متيم بها لأمل نصر
المحتويات
ابتسامة جانبية رمقها بها ولم تعرف تفسيرها لتشعر بعدم الارتياح حتى تدخلت رئيسة القسم التي أتت فجأة وبصوت ظهر فيه الإهتزاز ذلك لدهشتها بحضور رجل الأعمال وصاحب الفندق بنفسه إليها
يا أهلا يا فندم نورت القسم كله اا تؤمر بأي شيء يا عدي باشا.
أومأ لها برأسه وقبل أن يهم بالرد عليها سبقته صبا من أجل أن تنصرف
استني يا صبا.
اوقفها من قبل أن تتحرك ليباغتها بقوله الغير متوقع
كنت عايز اهنيكي بثقة مستر شادي انه اعتمد عليكي اخيرا في تجميع البيانات .
توسعت عينيها بإجفال غير مصدقة تركيزه معها في هذا الأمر وفي هذه النقطة بالذات فكان رد رئيسة القسم هو الأسبق لها
لا يا باشا شادي مغيرش النظام دي صبا كانت جاية تسألني عن واحدة صاحبتها .
قالها بلهجة ساخرة متهكمة لتثير بداخلها الحنق لفعله الغير مبرر.
فاض بها فتحركت على الفور تكرر استئذانها للإثنان كي تغادر تاركة في المكان اثر عطرها الرقيق فتظل عينيه معلقة بطيفها حتى اختفت غير منتبها لحديث المرأة التي كانت ټموت في جلدها خوفا من هذه الزيارة الغريبة.
انتهت اخيرا من تجهيز نفسها بعد فترة طويلة من البحث بين اكوام ملابسها حتى اختارت شيئا قديما من خزانتها يناسب خروج انسة مع خطيبها بنطال جينز مناسب وعليه سترة نسائية لم ترتديها منذ فترة طويلة ولكنها كانت رقيقة لتظهر قدها الممشوق بنعومة كانت تدفنها اسفل ملابس الرجال والتي لا يصح ارتدائها الان على الإطلاق هي ليست بقليلة الذوق حتى لا تعرف التعامل في مثل هذه المواقف المستجدة معها حتى تعتاد على الأمر أو بالأصح تعود لعهدها القديم.
ايه الحلاوة دي
على أثر الصوت المفاجئ انتفضت شهد مجفلة لترد بتوبيخ
تبسمت الأخيرة لترد وهي تتقدم نحوها بابتهاج خالطه الانبهار والإعجاب
إنا اسفة يا قمر لو كنت خضيتك بس الباب كان مفتوح والله وانا دخلت عشان اندهلك يعني داخلة على غرض بس ايه الجمال ده اقسم بالله انا كنت عارفة انك طلقة وصاروخ ارض جو كمان.
ياااه.
مش لدرجادي يعني! قولي كويسة وخلاص.
كويسة وخلاص!
قالتها رؤى بابتسامة خبيثة تتلاعب على محياها لتلتف حولها تتأملها يمينا ويسارا وتردد بمرح
يا باشا ما هي لو كانت كويسة وخلاص أو عادية مكانتش طلعت من قلبي كدة دا انتي هتقلبي الشارع برا لما تخرجي والناس تشوفك لكن البلوزة دي متهيألي ما بتلبسيهاش خالص قبل كدة كذا مرة اشوفها في الدولاب عندك وافتكرها ضيقة ولا مش عجباني وعشان كدة سايباها دا غير البنطلون كمان...... ايه ده يا عم!
ااا هي فعلا كانت معايا من فترة طويلة ويمكن أكثر من سنة كمان كنت اشترتها في مرة كدة لكن مجاتش فرصة البسها ما انتي عارفة انا معظم مشاويري شغل...
لم ترد رؤى وظلت تتمعن بها بأعين تلمع بالفرحسعيدة بهذا التغير المفاجئ لشقيقتها والتي عبست بوجهها كي تسألها بجدية مصطنعة
مقولتش بقى ايه اللي دخلك ھجم كدة وكنت جاية تندهيلي على إيه
استدركت فجأة لټضرب بكف يدها على جبهتها بتذكر قائلة
يا نهار ابيض اه صحيح دا انا نسيت اقولك اصلي البشمهندس وصل برا ومستنكي
في عربيته وشاورلي في البلكونة عشان اندهلك .
وتوك اللي فاكرة يا رؤى
قالتها بلهجة موبخة لتستل هاتفها وحقيبتها لتعلقها على كتف ذراعها تطالعها بغيظ لتردف لها وهي ذاهبة
دا انتي المرقعة والمياصة تنسيكي اسمك.
لحقت بها رؤى متمتمة من خلفها
وماله لما ابقى مايصة دي حتى كلمة جميلة وفيها عبر.
كانت شهد قد وصلت لنصف المنزل حينما سمعت قول شقيقتها لتلتف إليها بتوعد ضاحكة
اخلص بس مشواري وانا اخليكي تشوفي العبرة بحق للمياصة اللي عجباكي دي.
قالتها ثم الټفت نحو زوجة ابيها التي تسمرت مزبهلة لرؤيتها كما فعلت امنية ايضا فقد كانت جالسة في الجهة الأخرى حينما تفاجأت بها
لو عوزتي أي حاجة اطلبيني ع التليفون انا هحاول متأخرش ان شاء الله.
اومأت نرجس رأسها بتشنج وعقبت رؤى بشقاوة
يا ستي ومتتأخري براحتك فيها إيه يعني دا انتي حتى طالعة مع خطتشيبك اللاه.
للمرة الثانية الټفت لها غير قادرة على منع الضحك لكن بمزيد من الوعيد
اومأت
رؤى مزعنة بطاعة وابتسامة لم تفارقها حتى اذا خرجت شهد ركضت نحو الشرفة مدمدمة
هروح اشوفها وهي بتركب العربية مع خطيبها .
پصدمة وعدم تحمل الټفت أمنية تحدج والدتها بنظرات حاړقة لټضرب بكف يدها على فخذها ثم على صفحة وجهها وتغمغم بغليل وقهر
يعيني على بختك القليل يا أمنية.
..... .
بعشق تملكها حتى تغلغل في الأعماق وصار يجري في عروقها كمجرى الډم تحيا به وقد أضحى النفس الذي تتنفسه عبير الروح التي ارتقت بعشقه لتصبح امرأة أخرى تليق برجل مثله يبهجها ولو ابتسامة صغيرة تعلو ثغره ويحزنها ألا تكون هي السبب بها.
ما أصعب هذا العشق حينما يعجز المحب عن إسعاد المحبوب بما يستحق ويتمنى.
هذا ما كانت تشعر به نور في وقفتها الان بوسط الدرج تراقب زوجها المنشغل دائما على حاسوبه حتى في وقت استراحته بالمنزل لكم الأعمال التي لا تنتهي معه في جلسته بوسط البهو الكبير على اريكته الاثيرة وأبناء شقيقه يلعبن من حول بألعابهم ويشاكسنه بالعبث بأشياءه كعلاقة المفاتيح والهاتف وهو بكل ود وروية يجيب عن أسئلتهم التي لا تنتهي رغم انشغاله وكأنه يعوض الأطفال ولو قليلا عن غياب أبيهم عنهم
هتجيبلي عربية اسوقها لوحدي زي عربيتك يا عمو
حاضر من عيوني يا إياد تكبر انت بس ويشتد عضمك وانا ليك عليا اجيبلك أحسن عربية.
طب وانا يا عمو هتجيبلي واحدة كمان
قالها الطفل الاخر والذي كان منشغلا باللعب على الهاتف وكان رد مصطفى بحزم لا يخلو من اللطف
هجيبلك اللي انت عايزه بس لما تخف من اللعب شوية ع التليفون انت قولت شوية صغيرين واحنا دلوقتي عدينا النص ساعة.
بتذمر وسخط اعتلت الملامح الصغيرة هتف زياد
ما انا اعمل ايه بس يا أنكل ماما مانعة عننا العاب البلاي ستيشن بقالها كام يوم وشايلة مننا التليفونات بتاعتنا بصراحة بقى زهقت.
شايلة عنكم التليفونات ليه
سأله مصطفى بانتباه وقد ترك ما يعمل عليه فجاء الرد من الطفل الأكبر
أنا اقولك يا عمو اصلها كذا مرة تنبه علينا نبطل نتصل ببابا بس زياد ما بيسمعش الكلام بيتصل بيه وبيبلغه كل حاجة حصلت معاه في اليوم بتاعه.....
قاطعه مصطفى بسؤاله الاخر وقد اعتلى الڠضب ملامحه
طب وانت يا إياد ما بتتصلش انت كمان ولا هو واخد العقاپ لوحده
لا يا أنكل انا كبير على اني اتصل بيه كل شوية زياد واخد العقاپ لوحده بس انا ماما مضيقة عليا وبتديني الفون لما بطلبه منها بس وتعرف انا عايزه في ايه!
الكلمات العفوية من الطفل جعلت مصطفى يتناسى ما كان يعمل عليه ليزداد تجهمه بحالة من الشرود في هذا الأمر البغيض بغياب شقيقه عن ابناءه وزوجته والتي من الواضح أن البرود الذي تدعيه أمامهم جعله يغفل عن الشعور الحقيقي لامرأة يهجرها زوجها وهو بنفس المدينة معها حتى لو كانت هذه المرأة هي ميسون العرق التركي المتأصل بعنجهية متوارثة تجعلها تتعالى حتى عن إظهار ما يعتمل بصدرها.
زياد.
صدرت بقوة جعلته ينتفض مجفلا ليرى انفجار ميسون هذه المرة على الطبيعة وقد تخلت عن الواجهة الباردة لتخطو نحوهم پغضب وتختطف الهاتف من يد ابنها قائلة بتوبيخ متعمد
انا مش منبهة إن مفيش لعب في الفون غير بمواعيد منظمة مني انا شخصيا ولا انت قاصد تكسر تعليمات مامتك
ألقت الهاتف پعنف على الاريكة التي كان جالس عليها مصطفى لتحدجه باتهام مقصود مما اضطره للرد
في إيه يا ميسون دول يدوب عشر دقايق اخدهم الولد بس في اللعب ما انت منعاه بقالك أيام ومحدش اعترض.
مقارعته لها باعتراض واضح أمام أبناءها ارتد بأثره عليها لتكفهر تعابيرها ويعلو صوتها ولأول مرة بوجهه وپغضب مكبوت
عشان محدش له حق فيهم قدي أنا امهم واخاڤ عليهم من تأثير الحاجات دي ولا انت متعرفش بخطۏرة الأجهزة دي على الأطفال ع اللي في سنهم ولا صحيح انت هتعرف منين
قالت الاخيرة بقصد وضح تأثيره جليا على وجه مصطفى الذي وجم صامتا ولجم لسانه عن الرد عليها فلم تتحمل نور التي كانت تتابع من جهتها لتجفلها بصيحتها الغاضبة
مفيش داعي للكلام ده يا ست ميسون ولادك اهم قدامك جوزي مقربش منهم دا هما اللي بيتلزقوا فيه عشان بيحبوه وهما اللي بيمسكوا حاجته بإرادتهم ولا يعني عشان هو مبيكسفهومش.......
خلاص يا نور .
هدر بها بمقاطعة هو الاخر لينهي الجدال من أوله ثم نهض فجأة ململما أشياءه في يده ليغادر المنزل منسحبا في هدوء وتحركت ميسون بدورها ممسكة بولديها نحو مخدع جدتهم المساندة لها على الدوام فتبقت نور وحدها لتسقط باڼهيار جالسة على درجة السلم التي كانت تقف عليها فهي الأعلم الان بچرح حبيبها وما يعانيه في هذه اللحظة بالذات.
ترجلت صبا من حافلة العمل وفور أن وصلت لداخل المبنى التي تقطن به توقفت محلها غير قادرة على المواصلة وقلبها يأكلها من القلق لهذا الغياب المريب من صديقتها وجارتها مودة.
شيء يحثها على الخروج نحو منزلها في الشارع الاخر لتسأل وتطمئن بنفسها وشيء اخر يدفعها نحو التجاهل حتى تظهر لها فغياب يوما ليس بالأمر المهم ولكن غلق الهاتف وعدم الرد على المكالمات يجعلها تعود لنقطة الصفر في تشتت الفكر.
زفرت بضيق وهي تلمح الرقم المجهول الذي يطلبها للمرة الخامسة من وقت استقلالها حافلة العمل بعد انتهاء نوبة عملها.
همت للتجاهل كالمرات السابقة ولكنها استدركت فجأة مع تذكرها لغياب مودة لربما تكون هي
استجابت هذه المرة لحدسها وتوقفت قبل أن تضغط على زر مصعد البناية لتجيب باحتراس
الوو السلام عليكم.
الووو يا صبا اخيرا رديتي.
صدر الصوت المتلهف من الجهة الأخرى لتتنبه كل حواس الأخيرة معها وتسألها بتخوف
ايه ده معقول! هو انتي اللي بتتصلي يا مودة
سمعت الاخيرة لتجيبها بصوت باكي
ايوة يا صبا دا انا اللي جرالي النهاردة يتكتب في الحواديت انا بكلمك م المستشفي....
قاطعتها صبا هاتفة بقلق متعاظم
يا نهار اسود مستشفى كمان هو انتي إيه اللي حصل معاكي حاډثة لا قدر الله ولا إيه بالظبط
هقولك على كل حاجة يا صبا بس لما تيجي
متابعة القراءة