متيم بها لأمل نصر
المحتويات
لكن مفيش فايدة
زفر امين ليترك محله متناولا الكرسي الأخر كي يجلس بجوار شقيقه وامامهم أصايص الزهور التي تزرعها والدتهم عبقت الأجواء بالروائح الزكية كما ساهمت الألوان المختلفة لها مع الخضرة لتخلق مشهدا يسر العين ويشرح القلب ولكن هذا في وقت آخر ليس الان والرأس مشغولة بما يقلقها.
تطلع أمين نحوهم ونحو شقيقه الواجم ليربت بكفه الكبيرة على ركبته بدعم قائلا
ليه بتفكر انتي كمان
سأله حسن بقصد تبسم له شقيقه قائلا بمشاكسة
قصدك يعني بحب زيك
برقت عيني حسن بحدة ليقول بانفعال
انا قولت اني بحب انا بقول تفكير هو انت دماغك دي دايما تحدف شمال.
اطلق أمين ضحكة مدوية ليقول بمرح
عبس الاخير ليشيح بوجهه عنه بضيق صامتا ليتأمله أمين قليلا باستمتاع هذه اول مرة يجده على هذه الحالة حالة الشرود المحببة للعشق حسن الواقعي المحافظ بمعنى أصح كان لا يعترف بالمشاعر ولا التأثر حتى بالافلام الرومانسية حسن الغاضب الان ذو القلب الأخضر يقع اخيرا وتحرقه ڼار اللوعة على المحبوب.
اطمن ان شاءالله هتكون بخير .
انتفض حسن يسأله
مين دي اللي هتكون بخير انت بتتكلم عن مين
اطلق أمين ضحكة رنانة أخرى ليقول ساخرا وهو يترك الشرفة
قطة الجيران قصدي على قطة الجيران يا بشمهندس يا حيران.
اكمل ضاحكا وهو يغادر ليغمغم حسن خلفه بالكلمات الحانقة قبل أن تفاجأه مجيدة بظهورها أمامه فجأة بحجاب الصلاة الكبير ونظارة القراءة على عينيها بعد أن انهت وردها من قراءة القرآن لتخاطبه بابتسامة
فكر قليلا في العبارة قبل أن يرد بإنكار واضح ليدعي عدم الفهم
افرح فيه ليه هو انتي كمان هتتكلمي بالالغاز يا ماما
فجأة تبدلت ملامحها من ابتسامة شاردة لشراسة پغضب وعقبت بغيظ ضارب بكفها فوق الأخرى المستندة على بطنها
احنا برضو اللي بنتكلم بالالغاز ولا انت البعيد اللي عاملي فيها من بنها وانت اساسا مفضوح .
انا مفضوح يا ماما!
اه مفضوح واتنيل على عينك بقى واسكت عشان انا اتعصبت منك ومن خلقتك اللي أصطبحت بيها دي على أول الصبح جاتك القرف ماشية وسايبهالك وانت بقى خليك في استهبالك ده.
بصقت كلماتها وما ان همت لتستدير إلا وقد وجدته يوقفها ممسكا بمرفقها يستجديها بعينيه قائلا
مش هستهبل يا ماما بس انا قلقان عليها ونفسي اطمن.
ان شاءالله ربنا هيطمن قلبك عليها كلنا بتيجي علينا اوقات بنضعف فيها ونقع كمان ورغم ان مش كل الناس بتقدر تقف من تاني لكن انا بقولهالك اهو شهد قوية وهتقوم.
تسير هائمة تسير واجمة لا تعرف إلى أين وجهتها تخطو بقدميها داخل شوراع ومناطق لا تعرفها ولكنها ليست بغريبة عنها أو دخلتها قبل ذلك ولا تتذكر تابعت في السير حتى توقفت أمام المبنى الغير مكتمل ولكنه كان كخلية نحل بالبشر التي تعمل على إكماله وقعت عينيها عليه لقد عرفته من ظهره واقفا بطوله المهيب يشرف على العمال كعادته بجلبابه البلدي الذي يظهر بقوة عرض منكبيه انه هو المثال الأوحد للرجولة الكاملة في نظرها اسرعت بخطواتها حتى تصل اليه فاجئها بأن التف إليها بابتسامة انارت وجهه الخشن الأسمر الجميل ليبدوا كالقمر بضيائه لقد اشتاقت إليه بشدة اشتاقت إليه پألم ألم قبض على قلبها بلوعة وهي تتمتم بعدم تصديق
أبويا انت جيت يا بويا
ظل بابتسامته الساحرة حتى اقتربت منه وهي على وشك البكاء لاهثة تردد
يعني انت عايش مامتش إنت عايش وشغال اهو طب كنت فين ومبتسألش ليه يعني ليه يا بويا دا انت واحشني أوي وانا محتاجالك اوي أكتر من أي وقت انت ساكت ليه ما ترد عليا وكلمني.
لم يجيبها بل أشار بعيناه نحو ما يزين رسغها نظرت إلى ما يشير إليه لترفع يدها قائلة بلهفة
دا الإنسيال بتاعك عمري ما قلعته من ايدي دا اللى جيبتهولي في أول يوم دخلت فيه الجامعة لما كنت فرحان اني بحقق حلمك
انا دلوقتي بلمسه وقت الخۏف عشان استمد منه الأمان في غيابك عني دا هديتك اللي احافظ عليها بعمري.
فاجئها بأن تناول كفها وقام بلف واحد اخر تطلعت إلى الجديد بلمعته الزاهية تقول بابتهاج يغمرها وهي تتفحصه باهتمام
دي هديتك الجديدة ليا يا بابا وفيه قلب هو كمان زي القديم لكن.... أمال فين الكلمة اللي معاها فين أبوها عشان تبقى قلب ابوها
قالت الأخيرة لترفع عينيها إليه فوجدته تبدل لشخص آخر ولكن بنفس ابتسامة أبيها شهقت بهلع مرددة إسمه
حسن!
انتفضت مستقيظة بإجفال .جعلها تفتح عينيها بتوسع لتطالع المكان حولها في الغرفة التي ليست غرفتها ولكنها ليست بغريبة عنها تتأرجح مقلتيها يمينا ويسارا في طريق استعادت وعيها. وكأنها
عادت إلى الحياة مرة أخرى هتفت رؤى بفرح وهي تلقي بنفسها عليها
أخيرا صحيتي حبيبتي حمد الله ع السلامة يا قمر.
تلقت شهد قبلات شقيقتها بحالة من التيه لتتمتم سائلة
يعني انا كنت نايمة
كنتي نايمة! دا أنت بقالك يومين يا شهد موقعة قلوبنا من الخۏف عليكي قومي الله يخليكي قومي عشان مترجعيش للنوم تاني.
قالت الأخيرة وهي تنهضها عن الفراش لتجلس بجذعها غمغمت شهد بضيق وقد بدأت تدرك بما تعلمه مسبقا عن حالتها
براحة شوية يا رؤى انا راسي لسة تقيلة...... دا غير اني خلاص فوقت مش محتاجة مساعدتك يعني .
تبسمت رؤى بفرح لعودة شقيقتها إليها بڠضبها وحنقها انفاعلها وعصبيتها المهم أنها قد عادت عادت إليها.
نهضت فجأة تقول بلهفة
انا هروح افرح لينا وطنت أنيسة دول على اعصابهم والله.
اومأت لها شهد برأسها بتفهم وقد استعادت ذاكرتها كل ما سبق غفوة نومها الثقيل ورغبتها ان تبتعد عن المنزل ومصدر الضغط عليها ثم هذا الحلم
الغريب الان برؤية والدها ثم هذا المدعو حسن كيف لوالدها الذي أوجع قلبها بالاشتياق إليه أن يتبدل بحسن كيف
سألتها الطبية وقد أتت إليها اليوم وحدها بدون رفقة تعاونها كالمرتين السابقتين
يعني مفيش زهرة ولا كاميليا المرة دي جاية باختيارك النهاردة يا نور ولا برضوا تحت ضغط من جوزك
مش فارقة سواء برضايا أو بضغط من جوزي مش فارقة المهم اني جتلك يا دكتورة.
قالتها نور لتتكتف بذراعيها تبدي عدم الاكتراث طالعتها الطبيبة بابتسامة قائلة
زي ما تحبي يا نجمة انا المهم عندي اني شوفتك النهاردة وكفاية اوي انك ادتيني جزء من وقتك.
بادلتها نور بابتسامة باهتة تقول
مش لدرجادي يعني انا اخري ممثلة لكن انت دكتورة وأفيد مني للبشرية.
طيب مدام معترفة اني دكتورة ممكن بقى تهاوديني المرة دي وتطلعي تريحي ع الشيزلونج.
تطلعت نور نحو ما تشير إليه الطبيبة باضطراب وتوتر تردف
بس انا مش مچنونة أو عندي حالة نفسية اشتكي منها عشان ارغي واحكي قدامك اهو شايفاني ايه
لأ يا نور انتي مفكيش أي حاجة م اللي انتي بتقوليها دي ودا موضوع محسوم بس ممكن بقى تطاوعيني واعتبرها فضفضة ولا انتي لسة مش مرتحالي
نفت بهز رأسها بحرج لتخرج تنهيدة مثقلة وطويلة قبل أن تحسم وتستلقي بتحفز ف نية الاسترخاء وافراغ ما بقلبها هي اخر شيء قد تقدم عليه.
حينما جلست الطبيبة بجوارها وسألتها في البداية عدة اسئلة بسيطة ف التمست عصبيتها في الردود تابعت بتريث معها علها تفصح ولو بجزء هين إليها
يعني انتي شايفة ان جوزك يستحق الخلفة بالجواز عليكي ومستعدة تضحي بالقبول بالضرة عشانه.
ابتلعت بتوتر تدعي التماسك في قولها
ايوة طبعا متقبلة انا مستعدة اقبل بأي حاجة في سيبل اسعاده حتى لو جه الحل على حساب سعادتي وحبي ليه.
بس هو مش موافق يا نور وشايف ان اقتراحك مبالغ في مثاليته لدرجة الغباء خصوصا وهو متأكد ان العيب مش منك.
لأ مني.
ازاي يا نور
من غير ازاي انا واثقة م اللي بقوله
وايه اللي يخليكي واثقة اوي كدة.
عشان كنت متجوزة قبله وحملت من غيره.
قالت الأخيرة بعصبية وكأنه خرجت على غير إرادتها ليسود الصمت لعدة لحظات من الوقت ثم تابعت الطبيبة بسؤالها
حملتي قبل كدة ومع ذلك بتنكري انك تخلفي!
اعتدلت بجزعها تقول بعصبية
ايوة عشان حصل مع كمال مرتين ومحصلش مع مصطفى حصل في جواز مكملس ٣ سنين ومع جوازي بمصطفى اكتر من سبع سنين وبرضوا مفيش حصل مع اللي كنت بكرهه لكن مع اللي بحبه لا....
توقفت شاهقة بملامح متغضنة تطالع الطبيبة بړعب قبل أن تخفي ملامح وجهها وكأنها نادمة على زلة لسانها.
قالت الطبيبة باستفهام
كمال دا اللي هو جوزك الاولاني واللي كنتي بتكرهيه طب و.....
أنا قايمة....
قاطعتها تنهض پعنف متناولة حقيبتها لتخرج ولكن الطبيبة اوقفتها
ياريت تحضري الجالسة اللي جاية واوعدك اني مش هضغط عليكى في الأسئلة.
بنسخة أخرى من المفاتيح غير التي يمتلكها زوجها فتحت باب الشقة السرية لتدلف بقرف تتأمل الأثاث العصري المختلف بكل قطعة عن الأخرى بفوضوية لا تمثل شخصيته الظاهرة للعيان على الإطلاق تتلاعب بسلسلة المفاتيح وخطواتها تسير بتأني وتفحص دقيق الشقة نظيفة ومعطرة ومرتبة زوجها العزيز يواظب على دفع الخدم في رعايتها الخائڼ يرعى المكان الذي يخون به أكثر ما يرعى ابنه الذي يرسله لوالدته ويحرمها هي من حق الاعتراض في استحواز المرأة على الحفيد.
تنهدت بحريق بما يعتمل بصدرها لتواصل الضغط على جرحها بتقدمها والدخول لغرفة النوم هذه الغرفة التي شهدت على مغامراته وجوالاته قبل الزواج بها وبعده على هذا التخت كان ېخونها مع جيرمين وهي وضعت له الكاميرا لتسجل ما يفعله ثم اخذتها حجة لتبعد المرأة عنه وظنت بعدها ان الصفحة قد طويت مع مراقبتها له لمدة طويلة من الوقت وقد شغلته الشراكة مع عدي عزام عن اي شيء آخر ثم ها هو الان وقد عاد إلى عادته القديمة مرة أخرى ترى هذه المرأة كانت إليه ليلة وانتهت أم انها قد تكون مثل جيرمين ولابد من اقتلاعها بالټهديد بڤضيحة هي الأخرى ولكن هذه أجنبية وامر الڤضيحة لن يعنيها بأكثر من فض الشراكة.
تصاعد سعير النيران برأسها فقد فاض بها ومن ملاحقته وملاحقة عشيقاته فاض بها أن يهين أنوثتها بالنظر إلى غيرها فاض بها أن يستكثر عليها وفاءه وهي التي دفعت من أجله الكثير وخسړت اقرب الناس إليها بسببه.
اهتز هاتفها فجأة بيدها لتجده رقم غير مسجل فتحت بتوجس
ألوو.. مين معايا
داخلة برجليكي الشقة اللي خانك فيها طب ما كنتي استني لما تظبطيه متلبس.
إنت مين
هتفت بالسؤال غاضبة نحو المتحدث من الجهة الأخرى والذي رد بهدوء يجيبها
انا المعجب المتيم انا اللي
متابعة القراءة