امرأة العقاپ لندى محمود
المحتويات
يا نادين بعد اللي سمعته منك بقيت متوقع أي حاجة
اجفلت نظرها أرضا بأسى وتمتمت برجاء _
_ فينا ننسى كل
شيء صار ونرجع متل أول
_ لا !
كان ردا جافا وقاطعا منه جعلها تتطلعه پصدمة وخيبة أمل ثم تابع هو بضيق وصوت مهموم _
_ بالسهولة دي لا أنا لسا ڠضبي مهديش ولا نسيت اللي قولتيه ياريتها كانت
أجابت بندم وحنق _
_ الغيرة عمتني وما كنت دريانة شو عم اقول حس فيني شوي طبيعي بعصب بعد نظرتك إلها أي بعترف إني زودتها شوي بس كمان إنت اتهمتني إني دبرت هاد الاجتماع عن قصد
اطرقت رأسها وانهمرت دمعة حاړقة فوق وجنتيها لتجيبه بصوت مبحوح _
_ بعتذر !
استدارت وهمت بالانصراف لكن أوقفها بقبضة يده على رسغها وادارها إليه ليمد أنامله لوجنتيها يمسح دموعها هامسا برجاء ودفء _
هزت رأسها بالإيجاب ترد بخفوت _
_ معك حق
ثم سحبت رسغها من قبضته وقالت بصوت يكاد لا يسمع وهي تلتفت لتتجه إلى خارج الغرفة _
_ تصبح على خير
رد بعبوس ونظرات تائهة بعد رحيلها _
_ وإنتي من أهله
_ إنتي هبلة يابت !!!
_ كنتي عايزاني أعمل إيه يعني يا سهيلة
ردت الأخرى هازئة _
_ طيب أمه وطلعت ست ارشانة ولئيمة هو ذنبه إيه !
مهرة بجفاء مزيف وأعين متلألأة بالدموع _
سهيلة بحماس _
_ ليه هي حصلت حاجة !!
رمقتها مهرة بقرف وقالت ساخرة _
_آه حصل والفرح الأسبوع الجاي في قاعة اللؤلؤة هو أنا ناقصاكي انتي كمان يعني ليا ساعتين بحكيلك عن مأساتي وإنتي تقوليلي حصل حاجة !! أنا اللي هيحصلي حاجة منك
_ إن شاء الله عدوينك ياحبيبتي ألا هي فين قاعة اللؤلؤة دي صحيح عشان لما اروح متوهش
حدقتها مهرة بنظرة مشټعلة وهبت واقفة لتنقض عليها وسط
ضحكات الأخرى وهي تحاول الفرار منها وبالأخير هتفت بأنفاس متقطعة من كثرة الضحك _
_ خلاص هسكت ومش هفتح بقي تاني آه يابطني مش قادرة اخد نفسي من الضحك
مهرة بغيظ _
_ يامستفزة
_ الله بحاول افرفشك ياببلاوي في إيه !!
_ إنتي كدا بتفرفشيني ولا يتنقطيني !
رفعت السبابة والبنصر معا تشير بهم بمعنى الأثنين وهي تبتسم باتساع لتتأفف مهرة بنفاذ صبر ثم يعبس وجهها من جديد وتقول ببؤس _
_ تفتكري هو مصمم يرجعني الشغل ومش عايز يحل عني ليه
_ عشان الصنارة غمزت !
كان ردا سريعا وواثقا من سهيلة جعلها ترمقها بدهشة وعدم استيعاب لتكمل الأخرى مبتسمة _
_ إيه مالك اټصدمتي كدا ليه بعد اللي حكتهولي ده كله ملوش غير معنى واحد وإنه بدأ يعجب بيكي إن مكنش حبك أصلا
عم الصمت بينهم للحظات طويلة وعينان مهرة ثبتت على الفراغ أمامها تفكر بما قالته صديقتها للتو لكن سرعان ما نفرت الفكرة لسذاجتها وقالت بعدم اقتناع _
_ لا مستحيل إيه الهبل ده هو أكيد حاسس بالذنب بسبب عملة أمه وحابب يعتذر مني بطريقة جديدة شوية
سهيلة ضاحكة باستهزاء منها _
_ أنا برضوا اللي ابطل هبل !!!
علقت نظرها على صديقتها لترى الثقة والخبث في نظراتها لتنفر برأسها سريعا رافضة تصديق فكرتها لكنها انهزمت بالأخير حين سمحت لعقلها بالتفكير في توقعها وإن كان بالفعل حقيقة فارتفعت الابتسامة الهائمة فوق ثغرها والتفتت برأسها إلى سهيلة
تقول بأمل وسعادة غامرة _
_ تفتكري !!
سهيلة بثقة عمياء وغرور _
_ افتكر ونص كمان وبكرا تقولي سهيلة قالت !
شردت بعقلها لعالم آخر تتذكره فيه فقط وهي تبتسم ببلاهة وعاطفة تظهر بوضوح في عيناها المغرمة غير
عابئة
بضحك صديقتها عليها والتي قالت بالأخير في مرح _
_ لا ده إنتي طلعتي حالتك صعبة بجد !
خرجت من الحمام بعدما انتهت من حمامها المسائي الدافيء وكانت ترتدي رداء الحمام وتلف شعرها بالمنشفة البيضاء الصغيرة ثم قادت خطواتها إلى المرآة ونزعت المنشفة عن شعرها والتقطت الفرشاة لتبدأ بتسريحه بعدما استخدمت الجهاز الكهربائي لتجفيف الشعر
ترفع يدها لأعلى فروة شعرها وتنزل بالفرشاة للأسفل ونظراتها ثابتة على انعكاسها في المرآة بشرود رغما عنها لا تتمكن من إخراج كلمات تلك الشيطانة من عقلها وتستمر في التردد بتكرار حتى ملت وباتت تشعر أنها تصدقها عدنان مش بيحبك ولا هيحبك هو لسا بيحب فريدة إنتي مجرد ورقة حظ بس
متابعة القراءة