امرأة العقاپ لندى محمود

موقع أيام نيوز

والطفولية ! 
داخل منزل عدنان الشافعي في مساء ذلك اليوم 
فتح الباب ودخل وقف للحظة يتنهد بخنق ككل ليلة يعود فيها للمنزل منذ رحيلها هي وابنته بات لا يطيق البقاء فيه لثانية واحدة لكن ذكرياتهم معا هي من تجبره كل ليلة أن يعود إلي المكان الذي قد يجدها فيه حتى لو بمجرد الشعور فقط 
يوجد سكون وصمت خانق وكأنه منزل مهجور منذ سنوات لم يعد يسمع به صوت ضحكات هناه التي تعيد الحياة لروحه المنطفئة أو صوت خطوات رمانته وهي تتحرك بخفة في أرجاء المنزل كل شيء ينقصهم وذلك المنزل أصبح كالغابة الموحشة بدونهم عيناه فقدت لمعتها وبات كل شيء أسود اللون أمام عينيه أما صوت قلبه المشتاق لا يتوقف عن الصړاخ والبكاء روحه المفقودة تتخبط بحثا عن مستقرها بين ذراعين زهرته الحمراء ! 
صحيح أنها تخلت وهو قبل الهزيمة لكنه مازال لم يتخلى حتى الآن ! 
تحرك بخطوات بطيئة يصعد الدرج للطابق الثاني حيث غرفته دخل واغلق الباب خلفه ثم بدأ في تبديل ملابسه بعد أن أخذ حماما دافيء واقترب من الفراش ليتسطح بجسده فوقه واضعا يديه أسفل رأسه ويحدق في السقف بشرود وعبوس يشعر بها بكل نقطة في الغرفة رائحتها لا تزال عالقة بأنفه وصوتها يتردد صداه في أذنه 
تلك الحمقاء تتهمه بسذاجة أنه لا يحبها وهي لا تدري ما يكنه لها من عشق في ثناياه لو علمت كم
العڈاب الذي يعانيه في فراقها لأدركت حماقتها الحقيقية ! 
كيف لا يعشقها وهو لا يطيق النوم فوق فراشهم بدونها منذ رحيلها وهي لا تفارق أحلامه ولا خياله نيران الشوق حرقته وحولته لرماد بات يتوق فقط لمجرد عناق قصير يطفيء به القليل من نيرانه الملتهبة في صدره ولكن هيهات أن ترحمه زهرته القاسېة ! 
توقف بالسيارة بعد وقت طويل من القيادة وحين تجولت بنظرها من داخل السيارة تتفحص المكان الذي جلبها إليها لمحت باب معرضه الخاص فرمقته متعجبة وقالت بفضول 
_ إنت جايبني هنا ليه يا آدم ! 
قال بابتسامة جذابة وهو يهم بفتح الباب والنزول 
_ هتعرفي دلوقتي انزلي يلا 
بقت ساكنة مكانها تتابعه وهو
ينزل من السيارة حتى وجدتها يشير لها من الخارج أن تنزل ففعلت بخجل بسيط وقالت في توتر فور نزولها 
_ بس كدا هنتأخر وتيتا هتعملي
مشكلة يا آدم ! 
غمز لها بعيناه في بسمة تذيب العقل 
_ متقلقيش أنا اخدت الأذن من جدتك وقولتلها إني هاخدك مكان مهم وضروري وهي وافقت 
رفعت حاجبها بدهشة ثم ردت شبه مستنكرة 
_ وافقت عادي كدا !! 
ضحك ولم يجيبها بل استدار وتحرك باتجاه باب المعرض وهي لحقت به ركضا في خوف بسبب هدوء الأجواء من حولهم وعدم وجود بشړ 
فقط أصوات نباح الكلاب هي المسموعة 
التصقت به من الخلف وهو كل لحظة والأخرى يلتفت برأسه لها ويضحك بساحرية حتى فتح الباب أخيرا ودخل ثم تبعته هي راحت تتجول بنظرها في أرجاء المعرض تتذكر ذلك اليوم الذي دخلته فيه للمرة الأولى وتذكرت موقفها معه فضحكت بصمت لا إراديا لكن فجأة سمعت صوت الباب فالتفتت بجسدها له وصاحت بارتباك وخجل 
_ إنت بتقفل الباب ليه ! 
غضن حاجبيها باستغراب من ردة فعلها العڼيفة وقال بهدوء 
_بقفله عادي يامهرة إنتي خاېفة مني ولا إيه ! 
ردت بغرور وثقة 
_ لا وأنا أخاف منك ليه ده إنت اللي تخاف مني 
ضحك ورد بسخرية وهو يكمل إغلاق الباب 
_ امممم فعلا ماهو واضح ! 
راحت هي تتفحص بقية المعرض بنظرها من جديد حتى سمعت صوته من خلفها بعد دقيقتين وهو يهمس بغرام 
_ عارفة أنا جيتك هنا ليه 
التفتت برأسها له في توتر من قربه واكتفت بهز رأسها بالنفي وسط نظراتها الزائغة لتجده يكمل بعينان ثابتة وكلها حب 
_ عشان هنا أول مكان أنا بدأت أحس فيه بانجذاب ناحيتك بعد ما جيتي المعرض وعشان كمان عايز أوثق كام حاجة مهمة جدا بنسبالي واعتقد أنها هتكون مهمة بنسبالك كمان والكام حاجة دي لازم تتوثق من المكان اللي بدأت فيه ! 
طالعته بهيام وعشق رغم أنها لا تفهم أي شيء من الغازه إلا أنها ضحكت واماءت بالإيجاب عندما سمعته يقول باسما 
_ مش فاهمة حاجة صح !! تعالي هوريكي وهتفهمي
وجدته يحتضن كفها الناعم بين قبضة يده الضخمة ويجذبها معها نحو أحد الأركان ثم وقفوا أمام الحائط ورأت فوق الحائط معلقة لوحة لكنها مغطاة بقماشة حمراء اللون فنظرت له بعدم فهم ليبتسم ثم يقترب من الحائط ويمد يده لينزع القماشة عن اللوحة التي ظهرت لها بوضوح وكانت نفسها تلك اللوحة المميزة التي اعجبت بها حين جاءت بزيارتها الاولى لمعرضه رغم أنها لم تفهم منها شيء لكن شعرت بأن بها شيء خفي يجذبها إليها دون أن تشعر لا تعلم ربما رأت عشوائيتها وتداخل الألوان بها وضجتها مشابهة تماما لضجيج روحها التائهة وعبثيتها ! 
فغرت شفتيها پصدمة ثم نظرت له وقالت باسمة 
_ إنت
تم نسخ الرابط