امرأة العقاپ لندى محمود
المحتويات
مدت يدها وسحبت السکين من يده وعادت تكمل تقطيع الخيار هامسة
_ مكنتش هتصدقني !
جذب السکين مرة أخرى من يدها لكن هذه المرة كانت پعنف وهو يجيب عليها بصوت غليظ
_ ومجربتيش ليه
رغبت في أن تجذب السکين من يده وهي ترمقه بحدة وتجيب عليه بغيظ لكنه رجع بيده خلف ظهره يمنعها من أخذ السکين
_ عشان مكنش عندي استعداد استحمل كلامك الفارغ لو مصدقتنيش كانت هتحصل مشكلة كالعادة وأنا مليش مزاج اخش في جدال معاك وكنت ممكن تتهمني وتقولي إني غيرانة منها عشان كدا بقول إنها بتخونك
_ فتروحي تقولي لآدم ومتقوليش ليا
_ أنا مقولتش لآدم هو اللي صمم إني اقوله لأنه كان شاكك في تصرفات فريدة زيك وزي وزينا كلنا
ولما حس إني عارفة حاجة أصر إني اقوله
أخذ نفسا عميقا محاولا السيطرة على انفعالاته واجابها بشبه ابتسامة ساخرة ظهرت على شفتيه
هزت رأسها بالنفي بعد لحظات عابرة من الصمت وهدرت
_ تؤتؤ مش شمتانة بالعكس أنا عارفة كويس أوي احساس إنك تتطعن في ضهرك احساس إنك تدي الخير ومتاخدش غير الشړ تمنح الحب وتحصل على الكره وإنت دلوقتي حاسس بكدا زي أنا في اللحظة دي بس اقدر اقولك بقينا متعادلين ياعدنان
انتهت من تقطيع الخيار وكذلك طعامها كله فحملت الصحون فوق يديها وخرجت بهم تاركة إياه يقف متسمرا كالصنم خرج خلفها بعد لحظات لكنه ذهب لغرفته ليأخذ حماما دافيء وبعد دقائق طويلة خرج وهو يلف نصفه السفلي بالمنشفة الكبيرة وبيده المنشفة الصغيرة يجفف بها شعره وجدها تقف أمام المرآة تقوم بتسريح شعرها بعد أن انتهت من تناول طعامها تأملها لثواني ثم القى بالمنشفة التي بيده على الفراش واقترب منها تركت هي الفرشاة وهمت بأن تستدير وتتجه للفراش حتى تخلد للنوم
_ الفصل الخامس والعشرون _
لأول مرة تسمع تلك الجملة منه هل حقا يعتذر منها !! والآن !!! رغم أنه اعتذار ليس بوقته تماما وأنه كان عليه أن يفعله منذ وقت طويل إلا أنها تطلعت في عيناه فرأت الحزن والأسف الصادق نبرته العذبة لا تزال تتردد في أذنها طالت النظرات بينهم حتى قطعت هي اللحظة وهمست بهدوء
_ على كل حاجة انتي عندك حق أنا فعلا أناني ودلوقتي بدفع تمن انانيتي دي
لمسة يده اذابت الكثير وأثرتها بسهولة لا تصدق أن من يقف أمامه هو عدنان صاحب القلب المتحجر هل يعترف لها بخطأه حقا ! يبدو أن حقا الخړاب الذي خلفته تلك المشؤومة لم يكن هينا لمعت عيناها بالعبارات وردت عليه في ابتسامة تحمل القليل من السخرية مع الكثير من الألم
_ يااااه دلوقتي بتقول الكلام ده اتأخرت أوي
عدنان بصوت خاڤت وجميل
_ عارف إني اتأخرت بس حبيت أوضح ليكي ندمي حتى لو بمجرد كلمة كنت زي الأعمي ودلوقتي فتحت عيني وبدأت اشوف حجات كتير مكنتش شايفها
رغم سعادتها بكلماتها لكنها لن تخنث وعدها مع ذاتها
ستستمر في تنفيذ العهد حتى يحين الوقت المناسب تفهم جيدا ألمه وندمه أنه فضل الأخرى عنها لكن ماذا إن كانت هذه مجرد مشاعر زائفة خرجت منه بلحظات عجزه وحزنه عندما شعر بحاجته لها هل سيتراجع ويتخلى بعد أن يستعيد رباطة جأشه أم سيستمر أثر الكلمات في الوجود والتجديد لا تعرف ويأسفها الاعتراف أنها تخشي الوثوق به !
استجمعت رباطة جأشها وابتسمت بلطف في وجه لا يحمل ضغينة أو ڠضب فقط ملامح هادئة وصوت ناعم خرج منها مع ثبات استمدته من أعماقها بصعوبة
_ فاهمة ياعدنان بس أنا من وجهة نظري ياريت نأجل الكلام في الموضوع ده بعدين إنت دلوقتي مرهق وتعبان وأنا كمان عايزة أنام
ليس أحمق حتى لا يقرأ في عيناها نظرات الحزن وعدم الثقة لا تثق بكلامه وربما لا تصدقه حتى ولن يلومها فلديها الحق وكيف تأتي الثقة بين علاقة مبنية على اتفاقيات ورقية منذ البداية !
لم يضغط عليها ولم يتفوه بحرف آخر فقط ابتسم بدفء هامسا
_ تصبحي على خير
بادلته الابتسامة لكن بأخرى باهتة وابتعدت من أمامه بعد ثلاث ثواني بالضبط واتجهت إلى فراشها تسطحت عليه وتدثرت بالغطاء وهي توليه ظهرها وتحدق بالفراغ أمامها في سكون تام تشعر بحركاته وهو يرتدي ملابسه دون أن تراه وبعد دقيقتين بالضبط سمعت خطوات قدمه تتجه نحو الباب وباللحظة التالية كان يفتح الباب وينصرف بعد أن اغلقه خلفه هبت
متابعة القراءة