امرأة العقاپ لندى محمود
المحتويات
بحب برفض فكرة الفراق تماما عايزك تكوني ليا لوحدي وبس ومفيش جنس مخلوق يبصلك ولو اقدر اخبيكي في قلبي من عينهم هعمل كدا عشان كدا مش بتخلى ورفضت اتخلى عنك واطلقك
ابتسمت ثم قالت بترقب لرده
_ طيب نفترض إني طلبت منك تسيبني في مرة عشاني أو إني مش عايزاك أو
منعها من استرسال حديثها وقال بحزم واستياء بسيط في نبرته
طالت النظر إليه بعشق ثم ارتمت عليه وعانقته بحرارة وقوة ليبتسم هو بحب ويضمها إليه أكثر وبعد ثواني معدودة اخترقت همستها أذنه بالكلمة المنتظرة والتي يتوق قلبه لسماعها
_
_ الفصل الثالث والخمسون _
حالة من الذهول تمكنت منه وخلقت سكونا تاما على الأجواء أذناه لا تستوعب ما سمعته للتو لم يكن يتوقع أبدا أن يسمع اعترافها بموقف كهذا !
لم يبدي أي ردة فعل وآثر الصمت وهي بين ذراعيه لكن تدريجيا ارتفعت البسمة السعيدة فوق ثغره قلبه يدق پعنف في مسكنه وروحه العبثية سكنت بسعادة غامرة
_ عدنان !!
طالت نظراته الذائبة لها وكأنه مسكر ثم خرج صوته الخاڤت يقول
_ قولتي إيه !
ابتسمت بدلال وغمغمت
_ إنت مسمعتش يعني أنا قولت إيه !
نفى بهز رأسه وهمس بصوت متلهف
_ تؤتؤ عايز اسمع تاني
_ بحبك يا عدنان
رأته يبتسم ببلاهة وسعادة كطفل صغير ! وبعد ثلاث ثواني بالضبط وجدته يقترب منها أكثر ويميل عليها هامسا برجاء
_ كمان مرة
_ بحبك
مال برأسه للخلف يهتف بنبرة نابعة من صميمه
_ آااه ياني ياما
_ آخر مرة
رفعت حاجبها وردت ضاحكة
_ الله بقى !
عدنان بهيام متوسلا
_ عشان خاطر أبو
تمتم بابتسامة لعوب ونظرة عبثية
_ وضيفي لغلبان كمان واحدة مسكين والدنيا جاية أوي عليه
فهمت تلمحياته الماكرة فضحكت ونكزته في كتفه هاتفة
_ ياعيون وروح وقلب عدنان
لم تجيب واكتفت بابتسامتها الساحرة ونظراتها العاطفية أثارت غريزته وشوقه فمد يده للخلف لا إراديا وأطفأ الضوء !!
بكاء عڼيف من فوزية وسط كلماتها الغير مفهومة بسبب حدة عويلها وبجانبها تجلس سهيلة تحاول تهدئتها وعلى الجانب الآخر كانت تجلس والدة سهيلة وهي أيضا بدورها تلطف على فوزية بالكلمات لتهدأ من زعرها على حفيدتها
!
هتفت فوزية من وسط بكائها
_ أنا عايزة بنتي مهرة مش حفيدتي دي بنتي وبنت الغالي هي اللي فضلالي من بعد أبوها ده أنا لولاها كنت مت من قهرني وحسرتي على ابني
سهيلة بنبرة رزينة على عكس الړعب الذي يستحوذ عليها من الداخل
_ يا خالتي فوزية اهدي ابوس إيدك بإذن الله هيلاقوها وهترجع زي الفل وسالمة
ردت والدة سهيلة بإشفاق
_ أيوة يافوزية خلي عندك ثقة في ربنا ومهرة في حفظه ورعايته وهترجعلك سالمة
كأنها لم تسمع أي كلمة منهم وكانت تفكر بشيء مختلف حيث تطلعت بسهولة في قوة وقالت
_ هو مش اللي اسمه آدم ده هو اللي كلمك ياسهيلة اتصلي بيه وخليني أكلمه أنا هروحله وادور على بنتي
أنهت عباراتها واستقامت واقفة تهم بارتداء حذائها حتى تغادر لكنهم أمسكوا بها ومنعوها من الخروج بلطف لتقول سهيلة
_ تروحي فين بس إنتي لسا تعبانة ومش هتستحملي ياخالتي أنا هخليكي تكلميه بس اقعدي وحياة حبيبك النبي لاحسن تتعبي بزيادة
عادت لبكائها ونواحها من جديد بينما سهيلة فابتعدت قليلا عنهم مسامعهم وأجرت اتصال بآدم الذي أجابها بعد عدة رنات
_ الو
سهيلة بلهفة وصوت مرتعد
_ عرفت حاجة عنها ولا لسا يا آدم
آدم بخنق
_ لا لسا ياسهيلة بس هلاقيها أكيد إن شاء الله
_ طيب خالتي فوزية مصممة تجيلك لما عرفت إن إنت اللي اتصلت بيا وبتدور علي مهرة وحالتها تصعب على الكافر مش مبطلة عياط هفتحلك الميكرفون اللي في الفون وكلمها هديها شوية بالله عليك
_ طيب ادهاني ياسهيلة
عادت لهم بسرعة وقالت لفوزية بعد أن ضغطت على مكبر الصوت في الهاتف
_ أهو آدم ياخالتي كلميه
فوزية بصوت مرتفع من أثر البكاء العڼيف
_ بنتي فين معرفتوش حاجة عنها
خرج صوت آدم الرخيم والرجولي
_ لسا للأسف بس متقلقيش والله أنا مش هرجع بيتي إلا لما الاقيها واطمن عليها واسلمهالك بإيدي كمان اهدي إنتي بس ياست الكل عشان صحتك ومهرة ان شاء الله هتكون بخير أنا مش هسمح إن حاجة تأذيها أبدا واعتبريه وعد
مني
كتمت فوزية صوت بكائها بصعوبة بعد عباراته لا تستطيع إنكار أن كلماته ونبرة الصدق والرجولة التي لمستها في صوته هدأت من روعها قليلا لكن لم تطفأ ڼار الخۏف واللهفة على حفيدتها !
بغرفة زينة
جالسة
فوق مقعدها الهزاز وبيدها الهاتف تحدق في شاشته بيأس لم تتوقف عن محاولاتها للاتصال به منذ رحيله لكن باءت كل محاولاتها بالفشل
لا تتمكن من
متابعة القراءة