکينة بصحبة من فارقوها لتغمغم بغل
وانت بقى يا كارم خليك كدة دوق شوية من القلق يمكن تحس.
خرجت صبا تبحث بعينيها عنه في جميع الأرجاء حولها فقد طال انتظارها له وزاد القلق الذي ينهش قلبها ذهبت في الأماكن المعروف تواجده بها الان كمطبخ الفندق مثلا ليجمع البيانات المطلوبة كما عادت الكرة لقسم النظافة وغيرها من الأماكن ولكن لم تصل لشيء وقد أكد لها الجميع عدم حضوره اليوم من الأساس ليزيد صداع رأسها بشعور الذنب أيضا وهي التي لم تنتهي بعد من موضوع مودة والمشكلة التي تطوق رقبتها بها شعور بالاختناق يحجب عن صدرها الهواء وهذا الحمل الثقيل لا تجد منه مهرب.
تنهيدة متعبة صدرت منها حينما وقعت عينيها على غرفة هذا الرجل مالك الفندق ماذا ستفعل وبماذا تخبره عقلها توقف على الإطلاق حتى تحركت يدها على غير إرداتها وبجرأة لم تتخيل أن تصدر منها قبل ذلك في الاتصال برقم رجل غير أباها واخوتها الرجال بقلب وجل كانت تنتظر الرد حتى انتهت نغمة الاتصال دون رد همت لتعاود الكرة لتفاجأ هذه المرة بإغلاق الهاتف.
أغمضت عينيها لتفتحهم على وسعهم بعد ذلك وقد حسمت أمرها فلا داعي للإنتظار أكثر من ذلك في أمر منهي وهي تعرف من البداية انه لا مناص من التهرب أو التأجيل.
سحبت شهيقا طويلا حتى تتمالك وتفكر بعقلانية في خطاب هذا الرجل سارت ببعض الثقة وقد أجمعت أمرها أن نيتها الأساسية هي المساعدة في فك كرب صديقتها ومن قصد الخير ف الله المستعان في توفيقه .
..
على مقعد له وحده جلس خلف السور الحديدي لشاطئ النيل بعد أن تعب من سير طويل دون تحديد وجهة له من وقت أن تركها وترك العمل بعدم تحمل وهو على هذه الحالة من الوجوم والشرود يلوم نفسه لا يلومها فتصرفها كان طبيعيا لتدخله في شأن خاص بها بعصبية وانفعال جعل مخزون اللطف لديها نحوه ينفذ لتضع الحد الفاصل حتى يعود لصوابه وقد بدا أنه نسي نفسه ونسي الفارق الذي يمنعه من التقرب هو المتعوس المبتلى بالمسؤولية من وقت بلوغه وهي الصغيرة الجميلة التي لم ترى من هموم الدنيا سوى شجار الرجال من ابناء عمومتها للفوز بها وإصرار أبيها على العودة إلى القرية التي تكرهها وتكره أن تكون نسخة مكررة من أخواتها.
زفرة متعبة اخرج بها كتلة كثيفة من الهواء من صدره وعينيه اتجهت نحو المياه الزرقاء الراكدة بهدوء يتمنى أن يجد السکينة ليستريح لقد تشعب هذا الوباء الخطېر بقلبه حتى جعله لا يرى من النساء غيرها رغم كل
التحذيرات التي يتخذها على نفسه لا هو بقادر على المضي قدما بحياته واختيار امرأة أخرى تشاركه رحلته ولا هو يملك الجرأة لاقټحام حصونها لو كان الأمر مرتكزا على المواجهة مع أبيها فقط لاستطاع التحدي بكل قوة للدفاع عن حقه بها وحقها في الحياة باختيار الشريك المناسب لها هذا لو كان مناسبا فهو الأعلم أنه أبعد ما يكون عن هذه الصفة حتى وقلبه يحدثه أحيانا بوجود مشاعر تطل من عينيها نحوه فتجعله ينتشي بسعادة وقتية قبل أن يستعيد عقله مذكرا نفسه أنها مجرد خيالات يرسمها من الا شيء حتى لا يصدم بواقع يخشاه كالذي حدث صباح اليوم نزل بعينيه نحو الهاتف الذي يمسكه بيده وقد فتحه بعد غلقه علها تعاود الكرة والاتصال به هذه المرة سوف يرد حتى وهو يعلم انها تتصل بدافع بعيدا تماما عما يتمناه ترى هي الان ماذا تفعل في غيابه أتكون حزينة لحزنه ام أنها تتابع عمل رئيسها الذي اهمله برعونته
يا لهذا العڈاب الذي لا ينتهي ارتفعت عينيه للسماء برجاء مدمدما لرب الكون عله يجد الخلاص
يارب يااارب.
إدخلي يا صبا.
قالها عدي بلهجة تبدوا طبيعية ولكنها تخفي من وراءها سعادة ممتزجة ببهجة لا مثيل لها لا يصدق أنه نجح هذه المرة لتأتي إليه بقدميها رغم عدم استحسانه لهذا الأسلوب الرخيص في البداية إلا أن النتيجة تستحق هذه العنيدة المتمردة تدخل إليه الان طالبة المساعدة وهو لن يتأخر معها يتابعها بعينيه وهي تخطو بتردد ويجاهد بكل قوة حتى لا ټخونه تعابير وجهه جميلة وبهية لدرجة تحبس الأنفاس بالصدر فتجعل رؤياها قبلة للنظر.
توقفت فجأة وقبل أن تصل للمكتب على وسط السجادة التي تغطي الأرضية لتجعله يجفل پخوف أن تغير رأيها وتعود أدراجها فقال مشجعا
نعم يا صبا كنتي عايزاني في إيه بقى
همت لتتكلم ولكنه سبق بقوله
طب اتفضلي اقعدي الأول وبعدها اتكلمي انتي مش هتاخدي اوامرك مني وتمشي دا انتي طالبة رؤيتي في طلب على حسب كلامك ولا إيه
اومأت برأسها صامتة وتقدمت تقطع الخطوتين لتجلس أمامه خلف المكتب فعاد بجسده للخلف يبادرها بالحديث حتى يسهل عليها المهمة
اتفضلي يا ستي انا سامعك كويس اهو 
رفعت عينيها الجميلة إليه بتشتت في اختيار بداية مناسبة للحديث وهو يتابعها بوله صامتا حتى همست قائلة
يا فندم انا طالبة حضرتك في أمر... يخص واحدة صاحبتي
صاحبتك مين يا صبا اتكلمي انا سامعك ولا اقولك ثواني لحظة. 
انتظرت لتجده يتصل بأحدهم قائلا
ايوة يا بني اتنين عصير لو سمحت تحبي تشربي إيه يا صبا
قال الأخيرة بسؤال مباشر لها وكان ردها باعتراض واضح
لا ما انا مش عايزة اشرب حاجة.
تجاهل حدتها وتابع لمحدثه في الهاتف
هات اتنين لمون.
بس انا حضرتك قولت مش عايزة. 
انهى المكالمة ليرد بحزم
وانا مطلبتش غدا دا مجرد عصير يا صبا.
ادهشها هذا الهدوء المبالغ فيه وهذه الأريحية في خطابها قبل حتى أن يعرف السبب الحقيقي لقدومها وكأنه شخص عادي ومتفرغ لديه من الوقت ليستضيف موظفيه ويطلب العصائر لهم أيضا.
ها يا صبا كنتي عايزاني في إيه بقى
سألها لتستفيق من شرودها متذكرة أمرها الجلل فخرجت إجابتها هذه المرة بشكل مباشر ودون مماطلة حتى تنهي هذه الزيارة
حضرتك انا كنت طلباك في أمر مودة. 
رد مستهبلا يدعي عدم المعرفة
مودة دي اللي البنت بتاعة النظافة صاحبتك مالها بقى
اشاحت عينيها عنه بحرج ټلعن الأخيرة لتسببها في هذا الوضع المخزي الذي وضعتها به فخرج
صوتها بصعوبة تجيبه
بصراحة انا مش عارفة اقولهالك ازاي بس هو أصل......
توقفت تبحث عن كلمات فتابع يحفزها وعينيه تنهل عن قرب من جمالها فلا يفصله عنها سوى مسافة المكتب
قولي يا صبا متتكسفيش لو صاحبتك عايزة أجازة مرضية ولا سلفة انا على استعداد...
لأ هي مش عايزة سلفة ولا أجازة مرضبة.....
قالتها سريعا لتبتلع ريقها قبل أن تتابع وهي تنهج بانفعال
حضرتك مودة طالبة مساعدة مختلفة خالص وانت ممكن ترفض عادي على فكرة دا شيء انا متوقعاه بس انا جيتلك بناءا عن رغبتها.
تقلصت تعابير وجه ليبدوا أمامها مفكرا بحيرة قبل أن يسألها
صبا جيبي م الاخر بجد أنا مش فاهم حاجة. 
عاد بها لنفس النقطة التي تجعلها تكره مودة وتكره اليوم الذي عرفتها به ظهر الإضطراب على قسماتها ورأسها مطرق نحو الأرض بضيق وانزعاج فقال ملطفا ليخفف عنها
ليه التفكير الكتير ده يا صبا قولي عن مشكلة صاحبتك وانا مستعد للمساعدة مهما كان الأمر كفاية انها من جهتك.
قال الاخيرة لترفع عينيها إليه غير مستسيغة الجملة مما جعل الرد هذه المرة يكون بسؤال
صحيح هو انت ازاي حضرتك مش عارف بالمشكلة وهي تمت في المول بتاعك
ببراعة اخفى ارتباكه ليرد بلهجة عادية قاربت الإقناع
المول دا مجرد رقم في أملاك العيلة يا صبا وانا راجل بدير مية حاجة تانية معاه يعني مش بتابعه يومي زي الفندق مثلا عشان اعرف كل اللي بيحصل فيه المهم دلوقتي بقى ايه المشكلة اللي عملتها صاحبتك في المول بتاعي
عبارته الاخيرة كانت مستفزة لتجعلها ترد على الفور
صاحبتي معملتش مشكلة في المول دي هي اللي اتحطت فيها بغباءها م الاخر كدة هي كانت بتشتري فستان من محل هناك وعلى حسب كلامها يعني هي لقت خاتم مكنتش تعرف بقيمته حطيته في جيبها وتاني يوم الست صاحبة المحل بلغت عنها. 
يعني هي سرقته يا صبا.
قالها بلهجة ماكرة منتبها لهذا التجهم الذي غطى معالم وجهها لترد بقوة
ممكن يكون هو كدة زي ما انت بتقول بس المهم بقى في الموضوع هو أنها عايزة ترجعه ومش عارفة لانها مسجونة طبعا ودا اللي هي قصداك فيه انك لو تقبل يعني تستخدم نفوذك أو علاقتك مع الست وتخليها تخرجها عشان تروح بيتها وتدور على الخاتم بنفسها.
انشق ثغره فجأة بابتسامة أثارت توجسها قبل أن يفصح لها قائلا
صاحبتك دي جريئة اوي يا صبا يعني تسرق وعايزاني أنا صاحب المول كمان اتدخل لها.
إلى هنا وقد فاض بها نهضت تفاجئه برد فعلها قائلة
تمام يا عدي باشا انا كدة عملت اللي عليا وع العموم صاحبتي كان طلبها منك انساني مش جراءة ولا حاجة لكن طبعا انت معاك حق عن إذنك.....
استني هنا.....
هدر بالاخيرة ليوقفها قبل أن تغادر نهائيا فهذه المچنونة كادت أن تضيع فرصته بفعلها ونهض منفعلا ليلتف حول المكتب فيقابلها بقوله
إنت ماشية كدة على طول هو انا لسة اديت رأيي
وترها هذا القرب وهذه النظرات التي لا تريحها منه ولكنها تغاضت لترد بعزة من شيم شخصيتها المعروفة
سعادتك انا عارفة من الأول ان الموضوع صعب وأدخلت فيه مضطرة تحت إلحاح مودة وخۏفي على مستقبلها ولتاني مرة بقولك أنت لك حرية الأختيار في أنك تقبل أو ترفض المهم ان انا عملت إللي عليا.
أنهت جملتها ونزلت بعينيها على الأرض متكتفة الزراعين في انتظار قراره ولا تعلم أنه قد سرح في ملامحها بعد أن تقلصت المسافة بينهم لتزيده انبهارا بها مميزة وفريدة في كل شيء ليته قابلها منذ زمن. 
حينما طال شروده رفعت عينيها إليه
 

تم نسخ الرابط