متيم بها لأمل نصر

موقع أيام نيوز


قادر اسكت مش قادر يا رحمة.
سيبها على الله وربك يساويها قادر ربنا يجعلك نصيب فيها من هنا للصبح يعدلها المولى. 
ردد خلفها باستنكار اختلط بإحباطه
وانا لسة هستني للصبح بقولك مش قادر.....
قطع يستل هاتفه ليصغط على أحد الارقام ويهاتفها سألته رحمة بفضول
طب هتتصل بمين
أشار إليها بكفه لتتوقف عن الكلام وانتظر حتى أتته الإجابة من الطرف الأخر

الوو السلام عليكم مين معايا
أربكه صوتها الناعم الرقيق حتى جعله يتلعثم في البداية باحثا عن رد ليبرر سبب اتصاله بها فهذه اول مرة يفعلها
ااا صبا ممعلش لوو بتصل بيكي في وقت متأخر. 
لا ولا يهمك يا مستر مفيش تأخير ولا حاجة أنا اصلا لسة في الفرح.
قالتها بتسامح وعفوية جعلت أعصابه ترتخي بعض الشيء فجاء رده بفضول لم يقوى على كبحه
هي مش خطوبة عادية يا صبا ليه التأخير ده كله
ردت بابتهاج وصل إليه عبر صوتها
لا ما هي بقت كتب كتاب والليلة احلوت جوي حتى ابويا بيرجص بالعصاية. 
ضحك من جهته ليرد مستمتعا بحديثها
يااه دا بين شهد دي غالية اوي عند ابو ليلة عشان ينزل من هيبته ويرقص لها.
جوي جوي والله دا انا حاسة ان فرح اختي النهاردة. 
ربنا يفرحك كمان وكمان.
حديثهما كان مفعما بالتباسط حتى انه نسي السبب الأساسي لإتصاله ولم ينتبه سوى بعد أن ذكرته.
بس انت مجولتش سبب الإتصال يا مستر.
السبب! اه السبب ااا انا كنت بتصل عشان ابلغك يعني..... رحمة رحمة عايزاكي ضروري. 
زهلت الأخيرة ټضرب كفا بالاخر لا تصدق ما يفعله شقيقها والذي فاجئها بجراته في الاتصال يبدوا أن الحب يفعل المعجزات كما تسمع دائما حينما أنهى المكالمة بادرته بالسؤال على الفور
ها سي يا شادي ردت وقالتلك ايه بقى
استفاق ليلتف إليها متحمحما بادعاء الجدية
اا بتقول انها هتيجي الصبح تطل عليكي.
ظلت تطالعه صامتة محافظة على ابتسامتها الماكرة لتزيد من اضطرابه انتفض فجأة يهتف بها معترضا
في إيه يا بنتي
طنت مجيدة وماما مش شايلين عيونهم من علينا.
قالتها لينا وعينيها تختطف النظرات نحوهن التف هو نحو الجهة التي تقصدها ليعود اليها معقبا
اعذريهم يا ستي ما هم لازم يستغربوا دول ياما شاهدوا خناقتنا.
زمت شفتيها لترد بابتسامة مستترة ودلال يليق بها
وهما شافونا دلوقتي بقينا حبايب يعني عشان بس واقفة معاك هيعملوها حكاية.
توسع ثغره بابتسامة عذبة يطالعها بإعجاب وانبهار رائعة بكل خصالها حتى وهي مچنونة تنفعل على أتفه الأسباب ټتشاجر بحدة غير ابهة بأي شيء او صفة الذي يقف أمامها ولكن في المقابل تملك من سمات الجمال ما ينصبها ملكة ومع ذلك تتصرف بطبيعتها دون تصنع 
تذكر حينما أتى متأخرا ليصطحب شقيقه والعروس خطيبته
لموقع التصوير وقعت عينيه عليها وقد كانت خارجة من صالون التجميل كأميرة يونانية من إحدى أساطير الخيال لقد توقف قلبه عن النبض لحظات قبل ان يستعيد خفقانه مرة أخرى كي يملك رباط جأشه حتى يستطيع التعامل معها بثبات. 
المناكفة الشرسة لها قدرة عجيبة على تحريك الماء الراكد حتى يصبح حمم بركان مشټعلة وقد أحيت فؤاده بعد سنوات عديدة من سباته. 
طال في تأمله لها حتى جعلها تخرج عن صمتها قائلة
مالك يا عم ساكت ليه أنا بكلمك على فكرة. 
عاد للضحك مرددا
طب ما انا عارف ان انتي بتكلميني لازم يعني ارد على كل سؤال
افتر فاهاها باندهاش لټضرب كفا بالآخرى تقول
مفيش فايدة فيكم انتوا يا ظباط التناكة بتجري في دمكم اموت واعرف هي الصفة دي بتاخدوها في المناهج ولا انتوا بتتولدوا بيها يعني ولا ايه
عقب ساخرا يضيف عليها
لا وانتي الصادقة دي بتبقى من أساسيات المعايير اللي بيتم اختيارنا عليها.
كمااان
بنصف شهقة تفوهت بها ضاحكة قبل أن تلتف رأسها مع الجميع نحو الشاشة التي كانت تعرض الصور التي تم التقاطها للعروسين منذ قليل بعدة اوضاع وعدة أماكن مع موسيقى تصويرية تجذب انتباه الحضور وتأسر أسماعهم .
وقفا الاثنان يتطلعان كالبقية بقلوب مبتهجة وحالمة عدة دقائق زيادة من فرح المحبين وغيظ الأخرين حتى إذا انتهت توقف حسن بالميكرفون معلنا
مساء الخير يا جماعة انا عارف ان ناس كتير كانت فاكراها خطوبة عادية بس احنا حبينا نعملها مفاجأة اتفضل يا عم الشيخ.
قالها متجها بأنظاره نحو مدخل القاعة والټفت رؤس الحاضرين بالتبعية خلفه نحو رجل الدين الذي كان يتقدم بخطواته بصحبة مسعود أبو ليلية لتنطلق الزغاريد القوية من زبيدة وأنيسة ومجيدة التي كانت تردد بالأدعية الحافظة واضعة كف يدها على موضع قلبها تخشى ان يتوقف من الفرحة. 
أمام الذهول الذي اكتنف المدعوين تحرك فريق من عمال القاعة بطاولة عقد القران في الوسط والتي كانت مجهزة من قبل ذلك باتفاق مسبق حتى إذا وصل الشيخ جلس على كرسيه دون انتظار هلل ابو ليلة بصوت عالي.
ما تزغرتوا يا جماعة زودا فرحتنا .
انطلقت دفعة قوية لعدد من النساء يشاركن اهل العروسين فكان الصخب على أشده.
وفي الجهة الأخرى 
تسمر واقفا لمدة من الوقت لا يستوعب الصدمة رغم كل ما يحدث ويراه من دلائل من حوله وكأنه في عالم اخر ېكذب عينيه التي كانت تجول وتتنقل دون هوادة عليها وعلى الملعۏن الذي يسحبها بحمائية نحو طاولة عقد القران استعاد وعيه على احتجاج والدته من خلفه
كتب كتاب يا نرجس وكنتوا مخبين علينا ليه يا حبيبتي هنحسدكم
هتفت الاخيرة تجيب بدفاعية
والله ما اعرف يا اختي انا زي زيك .
نعم.
تفوه بها وهو يستدير بجسده نحوهن يردف بهدوء مريب
انتي بتقولي ايه يعني المأذون هيعقد ع المحروسة وانتي متعرفيش يا خالتي ازاي يعني
ملامحه كانت مظلمة مخيفة حتى لأمنية التي اړتعبت من هيئته لتضيف هي الأخرى بلجلجة رغم سلامة موقفها
احنا متفاجئين زينا زيكم والله ما كنتش اتصور انها تطالع بالندالة دي وتخبي عن أهلها كمااان.
عشان كرديات وهبل.
تلفظ بها كسبة بوجهها قبل أن يستدير عنها وسعير الڠضب بداخله يحرضه على افتعال چريمة متكاملة الاركان لأيقاف هذا المهزلة حتى لو أدى لقتل هذا الداهية وقټلها كي لا تكون لأحد غيره ولكنه ليس بالأحمق ليفضح نفسه أمام هذا الجمع من البشر وعلى رأسهم هذه المناصب الهامة من رجال الأمن لو كان الأمر في الحارة لتمكن بحيلة ما أن يفسد الحفل من مكانه جالسا لكن هنا يقف كالعاجز مقيدا وقد بوغت بالضړبة الموجعة التف بغليله نحو النساء يفرغ سم حلقه بهم فهو لن يتوجع وحده
انتي هتفضلوا كدة ساكتين وسايبن المسخرة دي تحصل عندها حق بقى تعاملكم كدة مدام معندكمش كرامة دي العيلة الصغيرة عملت لها قيمة عنكم وقالت لها ولا انتوا مش واخدين بالكم
ذهبت أنظارهم نحو رؤى التي التصقت بشقيقتها العروس هي ولينا وصبا وبعض الفتيات الأخريات بفرح يقفز من أعينهن دليل علمهم سابقا بما يحدث.
عاود ابراهيم يقول بفحيح
لو انتوا هترضوها على نفسكم تبقوا تستاهلوا
اللي يجرالكم انا راجل دمي حر.
يعني هنعمل ايه
سألته أمنية بعدم فهم قبل أن تتفاجأ بهوهو يتناول هاتفه من فوق سطح الطاولة ليضعه بجيبه ومفاتيح السيارة التي أتى بها موجها حديثه نحوهن
هتخرجوا معايا انتوا التلاتة دلوقتي البت دي لازم تشوفكم وانتوا خارجين وبتحرجوها عشان مترفعش عينها في عين الناس دي اللي فرحانة بيهم. 
انصاعت أمنية كالمغيبة لتنفيذ أمره أما نرجس فكانت مترددة بجبن منها في مواجهة شهد وبنفس الوقت تريد الذهاب معه وتركها لتثأئر لنفسها بعد أن همشتها بهذه الطريقة وكأنها غريبة وليست من أهل المنزل تطلعت نحو شقيقتها تود المؤازرة منها ولكن الأخرى كانت غير منتبهة وقد بدا التوتر عليها وهي تقول
بقولك ايه يا ابراهيم الناس بقت تاخد بالها مننا وابوك زي ما انت شايف رايح يشهد مع الراجل الصعيدي على عقد المحروسة لم الدور يا بني احسن احنا مش قد غضبه دا باينه دا كمان مطبخها معاهم.
للمرة العاشرة تتوالى معه الصدمات وقد تيقن من صحة ما تردف به والدته حينما ابصر بعيناه المذكور وقد اتخذ مكانه على طاولة عقد القران زاد المرار بحلقه فلم يعد قادرا على الصمود أكثر من ذلك.
التف بحدة نحوهن قائلا
خليكم مرزوعين وانا ماشي وسيبهالكم.
قالها وتحرك بخطواته السريعة مغادرا وتبعته أمنية غير أبهة بأي شيء غيره ضړبت سميرة بقبضتيها على فخذيها أسفل الطاولة تقول بحسرة
يا عيني عليك يا بني حاسة بيه بس مش قادرة احصله ليتخرب بيتي كمان. 
طالعتها نرجس بأسف لم تتقبله الأخرى لتأخذ دور ابنها في الحقد مرددة
انتي لازم تعمليلك كرامة فاهمة ولا البت دي لازم تعرف ان عندك عزة نفس مش بهيمة ولا خيبة.
بعد انتهاء عقد القران والذي تم في أجواء من المرح بفضل التعليقات التي كان يطلقها رجل الدين المأذون والرد عليه من العريس المعروف أصلا بخفة ظله والتي كانت تجبر العروس على الضحك لتتغلب على خجلها الفطري 
لتشتعل الساحة بعد ذلك بالرقص وتصفيق الأحباب الذين التفوا حولهم بمشاركة فعالة تنبع من فرح حقيقي لارتباط الاثنين.
مجيدة والتي كانت على حالة من الغبطة فاقت التصور بعد أن أكرمها الله اخيرا بالزوجة الصالحة لابنها الأصغر وحالة من الأمل تزداد كل لحظة بفك عقدة الاخر مع استشعارها بالكيمياء التي حلت جديدا بين أمين ولينا التي بدأت ترى تجاوبها بوضوح.
لم تنسى ولو لحظة ترديد الأدعية الحافظة من كل شړ خصوصا وقد انتبهت جيدا لجمود نرجس وعدم تقدمها لمباركة شهد على عقد القران هي وشقيقتها الأخرى والتي لم تخفى الحقد الظاهر على قسماتها بالإضافة إلى الإنصراف المخزي من طرف شقيقتها وهذا المدعو ابراهيم خطيبها فور البدء في إجراءات عقد القران
وتساؤل يدور بذهنها
لما كل هذا الكره نحو شهد
وبعدين بقى هتفصل كدة ساكت لحد امتى يا ابراهيم
سألته بتوجس وقد طال انتظارها لدرجة زرعت بقلبها
الشكوك فحقيقة الوضع حتى ولو كان يحق له الڠضب والأعتراض لا تستوجب كل هذا الجمود والتجهم بشرود وكأن الأمر.......
هذه المرة خرج قولها بانفعال حينما لم تجد تجاوبا منه
على فكرة بقى هي مش مستاهلة الزعل دا كله ايه قيمتها دي كمان عندك دا انا اللي هي اختي مش هاممني وعلى يدك سيبتها وخرجت عشان خاطرك..
الټفت رأسه پحده نحوها يحدجها بشرار عينيه وللمفاجأة وجدها تواجه بتحدي بل وزاد بعينيها شك جعله يعيد التفكير سريعا في الرد عليها بخبث
انتي شايفة انه ميستحقش بس انا اللي هاممني الكرامة البت دي قلة قيمتنا كلنا لما فاجأتنا بعملتها ولا اكننا ناس غريبة عنها دي عمرها ما حصلت في الدنيا العروسة تعقد في يوم خطوبتها من غير ما تبلغ أهلها إلا اذا كانت مش معترفة انهم أهلها
استطاع التأثير بالضغط على هذه النقطة الحساسة حتى بدا الاعتراض يعلو تعابيرها لتردف بكبرياء زائف
في ستين داهية انا كمان مش معتبراها اختي.
اصدر صوتا بزواية فمه يبدوا كنصف ضحكة ساخرة ليردف لها
ما هو دا اللي هي عايزاه يا اختي عشان بعد كدة
 

تم نسخ الرابط