امرأة العقاپ لندى محمود
المحتويات
لو تقبض على رقبته وخنقه من فرط الغيظ لكن ذلك الڠضب تحول كله بلحظة لزعر وتوتر شديد حين رأته يميل عليها بقوة وظنته أنه سقبلها ثانية لكن وجدته يضحك بخبث ويقول متصنعا البراءة
_ في إيه مالك اټخضيتي كدا ليه ده أنا كنت باخد ده بس اتفضلي
ورأته يرفع يده أمامها وهو ممسك بباقة من الزهور الحمراء لمعت عيناها كالطفلة الصغيرة فنقطة ضعفها هي الزهور الحمراء وذلك الماكر يعلم جيدا متى يستغل نقاط ضعفها !
الجميل ثم رفعت رأسها وطالعته بصفاء وطبيعية تامة كأنها نست كل شيء حدث بينهم وقالت
_ الورد ده ليا مش كدا !
عدنان بعينان تفيض حبا وحنانا
_ الورد الأحمر ده اتخلق بس عشان رمانتي
_ ميرسي جدا ياعدنان
كاد أن يجيب عليها لكن صوت نشأت بالخارج وهو يهتف مناديا باسمها خلف الباب جعلها تنتفض واقفة مكانها وتحدقه پصدمة متمتمة
_ بابا !
عدنان بثبات مستنكرا ارتباكها
قبضت على ذراعه وهتفت بصوت منخفض وهي تسحبه معها لأي جزء بالغرفة يمكنها اخفائها به
_ يدخل إيه بابا أصلا متعصب جدا منك ولو شافك هنا دلوقتي هيعمل مشكلة كبيرة جدا وأنا مش ناقصة
سحب يده من قبضتها پغضب بسيط متمتما
_ جلنار إيه اللي بتعمليه ده أنا جوزك !
_ كنت لكن دلوقتي اتطلقنا
استفزته وكاد أن يجيب ويفصح عن حقيقة قراره لكنه تمالك أعصابه بصعوبة وسكت فوجدها تجذبه معها إلى الحمام ودخلت ثم جذبته معها وأغلقت الباب عليهم بعدما سمعت صوت باب الغرفة ينفتح
استشاط غيظا ورد بعصبية بسيطة
_ لا إنتي مش طبيعية بجد بعدين من امتى پتخافي من ابوكي إنتي وخاېفة من إيه أساسا مش فاهم !! و
_ هششش اسكت please أنا بجد مش حمل مشاكل ياعدنان وتعبانة خلي بابا يمشي وبعدين تطلع وتمشي إنت كمان
لم يتحدث مجبرا بناءا على رغبتها وللحظة وسمعوا صوت نشأت وهي يهتف بقلق
_ جلنار إنتي فين
جلنار !
كانت ملتصقة به بشدة دون أن تشعر ولم يبعدها بل استغل الموقف لصالحه بذكاء ماكر وراح يدفن وجهه بين خصلات شعرها مغمضا عيناه سامحا لرائحة زهرته ورمانته أن تتخلل رائحتها المسكرة لصدره وقلبه كان بعالم موانئ بينما هي تجيب على أبيها من الداخل
سمعت رده من الخارج
_ طيب ياحبيبتي براحتك أنا كنت بطمن عليكي بس عايزة حاجة أنا هرجع اكمل نوم
جلنار بإيجاز
_ لا يابابا شكرا مش عايزة حاجة
التزمت الصمت لوقت تسمع صوت خطواته التي فور مغادرته تنفست الصعداء براحة والتفتت بجسدها للخلف فتجد ذلك الملتصق بها وهائم بعالم آخر اغتاظت وكادت أن تهتف لكن رائحة عطره الرجولي تخللت بأنفها واشعرتها برغبة في التقيأ فاشاحت بوجهها بعيدا عنه فورا وصاحت
_ ابعد عني ريحتك وحشة إف !
اتسعت عيناه بدهشة من ردها وقال غير مستوعبا وبغيظ مكتوم
_ ريحتي أنا وحشة !!!!
كتمت
أنفها بيدها حتى تمنع دخول الرائحة إليها وردت بقرف
_ أيوة وتاني مرة متقربش مني ولا تيجي تشوفني وإنت حاطط perfume
_ نعم !!
فتحت الباب وقالت بلهجة غريبة تحولت مائة وثمانين درجة
_ أخرج ياعدنان وامشي يلا
ضيق عيناه بحيرة من تحولها وقال ساخرا
_ ما احنا كنا حلوين من شوية ولا هي الهرومانات اشتغلت خلاص
جلنار بلهجة حازمة
_ عدنان برا وخلي بالك متخليش بابا يشوفك
رفع كفه في الهواء يقوسه بشكل مريب كدليل على فرط غيظه منها لكنه اغلفه وضغط على قبضته بقوة ثم غادر وقال باستهزاء وسخط
_
تحبي اخد الورد كمان معايا !
جلنار بثبات تام
_ لا سيب الورد
عدنان ساخرا وبغيظ
_ الورد ريحته حلوة لكن أنا ريحتي وحشة وبتقلب بطنك صح !
رغبت بالضحك لكنها تمالكت أعصابها وتصنعت الصلابة والثقة وهي توميء له بالإيجاب مبتسمة ببرود جعله يستشيط أكثر وبلحظة كان يندفع نحو الباب ويغادر ويتركها فتترك العنان لضحكتها بعد رحيله ثم توجهت للشرفة ووقفت تتابعه بنظرها من الأعلى حتى استقل بسيارته ورحل فعادت للداخل مرة أخرى واقتربت من باقة الزهور تحملها بين ذراعيها وتشم رائحتها مرة أخرى وهي تبتسم بحب وسعادة لكن سرعان ما تلاشت ابتسامتها بعد تذكرها لكل الأحداث التي مروا بها والتي حالت بهم بالنهاية إلى الطلاق ربما أخطأت وتسرعت وربما لا مازالت ليست متأكدة وتحتاج لمزيد من الوقت حتى تستعيد الثقة من جديد حتى الآن لم تواجهه بذلك اليوم الذي ذهب فيه إلى فريدة ولم تخبره أنها رأته !!!
بصباح اليوم التالي داخل منزل حاتم ونادين
حين ارتفع صوت رنين الباب تذكرت نادين أنها طلبت بعد المسلتزمات من حارس المنزل فارتدت رداء قميص النوم فوقه وخرجت بسرعة تفتح الباب له بينما حاتم كان
متابعة القراءة