امرأة العقاپ لندى محمود
المحتويات
وفتح الحقيبة الخلفية ليضع بها الاكياس ويقول مذهولا
_ كل دول و قليلين يابابا !!
هزت رأسها بالإيجاب زامة شفتيها بضيق فضحك وانحنى عليها يلثم وجنتيها بحنو هاتفا في مرح
_تحبي ادخل اشتريلك المكان كله يا هنايا
التفتت برأسها تجاه أمها التي تتابع حديثهم مبتسمة وعادت بوجهها مرة أخرى إلى أبيها ترد عليه پصدمة طفولية
عدنان بإيجاب غامزا
_ امممم إيه رأيك
ردت بوداعة وهي تتصنع الرزانة والنضج
_ بس كدا هيبقى غالي أوي أوي يا بابي
ضحك وعاد يلثم شعرها من جديد هاتفا بحنو وجدية
_ مفيش حاجة تغلي على بنت عدنان الشافعي
إنتي بس اطلبي ياروح بابي وأنا انفذ
_ بحبك أوي يا بابي
غمز لها مشاكسا ورد
_ أنا أكتر
هنا برفض تام
_ لا أنا اكتر
قهقه بصوت مرتفع ثم حملها فوق ذراعيه واستقام في وقفته ليغلق حقيبة السيارة ثم يتجه بها إلى المقعد الخلفي من السيارة ليضعها به ويرسل لها غمزة مداعبة قبل أن يغلق الباب ويتجه هو لمقعده المخصص للقيادة
وبين نفسها إلى أين يذهب بعد أن انتهوا من شراء جميع احتياجاتهم !!
سألته بتعجب
_ ده مش طريق البيت ياعدنان !
اردف باسما
_ عارف لسا هنروح على مكان الأول قبل ما نروح البيت
جلنار بفضول حقيقي وحيرة
_ مكان إيه !
توقفت السيارة أمام أحد متاجر الأزياء الفخمة والكبيرة نزل هو أولا من السيارة ونزلت هنا بعده أما جلنار فبقت مكانها تحدق بالمتجر من داخل السيارة في استغراب حتى وجدت باب مقعدها ينفتح ويقف هو أمامه يسير لها بعيناه أن تنزل فتنهدت وخرجت من السيارة لتقول له بصوت منخفض بعدما فهمت سبب مجيئهم لهنا
تمتم بدفء وعاطفة
_ عشان تعملي شوبينج يا رمانتي
اردفت بعناد
_ أنا عملت
عدنان بنظرة حازمة وصوت لا يقبل النقاش
_ يلا ياجلنار
تحركت وسارت معه مقتضبة بينما الصغيرة فقد أسرعت وتعلقت بيد أبيها تشبك كفها الصغير بكفه الضخم وتسير بجواره
جلب صاحب المتجر مقعد وثير لعدنان الذي جلس وجعل يتابعها وهي تقف مع العاملة بالمتجر وهي تعرض عليها أحدث صيحات الموضة من الملابس تارة تبدي أعجابها بشيء وتارة لا !
استقام واقفا بعد دقائق عندما امسكت هنا بيده ترغمه على الوقوف والتجول معهم أبدى عن اعتراضه بالبداية لكن أمام الحاحها وافق مرغما كانت جلنار بجهة وهو مع ابنته بجهة أخرى
لفت نظره مجموعة متميزة من الأزياء العصرية فاقترب منهم وجعل يقلب بينهم بإعجاب وابتسامة واسعة خبيثة وحين ابعدت جلنار نظرها عن الفتاة التي تساعدها في عرض الأزياء المناسبة لها لمحته يقف أمام تلك مجموعة الأزياء فاعتذرت من الفتاة وابتعدت لتذهب له رمقها مبتسما وقال
_ حلوين أوي
كانوا جميعهم أزياء قصيرة ومتحررة بشكل فطالعته بذهول وقالت ساخرة
_ وهو إنت هتسمح إني البس حاجة زي
كدا
تمتم باسما بلؤم
_ اسمح بس في البيت طبعا عشان كدا هناخدهم
عقدت ذراعيها
أمام صدرها وقالت مبتسمة
_ بس أنا مش عاجبيني
أدرك أنها تعاند فقط حتى تزعجه فضحك وتابع بنظرات جريئة
_ وانا شايفهم حلوين وبما إنهم هيتلبسوا في البيت فأنا اللي اختار
مالت عليه قليلا وقالت بابتسامة عريضة ومشاكسة في عناد متصنع
_ مش هلبسهم
عدنان باسما بنظرات لعوب
_ نبقى نتكلم في الموضوع ده في البيت يارمانة
بعد وقت طويل قارب على الساعة من بقائهم وقد دخلت هي إلى غرفة خاصة بتبديل الملابس وكان هو يجلس بالخارج وتجلس فوق قدميه هنا التي تتحدث دون توقف مع أبيها وكان تارة يكتفي بالضحك وتارة أخرى يجيب عليها ليبادلها أطراف الحديث باهتمام وبين كل خمس دقائق والأخرى تخرج من غرفة تبديل الملابس مرتدية قطعة مختلفة لتأخذ رأيه بها وبإحدى المرات هيمن عليه الصمت وهو يتطلعها بتدقيق ثم قال برفض
_ تؤتؤ
عادت تلقي نظرة على نفسها بالمرآة بعدم اقتناع برفضه حتى سمعته يسأل هنا بملامح وجه منفرة ليتعمد إثارة غيظها بعدما رأى إعجابها بالثوب
_ مش حلو ياهنا صح ولا لا !
هزت رأسها مؤيدة لرأى أبيها وهتفت بطفولية
_ أيوة مش حلو يا مامي
فهمت محاولاته لإزعاجها فضمت شفتيها بسخط وقالت بعناد وغيظ حقيقي
_ بس أنا عاجبني وهاخده
وفور اختفائها بغرفة التبديل ضحك عليها بخفة
بعد انتهائهم خرجوا واتجهوا للسيارة لتصعد هنا بمقعدها الخلفي وجلنار بمقعدها المجاول له بينما هو فقد وضع الأكياس الجديدة بحقيبة السيارة وعاد لمقعده ليحرك محرك السيارة وينطلق بها عائدا للمنزل !!
بصباح اليوم التالي بشركة الشافعي تحديدا بمكتب عدنان
يجلس آدم فوق الأريكة الواسعة
متابعة القراءة