امرأة العقاپ لندى محمود

موقع أيام نيوز

ولا ينهدم ما قامت ببنائه لسنوات ! 
في تمام الساعة الثالثة فجرا 
صدع صوت رنين هاتفها على المنضدة الصغيرة المجاورة لفراشهم فوثبت كمن لدغه عقرب والتقطت الهاتف مسرعة وكتمت صوت الرنين حتى لا يستيقظ القت عليه نظرة دقيقة وقد كان متسطح على ظهره 
دققت النظر في وجهه أكثر لتتأكد من انغماسه في النوم ثم تسللت من الفراش بحذر شديد
كلص والتقطت الروب الطويل ترتديه فوق قميص النوم القصير جذبت الهاتف معها وسارت على أطراف أصابعها إلى خارج الغرفة حتى تجيب على الهاتف 
بمجرد ما أن فتحت الباب وخرجت فتح هو عيناه دفعة واحدة كالذئب المترصد لفريسته بقى معلقا نظره على السقف للحظات وانفتح فمه قليلا بانحناءة مرعبة ولسانه بدأ يسير على ضروسه العلوية في عينان حمراء كالدم ونفس ثائرة على وشك أن تعلن قيام عاصفتها المدمرة يستمع إلى همهاتها القادمة من الخارج وهي تتحدث في الهاتف ويزداد ثورانه 
مد يده إلى الغطاء وأبعده پعنف عن جسده ثم استقام من الفراش وتحرك باتجاه الباب رآها تقف على مسافة قصيرة من الغرفة مولية ظهرها للباب تحرك نحوها في خطوات من شدة هدوئها وترصدها لم تشعر به ولحسن حظها أنها كانت تنهي اتصالها مع نادر بعدما كان يخبرها بأمر هام يخص الملفات الذي أخذها من مكتب عدنان 
أنهت معه الاتصال واستدارت بجسدها حتى تعود إلى الغرفة لكنها اصطدمت به كحائط منيع يقف بظهرها تماما أصدر شهقة كانت أشبه پصرخة وارتدت للخلف في زعر تتطلع إلى هيئته المرعبة ونظراته القاټلة التي يرمقها بها كأنه نام شخص وأستيقظ آخر ! أين اختفت
نظرات الدفء والعشق التي أمطرها بها طوال ليلتهم منذ ساعات ازدردت ريقها پخوف واضطراب حقيقي هذا المرة 
عدنان بصوتا كان كافي لبث الزعر في نفسها 
_ كنتي بتكلمي مين 
نزلت بعيناها إلى الهاتف الذي بيدها تلقي نظرة مرتبكة عليه ثم عادت بنظرها إليه وقالت متلعثمة في كڈبة كانت سخيفة جدا هذه المرة 
_ دي دي لميا بتكلمني تسألني عن حاجة 
رفع حاجبه مستنكرا كذبتها 
_ في الوقت ده ! 
فريدة بتوتر ملحوظ 
_ آه ما إنت عارف إنها قريبة جدا مني ومش بتعرف تعمل حاجة غير لما تاخد رأى الأول
_ هاتي الزفت ده 
أرخت عضلات يدها عليه فجذبه من يدها وفتحه لكن ظهرت شاشة ادخال الرقم السري أولا فرفعه أمام وجهها وهتف بحدة 
_ افتحيه
مدت يدها وفتحته وهي تقول پغضب امتزج باضطرابها 
_ هو في إيه بظبط ياعدنان ما تفهمني !
_ هنفهم كلنا دلوقتي في إيه
فتح آخر المكالمات وقام بالاتصال على آخر رقم في قائمة الاتصالات بسط الهاتف في المنتصف بينهم وفتح مكبر الصوت ينتظر الرد أحست هي بأنها ستفقد وعيها وانفاسها انسحبت في رئتيها من الخۏف يبدو إنها وصلت لنهاية الطريق ظل صوت الرنين يعلو صوته في أذنها كالبرق وهي تدعو ربها أن لا يقوم نادر بحركة متسرعة ويجيب 
انتهى الرنين دون رد فحدقها بنظرة ممېتة وقال 
_ إنتي مش لسا كنتي بتكلميها برضوا مبتردش ليه 
_ معرفش يمكن دخلت الحمام بعدين أنا
عايزة افهم إنت إيه اللي بتعمله ده
كانت كلمات اندفاعية منها وهي تسحب الهاتف من يده لكنه باغتها بحركة مفاجأة منه وهو يجذبها من ذراعها ويضغط عليها بقسۏة هامسا بنبرة دبت الړعب في أوصالها 
كلمات كلها مبهمة لا يفهم منها سوى شيء واحد أنها أصبحت على الهاوية وأن النهاية المحتومة تقف على أعتاب الباب 
هل كان كل الحب والحنان الذي امطرها به في ليلتهم متصنعا حتى يحقق مبتغاه المجهول ! كيف !!! لا تفهم شيء من الذي يحدث سوى أنه شك بل وأصبح شبه متأكدا من خيانتها له ! 
تجلس بجوار ابنتها في فراشها الصغير وتملس على شعرها بحنو حتى تخلد للنوم بعدما كثرت اسألتها التي لم تجد لها إجابة حول غياب والدها منذ مساء الأمس 
بينما هي فهناك بعض التفاصيل تتذكرها جميعها كان موجود بها بالأمس لا تتمكن من التذكر جيدا لكن هناك صور بعقلها له وهو يحملها ويتجه بها للغرفة تتذكر أنها رأت وجهه وابتسامته وهو يحملها وبعد ذلك لا يوجد اي شيء بذاكرتها ظنته حلم عندما استيقظت من النوم في صباح اليوم التالي لكن كيفية وصولها إلى الفراش وهي كانت نائمة على الأريكة أمام التلفاز بالخارج هذا ما جعلها تتأكد من أنه جاء في المساء 
ألقت نظرة دافئة على صغيرتها التي خلدت للنوم بعمق ثم انحنت عليها وطبعت قبلة رقيقة على جبهتها واستقامة واقفة لتغادر الغرفة بهدوء شديد 
وصلت إلى غرفتها ورفعت يدها تنزع المشبك الذي تثبت به شعرها همت بالدخول للفراش حتى تنام لكن صوت الباب وهو ينفتح سمرها مكانها ظلت ثابتة مكانها تستمع إلى خطواته معتقدة إن وجهته
الأولى ستكون إليها كالعادة لكن ما أصابها بالتعجب أن صوت خطاه توقف ولم يدخل للغرفة رفعت حاجبها بحيرة ثم استدارت واتجهت بخطا قدماها الناعمة إلى
تم نسخ الرابط