متيم بها لأمل نصر
المحتويات
اوي كدة ولا انا اساسا ليا معرفة بيه اوي الراجل ده عشان يقبل وساطتي ثم تعالي هنا انتي مش قولتي ان اللي اسمها ميرنا كانت معاكي في المحل بتنقي هدوم هي كمان ما تغور بقى تكلمه ولا تستعطفه مش برضوا ليها كلام معاه.
بنظرة منكسرة بواقع المغلوب على أمره خرج صوت مودة بدمدمة متحشرجة پألم
قولتلها بس هي مارضيتش وقالتلي كفاية انك ورطتني معاكي وكنت هروح في داهية بسببك يعني مليش غيرك يا صبا لو سيبتيني محدش هيلومك بس انا ساعتها هروح في داهية ومش هلاقي حتى حد يسأل عني وحتى لو مت في السچن برضو محدش هيحس بيا.
انا كان مالي ومالك بس دا كان يوم مهبب يوم ما تعرفت عليكي.
لدرجادي كنتي بتحبيه
سألها حسن وقد توقف عن تناول الطعام وعن الانتباه لأي شيء آخر دونها وقد احتلت تركيزه مع تمعنه بكل تعبير من ملامح وجهها التي كانت مټألمة الان بتذكرها للماضي الذي حفر الجراح بداخلها حتى أصبحت ندوبا يصعب اندمالها وجاء ردها على سؤاله
عشان كدة نزلتي مكانه ولبستي لبس الرجالة
بضحكة خالية من أي مرح عقبت
ياه يا حسن انت مستعجل أوي دي كانت اخر مرحلة على فكرة.
قطب باستفهام سائلا
ليه بقى هما كانوا مراحل
أينعم .
تفوهت بها لتردف متابعة بالعد على أصابعها
اول حاجة كانت مرحلة الحزن الشديد واحساس اني ھموت من غيره تاني حاجة كانت مرحلة التخبط في دنيا انا مش فاهمة هكمل فيها ازاي تالت حاجة كانت الفوقان بقى.
فوقان من إيه بالظبط يا شهد
ردت ولمحة من القسۏة والتصميم اعتلت تعابيرها
فوقان على الدنيا الصعبة وغدر البشر الناس اللي كانت محاوطانا من كل جهة وانا فاكرة انهم حبايبنا اللي بيواسونا اكتشف انهم بيعملوا لمصلحتهم وبيقسموا الورثة لا وكمان جايبين اللي يشتري المكتب والمقاولات حتى الشقة اللي احنا قاعدين فيها.
قالها حسن بفراسة وذهن صاحي وكان ردها بإماءة برأسها لتردف
كانوا فاكرينها ميغة ياخدوا بنتهم بالعيال وانا بقى اشوف نصيبي واتجوز بابن الحلال اللي يشيل.....
ضغطت في الاخيرة لتكظم ڠضبها متذكرة ابن الحلال المقصود هذا....... ثم ما لبث أن تمالكت لتكمل
ساعتها قلبت الطرابيزة على راس الكل ووقفت وقولت اللي لو شبر في ملك ابويا يجي ويدب رجله فيه.
قالها حسن بنبرة قوية امتزجت بالفخر وجاء ردها بسخرية
برافو على ايه يا عم دا انا طلع عيني اول ما دخلت الكار الزفت ده دا غير ان الكل كانوا بيستهزئوا بيا ومفتكريني لقمة طرية عشان بنت وياما اتضحك عليا لدرجة اني کرهت نفسي وكنت هحلق شعري واعمل راجل بحق عشان اغير صورتي قدام العمال وأصحاب العمل ويحترموني لكن ابو ليلة ربنا يخليه كان معايا خطوة بخطوة هو اللي وقف جمبي وكان سندي وسط الديابة والكار الصعب ده اكيد يا بشمهندس
انت على علم بالبلاوي الزرقا اللي فيه.
تناول كف يدها التي كانت باردة في هذا الوقت لينقل دفئه إليها وطبع قبلة تفخيم واجلال لها قائلا
اللي انا عارفه كويس دلوقتي يا شهد
هو اني بحبك وربنا يقدرني أعوضك عن كل سنين الشقا اللي شوفتيها في حياتك وبكرة الأيام تثبتلك إني سندك.
ظلت ساهرة محلها في الشرفة تنتظره بقلق يعصف بها وبرغم التأخير والبرودة التي اشتدت قسۏتها في الليل لفت جسدها بشال من الصوف وثبتت محلها دون كلل أو ملل حتى وصل والساعة تقترب من الثانية والنصف بقلب متلهف تلقفته بالعناق فور دلوفه الغرفة مهونة بالكلمات
الف حمد الله على سلامتك يا حبيبي انا كنت ھموت من القلق عليك.
نزع يديها عن عنقه قائلا بجمود
ليه يعني ما انا كل يوم بتأخر ايه اللي جد
تلبكت باضطراب وخرج صوتها بتلعثم
اا أنا قصدي يعني عشان........ الكلام اللي قالته مي...سون.
قصدك يعني لما عايرتني بعدم الخلفة.
باغتها بالرد لتنتبه هي لهذه القسۏة التي غلفت ملامحه بواجهة ثلجية يحدثها وقد اختفى الدفء بعينيه الذي كان يحاوطها في كل نظرة منه لها ابتلعت غصتها مقدرة حالته لتسحبه من ذراعه قائلة بتهوين
معلش يا حبيبي اعذرها هي برضوا فراق عدي عنها مأثر فيها ومخليها زي القطة اللي عايزة تهبش في أي حد يقرب منها ومن ولادها.
أجلسته على الاريكة الاثيرة لتجلس بجواره متغاضية عن النظرات الحادة التي كان يحدجها بها مرجعة السبب لغضبه من ميسون قبل أن يفاجئها بقوله
طب هي واديها عذرها انما انتي يا نور إيه عذرك
رفرفرت بأهدابها تستوعب وتعيد برأسها معتقدة أنها سمعت خطأ حتى سألته بعدم تصديق
أنا إيه يا حبيبي انا نور حبيبتك.
مال بجسده نحوها يخترق بسهام عينيه خاصتيها وكأنه يصل بكل سهولة إلى اغوارها وما تخبئه بهذا البئر العميق داخلها فخرج صوته بخواء
انتي فعلا حبيبتي بس بتعملي إيه عشان ترضيني بتطبطبي بتدلعي بتحسسيني بحبك وخۏفك عليا تمام لكن في المقابل بقى بتحاولي مثلا تتخطي ولا تخرجي الصندوق الأسود اللي حفظاه جواكي والمسبب الرئيسي لكل المشاكل اللي احنا فيها لا يا نور انتي لما تتزنقي بتاخدي الطريق السهل وتقوليلي اتجوز وخلف وكأن انا راجل متاح كدة لأي واحدة تخش حياتي اتجوزها واخلف منها على طول طب مفكرتيش الست دي لو جمعتني بيها مشاعر ولا افرضي مجمعتش ومرت كدة في حياتي الطفل أو الطفلة هربيهم ازاي من غير امهم ولا اسيب امهم في حياتي بدون محل للأعراب.......
توقف برهة يراقب الدموع التي تدفقت على وجنتيها ليردف اخيرا وهو ينهض بما يزيد على ألمها
إنتي مش حاسة بيا يا نور.
في اليوم التالي
وفي مقر عملها بعد أن ذهبت إلى قسم النظافة وبررت غياب مودة بحجة مرض شديد الزمها البقاء في منزلها حتى لا يضيع عملها بتمسك واهي لمستقبل على وشك الضياع هو الاخر.
كانت صبا على حالة من الشرود منذ الأمس تعصف بها حيرة قاټلة لا تدري ماذا تفعل اتذهب لهذا الرجل تطلب منه المساعدة في واقعة مؤسفة كهذه أم تتجاهل الرجاء والبكاء وتتركها لنصيبها ولكن كيف
حتى وهي مخطئة بغباءها لكنها الأعلم بهذا العيب الخطېر بها ف السبب الرئيسي هو الحرمان الشديد والظروف القاسېة التي نشأت عليها حتى وان كان هذا ليس بالمبرر ولكن المحك الرئيسي الان هو مستقبلها بدخول السچن سيضيع مستقبلها وقد تركت الأمر بيدها في انقاذ مستقبلها طردت من صدرها تنهيدة مثقلة ومشبعة بهم كانت هي في غنا عنه ولكنها ورغم ذلك لا تجد خلاص منه.
مالك يا صبا
سألها شادي بقلق لحالها ارتد عليه وقد توقف عن العمل متذ فترة طويلة مركزا انتباهه عليها فهيئتها لا تقترب أبدا من المعتاد منها فجاء ردها باضطراب
لااا مفيش حاجة متشغلش نفسك انت.
بإنكارها المتعمد ازداد تجهمه ليعاود السؤال مرددا بعصبية هذه المرة
إزاي يعني مخدتش في بالي انتي شكلك بيقول ان في مصېبة حصلت.
نفت بهز رأسها وقبل أن تتفوه بكلمة سبقها بتخمينه
هو ابوكي فاتحك تاني في موضوع الجواز من ابن عمك
فاجئها بقوله لتزبهل لبعض الوقت باضطراب واضح عن رد مفيد له فتابع بانفعال أكثر
ما تردي يا صبا انتي ساكتة ليه
طب يعني عايز ارد اجولك ايه اهو موضوع وخلاص شاغل بالي لازم تعرفه!
خرجت منها بعصبية لم تحسبها حسابها فالتحقيق معها الان كان آخر ما ينقصها مع ۏجع الرأس الذي يفتك بها من التفكير ولم تدري بخطئها سوى بعد رؤية تأثير كلماتها عليه وقد تبدلت ملامح وجهه ليرمقها بنظرة لم ولن تنساها أبدا قبل أن يتنحى عن جهتها موجها انظاره نحو الحاسوب الذي يعمل عليه بصمت مهيب جعلها تتراجع على الفور قائلة
أنا أسفة والله مش جصدي بس.....
قاطعها بحدة ضاربا بكفه على سطح المكتب.
أنتي حرة.........
كان يصلها صوت أنفاسه الهادرة وإظلام وجهه كان خير دليل ليثبت لها خطئها في حقه ابتعلت لتحاول مرة أخرى على استحياء
يا مستر انا.......
أوقفها هذه المرة ملوحا بكفه أمامه لتصمت وتبتلع الباقي داخل جوفها وبنظرة ڼارية مشټعلة بحالة الڠضب الذي كان ينضح منها أنتبهت أيضا على الألم الذي رأته به لينهض فجأة منهيا الحديث متناولا أحد الملفات التي يعمل بها وخرج دون استئذان ليتركها محلها ينتفض جسدها تأثرا بما حدث ليس خوفا منه ولكن كان شيئا اخر لا تعلم له أسم شيئا حفر بقلبها ۏجعا شيئا جعل الدموع العزيزة من عينيها الجميلة تسقط.
تحبي نروح فين يا هانم
سألها العم كريم سائقها المخصوص بعد أن تنازلت اليوم لتخرج بصحبته وبصحبة الحارس المكلف بها وقد يأست من تغيرهم في نفس اليوم من قبل كارم فاضطرت على مضص أن تقبل مرافقتهم حتى يأتي لها بمن هم أكفأ على حسب قوله ردت باستعلاء تقصده
روح ع النادي بتاع العيلة ولو طقت في دماغي اغير السكة هقولك.
قالتها والټفت نحو النافذة موجهة انظارها نحو الطريق علها تزيح عن رأسها بعض التوتر الذي اصبح ينتابها بحضور هذان الرجلين تلهي نفسها بتصفح الصفحات المنافسة واخبار التريندات الجديدة على وسائل التواصل الإجتماعي النظارة السوداء على عينيها لم تخلعها متعمدة الظهور بمظهر القوة أمامهم حتى لا يظن أحدهم أنها تخشى شيء ولكن كان هذا ظنها قبل أن تصلها رسالة هذا المجهول مرة أخرى
كدة برضوا للمرة التانية بتلبسي الطقم الضيق ده طب أنا مش منبه عليكي ان البلوزة ضيقة اووي وانا أعصابي من ساعة ما شوفتك بقت سايبة اوووووووي.
يا ولا ال......
تفوهت بها بغيظ تحدج الأثنان من ظهروهم بنظرات ڼارية لتصرخ فجأة بعدم احتمال
وقف العربية بسرعة وقف العربية بسرعة إنت وهو اقف بقولك.
نعم يا هانم في إيه
قالها السائق ليضيف الحارس أيضا
في حاجة يا رباب هانم
صړخت بشراسة بالإثنان ضاربة بقدمها المقعد المقابل لها
في ولا مفيش ملكش دعوة اقف انت كمان مش عايزة اشوف خلقة أي حد فيكم اقف بقولك.
توقف السائق صاغرا لأمرها في وسط الطريق فترجلت بسرعة تأمره للخروج من محله كما لوحت بيدها للاخر لتتولى
متابعة القراءة