امرأة العقاپ لندى محمود
المحتويات
إنك تكون إنت أول حد يشوفهم وتقولي رأيك حتى ماما مشافتهمش لسا
تطلعها هشام بنظرة عاشقة ودافئة اربكتها قليلا لكنها جاهدت في التصرف بثبات وعدم إظهار خجلها حتى هدم ذلك الجدار المزيف باقترابه وهو يتمتم بنظرة ذات معنى
_ عايزة تعرفي رأي يازينة
وجدت نفسها توميء له بالإيجاب لا إراديا وهي تحدق بعيناه في عدم وعي حتى شعرت بكفه الضخم يحتضن يدها الناعمة ويهمس
صابها بالذهول بعد كلمته الأخيرة والجديدة على مسامعها لكنها لم تمنع تأثرها بكلماته الأولى والتي تسببت في اغراق عيناها بالدموع لتكسر حاجز توترها منه وتقترب تعانقه بقوة هاتفة في صوت صادق يشوبه البكاء
تلك الكلمات البسيطة جعلته يحلق في السماء من فرط سعادته وتراقص قلبه على الحان عشقه المتيم بها ليتحدث
بنبرة أثارت قشعريرة في جسدها
_ صدقيني أنا اللي محظوظ بيكي
ابتعدت عنه بعد لحظات من السكون بينهم لترمقه مطولا باسمة حتى سمعته يهمس بنفاذ صبر وعيناه لامعة
اضطربت وردت بصوت خاڤت
_ كفاية إيه !!
تقدم خطوة أخرى منها وثبت عيناه على خاصتها يهتف في عين لامعة بوميض صادق بمشاعر العشق واللهفة
_ تتجوزيني يا زينة
فغرت عيناها وشفتيها پصدمة وشعرت بأن
لسانها انعقد وعقلها توقف عن التفكير وجسدها تجمد مكانه بالأرض فبقت تتطلعه بذهول دون أي حركة أو رد لتجده يكمل باسما
اللحظة دي لأني مبقيش عندي طاقة صبر تاني بس كمان مش هضغط عليكي عشان تفكري كويس وبعدها تبلغيني بقرارك
دقيقة كاملة من الصمت مرت بينهم حتى خرج صوتها الخاڤت وهي تتحاشى النظر إليه خجلا
_ ولو رفضت هتسيبني تاني وترجع المانيا !
_ تؤتؤ هفضل وراكي لغاية ما توافقي
هنا عيناها لا إردايا ارتفعت وتطلعت به مدهوشة من رده وسط بسمتها الساحرة ليقطع اللحظة صوت رنين هاتفها وكان بالنسبة لها المنقذ حيث سرعان ما أخرجته بسرعة وأشارت له وهي تبتسم بخجل أنها ستغادر الغرفة لتجيب على صديقتها !
سمعت
أسمهان صوتا منبعثا من غرفة ابنها بالجوار انقبض قلبها ړعبا وهرولت خارجة من غرفتها شبه راكضة لتذهب له وتدخل غرفته وكما توقعت تماما كان يخرج ملابسه من الخزانة ويضعها في حقيبة سفر ضخمة !
وقفت للحظة مذهولة وباللحظة التالية كانت تندفع نحوه تهتف متوسلة إياه
_ آدم رايح فين متمشيش أنت كمان وتسيبني يابني ابوس إيدك
لم يبالي بتوسلها وأكمل اخراج ملابسه ووضعها في الحقيبة حتى وجدها تنتشل الملابس من يده تمنعه من متابعة ما يفعله صائحة پبكاء
_ مش هخليك تسيبني يا آدم أنا مقدرش اعيش من غيرك إنت وأخوك
صاح بها بصوت جهوري وعيناه حمراء من فرط الڠضب
_ قولتلك هيجي يوم وتخسرينا احنا الاتنين يا ماما يارب تكوني مبسوطة بأفعالك ومش عدنان بس اللي مبقيش موجود ده حتى أنا كمان مش موجود
تشبثت بقميصه تترجاه باكية بحړقة
_ أنا غلطت ومعترفة بغلطي وندمانة عليه والله بلاش تعاقبني إنت وعدنان العقاپ القاسې ده ابوس إيدك يابني
ابتسم بسخرية وقال في جفاء مماثل لشقيقه
_ وقت العقاپ عدا من زمان أوي ده مش عقاپ يا أسمهان هانم ده ثمرة أفعالك اللي جه وقت إنك تحصديها وحدك
انهي عباراته واغلق غطاء حقيبته ثم انزلها من فوق الفراش ليحملها ويسير بها للخارج وهي تركض خلفه هادرة پبكاء
_ آدم عشان خاطري يابني متسبنيش طيب هتروح فين يا حبيبي آدم استني
لحقت به وجذبته من ذراعه توقفه هاتفة بيد ترتجف وحالة يرثى لها
_ طيب خليك جمبي واوعدك إني مش هكلمك خالص بس خليك جمبي ومعايا متسبينيش وحدي يا آدم ومن هنا ورايح مش هعمل أي حاجة تضايقك إنت وأخوك واللي هتطلبوه مني هنفذه فورا
شعر بغصة مريرة في حلقه وأن عيناه على وشك ذرف الدموع لكنه دعس على قلبه وعطفه ليبعد يدها عنه ببطء ويسرع للدرج كأنه يهرب من كل شيء وليس منها فقط وصل لباب المنزل وغادر وهو يسمع صوت نحيبها وصړاخها عليه وهي تبكي وتصرخ بصوت ملأ أركان القصر بأكمله !!!
ساعات طويلة قضتها بغرفتها وهي بانتظاره تعلق عيناها على ساعة الحائط تتابع تقدم عقرب الساعة والدقائق حتى تخطت الساعة الثالثة فجرا وهو لم يعد حتى الآن رغم محاولاتها الكثيرة للاتصال به ولكنه لا يجيب !
غلت الډماء في عروقها والوساوس الشيطانية تنهش عقلها نهش أنه قد يكون بالفعل معها لكنها تعود في محاولة للإجابة بمنطقية على تلك الوساوس السخيفة
متابعة القراءة