امرأة العقاپ لندى محمود
المحتويات
تتحاشى النظر إليه في خوف بينما جلنار فأخذت تتطلع إليه بعدم فهم وتعود وترمق جميلة پغضب شديد فوجدت زوجها يهب واقفا من مقعده ويتقدم باتجاه جميلة حتى وقف أمامها مباشرة وهتف بنظرات مظلمة ومرعبة
_ لعبتي في عداد عمرك ياجميلة وأنا محدش يلعب معايا خلينا متفقين إني مكنتش متوقع أبدا إن توصل بيكي الجراءة والشجاعة إنك تحاول تقربي من مراتي وتأذيها
كانت تتطلع إليه برهبة وقلبها يرتجف من الړعب وعيناها بدأت بزرف الدموع حتى سمعته يكمل بالجملة التي سقطت عليها كالصاعقة
_ بس قبل ما عقاپي يبدأ في عقاپ تاني مميز ليكي وهيكون من جلنار هي اللي هتقرره وأي كان العقاپ اللي هتختاره هيتنفذ !!!
صمت قاټل ملأ الغرفة بأكملها من بين نظرات الدهشة والخۏف والڠضب بعد الجملة الأخيرة التي تفوه بها وهو يترك حرية اختيار العقاپ لزوجته !
لحظة وأثنين وثلاثة حتى استعادت جلنار بأسها ونظراتها القوية لتهب واقفة وتنقل نظرها بينهم بسكون وغموض غريب أرعب جميلة
ارتفع صدر جلنار بشهيقا طويلا وهبط مع زفيرا متهملا ثم اعتلت وجهها ابتسامة ساخرة ونظرة وضيعة خرج معها صوتها أخيرا وهي تقول بقوة تليق بها
التفتت جلنار له تتطلعه ببعض الاستغراب وعدم الفهم بينما هو فتركها وابتعد عنها ليقبض على ذراع جميلة ويهتف في نبرة قذفت الړعب في قلبها وأصابتها بالصدمة
لم يبالي بكلمة واحدة مما سمعها من توسلاتها بل جرها معه للخارج في قسۏة وسط نظرات جميع الموظفين المذهولة والخائڤة قليلا
ظلت جلنار مستمرة بأرضها في عدم استيعاب وعلى عكس المتوقع لم تلحق به بل استدارت بعد ثواني واقتربت من النافذة تنظر منها فترى سيارة الشرطة بالفعل في الأسفل وثم رأته وهو يخرج جميلة ويتركها ليمسك بذراعها أحد العساكر ويدخلها للسيارة عنوة وسط بكائها وبعد دقيقتين تحركت السيارة بها وغادرت ودخل هو للشركة مرة أخرى
_ اللي حصل دلوقتي ده عبرة للكل عشان
لو حد فكر إنه يتخطى حدوده زيها يفتكر كويس إن العقاپ هيكون عسير
_ كل واحد على شغله يلا
فور سماعهم لتلك الجملة تفرقوا فورا وذهب الجميع لمكان عمله بسرعة في صمت بينما هو فأكمل طريقه باتجاه المصعد ليستقل به ثم انفتح الباب بعد لحظات أمام الطابق الثالث خرج وقاد خطواته إلى غرفة مكتبه
فتح الباب ودخل ثم اغلقه وتقدم منها بعدما التفتت هي بجسدها له فور دخوله وعندما أصبح قبالها همست بهدوء
_ ليه عملت كدا !
رفع كفه وملس على وجنتيها بإبهامه في رقة مغمغما بدفء وحزم معا
_ إنتي حنينة وطيبة ياجلنار وسامحتيها بس أنا لا ولا يمكن اتساهل في حقك يعني هي اخدت جزائها اللي تستحقه
هزت رأسها بالإيجاب في ابتسامة خاڤتة ليسترسل هو كلامه بنظرة عميقة مليئة بالآمان
_
قولتلك إن أي حد هيحاول يأذيكي همحيه نهائي
مالت شفتيها من الجانبين مظهرة عن ابتسامة ناعمة وبعيناها كانت نظرة مغرمة لأبعد الحدود
_ ربنا يخليك ليا
غضن حاجبيه بدهشة وابتسامة سعيدة فأبعدها عنه برفق وهمس غير مصدقا
_ قولتي إيه !!
اتسعت ابتسامتها لتظهر أسنانها الناصعة وتكرر نفس الجملة بعاطفة أشد ورقة
_ ربنا يخليك ليا ياعدنان
استطاعت أن
_ ويخليكي ليا يارمانتي
سكنت للحظة بعد جملته ثم سألته مبتسمة بفضول حقيقي
_ عدنان إنت ليه بتقولي يارمانتي أكيد مش اسمي بس هو السبب !!
_ عشان إنتي شبهه في كل حاجة
حدقته بعدم
فهم فتابع هو
_ لما شوفتك أول مرة وكنتي بټعيطي كان وشك كله أحمر ومع شعرك الأسود كان شكلك لا يمكن يتنسى دي نقطة وتاني نقطة إنك زي الرمان فيه لذعة قوية ومميزة مش بتخليك تنفر منه أبدا بل بالعكس بتجذبك ليه أكتر
أنهي العبارة الأخيرة بغمزة جريئة منه لم تخجلها بل اضحكتها بقوة وقالت من بين ضحكها
_ كنت قولتها من الأول بدل المقدمة العريضة دي !
قهقه وهتف بلؤم
جلنار بخجل بسيط هذه المرة
_ عدنان !
كادت أن تكمل كلامها لكنه بتر
متابعة القراءة