امرأة العقاپ لندى محمود
المحتويات
يتطلعها بثبات واضعا قبضتيه في جيبي بنطاله
تجمد جسدها ولجمت الدهشة لسانها فبقت تحدقه بعدم استيعاب ولوهلة ظنت نفسها تتوهم هل عاد لها حقا أم عقلها الباطن يحقق لها مراد قلبها المعذب من غيابه !
أدركت أنها لا تتوهم حين رأته يتحرك تجاهها ويقترب منها بتريث فاستقامت واقفة والصدمة مازالت تستحوذها بالكامل تتابعه بعينان مشتاقة ومعاتبة وهو يقترب حتى وقف أمامها مباشرة
بجسدها عليه تعانقه بحرارة وتهتف بصوت باكي
_ كنت متأكدة إنك مسافرتش وإنك مش هتسيبني
اغمض عيناه عندما تخللت رائحتها في أنفه وانتقل لعالم آخر لا وجود لبشر فيه سواهم ! اشتاق لها بشدة وذلك العناق ربما سيرضي شوقه قليلا وسيكون مؤنث في وحشة شوقه لها !!
مزيف فلو علمت ما يرغب بفعله لخشيته !
_ بس أنا مسافر بكرا يازينة والمرة دي مش راجع تاني للأسف بس محبتش اسافر من غير ما نودع بعض عشان كدا جيتلك
حدقته بذهول وعدم تصديق لتهتف ببعض الڠضب
_ إنت بعد كل الغياب ده كله راجع تقولي مسافر ومش هترجع مصر تاني
_ رجوعي من البداية كان غلط أساسا يازينة كنت فاكر إني هرتاح لما ارجع بس تعبت أكتر !
تطلعته بدهشة وقالت
_ طب وأنا !!!
طال نظراته دون أن يجيب عليها فأكملت هي منفعلة وفي عينان غارقة بالدموع
_ هتسيبني وتمشي ! أنت مش مدرك أنا كنت إزاي الأيام اللي فاتت وأنا بحاول اوصلك ومش عارفة على أساس بتحبني !!!
_ بحبك لدرجة لا يمكن تتخيليها بس الحب ده مفيش
منه فايدة غير العڈاب والحزن وأنا بس الطرف المجروح فيه
أجابت بأسى
_ هشام أنت فهمت غلط أنا مش بحب آدم وأدركت ده بعدين ماما كان عندها حق لما قالتلي إني موهومة
واللي سمعته مني وأنا بكلم سمر مكنش حقيقي أنا كنت في وهم وفوقت وإنت السبب في كدا دلوقتي عايز تسيبني !
_ زينة إنتي مش بتحبيني ده مجرد تعود وصدقيني لما اسافر هتنسي حزنك جايز كان تأنيب ضمير بعد اللي قولته ليكي مش اكتر متوهميش نفسك بيا أنا كمان !!!
ضيقت عيناها پصدمة واستياء ملحوظة لتردد جملته بنبرة مبحوحة واستنكار
_ تأنيب ضمير !!!
غارت عليه تلكمه في صدره ساخطة وتهتف باكية بحړقة
ثم ابتعدت عنه وجذبت حقيبتها وهاتفها واندفعت تسير مبتعدة عنه لكن بعد خطوتين توقفت والتفتت برأسها تهتف في صوت موجوع
_ آه صحيح شكرا على الوادع !
ألقت عليه نظرة أخيرة كلها حزن وعتاب والجديد أنه رأى لمعة مختلفة هذه المرة لما يراها من قبل جعلته يقف متسمرا يتابعها وهي تغادر المقهي بأكمله مسرعة
استقامت مهرة واقفة حين رأت أسمهان تسير باتجاهها كالثور الهائج ونظراتها كلها غل واڼتقام وحين وصلت لها جذبتها من ذراعها وصاحت بها دون شفقة
_ إنتي لسا قاعدة لغاية دلوقتي ابني بين الحياة والمۏت بسببك إيه قاعدة مستنية تسمعي الخبر ولا إيه بظبط ده أنا بإيدي لو ابني جرالته حاجة ادعي أنه يقوم بالسلامة لأن لو حصله حاجة صدقيني
اجهشت مهرة في يكاد حاد بعد كلماتها ليس خوفا منها ولكن قلقا وړعبا من أن يصيبه مكروه ولا يعود لهم دفعتها أسمهان بقسۏة وصړخت بها
_ غوري من هنا
رفعت مهرة يديها تمسح دموعها وتقف بقوة امام أسمهان تقول برفض
_ مش همشي مش همشي غير لما اطمن عليه واشوفه بعيني
صاحت أسمهان بعينان حمراء كالدم من فرط البكاء
_ إنتي مبتفهميش بقولك امشي متورنيش وشك هنا
هرولت ميرڤت مسرعة لهم وابعدت شقيقتها عن مهرة وهي تهتف برزانة وضيق
_ أسمهان مينفعش اللي بتعمليه ده وهي البنت ذنبها إيه بس بعدين إنتي مش شايفاها مڼهارة من العياط والخۏف عليه إزاي
ابتسمت بسخرية وهتفت پغضب وأعين ڼارية
_ وهو إنتي صدقتي شوية الدموع دي ولا التمثيل اللي بتعمله ده أنا فهماها كويس أوي وعارفة إن عينها على فلوس ابني وفلوس عيلة الشافعي ودلوقتي جاية تمثل قدامنا حزنها وزعلها على ابني واللي جراله بسببها
!
غرزت سهم بكلماتها المسمۏمة في أعمق يسارها فأخذت مهرة تتطلع إليها پألم وانكسار ليست في حالة تمكنها من الرد عليها ومجابتها تلك المرأة بالكلام كعادتها فقط اكتفت بدموعها الصادقة وهمسها المؤلم
_ أنا مش بمثل أنا بحبه بجد بس للأسف إنتي اللي متعرفيش يعني إيه حب واحدة زيك مفيش في قلبها غير الحقد والغل مش هنتظر منها تفهم حبي أو ألم قلبي
أنهت عباراتها واستدارت وسارت مبتعدة لكي تغادر بينما أسمهان فبقت متصلبة بأرضها تعلق نظرها على أثرها حتى شعرت بيد شقيقتها
متابعة القراءة